بالرغم من إعلان «الجبهة الإسلامية» عن خطوة جديدة في «إستراتيجيتها» الاندماجية، إلا أن مصيرها يلفه الغموض في ضوء الصراع السعودي القطري وضغوط كل من الغرب و«جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» على فصائلها المختلفة.

والجمعة أعلن فصيلان من الجبهة هما «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش و«صقور الشام» برئاسة أحمد عيسى الشيخ الاتحاد الكامل ضمن «الجبهة الإسلامية»، وتعيين علوش قائداً عاماً للجبهة في عموم سورية.

ويشغل علوش منصب رئيس «الهيئة العسكرية في الجبهة الإسلامية» التي تشكلت أواخر العام الماضي، في حين يشغل فيها أبو عيسى الشيخ منصب «رئيس مجلس الشورى». ونقلت مواقع المعارضة عن المتحدث العسكري باسم «الجبهة الإسلامية» النقيب «إسلام علوش» قوله إن الاتحاد الكامل بين «الصقور» و«جيش الإسلام» في عموم سورية هو على طريق الوحدة الشاملة بين جميع الفصائل التي تنتمي للجبهة. وأشار علوش إلى أن الفصيلين اندمجا بشكل كامل، وينسقان مع باقي الفصائل على درب الاندماج الكامل بين جميع الفصائل المشك لة لها.

وجاء في بيان أن «الاندماج الكامل» يهدف إلى تجاوز «الصعوبات الخارجية» ويلبي ما «تقتضيه ضرورات المرحلة الراهنة، التي تستوجب علينا إعادة ترتيب صفوفنا وفق استراتجيات جديدة». ودعا إلى «إعادة إنشاء هيئة أركان جديدة تمثل القوى الحقيقية على الأرض، بعيداً عن التجاذبات والأجندات السياسية»، وشدد على تمسك «الجبهة» بموقف «إسقاط النظام» السوري.

وحول مصير الفصائل الأخرى التي تشكلت منها «الجبهة الإسلامية»، مثل «أحرار الشام» و«لواء الحق» و«لواء التوحيد»، نوه البيان بأن «باقي إخواننا من الجبهة الإسلامية يسير بخطا حثيثة نحو الاندماج».

وتأتي خطوة الاندماج الثنائية هذه، بعد أيام فقط من إعلان كافة فصائل «الجبهة الإسلامية» في حلب وريفها الاندماج مع بعضها، وتعيين عبد العزيز سلامة قائداً عاماً لـ«الجبهة الإسلامية في حلب وريفها»، مع التأكيد على وجود خطط مستقبلية لإدماج باقي مكونات «الجبهة الإسلامية» في المناطق السورية.

ومع ذلك فإن الجبهة المؤلفة من فصائل إسلامية متنوعة إخوانية (قريبة من قطر وتركيا كلواء التوحيد) وسلفية (متوازعة ما بين السعودية كـ «جيش الإسلام» وقطر كـ«أحرار الشام» المتشددة)، مهددة بالتصارع والخلاف تحت وطأة الخلاف القطري السعودي.

كما أن هذه الفصائل مهددة بالعزلة التي يبدو أن الغرب نجح في فرضها عليها مؤخراً، لتطرفها وتعاونها مع «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» وهجومها على مقرات هيئة أركان «الجيش الحر» المدعومة من واشنطن، في الخريف الماضي وسيطرتها على مستودعات السلاح التابعة للهيئة في أطمة وباب الهوى.

وذكر تقرير إعلامي أول من أمس أن قراراً خارجياً اتخذ بوقف التسليح والتمويل المباشر للجبهة الإسلامية، مشيراً في المقابل إلى اعتماد «غرفة العمليات» في جنوب تركيا والأردن «سبع فصائل معتدلة» بينها حركة «حزم» و«كتائب نور الدين الزنكي» و«اللواء السابع- قوات خاصة» وتسليم عدد منها عشرات صواريخ مضادة للدروع من نوع «تاو» أميركية الصنع.

وجاء ذلك بعد أيام من عقد كبار الموظفين في «النواة الصلبة» في «أصدقاء سورية» اجتماعاً في مدينة اسطنبول التركية.

ونقل التقرير عن مصادر متطابقة أن الدول الغربية قررت أن يكون التعاطي مباشراً مع «الكتائب المسلحة المعتدلة» وأن تشرف غرفة العمليات على تفاصيل النشاطات العسكرية للمسلحين في تجاوز لهيئة الأركان ورئيسها عبد الإله البشير.

وذكر التقرير أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» المعارض وضع خطة تنفذ خلال ستة أشهر، تتضمن تشكيل حكومة انتقالية جديدة وانتقالها مع قيادة «الائتلاف» إلى شمال سورية.

وقبل عشرة أيام أعلنت «الجبهة الإسلامية» رفضها لـ«الخلافة» التي أسستها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«الإمارة» التي تسعى «جبهة النصرة» لإقامتها، ولـ«الحكومة» التي يسعى الائتلاف لنقلها إلى داخل سورية.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-03
  • 12359
  • من الأرشيف

تفكّك "الجبهة الإسلامية" في سورية

بالرغم من إعلان «الجبهة الإسلامية» عن خطوة جديدة في «إستراتيجيتها» الاندماجية، إلا أن مصيرها يلفه الغموض في ضوء الصراع السعودي القطري وضغوط كل من الغرب و«جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» على فصائلها المختلفة. والجمعة أعلن فصيلان من الجبهة هما «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش و«صقور الشام» برئاسة أحمد عيسى الشيخ الاتحاد الكامل ضمن «الجبهة الإسلامية»، وتعيين علوش قائداً عاماً للجبهة في عموم سورية. ويشغل علوش منصب رئيس «الهيئة العسكرية في الجبهة الإسلامية» التي تشكلت أواخر العام الماضي، في حين يشغل فيها أبو عيسى الشيخ منصب «رئيس مجلس الشورى». ونقلت مواقع المعارضة عن المتحدث العسكري باسم «الجبهة الإسلامية» النقيب «إسلام علوش» قوله إن الاتحاد الكامل بين «الصقور» و«جيش الإسلام» في عموم سورية هو على طريق الوحدة الشاملة بين جميع الفصائل التي تنتمي للجبهة. وأشار علوش إلى أن الفصيلين اندمجا بشكل كامل، وينسقان مع باقي الفصائل على درب الاندماج الكامل بين جميع الفصائل المشك لة لها. وجاء في بيان أن «الاندماج الكامل» يهدف إلى تجاوز «الصعوبات الخارجية» ويلبي ما «تقتضيه ضرورات المرحلة الراهنة، التي تستوجب علينا إعادة ترتيب صفوفنا وفق استراتجيات جديدة». ودعا إلى «إعادة إنشاء هيئة أركان جديدة تمثل القوى الحقيقية على الأرض، بعيداً عن التجاذبات والأجندات السياسية»، وشدد على تمسك «الجبهة» بموقف «إسقاط النظام» السوري. وحول مصير الفصائل الأخرى التي تشكلت منها «الجبهة الإسلامية»، مثل «أحرار الشام» و«لواء الحق» و«لواء التوحيد»، نوه البيان بأن «باقي إخواننا من الجبهة الإسلامية يسير بخطا حثيثة نحو الاندماج». وتأتي خطوة الاندماج الثنائية هذه، بعد أيام فقط من إعلان كافة فصائل «الجبهة الإسلامية» في حلب وريفها الاندماج مع بعضها، وتعيين عبد العزيز سلامة قائداً عاماً لـ«الجبهة الإسلامية في حلب وريفها»، مع التأكيد على وجود خطط مستقبلية لإدماج باقي مكونات «الجبهة الإسلامية» في المناطق السورية. ومع ذلك فإن الجبهة المؤلفة من فصائل إسلامية متنوعة إخوانية (قريبة من قطر وتركيا كلواء التوحيد) وسلفية (متوازعة ما بين السعودية كـ «جيش الإسلام» وقطر كـ«أحرار الشام» المتشددة)، مهددة بالتصارع والخلاف تحت وطأة الخلاف القطري السعودي. كما أن هذه الفصائل مهددة بالعزلة التي يبدو أن الغرب نجح في فرضها عليها مؤخراً، لتطرفها وتعاونها مع «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» وهجومها على مقرات هيئة أركان «الجيش الحر» المدعومة من واشنطن، في الخريف الماضي وسيطرتها على مستودعات السلاح التابعة للهيئة في أطمة وباب الهوى. وذكر تقرير إعلامي أول من أمس أن قراراً خارجياً اتخذ بوقف التسليح والتمويل المباشر للجبهة الإسلامية، مشيراً في المقابل إلى اعتماد «غرفة العمليات» في جنوب تركيا والأردن «سبع فصائل معتدلة» بينها حركة «حزم» و«كتائب نور الدين الزنكي» و«اللواء السابع- قوات خاصة» وتسليم عدد منها عشرات صواريخ مضادة للدروع من نوع «تاو» أميركية الصنع. وجاء ذلك بعد أيام من عقد كبار الموظفين في «النواة الصلبة» في «أصدقاء سورية» اجتماعاً في مدينة اسطنبول التركية. ونقل التقرير عن مصادر متطابقة أن الدول الغربية قررت أن يكون التعاطي مباشراً مع «الكتائب المسلحة المعتدلة» وأن تشرف غرفة العمليات على تفاصيل النشاطات العسكرية للمسلحين في تجاوز لهيئة الأركان ورئيسها عبد الإله البشير. وذكر التقرير أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» المعارض وضع خطة تنفذ خلال ستة أشهر، تتضمن تشكيل حكومة انتقالية جديدة وانتقالها مع قيادة «الائتلاف» إلى شمال سورية. وقبل عشرة أيام أعلنت «الجبهة الإسلامية» رفضها لـ«الخلافة» التي أسستها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«الإمارة» التي تسعى «جبهة النصرة» لإقامتها، ولـ«الحكومة» التي يسعى الائتلاف لنقلها إلى داخل سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة