بعد ساعات على اجتماع واشنطن العسكري، الذي ضم القادة العسكريين لـ 22 دولة مشاركة في «التحالف الدولي»،

 اطلقت وزارة الدفاع الاميركية تسمية «العزم التام» على الحملة التي تقودها في العراق وسوريا ضد ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بعد أكثر من شهرين من بدء الغارات.

 وقال العقيد ايد توماس، وهو المتحدث باسم الجنرال مارتن ديمبسي، «ان اسم العملية هو العزم التام (انهيرنت ريزولف)». واضاف: «اتخذ هذا القرار قبل ايام» دون مزيد من التفاصيل.

وكان «داعش» قد أحرز تقدماً في الأسابيع الأخيرة في العراق وسوريا، برغم الغارات الجوية لـ«التحالف الدولي» الذي ناقش استراتيجيته يوم أمس خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة، من المفترض أنه ضم الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقادة أوروبيين يتقدمهم البريطاني ديفيد كاميرون والفرنسي فرنسوا هولاند والألمانية انجيلا ميركل.

في هذا الوقت، حذرت دمشق، أمس، من محاولات إقامة مناطق عازلة على أي جزء من الأراضي السورية تحت أي ذريعة كانت، ورفضت أي تدخل «عدواني» لقوات أجنبية فوق أراضيها. وأكدت دمشق، في بيان صدر عن خارجيتها، أنها ستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها وسلامتها.

وقالت الخارجية السورية إن «الحكومة التركية دأبت منذ بدء الأزمة في سورية على القيام بشكل منهجي بكل ما من شأنه ضرب الاستقرار في سوريا وتهديد سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها». وأضافت، في بيان، أن «الحكومة التركية قامت بتوفير كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة... ما جعل من تركيا قاعدة أساسية للإرهاب الذي يضرب سوريا والعراق ويهدد باقي دول المنطقة، وما المؤامرة التي تكشفت على عين العرب سوى دليل فاضح على العلاقة الوثيقة القائمة بين أنقرة وتنظيم داعش الإرهابي».

وتابعت الوزارة أن «المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية تشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي».

في غضون ذلك، لا تزال الشكوك تطغى على الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن في حربها المزعومة ضد «داعش». وفي السياق، رأى الكاتب الأميركي ديفيد اغناتيوس في مقال في صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية، أن الرئيس باراك أوباما يواجه ضغوطاً كبيرة من أجل التصعيد في العراق وسوريا.

وأوضح أن القادة العسكريين والديبلوماسيين الأميركيين يؤكدون ضرورة أن توسّع واشنطن عملياتها «قبل أن يسيطر المتطرفون على مزيد من الأراضي»، وذلك في ظل سيطرة مقاتلين من تنظيم «داعش» على محافظة الأنبار غرب العراق، وفي ظل المعارك في بلدة «كوباني» على الحدود السورية ـ التركية.

ونقل الكاتب الأميركي عن أحد المسؤولين، وصفه الجهود المبذولة حتى الآن لمواجهة «داعش»، بأنها «قليلة وبطيئة للغاية»، لافتاً الانتباه إلى أن وزير الخارجية جون كيري ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، يؤيّدان على ما يبدو التصعيد، مؤكداً أن أوباما يواجه خيارات جديدة صعبة لتعزيز «التحالف» في كل من سوريا والعراق. وأضاف اغناتيوس أن الجنرال المتقاعد جون آلن (منسق التحالف الدولي) هو من يدير الاستراتيجية الأميركية في العراق وسوريا، وقد عاد لتوّه من المنطقة، مشيراً إلى أن أبرز المقترحات التي تُناقَش في البيت الأبيض من المرجح أن تشمل «تصعيد الهجمات الجوية في العراق وسوريا، حيث يقول بعض المسؤولين إنهم بحاجة لما يراوح بين 150 إلى 200 طلعة جوية يومياً، لوقف تقدّم المتطرفين، وهي زيادة كبيرة جداً على معدل 10 طلعات يومياً، ورغم أن للقوة الجوية تأثيراً محدوداً ضد المتطرفين، إلا أن البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية يصران على أنها قد تكون الوسيلة الوحيدة الآن، لمنع مزيد من الخسائر».

كذلك، أشار أغناتيوس إلى أنّ من بين المقترحات «إنشاء قطاع حدودي شمال سوريا آمن من الهجمات الجويةللطيران السوري »، مضيفاً أنه رغم أن الرئيس الأميركي عارض فكرة المنطقة العازلة، إلا أن عدداً من المسؤولين يرون الآن أنه أساسي، من أجل استقرار تركيا على الأقل. أما المقترح ما قبل الأخير، فيتضمن تحذير للنظام  أن «القوات التابعة للتحالف الدولي لن تسمح له باستهداف الجيش السوري المعتدل الذي ستدربه».

وفي مقال آخر، أكدت الصحيفة أن «التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، ما زال يعاني من خلافات استراتيجية «خطيرة» تحديداً في ما يخص سوريا.

على صعيد آخر، نشرت، أول من أمس، صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للكاتبة ناتالي نوغيردي بعنوان «الأوروبيون انضموا إلى الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية – فماذا بعد؟». وحذرت الكاتبة الدول الأوروبية من ترك واشنطن تحدد بمفردها استراتيجية مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيرة إلى أن الحرب ضد التنظيم تدور بجوار القارة الأوروبية. ورأت أنه «يمكن الدول الأوروبية وصف نفسها بالحلفاء المخلصين، وهو ما لا يمكن أن ينطبق على لاعبين إقليمين آخرين في الشرق الأوسط». وقالت إن السعودية والدول الخليجية الأخرى وتركيا، من دون ذكر إيران، «تنتهج جميعاً سياسة حافة الهاوية بعدما حولت سوريا والعراق إلى ميدان لحرب بالوكالة».

  • فريق ماسة
  • 2014-10-15
  • 14659
  • من الأرشيف

واشنطن تعمّد حربها الجديدة: العزم التام!

بعد ساعات على اجتماع واشنطن العسكري، الذي ضم القادة العسكريين لـ 22 دولة مشاركة في «التحالف الدولي»،  اطلقت وزارة الدفاع الاميركية تسمية «العزم التام» على الحملة التي تقودها في العراق وسوريا ضد ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بعد أكثر من شهرين من بدء الغارات.  وقال العقيد ايد توماس، وهو المتحدث باسم الجنرال مارتن ديمبسي، «ان اسم العملية هو العزم التام (انهيرنت ريزولف)». واضاف: «اتخذ هذا القرار قبل ايام» دون مزيد من التفاصيل. وكان «داعش» قد أحرز تقدماً في الأسابيع الأخيرة في العراق وسوريا، برغم الغارات الجوية لـ«التحالف الدولي» الذي ناقش استراتيجيته يوم أمس خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة، من المفترض أنه ضم الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقادة أوروبيين يتقدمهم البريطاني ديفيد كاميرون والفرنسي فرنسوا هولاند والألمانية انجيلا ميركل. في هذا الوقت، حذرت دمشق، أمس، من محاولات إقامة مناطق عازلة على أي جزء من الأراضي السورية تحت أي ذريعة كانت، ورفضت أي تدخل «عدواني» لقوات أجنبية فوق أراضيها. وأكدت دمشق، في بيان صدر عن خارجيتها، أنها ستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها وسلامتها. وقالت الخارجية السورية إن «الحكومة التركية دأبت منذ بدء الأزمة في سورية على القيام بشكل منهجي بكل ما من شأنه ضرب الاستقرار في سوريا وتهديد سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها». وأضافت، في بيان، أن «الحكومة التركية قامت بتوفير كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة... ما جعل من تركيا قاعدة أساسية للإرهاب الذي يضرب سوريا والعراق ويهدد باقي دول المنطقة، وما المؤامرة التي تكشفت على عين العرب سوى دليل فاضح على العلاقة الوثيقة القائمة بين أنقرة وتنظيم داعش الإرهابي». وتابعت الوزارة أن «المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية تشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي». في غضون ذلك، لا تزال الشكوك تطغى على الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن في حربها المزعومة ضد «داعش». وفي السياق، رأى الكاتب الأميركي ديفيد اغناتيوس في مقال في صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية، أن الرئيس باراك أوباما يواجه ضغوطاً كبيرة من أجل التصعيد في العراق وسوريا. وأوضح أن القادة العسكريين والديبلوماسيين الأميركيين يؤكدون ضرورة أن توسّع واشنطن عملياتها «قبل أن يسيطر المتطرفون على مزيد من الأراضي»، وذلك في ظل سيطرة مقاتلين من تنظيم «داعش» على محافظة الأنبار غرب العراق، وفي ظل المعارك في بلدة «كوباني» على الحدود السورية ـ التركية. ونقل الكاتب الأميركي عن أحد المسؤولين، وصفه الجهود المبذولة حتى الآن لمواجهة «داعش»، بأنها «قليلة وبطيئة للغاية»، لافتاً الانتباه إلى أن وزير الخارجية جون كيري ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، يؤيّدان على ما يبدو التصعيد، مؤكداً أن أوباما يواجه خيارات جديدة صعبة لتعزيز «التحالف» في كل من سوريا والعراق. وأضاف اغناتيوس أن الجنرال المتقاعد جون آلن (منسق التحالف الدولي) هو من يدير الاستراتيجية الأميركية في العراق وسوريا، وقد عاد لتوّه من المنطقة، مشيراً إلى أن أبرز المقترحات التي تُناقَش في البيت الأبيض من المرجح أن تشمل «تصعيد الهجمات الجوية في العراق وسوريا، حيث يقول بعض المسؤولين إنهم بحاجة لما يراوح بين 150 إلى 200 طلعة جوية يومياً، لوقف تقدّم المتطرفين، وهي زيادة كبيرة جداً على معدل 10 طلعات يومياً، ورغم أن للقوة الجوية تأثيراً محدوداً ضد المتطرفين، إلا أن البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية يصران على أنها قد تكون الوسيلة الوحيدة الآن، لمنع مزيد من الخسائر». كذلك، أشار أغناتيوس إلى أنّ من بين المقترحات «إنشاء قطاع حدودي شمال سوريا آمن من الهجمات الجويةللطيران السوري »، مضيفاً أنه رغم أن الرئيس الأميركي عارض فكرة المنطقة العازلة، إلا أن عدداً من المسؤولين يرون الآن أنه أساسي، من أجل استقرار تركيا على الأقل. أما المقترح ما قبل الأخير، فيتضمن تحذير للنظام  أن «القوات التابعة للتحالف الدولي لن تسمح له باستهداف الجيش السوري المعتدل الذي ستدربه». وفي مقال آخر، أكدت الصحيفة أن «التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، ما زال يعاني من خلافات استراتيجية «خطيرة» تحديداً في ما يخص سوريا. على صعيد آخر، نشرت، أول من أمس، صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للكاتبة ناتالي نوغيردي بعنوان «الأوروبيون انضموا إلى الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية – فماذا بعد؟». وحذرت الكاتبة الدول الأوروبية من ترك واشنطن تحدد بمفردها استراتيجية مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيرة إلى أن الحرب ضد التنظيم تدور بجوار القارة الأوروبية. ورأت أنه «يمكن الدول الأوروبية وصف نفسها بالحلفاء المخلصين، وهو ما لا يمكن أن ينطبق على لاعبين إقليمين آخرين في الشرق الأوسط». وقالت إن السعودية والدول الخليجية الأخرى وتركيا، من دون ذكر إيران، «تنتهج جميعاً سياسة حافة الهاوية بعدما حولت سوريا والعراق إلى ميدان لحرب بالوكالة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة