تحركات عديدة تشهدها الساحة الشرق أوسطية، بمعطياتها المعقدة، التي فرضها تمدد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في مناطق من سوريا والعراق، حيث بدأ أمس، الثلاثاء، المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا» زيارته الأولى إلى دمشق، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى عمان لحشد تحالف دولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي يجعل من غير المستبعد إعادة إحياء مبادرات سابقة لحل سياسي، أو طرح نسخ منقحة عنها، أو حتى إطلاق مبادرات جديدة، في وقت بدأت فيه الحاضنة المؤيدة للنظام بالتململ، وبدأ يعلو صوتها احتجاجا على مقتل أبنائها بطريقة شنيعة على أيدي عناصر التنظيم المتشدد، خاصة وأنه أمر إذا ما اتسعت رقعته، قد يدفع النظام السوري صاغرا إلى حظيرة التسوية.

وفي حديث معه أمس، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أحمد جقل، إن «هناك مبادرات متعددة في إطار إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وورقة جنيف 2 ما زالت مطروحة على الطاولة، ومن هذه المبادرات مبادرة مصرية، لكن بوصلة الائتلاف نحو الحل هي وثيقة جنيف 1 ذات النقاط الست، التي من أهم معالمها، تشكيل هيئة حكم انتقالي، يشارك فيها الطرفان، دون دور للأسد في هذا الجسم. وهو الحد الأدنى المقبول به من قبل المعارض».

وأضاف أن المعارضة السورية لا تقبل التعديل في النقاط الست الأساسية، التي بني عليها جنيف 1، بوصفه الأساس الذي يجب أن ينبى عليه الحل السلمي، مع إمكانية وجود إضافات لا تمس جوهر هذه النقاط، وجميع المبادرات التي يمكن أن تطرح، ننظر إليها من منظار جنيف 1». واعتبر أنه «ليست هناك أجواء إيجابية في الوقت الراهن، للعمل على حل سلمي مع النظام، لأن الأخير في أضعف حالاته، والأجواء غير مناسبة لإجراء جولة جديدة من المفاوضات، مع تنامي الإرهاب المتمثل في داعش، والتدخل الايراني، والميليشيات الطائفية الداعمة للنظام».

أما عن الأنباء المتعلقة بوجود مبادرة إيرانية، تقضي بأن تشكل حكومة مختلطة من النظام والمعارضة، برئاسة، أحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض، أوضح جقل أن «الخطيب سلك طريقا خاصاً به، في مسعى لحل الأزمة من وجهة نظره، يتمثل بلقاء الأطراف الداعمة للنظام السوري، وهذا اجتهاد شخصي، لا يتعلق بكونه رئيساً سابقاً للائتلاف، ونحن في المعارضة لا نقبل في الوقت الراهن، أن تكون إيران طرفا في الحل، نظرا لدورها الكبير في الأزمة. هي مبادرة شخصية منه لا نستطيع الانخراط فيها، أو دعمها لأن خطوطها غير واضحة، ونعول على الحل السلمي على أساس جنيف 1، وليس هناك حالياً إمكانية حل، عن طريق مبادرات، مثل المبادرة المصرية، أو مبادرات شبيهه بما يذهب إليها السيد معاذ الخطيب.»

وقد أكدت مواقع إلكترونية سورية، مثل موقع «شاهدون»، أن معاذ الخطيب زار إيران سراً في تموز/يوليو الماضي، كما نقلت عن مصادر خليجية، أن الزيارة كانت بهدف التعرف على حقيقة الموقف الإيراني من الأزمة السورية، وذلك بناء على دعوة، وجهها له مساعد وزير الخارجية الإيراني، ذكر أن الخطيب التقى، في القاهرة، في أواخر أيار / مايو الماضي، عدداً من المعارضين السوريين مع وزير الخارجية المصري ـ وقتها ـ «نبيل فهمي»، وتردد حديث عن مبادرة مصرية، قدمتها القاهرة للنظام السوري، لكن أوساط المعارضة السورية ترجح أن النظام رفض المبادرتين، المصرية والإيرانية

  • فريق ماسة
  • 2014-09-09
  • 11886
  • من الأرشيف

التحركات الدولية ضد «داعش» تعيد إحياء مبادرات الحل السياسي في سورية

 تحركات عديدة تشهدها الساحة الشرق أوسطية، بمعطياتها المعقدة، التي فرضها تمدد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في مناطق من سوريا والعراق، حيث بدأ أمس، الثلاثاء، المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا» زيارته الأولى إلى دمشق، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى عمان لحشد تحالف دولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي يجعل من غير المستبعد إعادة إحياء مبادرات سابقة لحل سياسي، أو طرح نسخ منقحة عنها، أو حتى إطلاق مبادرات جديدة، في وقت بدأت فيه الحاضنة المؤيدة للنظام بالتململ، وبدأ يعلو صوتها احتجاجا على مقتل أبنائها بطريقة شنيعة على أيدي عناصر التنظيم المتشدد، خاصة وأنه أمر إذا ما اتسعت رقعته، قد يدفع النظام السوري صاغرا إلى حظيرة التسوية. وفي حديث معه أمس، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أحمد جقل، إن «هناك مبادرات متعددة في إطار إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وورقة جنيف 2 ما زالت مطروحة على الطاولة، ومن هذه المبادرات مبادرة مصرية، لكن بوصلة الائتلاف نحو الحل هي وثيقة جنيف 1 ذات النقاط الست، التي من أهم معالمها، تشكيل هيئة حكم انتقالي، يشارك فيها الطرفان، دون دور للأسد في هذا الجسم. وهو الحد الأدنى المقبول به من قبل المعارض». وأضاف أن المعارضة السورية لا تقبل التعديل في النقاط الست الأساسية، التي بني عليها جنيف 1، بوصفه الأساس الذي يجب أن ينبى عليه الحل السلمي، مع إمكانية وجود إضافات لا تمس جوهر هذه النقاط، وجميع المبادرات التي يمكن أن تطرح، ننظر إليها من منظار جنيف 1». واعتبر أنه «ليست هناك أجواء إيجابية في الوقت الراهن، للعمل على حل سلمي مع النظام، لأن الأخير في أضعف حالاته، والأجواء غير مناسبة لإجراء جولة جديدة من المفاوضات، مع تنامي الإرهاب المتمثل في داعش، والتدخل الايراني، والميليشيات الطائفية الداعمة للنظام». أما عن الأنباء المتعلقة بوجود مبادرة إيرانية، تقضي بأن تشكل حكومة مختلطة من النظام والمعارضة، برئاسة، أحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض، أوضح جقل أن «الخطيب سلك طريقا خاصاً به، في مسعى لحل الأزمة من وجهة نظره، يتمثل بلقاء الأطراف الداعمة للنظام السوري، وهذا اجتهاد شخصي، لا يتعلق بكونه رئيساً سابقاً للائتلاف، ونحن في المعارضة لا نقبل في الوقت الراهن، أن تكون إيران طرفا في الحل، نظرا لدورها الكبير في الأزمة. هي مبادرة شخصية منه لا نستطيع الانخراط فيها، أو دعمها لأن خطوطها غير واضحة، ونعول على الحل السلمي على أساس جنيف 1، وليس هناك حالياً إمكانية حل، عن طريق مبادرات، مثل المبادرة المصرية، أو مبادرات شبيهه بما يذهب إليها السيد معاذ الخطيب.» وقد أكدت مواقع إلكترونية سورية، مثل موقع «شاهدون»، أن معاذ الخطيب زار إيران سراً في تموز/يوليو الماضي، كما نقلت عن مصادر خليجية، أن الزيارة كانت بهدف التعرف على حقيقة الموقف الإيراني من الأزمة السورية، وذلك بناء على دعوة، وجهها له مساعد وزير الخارجية الإيراني، ذكر أن الخطيب التقى، في القاهرة، في أواخر أيار / مايو الماضي، عدداً من المعارضين السوريين مع وزير الخارجية المصري ـ وقتها ـ «نبيل فهمي»، وتردد حديث عن مبادرة مصرية، قدمتها القاهرة للنظام السوري، لكن أوساط المعارضة السورية ترجح أن النظام رفض المبادرتين، المصرية والإيرانية

المصدر : الأناضول / فادي عيسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة