منذ فترة غير قصيرة، بات الخبر الميداني الآتي من سوريا يتضمن اسمين فقط لمقاتلي المعارضة على الجبهات: «داعش» و«النصرة». توضّحت الصورة بالنسبة إلى الصحافيين الذين وقعوا سابقاً في دوّامة عشرات المجموعات والكتائب العشوائية التي كانت تتقاتل في ما بينها، وتقاتل الجيش السوري، ثم تعلن انشقاقها عن المجموعة الأم، ثم مبايعتها لقائد ما ثم... تختفي.

هما «داعش» و«النصرة» اللذان يحرّكان الجبهات السورية الطامحة إلى إسقاط النظام السوري حالياً، حسب ما يرد في معظم التغطيات الصحافية الغربية. وأخيراً كادت «داعش» تستحوذ على كامل المشهد الإعلامي للمعارك، نظراً إلى تقدمها البارز على أرض الواقع. أما «الجيش الحرّ»، فلم يعد يذكره أحد إلا في موضع السؤال عن وجوده، وعن استحالة إعادة هيكلته في ظلّ التطورات الميدانية الحاصلة. والتقارير المنشورة خلال الأسبوع الماضي حذّرت من سقوط آخر معقل لـ«الحرّ» شمال مدينة حلب بعد تقدم الجيش السوري ومقاتلي «داعش» في المنطقة.

لكن، رغم التقارير الإعلامية والاستخبارية، ورغم المعلومات المتوافرة والواقع الميداني الذي فرض نفسه، هناك شخص وحيد لا يزال مؤمناً بأن «الجيش السوري الحرّ» موجود وقوي، هو السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، الذي يقول حالياً إن «الكلام عن موت المعارضة المعتدلة المسلحة مبالغ فيه». فورد، الذي سُمّي سابقاً «سفير المعارضة السورية»، هو اليوم أشبه بالناطق الرسمي والعسكري لـ«الحرّ»، ويقود ــــ وحيداً ــــ حملة ترويج إنقاذية له.

تنشر الصحف الأميركية والبريطانية يومياً خرائط تظهر مواقع سيطرة «داعش» و«النصرة» وتقدمهما في سوريا، مقابل المواقع التي استعادها الجيش السوري. لا وجود لـ«الجيش الحرّ» على معظم تلك الخرائط. تتسارع التقارير من شمال حلب في الأيام الاخيرة وتنذر بتقدم «داعش» فيها و«التخوف» من سيطرتها على المنافذ المهمة على الحدود الشمالية مع تركيا.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-08-18
  • 13495
  • من الأرشيف

روبرت فورد يعيش زمن «انتصارات الجيش الحرّ»!

 منذ فترة غير قصيرة، بات الخبر الميداني الآتي من سوريا يتضمن اسمين فقط لمقاتلي المعارضة على الجبهات: «داعش» و«النصرة». توضّحت الصورة بالنسبة إلى الصحافيين الذين وقعوا سابقاً في دوّامة عشرات المجموعات والكتائب العشوائية التي كانت تتقاتل في ما بينها، وتقاتل الجيش السوري، ثم تعلن انشقاقها عن المجموعة الأم، ثم مبايعتها لقائد ما ثم... تختفي. هما «داعش» و«النصرة» اللذان يحرّكان الجبهات السورية الطامحة إلى إسقاط النظام السوري حالياً، حسب ما يرد في معظم التغطيات الصحافية الغربية. وأخيراً كادت «داعش» تستحوذ على كامل المشهد الإعلامي للمعارك، نظراً إلى تقدمها البارز على أرض الواقع. أما «الجيش الحرّ»، فلم يعد يذكره أحد إلا في موضع السؤال عن وجوده، وعن استحالة إعادة هيكلته في ظلّ التطورات الميدانية الحاصلة. والتقارير المنشورة خلال الأسبوع الماضي حذّرت من سقوط آخر معقل لـ«الحرّ» شمال مدينة حلب بعد تقدم الجيش السوري ومقاتلي «داعش» في المنطقة. لكن، رغم التقارير الإعلامية والاستخبارية، ورغم المعلومات المتوافرة والواقع الميداني الذي فرض نفسه، هناك شخص وحيد لا يزال مؤمناً بأن «الجيش السوري الحرّ» موجود وقوي، هو السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، الذي يقول حالياً إن «الكلام عن موت المعارضة المعتدلة المسلحة مبالغ فيه». فورد، الذي سُمّي سابقاً «سفير المعارضة السورية»، هو اليوم أشبه بالناطق الرسمي والعسكري لـ«الحرّ»، ويقود ــــ وحيداً ــــ حملة ترويج إنقاذية له. تنشر الصحف الأميركية والبريطانية يومياً خرائط تظهر مواقع سيطرة «داعش» و«النصرة» وتقدمهما في سوريا، مقابل المواقع التي استعادها الجيش السوري. لا وجود لـ«الجيش الحرّ» على معظم تلك الخرائط. تتسارع التقارير من شمال حلب في الأيام الاخيرة وتنذر بتقدم «داعش» فيها و«التخوف» من سيطرتها على المنافذ المهمة على الحدود الشمالية مع تركيا.  

المصدر : صباح أيوب / الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة