لم ينتظر التحالف الدولي بقيادة أميركا أي اذن مسبق من النظام السوري ويواصل مهمته لليوم الثاني، لكنه حصل على دعم المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف المعارض، خصوصاً بعد نيل الرئيس باراك اوباما موافقة مجلسي النواب والشيوخ لتسليح الكتائب المسلحة المعتدلة وتدريبها، ووقت راح النظام السوري يستثمر الضربات الجوية ويرحب بأي مبادرة ضد الارهاب، برزت مواقف سورية معارضة ترفض أي تدخل خارجي سواء كانت لضرب "الدولة الاسلامية" او النظام السوري، فيما هناك مواقف أخرى غالبيتها "عسكرية" وتابعة لـ"الجيش السوري الحر" ترفض ضرب القدمين قبل البدء بـ"رأس الارهاب" النظام و"حزب الله".

"رأيناه مسبقاً"

"Déjà vu" أو "رأيناه مسبقاً"، بهذا المعنى يستهل المنسق العام لـ"هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة هيثم مناع رؤيته لضربات التحالف في سوريا، معتمداً على ما استخلصه من نتائج جراء الضربات التي تلقتها جماعات مشابهة لـ"داعش" في اليمن والصومال وافغانستان، وبحسبه فإن الضربات الجوية في اليمن استطاعت ان تقتل ثلاثة قياديين مهمين من القاعدة لكن في الفترة الزمنية نفسها تم استبدالهم باخرين فضلاً عن وصول نحو 15 قيادياً إلى اليمن، وفي الصومال تم ضرب تنظيم الشباب الاسلامي لكن الامر دفع الى دعمه على الارض إلى ان بات القوة العسكرية الاساسية هناك، أما في افغانستان فأدت الضربات الجوية إلى تحويل المناطق الحدودية معقلاً لطالبان افغانستان وطالبان باكستان.

من هذا المبدأ، يرى مناع أن "اي عنف اضافي على عنف مستعر لا يمكن أن يكون إلا سبباً لاغتيال السياسة والنظام السلمي وللقضاء على من يناضل من أجل الديموقراطية ومجتمع مدني قوي"، ويضيف: "لا يمكن مواجهة مجموعة عسكرية، هي الوحيدة من بين الفصائل التي رفضت القيام بميليشيا بل بتنظيم جيش، واعتمدت بذلك على نحو 200 ضابط من جيش العراق السابق، باتوا اليوم في "داعش"، 100 منهم تم قتلهم، وكل واحد منهم لجأ إلى هذا الخيار بعدما تم تهميشه، خصوصاً انه كان يملك خمس سيارات وسائقين وحراس واوسمة وفجأة اصبح نكرة، حتى انه لم يحصل على بدل تقاعد، هؤلاء الآن اختاروا ما يمكن تسميته بـ"حزب الشيطان من اجل الرجوع الى السلطة".

الرأس في العراق وليس سوريا

يعيد منّاع أساس الحل لقضية "داعش" إلى العراق على قاعدة "اعادة الاعتبار لفكرة الدولة"، ويقول: "في العراق وحتى اليوم لا يوجد قرار بوجود جيش عراقي قوي، لأسباب عدة يتعلق بعضها بالعقدة الاسرائيلية التاريخية، بانه لا يجب أن يتفوق أحد على اسرائيل بالسلاح وبالتالي منع المنطقة من أسلحة عديدة، لهذا تكمن المشكلة في ان الجيش العراقي بتسليحه الحالي غير قادر على المواجهة".

  • فريق ماسة
  • 2014-09-24
  • 7028
  • من الأرشيف

هيثم منّاع ...الضربات الجوية لا تقضي على "داعش"...والرأس في العراق

لم ينتظر التحالف الدولي بقيادة أميركا أي اذن مسبق من النظام السوري ويواصل مهمته لليوم الثاني، لكنه حصل على دعم المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف المعارض، خصوصاً بعد نيل الرئيس باراك اوباما موافقة مجلسي النواب والشيوخ لتسليح الكتائب المسلحة المعتدلة وتدريبها، ووقت راح النظام السوري يستثمر الضربات الجوية ويرحب بأي مبادرة ضد الارهاب، برزت مواقف سورية معارضة ترفض أي تدخل خارجي سواء كانت لضرب "الدولة الاسلامية" او النظام السوري، فيما هناك مواقف أخرى غالبيتها "عسكرية" وتابعة لـ"الجيش السوري الحر" ترفض ضرب القدمين قبل البدء بـ"رأس الارهاب" النظام و"حزب الله". "رأيناه مسبقاً" "Déjà vu" أو "رأيناه مسبقاً"، بهذا المعنى يستهل المنسق العام لـ"هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة هيثم مناع رؤيته لضربات التحالف في سوريا، معتمداً على ما استخلصه من نتائج جراء الضربات التي تلقتها جماعات مشابهة لـ"داعش" في اليمن والصومال وافغانستان، وبحسبه فإن الضربات الجوية في اليمن استطاعت ان تقتل ثلاثة قياديين مهمين من القاعدة لكن في الفترة الزمنية نفسها تم استبدالهم باخرين فضلاً عن وصول نحو 15 قيادياً إلى اليمن، وفي الصومال تم ضرب تنظيم الشباب الاسلامي لكن الامر دفع الى دعمه على الارض إلى ان بات القوة العسكرية الاساسية هناك، أما في افغانستان فأدت الضربات الجوية إلى تحويل المناطق الحدودية معقلاً لطالبان افغانستان وطالبان باكستان. من هذا المبدأ، يرى مناع أن "اي عنف اضافي على عنف مستعر لا يمكن أن يكون إلا سبباً لاغتيال السياسة والنظام السلمي وللقضاء على من يناضل من أجل الديموقراطية ومجتمع مدني قوي"، ويضيف: "لا يمكن مواجهة مجموعة عسكرية، هي الوحيدة من بين الفصائل التي رفضت القيام بميليشيا بل بتنظيم جيش، واعتمدت بذلك على نحو 200 ضابط من جيش العراق السابق، باتوا اليوم في "داعش"، 100 منهم تم قتلهم، وكل واحد منهم لجأ إلى هذا الخيار بعدما تم تهميشه، خصوصاً انه كان يملك خمس سيارات وسائقين وحراس واوسمة وفجأة اصبح نكرة، حتى انه لم يحصل على بدل تقاعد، هؤلاء الآن اختاروا ما يمكن تسميته بـ"حزب الشيطان من اجل الرجوع الى السلطة". الرأس في العراق وليس سوريا يعيد منّاع أساس الحل لقضية "داعش" إلى العراق على قاعدة "اعادة الاعتبار لفكرة الدولة"، ويقول: "في العراق وحتى اليوم لا يوجد قرار بوجود جيش عراقي قوي، لأسباب عدة يتعلق بعضها بالعقدة الاسرائيلية التاريخية، بانه لا يجب أن يتفوق أحد على اسرائيل بالسلاح وبالتالي منع المنطقة من أسلحة عديدة، لهذا تكمن المشكلة في ان الجيش العراقي بتسليحه الحالي غير قادر على المواجهة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة