قالت صحيفة البناء اللبنانية ، ان التسوية الهشة التي صاغتها وقائع الغارات الأميركية على مواقع داعش في سورية، لم ترسم خريطة طريق للحرب على الإرهاب،

ولم تسفر عن تبلور وضع دولي متين برؤية واضحة لهذه الحرب، فالموقف السوري لم يتعد كونه تمريراً ليوم الغارات بتقبل اعتبار التبليغ المسبق مقبولاً من دون منحه شرعية الاستمرار، وروسيا وإيران لم تغفلا الرفض لهذا الأسلوب، بل أعلنتا أن الطريقة الأميركية تعوزها الشرعية القانونية والأخلاقية.

موسكو من جهتها بادرت لإرسال مجموعة من قطعها البحرية إلى مرفأ طرطوس في الساحل السوري، في خطوة قال محللون روس أنها تتزامن مع التحضيرات التي تجريها الديبلوماسية الروسية للإعلان عن حلف للحرب على الإرهاب، يضمها إلى الصين وإيران وعدد من دول العالم وفي المقدمة سورية، وأن موسكو ترى أن واشنطن أضاعت فرصة إنشاء حلف موحد عالمياً تحت راية قرارات مجلس الأمن وتحت علم الأمم المتحدة، وإصرارها على جعل الحلف عنواناً لإرضاء حلفائها وتصفية الحساب مع خصومها، جعله حلفاً أبتراً عاجزاً عن تلبية متطلبات النجاح لهذه الحرب، مما يفرض على موسكو التحرك لضم الذين يجب إشراكهم في هذه الحرب لضمان نجاحها في حلف مواز، يصير العمل على التنسيق بين الحلفين عبر موسكو وواشنطن طريقاً مقبولاً وأقل إحراجاً لفرقاء الحلفين، وتكون عملية التقاسم الطبيعية تدريجية بين الحلفين، بما يجعل داعش العراق مسؤولية الحلف الذي تقوده واشنطن، وداعش سورية ومترادفاتها مسؤولية الحلف الذي تقوده موسكو.

بالتوازي مع التحضير الروسي لخطوات نوعية في قيادة الحلف المنشود، كانت نيويورك تتحول إلى منصة كلام عنوانه الحرب على الإرهاب، من دون تقديم جديد يغير في المعادلات التي تؤكد أن الانقسام العالمي مستمر بين محورين، على رغم الجاذبية التي بدا أن اليمن منحتها بصورة لافتة لمكانة إيران، بسبب القلق على الخليج ومصيره ومستقبل أنظمة الحكم فيه وفقا" للبناء..

 

  • فريق ماسة
  • 2014-09-24
  • 9009
  • من الأرشيف

موسكو تحضر عسكرياً في طرطوس تمهيداً لحلف للحرب على الإرهاب

قالت صحيفة البناء اللبنانية ، ان التسوية الهشة التي صاغتها وقائع الغارات الأميركية على مواقع داعش في سورية، لم ترسم خريطة طريق للحرب على الإرهاب، ولم تسفر عن تبلور وضع دولي متين برؤية واضحة لهذه الحرب، فالموقف السوري لم يتعد كونه تمريراً ليوم الغارات بتقبل اعتبار التبليغ المسبق مقبولاً من دون منحه شرعية الاستمرار، وروسيا وإيران لم تغفلا الرفض لهذا الأسلوب، بل أعلنتا أن الطريقة الأميركية تعوزها الشرعية القانونية والأخلاقية. موسكو من جهتها بادرت لإرسال مجموعة من قطعها البحرية إلى مرفأ طرطوس في الساحل السوري، في خطوة قال محللون روس أنها تتزامن مع التحضيرات التي تجريها الديبلوماسية الروسية للإعلان عن حلف للحرب على الإرهاب، يضمها إلى الصين وإيران وعدد من دول العالم وفي المقدمة سورية، وأن موسكو ترى أن واشنطن أضاعت فرصة إنشاء حلف موحد عالمياً تحت راية قرارات مجلس الأمن وتحت علم الأمم المتحدة، وإصرارها على جعل الحلف عنواناً لإرضاء حلفائها وتصفية الحساب مع خصومها، جعله حلفاً أبتراً عاجزاً عن تلبية متطلبات النجاح لهذه الحرب، مما يفرض على موسكو التحرك لضم الذين يجب إشراكهم في هذه الحرب لضمان نجاحها في حلف مواز، يصير العمل على التنسيق بين الحلفين عبر موسكو وواشنطن طريقاً مقبولاً وأقل إحراجاً لفرقاء الحلفين، وتكون عملية التقاسم الطبيعية تدريجية بين الحلفين، بما يجعل داعش العراق مسؤولية الحلف الذي تقوده واشنطن، وداعش سورية ومترادفاتها مسؤولية الحلف الذي تقوده موسكو. بالتوازي مع التحضير الروسي لخطوات نوعية في قيادة الحلف المنشود، كانت نيويورك تتحول إلى منصة كلام عنوانه الحرب على الإرهاب، من دون تقديم جديد يغير في المعادلات التي تؤكد أن الانقسام العالمي مستمر بين محورين، على رغم الجاذبية التي بدا أن اليمن منحتها بصورة لافتة لمكانة إيران، بسبب القلق على الخليج ومصيره ومستقبل أنظمة الحكم فيه وفقا" للبناء..  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة