حُسم الأمر كما قالت مصادر إيرانية لـ«البناء» فروسيا وإيران والصين، وبالطبع دول أخرى كثيرة في العالم لن تشارك واشنطن دعوتها،إلى حلف يُفترض أنه لمحاربة «داعشتان» الذي يتضح تدريجاً أنه للالتفاف وإعادة تصدير العداء لسورية كأولوية، تحت شعار ضرب «داعش»، ووفقاً للمعلومات التي تلقتها طهران وموسكو أنّ واشنطن مضطرة لالتزام تحفظات السعودية على أيّ تنسيق مع الدولة السورية، باعتبار الخطر القادم هو على السعودية، على رغم أنّ العنوان هو قتال «داعش»، وما سيجري مع «داعش» في العراق وسورية هو لخدمة مواجهة الخطر على السعودية أولاً، وثانياً لأنّ السعودية ستموّل كامل تكاليف هذه الحرب، وأميركا في وضع ركود اقتصادي قاتل تراهن على دور هذه التغطية، التي تصل إلى مئة مليار دولار لتحريك قطاعات الصناعات الالكترونية والتسليحية وشركات الأمن والحماية المتخصصة.

«أيّ انتهاك للسيادة السورية سيعامل كعدوان» هي حصيلة التشاور الروسي الإيراني السوري جواباً على الكلام الأميركي، على ثنائية وردت في كلام الرئيس الأميركي أول من أمس في شرح استراتيجية إدارته للحرب على «داعش»، تحت عنوان «لا تعاون مع الدولة السورية وسنضرب داعش في سورية».

المصدر السوري الذي أكد لـ«البناء» قرار التعامل مع أي استخدام أو عبور للأجواء السورية من دون تنسيق بصفته عدواناً عسكرياً يتمّ التصدي له بالوسائل المتاحة، أكد أنّ لدى سورية ما يلزم لترجمة هذا القرار أفعالاً، بينما أكدت مصادر ديبلوماسية غربية أنّ واشنطن ستقوم بالتنسيق غير المعلن مع سورية كما قامت به دائماً في أيام الأزمات، على رغم كثرة الكلام عن عكس ذلك.

يبقى السؤال عن حقيقة «حلف كيري» أيّ الحلف الذي يقوده وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحت شعار الحرب على «داعش»، طالما الثنائية الأميركية المقابلة لكلام أوباما هي أنّ الهمّ هو قتال البرّ وأميركا لن تقاتل في البرّ، وطالما أنّ الأهمّ هو إنهاء «داعش» في سورية وليس قتالها في العراق، لتجد ملاذاً سورياً تدخل وتخرج منه إلى العراق ساعة تشاء، ولا تنسيق مع سورية؟

لا جواب على السؤال المزدوج، في المؤتمر الصحافي المشترك لكيري مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، على رغم تكرار السؤال ثلاث مرات، من الصحافيين الموجودين في القاعة.

كلام عام عن الحرب وعن التدريب للجيش العراقي، يخفي وفقاً لمصادر مطلعة أولوية الاهتمام لحشد مصري أردني في الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، تحسّباً للمعلومات المتواترة عن حشد «داعشي» في موسم الحج، تمهيداً لما بات يُسمى في التقارير الغربية بـ«انتفاضة الأضحى»، حيث ينتظر أن يحشد «داعش» آلاف الحجاج السلفيّين التكفيريّين من أنحاء العالم في محاولة للسيطرة على الحرم، وعلى رغم استقدام وحدة فرنسية خاصة بعد زيارة ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز لباريس، هي الوحدة التي قامت بعملية الحرم عام 1980 مع ما عُرف يومها بانتفاضة جهيمان العتيبي، وعلى رغم وجود خمسة كتائب وحدات خاصة مصرية وأردنية وصلت وانتشرت في مناطق ومعسكرات سعودية تسمح بالتدخل السريع مع أيّ طارئ، بقي القلق مسيطراً.

تمّ الاتفاق على نقل معسكرات تدريب المعارضة السورية إلى السعودية من الأردن، فمن جهة يرغب الأردن بالتخلص من هذا العبء مع تزايد ضغوط داخلية لإقفالها، خشية المزيد من التدهور في العلاقة مع سورية مع انسداد أيّ أفق أمام تحقيق إنجازات عسكرية ضدّ الجيش السوري، ومن جهة مقابلة ذعر ورعب من اختراقات النسيج الاجتماعي السعودي من قبل «القاعدة» التي يرثها «داعش»، ومنها ينفذ لمؤسسات عسكرية وأمنية سعودية تفقد ثقة أصحابها فيصير توطين المعارضين السوريّين لأشهر في معسكرات قرب الأماكن المقدسة فرصة لتوظيف هذا الوجود عسكرياً عند الحاجة، من دون القلق من تداعيات وجودهم، والدفعة الأولى ستكون بثلاثة آلاف ينتقلون ومعهم خمسمئة خبير أميركي إلى ثلاثة معسكرات، تحيط بالحرم من عدة زوايا مفصلية تسمح بالتدخل العسكري الفعّال.

على ضفة مرتبطة باجتماعات جدة لحلف كيري، جاء الوفد التركي وبيده ملفان، الأول حجم العائدات المترتبة على بيع نفط «داعشتان» عبر تركيا، وطلب تعويض هذه العائدات لوقف عمليات البيع والتسهيلات الممنوحة لها، فاحتسب لتركيا معدل يومي بمليون برميل نفط وعائد تقديري بعشرة دولارات على البرميل، ليصير العائد المقدر بأربعة مليارات دولار، ستتولى السعودية تسديدها لتركيا، وبالمقابل تعهّدت تركيا إيداع السعودية نسخة عن سجلاتها للسعوديّين الوافدين للقتال في العراق وسورية ومثلهم سائر المواطنين الخليجيّين، وكذلك تقارير دورية بحركة السفر لهم من وإلى تركيا.

  • فريق ماسة
  • 2014-09-11
  • 7968
  • من الأرشيف

حلف «كيري ـ الفيصل» لحماية مكة من «انتفاضة الأضحى»

حُسم الأمر كما قالت مصادر إيرانية لـ«البناء» فروسيا وإيران والصين، وبالطبع دول أخرى كثيرة في العالم لن تشارك واشنطن دعوتها،إلى حلف يُفترض أنه لمحاربة «داعشتان» الذي يتضح تدريجاً أنه للالتفاف وإعادة تصدير العداء لسورية كأولوية، تحت شعار ضرب «داعش»، ووفقاً للمعلومات التي تلقتها طهران وموسكو أنّ واشنطن مضطرة لالتزام تحفظات السعودية على أيّ تنسيق مع الدولة السورية، باعتبار الخطر القادم هو على السعودية، على رغم أنّ العنوان هو قتال «داعش»، وما سيجري مع «داعش» في العراق وسورية هو لخدمة مواجهة الخطر على السعودية أولاً، وثانياً لأنّ السعودية ستموّل كامل تكاليف هذه الحرب، وأميركا في وضع ركود اقتصادي قاتل تراهن على دور هذه التغطية، التي تصل إلى مئة مليار دولار لتحريك قطاعات الصناعات الالكترونية والتسليحية وشركات الأمن والحماية المتخصصة. «أيّ انتهاك للسيادة السورية سيعامل كعدوان» هي حصيلة التشاور الروسي الإيراني السوري جواباً على الكلام الأميركي، على ثنائية وردت في كلام الرئيس الأميركي أول من أمس في شرح استراتيجية إدارته للحرب على «داعش»، تحت عنوان «لا تعاون مع الدولة السورية وسنضرب داعش في سورية». المصدر السوري الذي أكد لـ«البناء» قرار التعامل مع أي استخدام أو عبور للأجواء السورية من دون تنسيق بصفته عدواناً عسكرياً يتمّ التصدي له بالوسائل المتاحة، أكد أنّ لدى سورية ما يلزم لترجمة هذا القرار أفعالاً، بينما أكدت مصادر ديبلوماسية غربية أنّ واشنطن ستقوم بالتنسيق غير المعلن مع سورية كما قامت به دائماً في أيام الأزمات، على رغم كثرة الكلام عن عكس ذلك. يبقى السؤال عن حقيقة «حلف كيري» أيّ الحلف الذي يقوده وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحت شعار الحرب على «داعش»، طالما الثنائية الأميركية المقابلة لكلام أوباما هي أنّ الهمّ هو قتال البرّ وأميركا لن تقاتل في البرّ، وطالما أنّ الأهمّ هو إنهاء «داعش» في سورية وليس قتالها في العراق، لتجد ملاذاً سورياً تدخل وتخرج منه إلى العراق ساعة تشاء، ولا تنسيق مع سورية؟ لا جواب على السؤال المزدوج، في المؤتمر الصحافي المشترك لكيري مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، على رغم تكرار السؤال ثلاث مرات، من الصحافيين الموجودين في القاعة. كلام عام عن الحرب وعن التدريب للجيش العراقي، يخفي وفقاً لمصادر مطلعة أولوية الاهتمام لحشد مصري أردني في الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، تحسّباً للمعلومات المتواترة عن حشد «داعشي» في موسم الحج، تمهيداً لما بات يُسمى في التقارير الغربية بـ«انتفاضة الأضحى»، حيث ينتظر أن يحشد «داعش» آلاف الحجاج السلفيّين التكفيريّين من أنحاء العالم في محاولة للسيطرة على الحرم، وعلى رغم استقدام وحدة فرنسية خاصة بعد زيارة ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز لباريس، هي الوحدة التي قامت بعملية الحرم عام 1980 مع ما عُرف يومها بانتفاضة جهيمان العتيبي، وعلى رغم وجود خمسة كتائب وحدات خاصة مصرية وأردنية وصلت وانتشرت في مناطق ومعسكرات سعودية تسمح بالتدخل السريع مع أيّ طارئ، بقي القلق مسيطراً. تمّ الاتفاق على نقل معسكرات تدريب المعارضة السورية إلى السعودية من الأردن، فمن جهة يرغب الأردن بالتخلص من هذا العبء مع تزايد ضغوط داخلية لإقفالها، خشية المزيد من التدهور في العلاقة مع سورية مع انسداد أيّ أفق أمام تحقيق إنجازات عسكرية ضدّ الجيش السوري، ومن جهة مقابلة ذعر ورعب من اختراقات النسيج الاجتماعي السعودي من قبل «القاعدة» التي يرثها «داعش»، ومنها ينفذ لمؤسسات عسكرية وأمنية سعودية تفقد ثقة أصحابها فيصير توطين المعارضين السوريّين لأشهر في معسكرات قرب الأماكن المقدسة فرصة لتوظيف هذا الوجود عسكرياً عند الحاجة، من دون القلق من تداعيات وجودهم، والدفعة الأولى ستكون بثلاثة آلاف ينتقلون ومعهم خمسمئة خبير أميركي إلى ثلاثة معسكرات، تحيط بالحرم من عدة زوايا مفصلية تسمح بالتدخل العسكري الفعّال. على ضفة مرتبطة باجتماعات جدة لحلف كيري، جاء الوفد التركي وبيده ملفان، الأول حجم العائدات المترتبة على بيع نفط «داعشتان» عبر تركيا، وطلب تعويض هذه العائدات لوقف عمليات البيع والتسهيلات الممنوحة لها، فاحتسب لتركيا معدل يومي بمليون برميل نفط وعائد تقديري بعشرة دولارات على البرميل، ليصير العائد المقدر بأربعة مليارات دولار، ستتولى السعودية تسديدها لتركيا، وبالمقابل تعهّدت تركيا إيداع السعودية نسخة عن سجلاتها للسعوديّين الوافدين للقتال في العراق وسورية ومثلهم سائر المواطنين الخليجيّين، وكذلك تقارير دورية بحركة السفر لهم من وإلى تركيا.

المصدر : البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة