دعا المتحدث السابق للخارجية السورية جهاد المقدسي لإخراج الرئيس السوري بشار الاسد من دائرة الصراع في سوريا لان الصراع ليس مع شخص، بل بين منظومة ومعارضة بجميع أطيافها.

وإذ أشار “المقدسي” انه إتخذ موقع “الوسطي” في الازمة، قال انني “لم اغادر منصبي لأغيّر انظمة بل لأكون حراً في تموضعي السياسي و لأعبر عن رأيي باستقلالية، فأنا لست بطلاً، وكلمة “انشقاق” تقال للعسكر عموماً ولمن قفز من مكان إلى آخر. بل اعتبر أني في الوسط، ولا أنفع سوى جسراً بين الطرفين لأن قناعاتي هي (أنا وانت) وليس (إما انا أو أنت)”، ويضيف:” نعم الاستقالة هي بحد ذاتها موقف صريح لا أنكره، لكن تلاها الرغبة بالبناء و ليس الثأر واصبحت ببساطة بين الناس ولن اكون سوى خادماً للدولة السورية بمعناها المتكامل”.

وإعتبر ان تعيينه اتى من الرئيس السوري. وقال: “لم يأت تعييني من وزير بل من الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً، خصوصاً انه معروف انه كان هناك “فيتو” على تعيين ناطق للخارجية، لأن هناك رؤى مختلفة حول الإدارة في سوريا، و”الخارجية” تؤمن بسياسة الغموض وقلة الكلام، فيما الرئيس الأسد لاحظ أن الأزمة تحتاج إلى انسان يشرح موقف الدولة وكان ما أراد”.

واضاف ان الاتصال مع النظام السوري إنقطع وهو اليوم لا يعتبر نفسه حيادياً بل مستقل أو وسطي، “لأن لديّ رأيي في ما يجري، فاذا قلنا اني اريد التغيير في سوريا وهذه مهمة المعارضة، فانا معارضة وإذا قلنا عدم التخلي عن مكانة سوريا وسيادتها ورفض التدخل العسكري هو أمر تنشده الموالاة فانا موال”.

 

وفيما خصّ “داعش”، إعتبر انه خطراً اقليمياً عابراً للدول، فهو استطاع ان يزيل الحدود بين سوريا والعراق ويؤسس دولة خلافة بطريقة الجهاد الخاطىء والملتوي، وهو ليس عبارة عن أشخاص فحسب بل ايديولوجية منتشرة في العالم”. لهذا في رأيه “تستطيع اميركا توجيه ضربة عسكرية مؤلمة لداعش لكن القضاء على الايديولوجية يحتاج إلى جهد جماعي كبير”.

ورأى ان اسباب وجود “داعش” يعود أسباب عدة، اهمها “غزو العراق ونشر الفوضى في المنطقة وصرف النظر عن التسلل الجهادي إلى العراق بسبب وجود مصلحة لدى المسلحين باسقاط المشروع الاميركي بالعراق “، بحسب ما يرى مقدسي، مذكراً بان “هناك ايضاً ايديولوجية تكفيرية لا تستند على دعم دول فحسب، بل على نصوص مغلوطة تقرأ خارج سياقها التاريخي”.

في رأي مقدسي، “استفادت اطراف عدة من “داعش”، ومن الطبيعي ان يكون التنظيم مخترقاً استخباراتياً من النظام السوري وأميركا وبريطانيا وكل اللاعبين من دون استثناء، لكن هذا لا يعني أنها صنعت التنظيم”، ويشير إلى أن “النظام اليوم يخوض معركة وجود ما يعني أن كل الاسلحة مشروعة برأيه ومن بينها اختراق داعش والمعارضة، فهو استفاد من التنظيم لشيطنة الحراك السوري ولكي يبتلع التنظيم باقي الفصائل، فيما استفادت المعارضة منه على انه فصيل قوي ومنفذ عمليات انتحارية يكسر شوكة النظام، واليوم بات الطرفان يريدان التخلص منه بعد خروجه عن السيطرة”

  • فريق ماسة
  • 2014-09-18
  • 6883
  • من الأرشيف

جهاد المقدسي يدعو لإخراج الرئيس الاسد من دائرة الصراع في سورية

دعا المتحدث السابق للخارجية السورية جهاد المقدسي لإخراج الرئيس السوري بشار الاسد من دائرة الصراع في سوريا لان الصراع ليس مع شخص، بل بين منظومة ومعارضة بجميع أطيافها. وإذ أشار “المقدسي” انه إتخذ موقع “الوسطي” في الازمة، قال انني “لم اغادر منصبي لأغيّر انظمة بل لأكون حراً في تموضعي السياسي و لأعبر عن رأيي باستقلالية، فأنا لست بطلاً، وكلمة “انشقاق” تقال للعسكر عموماً ولمن قفز من مكان إلى آخر. بل اعتبر أني في الوسط، ولا أنفع سوى جسراً بين الطرفين لأن قناعاتي هي (أنا وانت) وليس (إما انا أو أنت)”، ويضيف:” نعم الاستقالة هي بحد ذاتها موقف صريح لا أنكره، لكن تلاها الرغبة بالبناء و ليس الثأر واصبحت ببساطة بين الناس ولن اكون سوى خادماً للدولة السورية بمعناها المتكامل”. وإعتبر ان تعيينه اتى من الرئيس السوري. وقال: “لم يأت تعييني من وزير بل من الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً، خصوصاً انه معروف انه كان هناك “فيتو” على تعيين ناطق للخارجية، لأن هناك رؤى مختلفة حول الإدارة في سوريا، و”الخارجية” تؤمن بسياسة الغموض وقلة الكلام، فيما الرئيس الأسد لاحظ أن الأزمة تحتاج إلى انسان يشرح موقف الدولة وكان ما أراد”. واضاف ان الاتصال مع النظام السوري إنقطع وهو اليوم لا يعتبر نفسه حيادياً بل مستقل أو وسطي، “لأن لديّ رأيي في ما يجري، فاذا قلنا اني اريد التغيير في سوريا وهذه مهمة المعارضة، فانا معارضة وإذا قلنا عدم التخلي عن مكانة سوريا وسيادتها ورفض التدخل العسكري هو أمر تنشده الموالاة فانا موال”.   وفيما خصّ “داعش”، إعتبر انه خطراً اقليمياً عابراً للدول، فهو استطاع ان يزيل الحدود بين سوريا والعراق ويؤسس دولة خلافة بطريقة الجهاد الخاطىء والملتوي، وهو ليس عبارة عن أشخاص فحسب بل ايديولوجية منتشرة في العالم”. لهذا في رأيه “تستطيع اميركا توجيه ضربة عسكرية مؤلمة لداعش لكن القضاء على الايديولوجية يحتاج إلى جهد جماعي كبير”. ورأى ان اسباب وجود “داعش” يعود أسباب عدة، اهمها “غزو العراق ونشر الفوضى في المنطقة وصرف النظر عن التسلل الجهادي إلى العراق بسبب وجود مصلحة لدى المسلحين باسقاط المشروع الاميركي بالعراق “، بحسب ما يرى مقدسي، مذكراً بان “هناك ايضاً ايديولوجية تكفيرية لا تستند على دعم دول فحسب، بل على نصوص مغلوطة تقرأ خارج سياقها التاريخي”. في رأي مقدسي، “استفادت اطراف عدة من “داعش”، ومن الطبيعي ان يكون التنظيم مخترقاً استخباراتياً من النظام السوري وأميركا وبريطانيا وكل اللاعبين من دون استثناء، لكن هذا لا يعني أنها صنعت التنظيم”، ويشير إلى أن “النظام اليوم يخوض معركة وجود ما يعني أن كل الاسلحة مشروعة برأيه ومن بينها اختراق داعش والمعارضة، فهو استفاد من التنظيم لشيطنة الحراك السوري ولكي يبتلع التنظيم باقي الفصائل، فيما استفادت المعارضة منه على انه فصيل قوي ومنفذ عمليات انتحارية يكسر شوكة النظام، واليوم بات الطرفان يريدان التخلص منه بعد خروجه عن السيطرة”

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة