دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعاد الإئتلاف السوري المعارض إنتخاب، أحمد الطعمة، كرئيس لحكومته المؤقتة، بعد أشهر على سحب الثقة منه وإقالته، في خطوة وضعها المراقبون حينها، في خانة تنفيذ الإئتلاف (ممثل المعارضة) للشروط السعودية.
الطعمة الذي ينحدر من المنطقة الشرقية في سوريا، يعتبر من المقربين من جماعة الإخوان المسلمين، ويدور في فلكها، الأمر الذي دفع بالسعوديين إلى طلب إقالته، بضوء العلاقة المتردية بين المملكة وجماعة الإخوان.
وعلى الرغم من الإشكالات التي واجهت الطعمة، وسهام الإنتقادات التي وجهت إليه، وتحميله مسؤولية مقتلة لقاحات اطفال إدلب، وإختلاس عدد من موظفي حكومته لمبالغ مالية والتواري عن الأنظار، غير أنه تمكن من العودة إلى كرسي رئاسة حكومة الإئتلاف من الباب الواسع.
ماذا يعني إعادة إنتخاب الطعمة كرئيس للحكومة، بعد إقالته والحملة التي شنت عليه، سؤال يجيب عليه مصدر قيادي في المعارضة السورية، بالقول: إعادة إنتخاب الطعمة، أثبت بما لا داعي للشك، ان جماعة الإخوان هي التنظيم الأقوى في المعارضة السورية".
وأضاف المصدر، " الإخوان إستطاعوا إيصال رسالة عبر إعادة ترشيح الطعمة، انهم الأقوى رغم كل الحملة التي إستهدفتهم من دول داعمة للمعارضة السورية"، متابعا" تفوقت الجماعة في النهاية على دول لها ثقلها في الموضوع السوري، كالمملكة العربية السعودية، ومصر، علما بأن الدولتين بذلتا جهودا كبير في سبيل إقصاء الجماعة من المشهد المعارض".
وعن العوامل التي ساعدت الجماعة في إعادة الإمساك بكرسي رئاسة الإئتلاف، بظل وجود شخصيات بارزة فيه محسوبة على السعودية، قال المصدر: الجماعة استندت على عاملين اساسيين، أولهما مالي، ويتعلق بالإمدادات التي إشترطت قطر ايصالها إلى (الإئتلاف)، بمقابل إعادة إنتخاب الطعمة، والثاني يتعلق بالثقل التركي في الأزمة السورية، والذي منح الجماعة هامشا واسعا من المناورة، فأنقرة تعتبر القاعدة الخلفية التي ينطلق منها المعارضون".
جدير بالذكر ان رئيس حكومة الإئتلاف "أحمد طعمة"، فاز بالانتخابات التي أجرتها الهيئة العامة للائتلاف، بـ (63) صوتاً من أصل (65) صوتاً، شاركوا بالانتخابات، في ظل انقسامات بين الكتل السياسية، وانسحاب الكتلة الديمقراطية، التي أعلنت في بيان لها مقاطعتها للانتخابات، لما أسمته "سياسات الإخوان المسلمين، التي تحاول فرض مرشحها، رغم إقالته من قبل الأكثرية في الائتلاف الوطني السوري".
وقال رئيس الحكومة المؤقتة "أحمد طعمة"، في اولى تصريحاته بعد إنتخابه "نعتقد أنَّ هناك إمكانية كبيرة لإقامة منطقة عازلة في سوريا، قد تقر في غضون الأشهر الأربعة المقبلة، ونحضر أنفسنا خلال هذه الفترة من أجل الانتقال بالحكومة إلى الداخل".
وأضاف "أنَّ تحقيق المنطقة العازلة سيساهم بشكل كبير في تقديم الخدمات بشكل أفضل للسوريين في الداخل، إلى جانب الدعم المقدم من قبل دول أصدقاء سوريا، لافتاً أنَّ (75%) من موظفي الحكومة السورية المؤقتة موجودون في الداخل".
وذكر "طعمة"، أن إعادة تكليفه يعد بمثابة دعم لمشروع وطني وليد، وليس دعما لشخصٍ أو كتلة، قائلاً: "لن أكرر أخطاء الماضي، وعلى الجميع ألَّا يكرروا أخطاءهم، وأرفض أن أكون محسوباً على جهة ضد أخرى، أو دولة ضد دولة، وأتمنى أن أنال ثقة الجميع، فالاستقطاب يضر بالثورة سواء كان داخليًا، أو خارجيًا، ولا أعتبر نفسي طرفا في أي كتلة، أوصراع ضد أي طرف في الائتلاف، والحكومة لكل السوريين، ويدي ممدودة للجميع".
وأشار رئيس الحكومة المؤقتة إلى أنَّ مكافحة الإرهاب، وفوضى السلاح، وبناء جهاز للشرطة، وإدارة المعابر الحدودية، واستصدار جوازات سفر للسورين، تأتي على رأس أولويات الحكومة بالنسبة للمواطنين السوريين في الداخل.
وتوجه "طعمة"، بالشكر إلى كل من قطر، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، لتقديمهم الدعم للمعارضة السورية.
المصدر :
جواد الصايغ-عربي أونلاين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة