قصته شغلت الرأي العام العالمي حين ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليه، وتطوعت الولايات المتحدة "بطلة الحريات في العالم" للدعوة إلى إطلاق سراحه على الفور.

معظم وسائل الاعلام العالمية شككت في الرواية الايرانية حول مجريات الإمساك به. كل هذه الضوضاء كانت حول مصير شخصية وُصفت بأنها الأكثر حنكة وجرأة في إثارة الفتن والفوضى في إيران وارتكاب جرائم بشعة بحق المدنيين وأفراد من الشرطة والحرس الثوري الإيراني.

"عبد الحميد ريغي" أو عبد الملك ريغي هو موضوع الفيلم الوثائقي الإيراني، "ريغي".

يتعرّض الفيلم للسيرة الذاتية لهذا الإرهابي الذي كان له علاقة وطيدة مع المخابرات الأميركية المركزية. واللافت أن عبد الحميد كان ضلعيا في الجريمة وعالم المخدرات وتهريب الأسلحة منذ كان ابن ثلاثة عشر عاماً مع أخيه، الذي هو الأخر ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليه وأعدم بعد سنوات.

يروي الفيلم بسرد وثائقي فيه الكثير من الإثارة والتشويق العملية المخابراتية الإيرانية التي استمرت خمسة أشهر  لاعتقال "ريغي" بعدما توصلت إلى طرف الخيط وعرفت طبيعة تنقلاته، حتى تمكّنت أخيرا بعد إجراءات معقدة من إلقاء القبض عليه بينما كان على متن طائرة خاصة متوجهاً إلى بلد عربي على الأغلب حسبما أشارت تقارير المخابرات أنها دولة الإمارات العربية المتحدة. أدين "عبد الحميد" بالانضمام إلى الجماعة الإرهابية (جند الله) وترأسها والمشاركة في عمليات التهريب الممنوعة والمحرمة محلياً ودولياً.

الشريط الوثائقي يستفيد من المقابلات التي أجراها "عبد الحميد" والتي تثبت ضلوعه في الإجرام، ففي عام 2009، اعترف خلال مقابلة مع قناة "برس تي في" بقتل زوجته وشقيقها. واعترف ايضا بالشراكة السرية بين جماعة جند الله ووكالة المخابرات المركزية (CIA).

وفق الرواية الإيرانية ، فان الرجل الأول الذي طاردته إيران لسنوات اعتقل بعد اعتراض طائرة كانت تقله من دبي إلى قرغيزستان. الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمرا بالهبوط (في جنوب إيران في مطار مدينة بندر عباس) وأوقف ريغي بعد تفتيش الطائرة ، لكن تنظم "جند الله" روّج لرواية أخرى تُفيد بأن "ريغي" اعتقل بسبب خيانة تعرض لها ، وأن أجهزة استخبارات في دول مجاورة ضالعة في عملية الاعتقال.

ويُظهر الشريط الوثائقي تأشيرة الدخول إلى مدينة دبي بالإضافة إلى أوراق ثبوتية صادرة من الحكومة الأفغانية. ويبيّن الفيلم كيف أن المخابرات وأجهزة الأمن الإيرانية نجحت في إنهاء ملف هذا الرجل لوحدها دون مساعدة من اي دولة أو استخبارات اجنبية، فقد تمّ استدراجه في عملية أمنية شديدة الحذر والدقة كونه ينتمي إلى الطائفة السنية في إيران، الأمر الذي كان يستغله الإعلام الغربي لإثارة النعرات الطائفية في الجمهورية الإسلامية.

ويظهر الفيلم كيف أن زعيم جماعة "جند الله" الإرهابية كان في قاعدة عسكرية أميركية قبل اعتقاله بأربع وعشرين ساعة... وسافر إلى بعض الدول الأوروبية قبل اعتقاله... وأصدر الأميركيون لريغي جواز سفر أفغانيا وبطاقة هوية للتوجه إلى باكستان. وكان "ريغي" تلقى تدريبات في بريطانيا التي زارها مرتين ،وكان يتلقى التعليمات من خبير بريطاني.

ورغم إدعاء "ريغي" على الدوام الدفاع عن مطالب "أهل السنة" في إيران ، فإن اللافت للانتباه أن أهل السنة في إيران رفضوا على الدوام الاعتراف بتنظيم ريغي ، وكانوا يرونه تنظيماً إرهابياً ينبغي وقفه لأنه يسيء إلى مصالح أهل السنة في إيران أكثر مما يفيدهم.

الفيلم الوثائقي الإيراني "ريغي"، يُعرض في جزئين ، على قناة المنار هذا الأحد ، ويوم الأحد من الأسبوع القادم، الساعة الثامنة والنصف مساءً. إخراج وإعداد وتحقيق علي رضا فليمان.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-11
  • 15885
  • من الأرشيف

إيران تنشر فيلم وثائقي عن العملية الاستخباراتية الدقيقة التي اعتقلت فيها عبد الحميد ريغي

قصته شغلت الرأي العام العالمي حين ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليه، وتطوعت الولايات المتحدة "بطلة الحريات في العالم" للدعوة إلى إطلاق سراحه على الفور. معظم وسائل الاعلام العالمية شككت في الرواية الايرانية حول مجريات الإمساك به. كل هذه الضوضاء كانت حول مصير شخصية وُصفت بأنها الأكثر حنكة وجرأة في إثارة الفتن والفوضى في إيران وارتكاب جرائم بشعة بحق المدنيين وأفراد من الشرطة والحرس الثوري الإيراني. "عبد الحميد ريغي" أو عبد الملك ريغي هو موضوع الفيلم الوثائقي الإيراني، "ريغي". يتعرّض الفيلم للسيرة الذاتية لهذا الإرهابي الذي كان له علاقة وطيدة مع المخابرات الأميركية المركزية. واللافت أن عبد الحميد كان ضلعيا في الجريمة وعالم المخدرات وتهريب الأسلحة منذ كان ابن ثلاثة عشر عاماً مع أخيه، الذي هو الأخر ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليه وأعدم بعد سنوات. يروي الفيلم بسرد وثائقي فيه الكثير من الإثارة والتشويق العملية المخابراتية الإيرانية التي استمرت خمسة أشهر  لاعتقال "ريغي" بعدما توصلت إلى طرف الخيط وعرفت طبيعة تنقلاته، حتى تمكّنت أخيرا بعد إجراءات معقدة من إلقاء القبض عليه بينما كان على متن طائرة خاصة متوجهاً إلى بلد عربي على الأغلب حسبما أشارت تقارير المخابرات أنها دولة الإمارات العربية المتحدة. أدين "عبد الحميد" بالانضمام إلى الجماعة الإرهابية (جند الله) وترأسها والمشاركة في عمليات التهريب الممنوعة والمحرمة محلياً ودولياً. الشريط الوثائقي يستفيد من المقابلات التي أجراها "عبد الحميد" والتي تثبت ضلوعه في الإجرام، ففي عام 2009، اعترف خلال مقابلة مع قناة "برس تي في" بقتل زوجته وشقيقها. واعترف ايضا بالشراكة السرية بين جماعة جند الله ووكالة المخابرات المركزية (CIA). وفق الرواية الإيرانية ، فان الرجل الأول الذي طاردته إيران لسنوات اعتقل بعد اعتراض طائرة كانت تقله من دبي إلى قرغيزستان. الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمرا بالهبوط (في جنوب إيران في مطار مدينة بندر عباس) وأوقف ريغي بعد تفتيش الطائرة ، لكن تنظم "جند الله" روّج لرواية أخرى تُفيد بأن "ريغي" اعتقل بسبب خيانة تعرض لها ، وأن أجهزة استخبارات في دول مجاورة ضالعة في عملية الاعتقال. ويُظهر الشريط الوثائقي تأشيرة الدخول إلى مدينة دبي بالإضافة إلى أوراق ثبوتية صادرة من الحكومة الأفغانية. ويبيّن الفيلم كيف أن المخابرات وأجهزة الأمن الإيرانية نجحت في إنهاء ملف هذا الرجل لوحدها دون مساعدة من اي دولة أو استخبارات اجنبية، فقد تمّ استدراجه في عملية أمنية شديدة الحذر والدقة كونه ينتمي إلى الطائفة السنية في إيران، الأمر الذي كان يستغله الإعلام الغربي لإثارة النعرات الطائفية في الجمهورية الإسلامية. ويظهر الفيلم كيف أن زعيم جماعة "جند الله" الإرهابية كان في قاعدة عسكرية أميركية قبل اعتقاله بأربع وعشرين ساعة... وسافر إلى بعض الدول الأوروبية قبل اعتقاله... وأصدر الأميركيون لريغي جواز سفر أفغانيا وبطاقة هوية للتوجه إلى باكستان. وكان "ريغي" تلقى تدريبات في بريطانيا التي زارها مرتين ،وكان يتلقى التعليمات من خبير بريطاني. ورغم إدعاء "ريغي" على الدوام الدفاع عن مطالب "أهل السنة" في إيران ، فإن اللافت للانتباه أن أهل السنة في إيران رفضوا على الدوام الاعتراف بتنظيم ريغي ، وكانوا يرونه تنظيماً إرهابياً ينبغي وقفه لأنه يسيء إلى مصالح أهل السنة في إيران أكثر مما يفيدهم. الفيلم الوثائقي الإيراني "ريغي"، يُعرض في جزئين ، على قناة المنار هذا الأحد ، ويوم الأحد من الأسبوع القادم، الساعة الثامنة والنصف مساءً. إخراج وإعداد وتحقيق علي رضا فليمان.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة