أكدت رئيسة دير مار يعقوب الأم أغنيس مريم الصليب أن من يدعي اليوم أنه يريد محاربة الإرهاب هو من “ابتدع الإرهاب” وموله وما زال يديره حتى يحقق أهدافه.

وقالت الأم أغنيس في حديث لصحيفة البناء اللبنانية نشر اليوم إن الغارات التي يقوم بها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب “هي أشبه بأفلام هوليوود كل ذلك وما زلنا نتلهى بأمور ثانوية وفئوية في وقت هناك سيناريو يعد لهذه المنطقة سيأخذنا وسيأخذ مستقبل أولادنا إلى اللارجعة وهذا تفكيك للذاكرة الإنسانية وتدمير لحضارتها وخلق مجتمع بلا لون ولا قيم ولا تاريخ مجتمع استهلاكي وسطحي” إننا “نرى ما يجري في سورية من أعمال سلب وحرق ونهب وضرب للبنى التحتية وتدمير الحضارة بمجرد أن من يسمون أنفسهم المجتمع الدولي وضعوا علامة استفهام على قانونية أو شرعية الدولة السورية” مشيرة إلى أن مصالح الدول هي التي تسن القوانين الآن وتجعل الإنسانية مجبرة على نسيان كل ما سبق وأعطانا إياه الأقدمون من قيم إنسانية حضارية وأخلاقية وتتجه نحو مستقبل لا يليق بالإنسان.

ولفتت الأم أغنيس إلى أن ما نشهده اليوم هو توظيف الدين في خدمة السياسة وهذا التوظيف للناس اصطناعي لمصالح سياسية يخلق أساطير تجعل الأشخاص المتدينين يضيعون ظنا منهم بأنهم يخدمون قضية دينية لها أهميتها وقيمتها وهم لا يدرون أنهم ليسوا سوى “قطيع مضلل” موضحة أننا حين نبحث في أسباب هذه الظاهرة فإننا لا ننظر إلى المجتمع الديني ولا إلى رجال الدين بل نتطلع إلى المشغل الأكبر الذي يمول ويحاول أن يجعل من هذا المكون السلفي أداة لخدمة مصالحه.

وأكدت أن هؤلاء “الذين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية مثل /داعش/ وقبله /القاعدة/ وغيرهما لا علاقة لهم بدينهم ولا بمجتمعهم ولا بأي إفراز مجتمعي إنما هم منتج مصطنع تم حقنه في جسد هذا المجتمع بطريقة ممنهجة وذكية جدا مشيرة إلى أن التدين الزائف هو أداة لنسف المجتمعات العربية من الداخل”.

وحول مشاركتها في مؤتمر واشنطن لدعم المسيحيين قالت الأم أغنيس إن مبادرة المنظمين “ولدت ميتة حيث لاحظنا أن هناك تحذيرا بألا يتطرق البطاركة والمشاركون إلى المواضيع الساخنة خلال المؤتمر إذ كانت أول كلمة ترحيب بنا في أميركا التي تدعي الديمقراطية هي اصمتوا وفي المقابل كانت هناك حرية تعبير مطلقة لكل شخص متصهين وهذا ما سبب لنا خيبة أمل كبيرة”.وأضافت إن “تصريح السيناتور الأميركي تيد كروز الذي دعا فيه مسيحيي المشرق إلى التحالف مع الكيان الاسرائيلي كان مؤامرة ضدنا وهذا ما نرفضه رفضا مطلقا فمجرد أن هذا الكيان احتل أرض فلسطين لدواع دينية زائفة فهذا نوع آخر من الداعشية” معتبرة أن مشاركة المتصهينين في المؤتمر إهانة لنا ولكل المشاركين فيه.

وأشارت الأم أغنيس إلى أن مجرد التداول في الإعلام بإمكانية إعطاء الرئيس الأميركي باراك أوباما موعدا للبطاركة أو لا هو إهانة لهم ورد البطريرك لحام على ذلك قائلا نحن من نقرر إذا كنا نريد لقاءه أو لا.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-17
  • 10726
  • من الأرشيف

الأم أغنيس: من يدعي أنه يريد محاربة الإرهاب هو من ابتدعه

أكدت رئيسة دير مار يعقوب الأم أغنيس مريم الصليب أن من يدعي اليوم أنه يريد محاربة الإرهاب هو من “ابتدع الإرهاب” وموله وما زال يديره حتى يحقق أهدافه. وقالت الأم أغنيس في حديث لصحيفة البناء اللبنانية نشر اليوم إن الغارات التي يقوم بها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب “هي أشبه بأفلام هوليوود كل ذلك وما زلنا نتلهى بأمور ثانوية وفئوية في وقت هناك سيناريو يعد لهذه المنطقة سيأخذنا وسيأخذ مستقبل أولادنا إلى اللارجعة وهذا تفكيك للذاكرة الإنسانية وتدمير لحضارتها وخلق مجتمع بلا لون ولا قيم ولا تاريخ مجتمع استهلاكي وسطحي” إننا “نرى ما يجري في سورية من أعمال سلب وحرق ونهب وضرب للبنى التحتية وتدمير الحضارة بمجرد أن من يسمون أنفسهم المجتمع الدولي وضعوا علامة استفهام على قانونية أو شرعية الدولة السورية” مشيرة إلى أن مصالح الدول هي التي تسن القوانين الآن وتجعل الإنسانية مجبرة على نسيان كل ما سبق وأعطانا إياه الأقدمون من قيم إنسانية حضارية وأخلاقية وتتجه نحو مستقبل لا يليق بالإنسان. ولفتت الأم أغنيس إلى أن ما نشهده اليوم هو توظيف الدين في خدمة السياسة وهذا التوظيف للناس اصطناعي لمصالح سياسية يخلق أساطير تجعل الأشخاص المتدينين يضيعون ظنا منهم بأنهم يخدمون قضية دينية لها أهميتها وقيمتها وهم لا يدرون أنهم ليسوا سوى “قطيع مضلل” موضحة أننا حين نبحث في أسباب هذه الظاهرة فإننا لا ننظر إلى المجتمع الديني ولا إلى رجال الدين بل نتطلع إلى المشغل الأكبر الذي يمول ويحاول أن يجعل من هذا المكون السلفي أداة لخدمة مصالحه. وأكدت أن هؤلاء “الذين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية مثل /داعش/ وقبله /القاعدة/ وغيرهما لا علاقة لهم بدينهم ولا بمجتمعهم ولا بأي إفراز مجتمعي إنما هم منتج مصطنع تم حقنه في جسد هذا المجتمع بطريقة ممنهجة وذكية جدا مشيرة إلى أن التدين الزائف هو أداة لنسف المجتمعات العربية من الداخل”. وحول مشاركتها في مؤتمر واشنطن لدعم المسيحيين قالت الأم أغنيس إن مبادرة المنظمين “ولدت ميتة حيث لاحظنا أن هناك تحذيرا بألا يتطرق البطاركة والمشاركون إلى المواضيع الساخنة خلال المؤتمر إذ كانت أول كلمة ترحيب بنا في أميركا التي تدعي الديمقراطية هي اصمتوا وفي المقابل كانت هناك حرية تعبير مطلقة لكل شخص متصهين وهذا ما سبب لنا خيبة أمل كبيرة”.وأضافت إن “تصريح السيناتور الأميركي تيد كروز الذي دعا فيه مسيحيي المشرق إلى التحالف مع الكيان الاسرائيلي كان مؤامرة ضدنا وهذا ما نرفضه رفضا مطلقا فمجرد أن هذا الكيان احتل أرض فلسطين لدواع دينية زائفة فهذا نوع آخر من الداعشية” معتبرة أن مشاركة المتصهينين في المؤتمر إهانة لنا ولكل المشاركين فيه. وأشارت الأم أغنيس إلى أن مجرد التداول في الإعلام بإمكانية إعطاء الرئيس الأميركي باراك أوباما موعدا للبطاركة أو لا هو إهانة لهم ورد البطريرك لحام على ذلك قائلا نحن من نقرر إذا كنا نريد لقاءه أو لا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة