لم تعد تهديدات "الدولة الإسلاميّة" تطال أهدافاً سياسيّة واعتباريّة فقط، بل أفراداً ممثّلين بوظائفهم. إذ أعلن حسابٌ تابع لـ"داعش" على "تويتر"، استهداف موظفي موقع التدوينات القصيرة، في عقر داره، في سان فرانسيسكو. نظرة أولية إلى سمة الحساب (الذي أُغلق لاحقاً) واللغة المستخدمة في التعبير والشحن والتهديد عبره، تظهر وجود مبالغة في تقدير حجم التهديد الذي طال موظّفي موقع التواصل الاجتماعي المفضّل لدى أنصار التنظيم.

ومع أنَّ قوَّة التنظيم، واستخدامه سياسة إعلاميّة محدّدة ومباشرة ومنظَّمة إلى حدّ بعيد، باتت عوامل واضحة للعيان، إلا أنّ ذلك لم يعد يكفيه، إذ تمدّد طموحه حدّ استهداف "تويتر" وموظّفيه. جاء ذلك التهديد المزعوم، ردّاً على قيام إدارة الموقع بإغلاق ستة آلاف حساب لأنصار "الدولة الإسلامية". وبحسب الخبر المنشور على موقع شبكة "سكاي نيوز"، فإنّ حساب جماعة "النصرة المقدسية"، نشر تغريدات يهدِّد فيها موظّفي "تويتر" في مقرّات إقامتهم وعملهم، ويتوعدهم بالقول إنه "على كل موظّف في "تويتر" في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة أن يتحسّس رأسه ويتلفت حوله، فلربما ينتظره على باب منزله أسد قاتل!".

وأضاف أنّ ذلك يندرج ضمن خطة "للردّ على إدارة الموقع، باستهداف موظفيها عبر تصفيتهم جسدياً، والفعل سيكون لخلايا الموت النائمة".

وذلك خيار ممكن ووارد لكونه "مطروحاً في أجندة المجاهدين، والأسود المنفردة المنتشرة في ربوع أوروبا والذين لا يعلم بهم إلا الله تعالى"، دائماً بحسب الحساب المذكور. وفي تحذير مباشر لموقع التواصل المستخدم بشكل مدروس من الجماعة، يقول حساب "النصرة المقدسيّة" إنّه على "إدارة "تويتر" أن تعلم أنها ما لم توقف حملاتها في العالم الافتراضي، فإننا سنوجّه إليها حربنا في العالم الحقيقي على الأرض".

السبب الرئيس المعلن لتلك التهديدات، المتكررة شكلاً والجديدة في الاتجاه الذي ذهبت إليه ليس إلا، هو ما وصفه أحد مسؤولي الإعلام في "داعش" بالحرب الشرسة التي تخوضها إدارة موقع "تويتر" ضدّ حسابات "أنصار الدولة"، كون تلك الحسابات تنشر الأخبار، "تردّ الشبهات، وتبين المنهج، وتصحح المعتقَد". وأضاف إنّ حسابات أنصار التنظيم المحذوفة، تقوم بفضح مخطَّطات "غول" الإعلام العالمي روبرت مردوخ المسيطر على 60 في المئة من إعلام العالم، بحسب تعبيره. ويمضي المسؤول الإعلامي في الدولة ليفنّد في رسالة نشرها عبر موقع justpaste.it ملاحظات مراقبين من "تويتر"، حيث أوردوا أنّ الكثير من الحسابات التي تمّ إغلاقها قد أُعيد افتتاحها بمسميات شبيهة وبمضمون مماثل، وبالتالي فإنّه من الصعب على الموقع مجاراة ذلك. كما شدّد على ضرورة المواظبة على اتباع إستراتيجية دقيقة تقوم على تغيير البيانات الشخصية واسم المستخدم وكلمات المرور بشكل دائم، وعلى فترات قصيرة، وانتظار مدّة بعد إغلاق الحسابات القديمة لافتتاحها مجدداً، بعدما يتمّ توجيه انتباه مراقبي الموقع وشغلهم بحسابات جديدة. وهذا، حسب قوله، دليل على "ثبات وإصرار الأنصار".

تلك الضجة والمبالغات قابلها هدوء من إدارة الموقع التي بدأ فريقها الأمني بتدقيق مدى صحة الاتهامات الموجّهة للفريق، مع السلطات الأميركية المختصة. إنّها بروباغاندا "الدولة الإسلامية" التي تهدف إلى نشر التأثير والترهيب عن بعد، مبدئياً، قبل التفكير بقدرتها على الوصول للأهداف التي حددتها.

  • فريق ماسة
  • 2014-09-11
  • 7934
  • من الأرشيف

هل تصطاد داعش موظفي توتير؟

لم تعد تهديدات "الدولة الإسلاميّة" تطال أهدافاً سياسيّة واعتباريّة فقط، بل أفراداً ممثّلين بوظائفهم. إذ أعلن حسابٌ تابع لـ"داعش" على "تويتر"، استهداف موظفي موقع التدوينات القصيرة، في عقر داره، في سان فرانسيسكو. نظرة أولية إلى سمة الحساب (الذي أُغلق لاحقاً) واللغة المستخدمة في التعبير والشحن والتهديد عبره، تظهر وجود مبالغة في تقدير حجم التهديد الذي طال موظّفي موقع التواصل الاجتماعي المفضّل لدى أنصار التنظيم. ومع أنَّ قوَّة التنظيم، واستخدامه سياسة إعلاميّة محدّدة ومباشرة ومنظَّمة إلى حدّ بعيد، باتت عوامل واضحة للعيان، إلا أنّ ذلك لم يعد يكفيه، إذ تمدّد طموحه حدّ استهداف "تويتر" وموظّفيه. جاء ذلك التهديد المزعوم، ردّاً على قيام إدارة الموقع بإغلاق ستة آلاف حساب لأنصار "الدولة الإسلامية". وبحسب الخبر المنشور على موقع شبكة "سكاي نيوز"، فإنّ حساب جماعة "النصرة المقدسية"، نشر تغريدات يهدِّد فيها موظّفي "تويتر" في مقرّات إقامتهم وعملهم، ويتوعدهم بالقول إنه "على كل موظّف في "تويتر" في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة أن يتحسّس رأسه ويتلفت حوله، فلربما ينتظره على باب منزله أسد قاتل!". وأضاف أنّ ذلك يندرج ضمن خطة "للردّ على إدارة الموقع، باستهداف موظفيها عبر تصفيتهم جسدياً، والفعل سيكون لخلايا الموت النائمة". وذلك خيار ممكن ووارد لكونه "مطروحاً في أجندة المجاهدين، والأسود المنفردة المنتشرة في ربوع أوروبا والذين لا يعلم بهم إلا الله تعالى"، دائماً بحسب الحساب المذكور. وفي تحذير مباشر لموقع التواصل المستخدم بشكل مدروس من الجماعة، يقول حساب "النصرة المقدسيّة" إنّه على "إدارة "تويتر" أن تعلم أنها ما لم توقف حملاتها في العالم الافتراضي، فإننا سنوجّه إليها حربنا في العالم الحقيقي على الأرض". السبب الرئيس المعلن لتلك التهديدات، المتكررة شكلاً والجديدة في الاتجاه الذي ذهبت إليه ليس إلا، هو ما وصفه أحد مسؤولي الإعلام في "داعش" بالحرب الشرسة التي تخوضها إدارة موقع "تويتر" ضدّ حسابات "أنصار الدولة"، كون تلك الحسابات تنشر الأخبار، "تردّ الشبهات، وتبين المنهج، وتصحح المعتقَد". وأضاف إنّ حسابات أنصار التنظيم المحذوفة، تقوم بفضح مخطَّطات "غول" الإعلام العالمي روبرت مردوخ المسيطر على 60 في المئة من إعلام العالم، بحسب تعبيره. ويمضي المسؤول الإعلامي في الدولة ليفنّد في رسالة نشرها عبر موقع justpaste.it ملاحظات مراقبين من "تويتر"، حيث أوردوا أنّ الكثير من الحسابات التي تمّ إغلاقها قد أُعيد افتتاحها بمسميات شبيهة وبمضمون مماثل، وبالتالي فإنّه من الصعب على الموقع مجاراة ذلك. كما شدّد على ضرورة المواظبة على اتباع إستراتيجية دقيقة تقوم على تغيير البيانات الشخصية واسم المستخدم وكلمات المرور بشكل دائم، وعلى فترات قصيرة، وانتظار مدّة بعد إغلاق الحسابات القديمة لافتتاحها مجدداً، بعدما يتمّ توجيه انتباه مراقبي الموقع وشغلهم بحسابات جديدة. وهذا، حسب قوله، دليل على "ثبات وإصرار الأنصار". تلك الضجة والمبالغات قابلها هدوء من إدارة الموقع التي بدأ فريقها الأمني بتدقيق مدى صحة الاتهامات الموجّهة للفريق، مع السلطات الأميركية المختصة. إنّها بروباغاندا "الدولة الإسلامية" التي تهدف إلى نشر التأثير والترهيب عن بعد، مبدئياً، قبل التفكير بقدرتها على الوصول للأهداف التي حددتها.

المصدر : السفير/ فادي الطويل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة