هكذا وبعد طول انتظار .. نهض الملك السعودي المتعب من فراشه المتعب وتثاءب الملك تثاؤبا طويلا حتى تشقق صوارا فمه .. ثم تمطط الملك وطقطق أصابعه .. قبل أن ينهض بتثاقل .. وعندما نهض قال شيئا ما مغمغما مثل الكتابة فوق الماء .. ثم عاد إلى السرير .. وغط في نوم عميق ..

قيل أن الملك السعودي قال كلمة بشأن غزة ثم غالبه النعاس والكرى .. الكلمة الملكية صدقوني لم أسمعها ولا أعرف ماذا ورد فيها .. ولست بالطبع نادما أنني لم اسمعها وهي من نوع الكلام الذي ينتمي إلى الغمغمة والى فصيلة أشباه الكلام التي يصدرها أشباه الرجال .. حتى صار كلامهم من فصيلة أشباه النعيق أو أشباه النقيق .. وعندي ثقة أن من سمع الكلمة الملكية من المحيط إلى الخليج وبين مليار مسلم لايتعدى أصابع اليد الواحدة وهم: الرجل الذي قرأها للناس .. والمذيعة اللبنانية المهيوبة الشقراء في محطة العربية التي سمعتها مضطرة لتبشر العالم بظهور ملك الكهف .. والمعلقون السعوديون الذين علقوا على الكلمة .. ولا أستبعد إطلاقا أن هؤلاء هم كتبة الكلمة وقد تقاسموا شرحها على الناس وتشاركوا الحفر في مناجمها وسواقي ذهبها وكنوزها ..وتعاونوا على عصر معاجمها وقواميسها وهز جذوع اللغة لتسقط رطبا جنيا .. حتى اغرورقت عيون الناس بالدموع متأثرين بسخاء المشاعر الملكية .. وبالغضب الساطع الآتي فيها .. على جياد الرهبة ..

بالفعل انه سؤال وجيه يجب أن يوجهه كل شخص لنفسه من المحيط إلى الخليج وبالذات شعب المملكة هو: هل تذكر ماذا ورد في الخطاب الملكي؟؟ أو هل تذكر عبارة واحدة أو كلمة واحدة منها لملك الكهف؟؟

في الحقيقة لاأعرف لم كلف الملك نفسه وكلفت المملكة نفسها عناء هذا الخطاب عن غزة الذي يكاد لتفاهته أن تأثيره في النفس يشبه أفلام تشارلي تشابلن الصامتة التي يخرج الناس منها يضحكون دون أن يسمعوا في الفيلم كلمة واحدة .. تشابلن رجل مهرج بقبعة سوداء يتصرف بطريقة كوميدية مملة ولايقول كلمة .. وخطاب الملك لم يترك أثرا في أحد كمن يشاهد فيلما من أفلام السينما الصامتة يذكره المشاهد بالحركات وليس بالكلمات .. خطاب ينتمي إلى فصيلة السينما الصامتة ولكن من دون موسيقاها الشهيرة .. ومن جديد أشباه الخطابات تنتمي إلى فصيلة أشباه الأفلام الصامتة التي ينتجها أشباه الرجال .. ونصيحتي في المرة القادمة لملك الكهف هي أن يقرأ الملك الخطاب بنفسه دون صوت مثل فيلم أضواء المدينة لتشارلي تشابلن .. وكلي ثقة أن من سيتابعه أكثر بكثير ممن سيقاطعه أو يعزف عنه .. وأنا منهم .. وأنا ضمين أن كل محطات الكوميديا والأطفال ستبثه كفاصل ترفيهي ينتمي إلى أشباه الأفلام الصامتة .. وأشباه تشارلي تشابلن ..

أليس من الإهانة أن يتحدث ملك العرب - كما سماه السيسي - بعد أن ينتظر 24 يوما على مذبحة بجانب قصره لينطق .. وصل رذاذ الدم إلى جدران قصره في الرياض ووصل إلى عباءته وعقاله الأبيض .. ووصلت أشلاء الأطفال إلى سطح الكعبة وقبر النبي .. ولم يخرج الملك من كهفه إلا عندما ثبت أن غزة توجع تل أبيب بدمها .. فيما سكت أهل الكهف المؤمنون .. في مملكة الكهف المؤمنة ..

هذا ملك يتربع على عرش الحجاز أهم عروش العرب والمسلمين .. وعلى نفس الأرض التي أنجبت يوما رسولا وأربعة خلفاء يعتبرون أهم خمسة رجال في العالم القديم .. أليس من العار أن ينتظر ملك كهذا عشرة آلاف ضحية ومئة ألف طن من المتفجرات كي يتحدث ؟؟ ألم يكن الأفضل أن يقال أنه في غيبوبة ولا يستطيع الكلام .. أو أن يلقي نتنياهو هذه الخطبة المجوفة الناعسة العبرية اللغة .. نيابة عنه ..

خطاب الملك بعد عشرة آلاف ضحية يشبه قبلات الأمراء في الحكايات .. الأمير يقبل الأميرة النائمة بعد نوم مئة عام .. لتصحو .. أما ملكنا الجميل فلا يعد الأيام ليقبلنا مرة كل مئة عام .. بل هو الأمير النائم يصحو ليقبلنا على عداد الضحايا وأطنان القنابل على رؤوس رعاياه .. فقد استيقظ الملك بعد عشرة آلاف ضحية .. وقبلنا قبلة ثم غط في نوم عميق .. ولاشك أن علينا أن ننتظر عشرة آلاف ضحية قبل اليقظة الثانية .. وكان في خطابه يودعنا ويعدنا باللقاء قائلا: وداعا والى اللقاء بعد عشرة آلاف ضحية أخرى ..وربما مئة ألف ضحية .. ومليون طن متفجرات ..  

بالفعل .. ماذا قال الملك؟

المشكلة أن الملك لم يقل شيئا .. بدليل أن الجميع نسي الخطاب بعد دقائق من بثه .. وكأنه يحيل عقولنا إلى عقول أسماك..  فهل الأسماك ضحية من ضحايا ملوك العرب عندما دخلتها خطابات ملوك العرب في الحجاز ..وحولت ذاكرتها إلى ذاكرة أسماك؟؟ ..

مملكة نائمة في كهف .. وملك نائم في كهف .. وخطاب له صدى جدران الكهف .. وأهل الكهف في الحجاز يوقظهم بقوة ويسلب نومهم صوت السيد حسن نصرالله عندما يغامر مغامراته ويصطاد الميركافا بالكورنيت .. وتعلق سمكة ساعر في شباكه .. وأهل الكهف في الحجاز ..يهرولون خارج كهوفهم بلا عباءاتهم المذهبة والمقصبة ومن دون نعالهم عندما يسمعون أزيز صواريخ سورية وايرانية تتجول في السماء تقطع صمت الكهوف ..

المثير للضحك في قلب المأساة أن ليس الملك وحده من يغط في نوم عميق .. بل الخليفة والسلطان والبطل الذي كانت تنظره غزة أيضا .. فمن سخرية الأقدار أن الكهف الذي نام فيه أهل الكهف في القصص القرآني يقال انه في مدينة أفسوس التركية .. حيث أهل الكهف الأتراك في هذه الأيام الغزاوية .. السلاطين في أفسوس-استانبول يسمع شخيرهم في المريخ هذه الأيام وهم من كانت تنتظرهم غزة من بين الأبطال .. ويبدو أن ثقافة النوم في الكهوف جزء من التراث التركي العثماني الأفسوسي وأن حادثة أهل الكهف لم تحدث صدفة أو عبثا في أفسوس التركية بل لأنها جزء من ثقافة النوم في الكهف عندما يظهر دقلديانوس .. واليوم يظهر دقلديانوس الإسرائيلي (نتنياهو) ليدخل الجميع الكهف ويصبحون مؤمنين ورعين وينامون حتى مرور عشرة آلاف "ضحية" .. أو عشرين ألف ضحية .. لينزلوا بعدها إلى شوارع الشرق الأوسط كالغرباء المؤمنين الذين ناموا وأفاقوا بعد مرور عشرة آلاف جسد مفتت ونازف .. ليحدثونا عن الله والعدالة ونصرة الأخ المظلوم والشعوب التواقة للحرية ..

سياسة النوم في الكهوف مارسها الساسة الأتراك المؤمنون المسلمون بدقة متناهية ولم يصدر عنهم صوت ولا آهة .. منذ أن دخلوا الكهف .. وصار ملك الكهف السعودي يتنافس مع السلطان العثماني أردوغان في النوم في الكهف .. الذي ينام وكلبه أوغلو باسط ذراعيه بالوصيد ..غزة .. ياغزة .. كم قسوت على أهل الكهف وأيقظتهم من سباتهم بعشرة آلاف ضحية .. حتى ملك الكهف استيقظ ليغمغم .. فيما أمة أهل الكهف تستيقظ كلابها لتوجعها  في عرسال والموصل والرقة ..وتنبح بلا توقف عن النهش في اللحم ..

أمة كاملة تنام في كهف كبير يمتد من المحيط إلى الخليج .. مع ملوك الكهف .. وسلاطين الكهف .. وثوار الكهف .. وكلاب الكهف التي لا تنبح إلا على المؤمنين .. ولا تنهش إلا أجساد المؤمنين ..

  • فريق ماسة
  • 2014-08-04
  • 13868
  • من الأرشيف

صحوة ملك الكهف .. لكن أين تنبح كلاب الكهف؟...بقلم نارام سرجون

هكذا وبعد طول انتظار .. نهض الملك السعودي المتعب من فراشه المتعب وتثاءب الملك تثاؤبا طويلا حتى تشقق صوارا فمه .. ثم تمطط الملك وطقطق أصابعه .. قبل أن ينهض بتثاقل .. وعندما نهض قال شيئا ما مغمغما مثل الكتابة فوق الماء .. ثم عاد إلى السرير .. وغط في نوم عميق .. قيل أن الملك السعودي قال كلمة بشأن غزة ثم غالبه النعاس والكرى .. الكلمة الملكية صدقوني لم أسمعها ولا أعرف ماذا ورد فيها .. ولست بالطبع نادما أنني لم اسمعها وهي من نوع الكلام الذي ينتمي إلى الغمغمة والى فصيلة أشباه الكلام التي يصدرها أشباه الرجال .. حتى صار كلامهم من فصيلة أشباه النعيق أو أشباه النقيق .. وعندي ثقة أن من سمع الكلمة الملكية من المحيط إلى الخليج وبين مليار مسلم لايتعدى أصابع اليد الواحدة وهم: الرجل الذي قرأها للناس .. والمذيعة اللبنانية المهيوبة الشقراء في محطة العربية التي سمعتها مضطرة لتبشر العالم بظهور ملك الكهف .. والمعلقون السعوديون الذين علقوا على الكلمة .. ولا أستبعد إطلاقا أن هؤلاء هم كتبة الكلمة وقد تقاسموا شرحها على الناس وتشاركوا الحفر في مناجمها وسواقي ذهبها وكنوزها ..وتعاونوا على عصر معاجمها وقواميسها وهز جذوع اللغة لتسقط رطبا جنيا .. حتى اغرورقت عيون الناس بالدموع متأثرين بسخاء المشاعر الملكية .. وبالغضب الساطع الآتي فيها .. على جياد الرهبة .. بالفعل انه سؤال وجيه يجب أن يوجهه كل شخص لنفسه من المحيط إلى الخليج وبالذات شعب المملكة هو: هل تذكر ماذا ورد في الخطاب الملكي؟؟ أو هل تذكر عبارة واحدة أو كلمة واحدة منها لملك الكهف؟؟ في الحقيقة لاأعرف لم كلف الملك نفسه وكلفت المملكة نفسها عناء هذا الخطاب عن غزة الذي يكاد لتفاهته أن تأثيره في النفس يشبه أفلام تشارلي تشابلن الصامتة التي يخرج الناس منها يضحكون دون أن يسمعوا في الفيلم كلمة واحدة .. تشابلن رجل مهرج بقبعة سوداء يتصرف بطريقة كوميدية مملة ولايقول كلمة .. وخطاب الملك لم يترك أثرا في أحد كمن يشاهد فيلما من أفلام السينما الصامتة يذكره المشاهد بالحركات وليس بالكلمات .. خطاب ينتمي إلى فصيلة السينما الصامتة ولكن من دون موسيقاها الشهيرة .. ومن جديد أشباه الخطابات تنتمي إلى فصيلة أشباه الأفلام الصامتة التي ينتجها أشباه الرجال .. ونصيحتي في المرة القادمة لملك الكهف هي أن يقرأ الملك الخطاب بنفسه دون صوت مثل فيلم أضواء المدينة لتشارلي تشابلن .. وكلي ثقة أن من سيتابعه أكثر بكثير ممن سيقاطعه أو يعزف عنه .. وأنا منهم .. وأنا ضمين أن كل محطات الكوميديا والأطفال ستبثه كفاصل ترفيهي ينتمي إلى أشباه الأفلام الصامتة .. وأشباه تشارلي تشابلن .. أليس من الإهانة أن يتحدث ملك العرب - كما سماه السيسي - بعد أن ينتظر 24 يوما على مذبحة بجانب قصره لينطق .. وصل رذاذ الدم إلى جدران قصره في الرياض ووصل إلى عباءته وعقاله الأبيض .. ووصلت أشلاء الأطفال إلى سطح الكعبة وقبر النبي .. ولم يخرج الملك من كهفه إلا عندما ثبت أن غزة توجع تل أبيب بدمها .. فيما سكت أهل الكهف المؤمنون .. في مملكة الكهف المؤمنة .. هذا ملك يتربع على عرش الحجاز أهم عروش العرب والمسلمين .. وعلى نفس الأرض التي أنجبت يوما رسولا وأربعة خلفاء يعتبرون أهم خمسة رجال في العالم القديم .. أليس من العار أن ينتظر ملك كهذا عشرة آلاف ضحية ومئة ألف طن من المتفجرات كي يتحدث ؟؟ ألم يكن الأفضل أن يقال أنه في غيبوبة ولا يستطيع الكلام .. أو أن يلقي نتنياهو هذه الخطبة المجوفة الناعسة العبرية اللغة .. نيابة عنه .. خطاب الملك بعد عشرة آلاف ضحية يشبه قبلات الأمراء في الحكايات .. الأمير يقبل الأميرة النائمة بعد نوم مئة عام .. لتصحو .. أما ملكنا الجميل فلا يعد الأيام ليقبلنا مرة كل مئة عام .. بل هو الأمير النائم يصحو ليقبلنا على عداد الضحايا وأطنان القنابل على رؤوس رعاياه .. فقد استيقظ الملك بعد عشرة آلاف ضحية .. وقبلنا قبلة ثم غط في نوم عميق .. ولاشك أن علينا أن ننتظر عشرة آلاف ضحية قبل اليقظة الثانية .. وكان في خطابه يودعنا ويعدنا باللقاء قائلا: وداعا والى اللقاء بعد عشرة آلاف ضحية أخرى ..وربما مئة ألف ضحية .. ومليون طن متفجرات ..   بالفعل .. ماذا قال الملك؟ المشكلة أن الملك لم يقل شيئا .. بدليل أن الجميع نسي الخطاب بعد دقائق من بثه .. وكأنه يحيل عقولنا إلى عقول أسماك..  فهل الأسماك ضحية من ضحايا ملوك العرب عندما دخلتها خطابات ملوك العرب في الحجاز ..وحولت ذاكرتها إلى ذاكرة أسماك؟؟ .. مملكة نائمة في كهف .. وملك نائم في كهف .. وخطاب له صدى جدران الكهف .. وأهل الكهف في الحجاز يوقظهم بقوة ويسلب نومهم صوت السيد حسن نصرالله عندما يغامر مغامراته ويصطاد الميركافا بالكورنيت .. وتعلق سمكة ساعر في شباكه .. وأهل الكهف في الحجاز ..يهرولون خارج كهوفهم بلا عباءاتهم المذهبة والمقصبة ومن دون نعالهم عندما يسمعون أزيز صواريخ سورية وايرانية تتجول في السماء تقطع صمت الكهوف .. المثير للضحك في قلب المأساة أن ليس الملك وحده من يغط في نوم عميق .. بل الخليفة والسلطان والبطل الذي كانت تنظره غزة أيضا .. فمن سخرية الأقدار أن الكهف الذي نام فيه أهل الكهف في القصص القرآني يقال انه في مدينة أفسوس التركية .. حيث أهل الكهف الأتراك في هذه الأيام الغزاوية .. السلاطين في أفسوس-استانبول يسمع شخيرهم في المريخ هذه الأيام وهم من كانت تنتظرهم غزة من بين الأبطال .. ويبدو أن ثقافة النوم في الكهوف جزء من التراث التركي العثماني الأفسوسي وأن حادثة أهل الكهف لم تحدث صدفة أو عبثا في أفسوس التركية بل لأنها جزء من ثقافة النوم في الكهف عندما يظهر دقلديانوس .. واليوم يظهر دقلديانوس الإسرائيلي (نتنياهو) ليدخل الجميع الكهف ويصبحون مؤمنين ورعين وينامون حتى مرور عشرة آلاف "ضحية" .. أو عشرين ألف ضحية .. لينزلوا بعدها إلى شوارع الشرق الأوسط كالغرباء المؤمنين الذين ناموا وأفاقوا بعد مرور عشرة آلاف جسد مفتت ونازف .. ليحدثونا عن الله والعدالة ونصرة الأخ المظلوم والشعوب التواقة للحرية .. سياسة النوم في الكهوف مارسها الساسة الأتراك المؤمنون المسلمون بدقة متناهية ولم يصدر عنهم صوت ولا آهة .. منذ أن دخلوا الكهف .. وصار ملك الكهف السعودي يتنافس مع السلطان العثماني أردوغان في النوم في الكهف .. الذي ينام وكلبه أوغلو باسط ذراعيه بالوصيد ..غزة .. ياغزة .. كم قسوت على أهل الكهف وأيقظتهم من سباتهم بعشرة آلاف ضحية .. حتى ملك الكهف استيقظ ليغمغم .. فيما أمة أهل الكهف تستيقظ كلابها لتوجعها  في عرسال والموصل والرقة ..وتنبح بلا توقف عن النهش في اللحم .. أمة كاملة تنام في كهف كبير يمتد من المحيط إلى الخليج .. مع ملوك الكهف .. وسلاطين الكهف .. وثوار الكهف .. وكلاب الكهف التي لا تنبح إلا على المؤمنين .. ولا تنهش إلا أجساد المؤمنين ..

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة