دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يدرس الرئيس الاميركي باراك أوباما سلسلة من الخيارات العسكرية، بينها عمليات اجلاء جوي وانشاء ممرات آمنة، لانقاذ آلاف النازحين العراقيين الهاربين من "الدولة الاسلامية" والمحاصرين في جبال شمال العراق ، ويتوقع أن يتخذ قرارا في هذا الشأن في عضون أيام، بينما تسعى دول غربية الى تسليح المقاتلين الاكراد لمواجهة زحف المتطرفين السنة.
ودعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الى اختيار رئيس وزراء جديد في العراق يحظى بـ"قبول وطني واسع"، مؤكدا بذلك تخليه عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي احتج مجددا أمس على ازاحته من منصبه، في حين أيد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي اختيار خلف له يأمل كثيرون في بغداد ان يتمكن من وقف تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية".
وتكثفت الجهود الدولية لمساعدة النازحين، غداة دعوة خبراء للامم المتحدة في مجال حقوق الانسان الثلثاء المجتمع الدولي الى تحرك عاجل لمنع "ابادة محتملة" لاقلية الايزيديين في العراق على أيدي مسلحين اسلاميين متطرفين.
ودعا الاتحاد الاوروبي الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية للدول الأعضاء فيه غداً الجمعة، لاقامة جسر جوي لنقل المساعدات الانسانية الى العراق وتزويد المقاتلين الاكراد اسلحة للتصدي لتقدم "الدولة الاسلامية".
والثلاثاء، عقد سفراء دول الاتحاد الاوروبي اجتماعا لتنسيق تحركاتهم في العراق واتفقوا على "تعزيز التنسيق الانساني في شكل عاجل وايصال المساعدات الى النازحين" في العراق، وكذلك على السماح للدول الاعضاء الراغبة في تسليم الى المقاتلين الاكراد أسلحة بالقيام بذلك، "استجابة للطلب العاجل الذي قدمته السلطات العراقية".
وتسليم اسلحة قرار يعود الى كل دولة، ويخضع العراق لحظر، لكن ثمة استثناءات حددت عام 2004 للسماح بتسليم اسلحة ومعدات عسكرية بناء على طلب الحكومة العراقية.
الخيارات الاميركية
وأفاد المستشار المساعد للامن القومي الاميركي بن رودس ان واشنطن تدرس مجموعة من الخيارات، بينها اقامة ممرات انسانية او اجلاء المحاصرين من طريق الجو، موضحاً ان "الاكتفاء بالقاء المؤن على الاهالي في الجبال ليس حلا عمليا". وتحدث عن تنسيق الولايات المتحدة مع القوات الكردية العراقية في المنطقة اضافة الى الشركاء الدوليين.
ولم تنف وزارة الدفاع "البنتاغون" أو تؤكد وصول اربع طائرات "اوسبري" الى المنطقة مع 130 مستشارا عسكريا. ويمكن ان تستخدم هذه الطائرات في اجلاء المدنيين.
وأرسلت الوزارة 129 عسكرياً الى العراق الثلثاء لتقويم حجم الازمة الانسانية والخيارات المتوافرة لاخراجهم من الجبال.ووصل هؤلاء لدعم 300 مستشار آخرين كان اوباما أعلن نشرهم في حزيران الماضي لدعم الحكومة العراقية في حربها ضد "الدولة الاسلامية".
وقال رودس إنه نظرا "الى الوضع الطارئ، يتوقع الرئيس تسلم توصياتهم النهائية سريعاً واتخاذ قرار في غضون أيام.وفي مؤشر لامكان استدراج القوى الغربية مرة اخرى الى المنطقة على رغم التردد العلني لتكرار تجربة العقد الماضي، أقر بأنه لا يمكن استبعاد استخدام قوات برية للقيام بمهمة انسانية، مشيراً الى أن مهمتهم لا تشكل عودة الى القتال. وأضاف: "لا أعتقد أن ذلك يشمل عودة قوات أميركية الى دور قتالي في العراق... انه بصراحة تحد لوجيستي صعب جداً يكمن في نقل أشخاص في خطر من ذلك الجبل الى مواقع أكثر أماناً". وأعلن أن واشنطن ستنفذ مهمة انقاذ بمساعدة من حلفاء، بينهم القوات الكردية التي تتلقى أسلحة من الاميركيين والبريطانيين.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن بلاده مستعدة للمساعدة في هذا الجهد.
كذلك كشف رودس أن ثمة عروضاً من فرنسا وكندا وأوستراليا للمساعدة في الجهد الانساني.
وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري: "سنجري تقويماً سريعاً وحاسماً للوضع، لاننا مدركون الحاجة العاجلة الى محاولة نقل هؤلاء الاشخاص من جبل" سنجار.
وتمكن نحو 35 الف نازح يعاني غالبيتهم العظمى الضعف والاجتفاف، من الوصول الى اقليم كردستان خلال الايام الثلاثة الاخيرة، مرورا بسوريا، استناداً الى الامم المتحدة.
الى ذلك، قررت دول غربية ارسال اسلحة الى القوات الكردية العراقية لمساعدتها في وقف تقدم جهاديي "الدولة الاسلامية".
وأصدر قصر الاليزيه بياناً جاء ان الرئيس فرنسوا هولاند قرر بالاتفاق مع بغداد، نقل اسلحة في الساعات المقبلة الى كردستان. وقال إن باريس ولندن وافقتا على تنسيق تحركاتهما في كل من المساعدات الانسانية والاسلحة، وأن هولاند تحدث مع كاميرون مساء أمس واتفقا على الحاجة الى "رد سريع جدا". الا أنه لم يذكر ما اذا كانت لندن وافقت على تزويد الاكراد أسلحة.
ورفض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تحديد نوع الاسلحة التي ستقدمها بلاده، مكتفيا بأنها ستكون "متطورة". وقال إن أية غارات فرنسية تقتضي موافقة مسبقة من مجلس الامن، وهو موقف فرنسي مبدئي، وستحصل اذا كانت الظروف مناسبة.
ولم يستبعد ديبلوماسي فرنسي قريب من التطورات العراقية شن غارات فرنسية في "وضع متطور".
السيستاني والمالكي
وفي العملية السياسية المتعثرة في بغداد، قال السيستاني ردا على رسالة وجهها اليه حزب الدعوة: "أرى ضرورة الاسراع في اختيار رئيس جديد للوزراء يحظى بقبول وطني واسع"، في اشارة الى رفض غالبية المكونات فضلا عن شركاء بارزين في التحالف الشيعي، التعاون مع المالكي.وشدد على ضرورة ان يتمكن رئيس الوزراء الجديد من العمل مع القيادات السياسية "لانقاذ البلد من أخطار الارهاب والطائفية والتقسيم".
لكن المالكي أعرب أمس مجدداً عن عزمه على التمسك بالسلطة الى حين صدور قرار من المحكمة الاتحادية، مع ان فرصه في البقاء ضئيلة أياً يكن قرار المحكمة نظراً الى فقدانه العديد من الحلفاء.
وحض البيت الابيض بدوره المالكي على التنحي والسماح لخليفته المكلف بتأليف حكومة.
وقال رودس ان البيت الابيض "سيكون في غاية السعادة لرؤية حكومة جديدة... لم يعمل العراقيون معاً في السنوات الأخيرة، ولم يؤخذ السنة في الاعتبار على نحو كاف، وهذا ما ادى الى فقدان الثقة في بعض مناطق العراق وداخل قوى الامن".
ووضع الرئيس اوباما ثقله الاثنين وراء رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، داعيا المالكي من غير ان يذكره بالاسم الى التنازل عن السلطة سلميا.
ويستمر التأييد للعبادي اقليميا ودوليا. وناشده مجلس الأمن تأليف حكومة لا تقصي أحدا.
واعلن الاردن ترحيبه بتكليفه واصفا اياه بأنه خطوة "ايجابية".
كذلك رحب الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد مدني بتكليف العبادي ، آملاً في أن تؤدي هذه الخطوة الى "تحقيق الأمن والاستقرار السياسي في العراق بتعدديته، وبما يقوده إلى تجاوز التحديات التي تواجهه واستعادة دوره الفاعل عربيا وإسلامياً ودولياً".
في غضون ذلك، واصلت واشنطن غاراتها الجوية على مواقع جهاديي "الدولة الإسلامية " في منطقة سنجار، معقل الاقلية الايزيدية التي تتحدث الكردية ، وبات ما بين 20 ألفاً و30 منهم عالقين في جبل سنجار مهديين بالموت عطشا وجوعا، استناداً الى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة