تنظيم" داعش" الارهابي مثال جيد لتعليم " مهنة النصب على الجماهير وسرقة عقولهم واستغلال عواطفهم الدينية ومعتقداتهم التي تحركها الغرائز عبر الوهم لا عبر الحقائق".

فهذا التنظيم يمثل قمة الاستغلال النفسي للوهم في استمالة الجماهير وفي تجنيد الانصار، ويدعون أنهم تمثيل الاسلام الحقيقي في حين انهم ممثلون اصيلون للوهابية - البدعة الاجرامية التي تمتهن القتل ضد كل من يخالفها سندا الى بداوة جلفة تميز بها حاملوا لوائها في نجد.

تلك البدعة التي احيت فكر مختل وناقص دين وفهم وعقل اسمه ابن تيمية(القرون الوسطى)واكثر الخدع البصرية التي تلعب داعش الارهاب بها على الجماهير الساذجة هي فكرة "الملائكة التي تقاتل مع الارهاب "والله الذي "ينصر المجاهدين".

هل حقا الملائكة هي التي تقاتل أم أموال الرشوة والولاءات الطائفية هي التي تسقط المدن والمواقع أمام قلة من الإرهابيين الذين لولا عون مرتزقة من العشائر لما امتلكوا عشر قواتهم البشرية؟

ملائكة داعش حتى أهل داعش لا يرونها، هؤلاء المسلمين السذج، ضحايا الإعلام العربي المغرض والموجه اللذي استطاع اقناع اغلب الشارع العربي بان اهل السنه في سوريا يتعرضون لمذبحه مروعه، على يد جيش مذهبي من العلويين والشيعه.

كيف كان رد هؤلاء المسلمين على انتصارات داعش في العراق وسوريا، ما بني على وهم لا ينتج وهما حين يتعلق الامر بالغرائز الطائفية بل ينتج دما ويخرّب بلادا ويقتل شعوبا ويهجر الملايين ويدمر منازلهم ويقضي على مستقبل ملايين آخرين.

لقد بنى الاعلام العربي بـ"الوهم" خطراً ايرانياً وقضى تقريباً على الخطر الإسرائيلي الحقيقي فصار الوهم حقيقة والحقيقة وهماً، الخطر الإيراني الذي جعل له الإعلام العربي ممثلا طائفياً هم شيعة العرب وحزب الله والعراقيين الشيعة استغل الحرب الاهلية في العراق واغتيال رفيق الحريري في لبنان واحداث السابع من ايار والثورة الوهابية الطائفية في سورية لكي يقدم للعالم العربي والاسلامي مظلومية اكبر واشد ترويعا من نكبة فلسطين وقد نجح في جعل " النكبة" سنية شاملة على شيعة لا يد للصهاينة فيها لذا ولان الاولى بالاولى قدم الاعلام العربي وهما اسمه الجرائم الشيعية وجعلها بردود الافعال حقيقة.

بالطبع اغتيل الحريري ولكن حتى الساعة لم يثبت إلا أن كل الأدلة التي تتهم حزب الله ملفقة، بالطبع قتل الجيش السوري كثير من الإرهابيين في سورية وكلهم سنة وبسبب الحرب تهجر سنة ودمرت بيوت سنة وانتكست اوضاع ملايين من السنة.

ولكن هل الصراع سني - علوي - شيعي في سورية؟ من دمر حلب وقتل وهجر أهلها ولم يكن فيها لا معارضة ولا ثورة ولا تظاهرات؟ أليس سنة المسلحين؟ وهل أهل حلب الموالين بنسبة الأغلبية للسلطة السورية إلا سنة ومن أصل السنة؟ فلماذا اعتدى على أمنهم " سنة المسلحين" إذاً؟ أين الشيعة هنا؟ وهل أهل بلدة حارم شيعة ليقلتهم ويسبيهم " سنة المسلحين" ؟ إن بلدة حارم في ريف ادلب ظلت تقاتل سنة ونصف ضد الإرهابيين الوهابيين وهي موالية بالكامل للسلطات ولما دخلتها جبهة النصرة قتلت أهلها وسبت نسائها وأطفالها واستعبدتهم وأفرغت منازلها من أهلها وكلهم مئة بالمئة سنة.

نعم في العراق حصلت حرب اهلية، في العراق مليون شيعي بعثي صدامي يوالون الطاغية السابق، وفي العراق ملايين من السنة يقاتلون مع الشيعة ضد القاعدة وداعش فأي خطر شيعي هو وسنة من العشائر يقاتلون مع شيعة ؟ الصراع سياسي تحول إلى طائفي بفعل فاعل ولكنه لم يتحول الى صراع سني شيعي شامل لأن في الطرفين من يقاتل الفتنة ويحاول منعها. ثلاثين بالمئة من السنة في لبنان يقاتلون مع حزب الله فهل الخطر الشيعي والجرائم الشيعية تستهدف سنة دون سنة اخرين؟ إن تنظيم دولة الخلافه الإسلامية مثّل لهؤلاء السذج من ضحايا الإعلام العربي، الرد السني على جرائم في حقيقة الأمر أنها لم تحصل، وإن حصلت فهي قطعاً ليست كما نقلها لهم الإعلام المغرض.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-25
  • 10527
  • من الأرشيف

داعش والتخصص في صناعة الوهم

تنظيم" داعش" الارهابي مثال جيد لتعليم " مهنة النصب على الجماهير وسرقة عقولهم واستغلال عواطفهم الدينية ومعتقداتهم التي تحركها الغرائز عبر الوهم لا عبر الحقائق". فهذا التنظيم يمثل قمة الاستغلال النفسي للوهم في استمالة الجماهير وفي تجنيد الانصار، ويدعون أنهم تمثيل الاسلام الحقيقي في حين انهم ممثلون اصيلون للوهابية - البدعة الاجرامية التي تمتهن القتل ضد كل من يخالفها سندا الى بداوة جلفة تميز بها حاملوا لوائها في نجد. تلك البدعة التي احيت فكر مختل وناقص دين وفهم وعقل اسمه ابن تيمية(القرون الوسطى)واكثر الخدع البصرية التي تلعب داعش الارهاب بها على الجماهير الساذجة هي فكرة "الملائكة التي تقاتل مع الارهاب "والله الذي "ينصر المجاهدين". هل حقا الملائكة هي التي تقاتل أم أموال الرشوة والولاءات الطائفية هي التي تسقط المدن والمواقع أمام قلة من الإرهابيين الذين لولا عون مرتزقة من العشائر لما امتلكوا عشر قواتهم البشرية؟ ملائكة داعش حتى أهل داعش لا يرونها، هؤلاء المسلمين السذج، ضحايا الإعلام العربي المغرض والموجه اللذي استطاع اقناع اغلب الشارع العربي بان اهل السنه في سوريا يتعرضون لمذبحه مروعه، على يد جيش مذهبي من العلويين والشيعه. كيف كان رد هؤلاء المسلمين على انتصارات داعش في العراق وسوريا، ما بني على وهم لا ينتج وهما حين يتعلق الامر بالغرائز الطائفية بل ينتج دما ويخرّب بلادا ويقتل شعوبا ويهجر الملايين ويدمر منازلهم ويقضي على مستقبل ملايين آخرين. لقد بنى الاعلام العربي بـ"الوهم" خطراً ايرانياً وقضى تقريباً على الخطر الإسرائيلي الحقيقي فصار الوهم حقيقة والحقيقة وهماً، الخطر الإيراني الذي جعل له الإعلام العربي ممثلا طائفياً هم شيعة العرب وحزب الله والعراقيين الشيعة استغل الحرب الاهلية في العراق واغتيال رفيق الحريري في لبنان واحداث السابع من ايار والثورة الوهابية الطائفية في سورية لكي يقدم للعالم العربي والاسلامي مظلومية اكبر واشد ترويعا من نكبة فلسطين وقد نجح في جعل " النكبة" سنية شاملة على شيعة لا يد للصهاينة فيها لذا ولان الاولى بالاولى قدم الاعلام العربي وهما اسمه الجرائم الشيعية وجعلها بردود الافعال حقيقة. بالطبع اغتيل الحريري ولكن حتى الساعة لم يثبت إلا أن كل الأدلة التي تتهم حزب الله ملفقة، بالطبع قتل الجيش السوري كثير من الإرهابيين في سورية وكلهم سنة وبسبب الحرب تهجر سنة ودمرت بيوت سنة وانتكست اوضاع ملايين من السنة. ولكن هل الصراع سني - علوي - شيعي في سورية؟ من دمر حلب وقتل وهجر أهلها ولم يكن فيها لا معارضة ولا ثورة ولا تظاهرات؟ أليس سنة المسلحين؟ وهل أهل حلب الموالين بنسبة الأغلبية للسلطة السورية إلا سنة ومن أصل السنة؟ فلماذا اعتدى على أمنهم " سنة المسلحين" إذاً؟ أين الشيعة هنا؟ وهل أهل بلدة حارم شيعة ليقلتهم ويسبيهم " سنة المسلحين" ؟ إن بلدة حارم في ريف ادلب ظلت تقاتل سنة ونصف ضد الإرهابيين الوهابيين وهي موالية بالكامل للسلطات ولما دخلتها جبهة النصرة قتلت أهلها وسبت نسائها وأطفالها واستعبدتهم وأفرغت منازلها من أهلها وكلهم مئة بالمئة سنة. نعم في العراق حصلت حرب اهلية، في العراق مليون شيعي بعثي صدامي يوالون الطاغية السابق، وفي العراق ملايين من السنة يقاتلون مع الشيعة ضد القاعدة وداعش فأي خطر شيعي هو وسنة من العشائر يقاتلون مع شيعة ؟ الصراع سياسي تحول إلى طائفي بفعل فاعل ولكنه لم يتحول الى صراع سني شيعي شامل لأن في الطرفين من يقاتل الفتنة ويحاول منعها. ثلاثين بالمئة من السنة في لبنان يقاتلون مع حزب الله فهل الخطر الشيعي والجرائم الشيعية تستهدف سنة دون سنة اخرين؟ إن تنظيم دولة الخلافه الإسلامية مثّل لهؤلاء السذج من ضحايا الإعلام العربي، الرد السني على جرائم في حقيقة الأمر أنها لم تحصل، وإن حصلت فهي قطعاً ليست كما نقلها لهم الإعلام المغرض.

المصدر : خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة