الصحف الأميركية الرئيسية تنقد سياسة الرئيس الأميركي لمضيه بمفرده شن غارات ضد تنظيم "داعش" من دون موافقة الكونغرس، وإحدى هذه الصحف تحذر من "إقحام واشنطن في صراع مكلف آخر في الشرق الاوسط، حيث أن التأييد الشعبي الأميركي للغارات في سوريا لن يدوم طويلاً".

تشاطرت الصحف الرئيسة في انتقادها سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمضيه بمفرده في شن الغارات الجوية ضد "داعش" من دون موافقة الكونغرس عليها.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أوباما أثبت "افتقاره لخطة مقنعة في سوريا"، سيما لعدم "توضيحه كيف يمكن للغارات الجوية تقويض الجماعات المتطرفة، بل كان قرارا سيئاً". وحذرت الصحيفة من "إقحام البلاد في صراع مكلف آخر في الشرق الاوسط. إذ إن التأييد الشعبي الأميركي للغارات في سوريا لن يدوم طويلا"، وينبغي التوجه "لمجلس الأمن للتصويت على أحقية الغارات".

من جانبها، رصدت صحيفة "واشنطن بوست" ردود الفعل العالمية "المتباينة" تجاه الغارات الأميركية، فلفتت النظر إلى الهوة في الشارع العربي بغياب المظاهرات المنددة ودعم "الحكومات الرسمية التي عارضت التدخلات العسكرية الأميركية سابقاً"، وعدم بروز تظاهرات مؤيدة لداعش "باستثناء اسطنبول".

ووصفت الصحيفة رد فعل الحكومة السورية "بالمبهم. إذ استجابت دمشق بهدوء إلى حد ما، بينما صرح أبرز مؤيديها بأن الغارات غير قانونية وغير أخلاقية". كما نقلت وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله للغارات بأن "الولايات المتحدة ليست في موقع أخلاقي يمكنها محاربة الإرهاب".

أما الانتقادات في الداخل الأميركي، كما أوردت الصحيفة، فجاءت استناداً "لفشل واشنطن تقديم دعم مبكر للمعارضة السورية المسلحة، مما سمح بصعود المتطرفين الإسلاميين".

وفي تقرير منفصل، أثنت صحيفة "واشنطن بوست" على "بدء تبلور استراتيجية للرئيس أوباما ضد داعش". وأوضحت أن خطة أوباما ومستشاريه العسكريين تنطوي على العناصر التالية: "شن عمل عسكري مباشر، وشن عمليات ضد المقاتلين الأجانب، وقطع التمويل، وتقديم المساعدة الإنسانية، واستخدام الأنشطة الإعلامية لـ"نزع الشرعية" عن المتطرفين".

كما لفتت الصحيفة النظر إلى الجدل داخل الإدارة الأميركية حول الجهاز المشرف على تلك الغارات، هل هي وزارة الدفاع أم وكالة الإستخبارات المركزية، وترجيح أوباما "للعمل في العلن" بإشراف وزارة الدفاع طمعاً في "تعزيز سبل التعاون داخل الحلف بموجب قواعد السلوك الشفافة".

من جهتها، رحبت صحيفة "يو اس ايه توداي" بمشاركة الدول العربية في الغارات الجوية مما يعد "تحولاً ديبلوماسياً للإدارة الأميركية" التي ترفض التدخل على انفراد؛ ومن شأن ذلك التحالف "توفير الشرعية السياسية لمواصلة الغارات الجوية".

  • فريق ماسة
  • 2014-09-24
  • 7801
  • من الأرشيف

صدى الغارات الجوية ضد "داعش" في الصحافة الأميركية

الصحف الأميركية الرئيسية تنقد سياسة الرئيس الأميركي لمضيه بمفرده شن غارات ضد تنظيم "داعش" من دون موافقة الكونغرس، وإحدى هذه الصحف تحذر من "إقحام واشنطن في صراع مكلف آخر في الشرق الاوسط، حيث أن التأييد الشعبي الأميركي للغارات في سوريا لن يدوم طويلاً". تشاطرت الصحف الرئيسة في انتقادها سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمضيه بمفرده في شن الغارات الجوية ضد "داعش" من دون موافقة الكونغرس عليها. واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أوباما أثبت "افتقاره لخطة مقنعة في سوريا"، سيما لعدم "توضيحه كيف يمكن للغارات الجوية تقويض الجماعات المتطرفة، بل كان قرارا سيئاً". وحذرت الصحيفة من "إقحام البلاد في صراع مكلف آخر في الشرق الاوسط. إذ إن التأييد الشعبي الأميركي للغارات في سوريا لن يدوم طويلا"، وينبغي التوجه "لمجلس الأمن للتصويت على أحقية الغارات". من جانبها، رصدت صحيفة "واشنطن بوست" ردود الفعل العالمية "المتباينة" تجاه الغارات الأميركية، فلفتت النظر إلى الهوة في الشارع العربي بغياب المظاهرات المنددة ودعم "الحكومات الرسمية التي عارضت التدخلات العسكرية الأميركية سابقاً"، وعدم بروز تظاهرات مؤيدة لداعش "باستثناء اسطنبول". ووصفت الصحيفة رد فعل الحكومة السورية "بالمبهم. إذ استجابت دمشق بهدوء إلى حد ما، بينما صرح أبرز مؤيديها بأن الغارات غير قانونية وغير أخلاقية". كما نقلت وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله للغارات بأن "الولايات المتحدة ليست في موقع أخلاقي يمكنها محاربة الإرهاب". أما الانتقادات في الداخل الأميركي، كما أوردت الصحيفة، فجاءت استناداً "لفشل واشنطن تقديم دعم مبكر للمعارضة السورية المسلحة، مما سمح بصعود المتطرفين الإسلاميين". وفي تقرير منفصل، أثنت صحيفة "واشنطن بوست" على "بدء تبلور استراتيجية للرئيس أوباما ضد داعش". وأوضحت أن خطة أوباما ومستشاريه العسكريين تنطوي على العناصر التالية: "شن عمل عسكري مباشر، وشن عمليات ضد المقاتلين الأجانب، وقطع التمويل، وتقديم المساعدة الإنسانية، واستخدام الأنشطة الإعلامية لـ"نزع الشرعية" عن المتطرفين". كما لفتت الصحيفة النظر إلى الجدل داخل الإدارة الأميركية حول الجهاز المشرف على تلك الغارات، هل هي وزارة الدفاع أم وكالة الإستخبارات المركزية، وترجيح أوباما "للعمل في العلن" بإشراف وزارة الدفاع طمعاً في "تعزيز سبل التعاون داخل الحلف بموجب قواعد السلوك الشفافة". من جهتها، رحبت صحيفة "يو اس ايه توداي" بمشاركة الدول العربية في الغارات الجوية مما يعد "تحولاً ديبلوماسياً للإدارة الأميركية" التي ترفض التدخل على انفراد؛ ومن شأن ذلك التحالف "توفير الشرعية السياسية لمواصلة الغارات الجوية".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة