انتهى الهجوم الثاني الذي شنّه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش" على مطار الطبقة العسكري بريف الرقة إلى فشل وإحراج كبيرين، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على فشل الهجوم الأول.

وبالرغم من المخاطر التي تحيق بالمطار لجهة إصرار "داعش" على اقتحامه، إلا أن قدرة المطار على الصمود قوية، بسبب التعزيزات والتحصينات التي استحدثت فيه مؤخراً، وهو ما ثبت عملياً من خلال صدّ الهجومين الأخيرين.

وانطلق الهجوم الثاني حوالي الساعة العاشرة من مساء أمس الأول. وبدأ كالعادة بتنفيذ عمليتين انتحاريتين استهدفتا المدخل الرئيسي للمطار. وتضاربت الأنباء حول اسم الانتحاري الأول، فبينما ذكرت بعض وسائل الإعلام أن اسمه أبو هاجر الشامي أكد مصدر إعلامي مقرب من "داعش" أن الاسم هو أبو عبد الله الجزراوي. أما الانتحاري الثاني فهو أبو إسلام الجزراوي، واسمه الحقيقي ماجد محمد السحيم.

ووفق السيناريو المعتاد كانت الغاية من التفجيرين فتح ثغرة في سور المطار كي تتسلل منها القوة التي تمثل حربة الهجوم على المطار، والتي كانت مؤلفة من حوالي 200 انغماسي، نصفهم سوريون والنصف الآخر مقاتلون أجانب، ومهمتها نقل الاشتباكات إلى داخل المطار لبث الفوضى في صفوف الجنود السوريين وإيهامهم بسقوط المطار.

لكن ما حدث هو أن العمليتين الانتحاريتين باءتا بالفشل، حيث تمكن حرّاس المطار من تفجير العربة المفخخة الأولى قبل وصولها بمسافة طويلة نسبياً، بينما لم تنجح العربة الثانية بإلحاق أي ضرر، رغم أن انفجارها كان بالقرب من مدخل المطار. لذلك عندما سارع الانغماسيون للتسلل إلى داخل المطار مستفيدين من غطاء التفجير الثاني أدركوا أنهم وقعوا في كمين محكم من الألغام والعبوات التي أدت إلى مقتل بعضهم بينما انسحب الباقون من دون تنفيذ مهمتهم.

وقال لـ"السفير" مصدر ميداني مطلع على مجريات المعارك إن "الهجوم الأخير على مطار الطبقة كان كبيراً، وجاء من ثلاثة محاور، تحت غطاء عمليتين انتحاريتين"، مشيراً إلى "فشل الهجوم بسبب البراعة التي أبدتها حامية المطار، والدور المهم الذي قامت به الطائرات الحربية من خلال قصف مواقع الإرهابيين ونقاط انطلاقهم باتجاه المطار".

وأكد المصدر أن "اقتحام مطار الطبقة ليس بالأمر السهل بسبب التحصينات الموجودة فيه، والتعزيزات التي أرسلت إليه خلال الفترة الماضية". وأوضح أن المطار يحيط به حزام أمان يمتد لعدة كيلومترات، ورغم عدم تواجد عناصر للجيش السوري في هذا الحزام إلا أنه يقع تحت السيطرة النارية للمدفعية والطيران التابعين له، ما يجعل أي هجوم عليه مكلفاً جداً بسبب انكشاف المساحات التي تدخل في منطقة الأمان.

ويؤكد بعض الخبراء أن مسافة الأمان تمتد حوالي عشرة كيلومترات في محيط المطار، لأن طائرات الشحن "اليوشن" ما زالت تهبط في مطار الطبقة، ولم يسبق أن تم استهداف أي طائرة منها، الأمر الذي يشير إلى توافر الأمان الذي تحتاجه هذه الطائرات عند هبوطها، والذي يتطلب عملياً مسافة عشرة كيلومترات على الأقل.

وكانت الصفحات الإعلامية المقربة من "الدولة الإسلامية" أعلنت فجر أمس، عن السيطرة على مطار الطبقة، والشروع بعمليات التمشيط والتطهير قبل إعلان الخبر رسمياً من قبل الحسابات المخولة، ليتبين صباحاً عدم صحة ذلك، وأن المطار ما زال تحت سيطرة الجيش السوري، الأمر الذي أوقع قيادة التنظيم بإحراج شديد، فأوعزت إلى بعض إعلامييها بنفي خبر السيطرة مع التأكيد على استمرار الاشتباكات.

وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن الهجوم الثاني تسبب بمقتل عدد من مقاتلي "داعش"، يتراوح بين 20 و30 قتيلاً، سقط معظمهم بسبب القصف المدفعي والغارات الجوية. ومن أبرز القتلى أبو سارة الأنصاري الذي كان يتولى القيادة الميدانية لأحد محاور الهجوم، وهو معتقل سابق في سجن صيدنايا. وكان "أمير داعش" في الطبقة وعزل قبل أسابيع. أما أبو المثنى البلجيكي فقد قتل في الهجوم الأول وكذلك أبو سيف البريطاني.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-20
  • 8932
  • من الأرشيف

مطار الطبقة: الجيش السوري يُفشل الهجوم الثاني لـ"داعش"

انتهى الهجوم الثاني الذي شنّه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش" على مطار الطبقة العسكري بريف الرقة إلى فشل وإحراج كبيرين، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على فشل الهجوم الأول. وبالرغم من المخاطر التي تحيق بالمطار لجهة إصرار "داعش" على اقتحامه، إلا أن قدرة المطار على الصمود قوية، بسبب التعزيزات والتحصينات التي استحدثت فيه مؤخراً، وهو ما ثبت عملياً من خلال صدّ الهجومين الأخيرين. وانطلق الهجوم الثاني حوالي الساعة العاشرة من مساء أمس الأول. وبدأ كالعادة بتنفيذ عمليتين انتحاريتين استهدفتا المدخل الرئيسي للمطار. وتضاربت الأنباء حول اسم الانتحاري الأول، فبينما ذكرت بعض وسائل الإعلام أن اسمه أبو هاجر الشامي أكد مصدر إعلامي مقرب من "داعش" أن الاسم هو أبو عبد الله الجزراوي. أما الانتحاري الثاني فهو أبو إسلام الجزراوي، واسمه الحقيقي ماجد محمد السحيم. ووفق السيناريو المعتاد كانت الغاية من التفجيرين فتح ثغرة في سور المطار كي تتسلل منها القوة التي تمثل حربة الهجوم على المطار، والتي كانت مؤلفة من حوالي 200 انغماسي، نصفهم سوريون والنصف الآخر مقاتلون أجانب، ومهمتها نقل الاشتباكات إلى داخل المطار لبث الفوضى في صفوف الجنود السوريين وإيهامهم بسقوط المطار. لكن ما حدث هو أن العمليتين الانتحاريتين باءتا بالفشل، حيث تمكن حرّاس المطار من تفجير العربة المفخخة الأولى قبل وصولها بمسافة طويلة نسبياً، بينما لم تنجح العربة الثانية بإلحاق أي ضرر، رغم أن انفجارها كان بالقرب من مدخل المطار. لذلك عندما سارع الانغماسيون للتسلل إلى داخل المطار مستفيدين من غطاء التفجير الثاني أدركوا أنهم وقعوا في كمين محكم من الألغام والعبوات التي أدت إلى مقتل بعضهم بينما انسحب الباقون من دون تنفيذ مهمتهم. وقال لـ"السفير" مصدر ميداني مطلع على مجريات المعارك إن "الهجوم الأخير على مطار الطبقة كان كبيراً، وجاء من ثلاثة محاور، تحت غطاء عمليتين انتحاريتين"، مشيراً إلى "فشل الهجوم بسبب البراعة التي أبدتها حامية المطار، والدور المهم الذي قامت به الطائرات الحربية من خلال قصف مواقع الإرهابيين ونقاط انطلاقهم باتجاه المطار". وأكد المصدر أن "اقتحام مطار الطبقة ليس بالأمر السهل بسبب التحصينات الموجودة فيه، والتعزيزات التي أرسلت إليه خلال الفترة الماضية". وأوضح أن المطار يحيط به حزام أمان يمتد لعدة كيلومترات، ورغم عدم تواجد عناصر للجيش السوري في هذا الحزام إلا أنه يقع تحت السيطرة النارية للمدفعية والطيران التابعين له، ما يجعل أي هجوم عليه مكلفاً جداً بسبب انكشاف المساحات التي تدخل في منطقة الأمان. ويؤكد بعض الخبراء أن مسافة الأمان تمتد حوالي عشرة كيلومترات في محيط المطار، لأن طائرات الشحن "اليوشن" ما زالت تهبط في مطار الطبقة، ولم يسبق أن تم استهداف أي طائرة منها، الأمر الذي يشير إلى توافر الأمان الذي تحتاجه هذه الطائرات عند هبوطها، والذي يتطلب عملياً مسافة عشرة كيلومترات على الأقل. وكانت الصفحات الإعلامية المقربة من "الدولة الإسلامية" أعلنت فجر أمس، عن السيطرة على مطار الطبقة، والشروع بعمليات التمشيط والتطهير قبل إعلان الخبر رسمياً من قبل الحسابات المخولة، ليتبين صباحاً عدم صحة ذلك، وأن المطار ما زال تحت سيطرة الجيش السوري، الأمر الذي أوقع قيادة التنظيم بإحراج شديد، فأوعزت إلى بعض إعلامييها بنفي خبر السيطرة مع التأكيد على استمرار الاشتباكات. وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن الهجوم الثاني تسبب بمقتل عدد من مقاتلي "داعش"، يتراوح بين 20 و30 قتيلاً، سقط معظمهم بسبب القصف المدفعي والغارات الجوية. ومن أبرز القتلى أبو سارة الأنصاري الذي كان يتولى القيادة الميدانية لأحد محاور الهجوم، وهو معتقل سابق في سجن صيدنايا. وكان "أمير داعش" في الطبقة وعزل قبل أسابيع. أما أبو المثنى البلجيكي فقد قتل في الهجوم الأول وكذلك أبو سيف البريطاني.

المصدر : السفير/ عبد الله علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة