الرأي العام العربي والاسلامي مصدوم هذه الأيام وهو يرى الجرائم التي تخرج عن نطاق كل تصور ، التي ترتكبها "داعش" ضد البشر والشجر والحجر في العراق وسورية، رغم أن التاريخ العربي المعاصر متخم بفظائع تفوق فظائع "داعش" ارتكبها آل سعود والوهابية في جزيرة العرب بدعم واضح ومكشوف من المستعمر البريطاني في بداية القرن المنصرم.

إذا ما تجاوزنا جرائم "داعش" بحق الإنسان والحياة ، ونقف قليلا أمام ما ارتكبته هذه الزمرة من جرائم كبرى بحق الحضارتين الإسلامية و الإنسانية في العراق لاسيما في الموصل، فسنذهل من هول ما لحق بهاتين الحضارتين من جرائم بسبب النزعة التدميرية المستوطنة في عناصر "داعش" ، وكيف لا يشعر المرء بالمرارة وهو يرى ويقرأ ويسمع أن "داعش" قامت بتفجير مرقد النبی جرجیس وسط الموصل ، وأسفر التفجير عن تدمیر المرقد بالکامل ، كما قامت بتفجير جامع النبی شیت وسط مدینة الموصل بواسطة عبوات ناسفة، ویأتی ذلک بعد یوم واحد علی تفجیر مرقد وجامع النبی یونس (ع) الذی یعد أبرز الشواخص الحضاریة والدینیة فی مدینة الموصل، کما قاموا بتفجیر مرقد الإمام ابو العلی فضلاً عن حسینیة وجامع فی المدینة ، وقبل ذلك فجرت مرقد عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، هذا بالاضافة الى تفجير وحرق اقدم كنائس العراق في الموصل والتي يعود تاريخ بنائها الى اكثر من الف وخمسمائة عام بكل ما تحتوي من نفائيس لا تقدر بثمن من الكتب والمخطوطات.

صحيح ان الانسان يقف مذهولا من نزعة التدمير غير السوية لدى "داعش" ، وهي تمحو كل اثر للاسلام والحضارة الانسانية في العراق ، الا ان هذه الجرائم ورغم بشاعتها ، لم تأت من فراغ ولم تكن "داعش" من روادها ، ف"داعش" مقلدة لرواد ولمؤسسي هذه النزعة التدميرية ، التي شهدت اول تطبيقات عملية على اطهر بقاع الارض في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، عندما اقترفت الوهابية و آل سعود ومن ورائهما المستعمر البريطاني جرائم كبرى ضد الاسلام والتاريخ الانساني.

هذه كتب التاريخ تحدثنا عن قيام ال سعود والوهابية في‌ إلیوم‌ الثامن‌ من‌ شهر شوّال‌ سنة‌ 1345هجرية، بتدمير جميع‌ المراقد المقدّسة‌ لائمّة‌ البقيع‌: الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌، والإمام‌ زين‌العابدين‌، والإمام‌ محمّد الباقر، والإمام‌ جعفر الصادق‌ علیهم‌ السلام‌، وكذلك‌ مراقد بنات‌ رسول‌ الله‌: زينب‌ وأُمّ كلثوم‌ ورقيّة‌، وقبور صفيّة‌ وعاتكة‌ عمّتي‌ رسول‌ الله‌، وأُمّ البنين‌، وإسماعيل‌ بن‌ جعفر الصادق‌، وإبراهيم‌ ابن‌ رسول‌ الله‌، وقبور كافّة‌ الصحابة‌ والتابعين‌ وأرحام‌ النبي‌ّ وأزواجه‌، والصلحاء والابرار، وهي‌ ممّا لايحصي‌، وسوّوها مع‌ الارض‌.

وقد هّم آل سعود ، بتدمير قبر رسول‌ الله‌ ونبش ضريحه، لكنهم توقفوا حينما حدثت ضجة كبرى ضدهم ، وإلاّ فإنّ هدم‌ هذا المقدس كان‌ مرسوماً في‌ خطّتهم‌ ، وهم لا يخفون ذلك لا بالامس ولا اليوم ، فبالامس دعا ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب الى هدم قبر النبي (ص) واليوم هناك الكثيرين من الوهابية يدعون علنا الى ذلك ، ومنهم بن باز واليمني مقبل الوادعي ، وقد كتب رسالة في ذلك!!.

كما اغار ال سعود علی‌ كربلاء المقدّسة‌، وطوّقوا أهلها، وقتلوا في‌ يوم‌ واحد ما يزيد علی‌ خمسة‌ آلاف‌، ونهبوا الاشياء الثمينة‌ من‌ الحرم‌ الحسيني‌ّ الشريف‌. ثمّ دخلوه‌ واقتلعوا الشبّاك‌ الخشبي‌ّ الذي‌ كان‌ من‌ النفائس‌، وحطّموه‌، وأوقدوا النار من‌ أخشابه‌ علی‌ القبر المطهّر.

وتذكر المصادر التاريخية ايضا ان آل سعود هدموا البيت الذي ولد فيه النبي “محمد”(ص)، إضافة لهدم بيت السيدة “خديجة بنت خويلد”(رض)، زوجة النبي وأول امرأة آمنت برسالته الدينية.

ولم يقف “آل سعود” عند هذا الحد، فقاموا أيضاً بهدم منزل “حمزة بن عبد المطلب”(رض)، عم النبي وأول شهيد في الإسلام، وهدم بيت “الأرقم”، وهو أول بيت تكونت فيه الخلايا المحمدية، وكان يجتمع فيه الرسول سراً مع أصحابه، وهدم قبور الشهداء الواقعة في “المعلي”، وبعثروا رفاتهم، ولم يتوقفوا هُنا، بل هدموا أيضاً قبور الشهداء في “بدر”، وكذلك هدموا مكان العريش التاريخي.

كما هدم “آل سعود” البيت الذي عاش فيه الإمام “علي بن أبي طالب”، وأبناؤه الإمامان “الحسن”، و”الحسين”(عليهما السلام).

اذن ، ما تقترفه "داعش" اليوم في العراق وسوريا ، ليس بدعة ابتدعتها "داعش" ، بل ما تاتي به من كوارث ليس الا تطبيقا حرفيا لتعاليم الوهابية ، التي تعتبر المدرسة الام التي خرجت من رحمها "القاعدة" و "داعش" وباقي التنظيمات التكفيرية الظلامية التي انتشرت كالسرطان في ديارنا ، لذا فان اي كلام عن التصدي ل"داعش" او الزمر التكفيرية الاخرى ، لن يكون الا مضيعة للوقت وحتى هذيان ، لو لم تتم مكافحة الوهابية الام نفسها ، المدعومة بالدولار النفطي السعودي ، اذن على المجتمع الدولي والبلدان والمجتمعات المتحضرة ، ان تضغط على ال سعود من اجل حذف هذا الفكر الظلامي من جذوره في جزيرة العرب ، او على الاقل منع ال سعود من الترويج للوهابية خارج حدودها ، ومكافحة كل المراكز الدينية التي تروج للوهابية في العالم وقطع كل تمويل مادي سعودي عنها، وكذلك الضغط على ال سعود لمنع ايصال اي دعم مادي الى التنظيميات التكفيرية الظلامية ، وفي حال تمردت السعودية على الارادة الدولية عندها يجب فرض حظر دولي شامل على مملكة ال سعود بوصفها دولة داعمة للارهاب.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-04
  • 15417
  • من الأرشيف

ما تفعله "داعش" اليوم فعله آل سعود قبل قرن ومازالوا يفعلون

الرأي العام العربي والاسلامي مصدوم هذه الأيام وهو يرى الجرائم التي تخرج عن نطاق كل تصور ، التي ترتكبها "داعش" ضد البشر والشجر والحجر في العراق وسورية، رغم أن التاريخ العربي المعاصر متخم بفظائع تفوق فظائع "داعش" ارتكبها آل سعود والوهابية في جزيرة العرب بدعم واضح ومكشوف من المستعمر البريطاني في بداية القرن المنصرم. إذا ما تجاوزنا جرائم "داعش" بحق الإنسان والحياة ، ونقف قليلا أمام ما ارتكبته هذه الزمرة من جرائم كبرى بحق الحضارتين الإسلامية و الإنسانية في العراق لاسيما في الموصل، فسنذهل من هول ما لحق بهاتين الحضارتين من جرائم بسبب النزعة التدميرية المستوطنة في عناصر "داعش" ، وكيف لا يشعر المرء بالمرارة وهو يرى ويقرأ ويسمع أن "داعش" قامت بتفجير مرقد النبی جرجیس وسط الموصل ، وأسفر التفجير عن تدمیر المرقد بالکامل ، كما قامت بتفجير جامع النبی شیت وسط مدینة الموصل بواسطة عبوات ناسفة، ویأتی ذلک بعد یوم واحد علی تفجیر مرقد وجامع النبی یونس (ع) الذی یعد أبرز الشواخص الحضاریة والدینیة فی مدینة الموصل، کما قاموا بتفجیر مرقد الإمام ابو العلی فضلاً عن حسینیة وجامع فی المدینة ، وقبل ذلك فجرت مرقد عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، هذا بالاضافة الى تفجير وحرق اقدم كنائس العراق في الموصل والتي يعود تاريخ بنائها الى اكثر من الف وخمسمائة عام بكل ما تحتوي من نفائيس لا تقدر بثمن من الكتب والمخطوطات. صحيح ان الانسان يقف مذهولا من نزعة التدمير غير السوية لدى "داعش" ، وهي تمحو كل اثر للاسلام والحضارة الانسانية في العراق ، الا ان هذه الجرائم ورغم بشاعتها ، لم تأت من فراغ ولم تكن "داعش" من روادها ، ف"داعش" مقلدة لرواد ولمؤسسي هذه النزعة التدميرية ، التي شهدت اول تطبيقات عملية على اطهر بقاع الارض في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، عندما اقترفت الوهابية و آل سعود ومن ورائهما المستعمر البريطاني جرائم كبرى ضد الاسلام والتاريخ الانساني. هذه كتب التاريخ تحدثنا عن قيام ال سعود والوهابية في‌ إلیوم‌ الثامن‌ من‌ شهر شوّال‌ سنة‌ 1345هجرية، بتدمير جميع‌ المراقد المقدّسة‌ لائمّة‌ البقيع‌: الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌، والإمام‌ زين‌العابدين‌، والإمام‌ محمّد الباقر، والإمام‌ جعفر الصادق‌ علیهم‌ السلام‌، وكذلك‌ مراقد بنات‌ رسول‌ الله‌: زينب‌ وأُمّ كلثوم‌ ورقيّة‌، وقبور صفيّة‌ وعاتكة‌ عمّتي‌ رسول‌ الله‌، وأُمّ البنين‌، وإسماعيل‌ بن‌ جعفر الصادق‌، وإبراهيم‌ ابن‌ رسول‌ الله‌، وقبور كافّة‌ الصحابة‌ والتابعين‌ وأرحام‌ النبي‌ّ وأزواجه‌، والصلحاء والابرار، وهي‌ ممّا لايحصي‌، وسوّوها مع‌ الارض‌. وقد هّم آل سعود ، بتدمير قبر رسول‌ الله‌ ونبش ضريحه، لكنهم توقفوا حينما حدثت ضجة كبرى ضدهم ، وإلاّ فإنّ هدم‌ هذا المقدس كان‌ مرسوماً في‌ خطّتهم‌ ، وهم لا يخفون ذلك لا بالامس ولا اليوم ، فبالامس دعا ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب الى هدم قبر النبي (ص) واليوم هناك الكثيرين من الوهابية يدعون علنا الى ذلك ، ومنهم بن باز واليمني مقبل الوادعي ، وقد كتب رسالة في ذلك!!. كما اغار ال سعود علی‌ كربلاء المقدّسة‌، وطوّقوا أهلها، وقتلوا في‌ يوم‌ واحد ما يزيد علی‌ خمسة‌ آلاف‌، ونهبوا الاشياء الثمينة‌ من‌ الحرم‌ الحسيني‌ّ الشريف‌. ثمّ دخلوه‌ واقتلعوا الشبّاك‌ الخشبي‌ّ الذي‌ كان‌ من‌ النفائس‌، وحطّموه‌، وأوقدوا النار من‌ أخشابه‌ علی‌ القبر المطهّر. وتذكر المصادر التاريخية ايضا ان آل سعود هدموا البيت الذي ولد فيه النبي “محمد”(ص)، إضافة لهدم بيت السيدة “خديجة بنت خويلد”(رض)، زوجة النبي وأول امرأة آمنت برسالته الدينية. ولم يقف “آل سعود” عند هذا الحد، فقاموا أيضاً بهدم منزل “حمزة بن عبد المطلب”(رض)، عم النبي وأول شهيد في الإسلام، وهدم بيت “الأرقم”، وهو أول بيت تكونت فيه الخلايا المحمدية، وكان يجتمع فيه الرسول سراً مع أصحابه، وهدم قبور الشهداء الواقعة في “المعلي”، وبعثروا رفاتهم، ولم يتوقفوا هُنا، بل هدموا أيضاً قبور الشهداء في “بدر”، وكذلك هدموا مكان العريش التاريخي. كما هدم “آل سعود” البيت الذي عاش فيه الإمام “علي بن أبي طالب”، وأبناؤه الإمامان “الحسن”، و”الحسين”(عليهما السلام). اذن ، ما تقترفه "داعش" اليوم في العراق وسوريا ، ليس بدعة ابتدعتها "داعش" ، بل ما تاتي به من كوارث ليس الا تطبيقا حرفيا لتعاليم الوهابية ، التي تعتبر المدرسة الام التي خرجت من رحمها "القاعدة" و "داعش" وباقي التنظيمات التكفيرية الظلامية التي انتشرت كالسرطان في ديارنا ، لذا فان اي كلام عن التصدي ل"داعش" او الزمر التكفيرية الاخرى ، لن يكون الا مضيعة للوقت وحتى هذيان ، لو لم تتم مكافحة الوهابية الام نفسها ، المدعومة بالدولار النفطي السعودي ، اذن على المجتمع الدولي والبلدان والمجتمعات المتحضرة ، ان تضغط على ال سعود من اجل حذف هذا الفكر الظلامي من جذوره في جزيرة العرب ، او على الاقل منع ال سعود من الترويج للوهابية خارج حدودها ، ومكافحة كل المراكز الدينية التي تروج للوهابية في العالم وقطع كل تمويل مادي سعودي عنها، وكذلك الضغط على ال سعود لمنع ايصال اي دعم مادي الى التنظيميات التكفيرية الظلامية ، وفي حال تمردت السعودية على الارادة الدولية عندها يجب فرض حظر دولي شامل على مملكة ال سعود بوصفها دولة داعمة للارهاب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة