ركزت الصحف البريطانية على مجريات الأحداث في غزة في ظل الهجمات الاسرائيلية عليها، ونشرت مقابلة مع مدونة شابة ترسل تغريدات باللغة الانكليزية تعكس فيها المعاناة الانسانية في غزة ويتابعها الآف حول العالم لتصبح صوت الفلسطينين غير الرسمي، فضلاً عن تقارير تعكس ارادة الغزيين وقدرتهم على الحياة مجدداً.

ونقرأ في صحيفة التايمز مقالاً لبيل ترو بعنوان "غزة هي مدينتي، لا استطيع التوقف عن البكاء، وقد اموت الليلة"، وتضمن المقال مقابلة أجرتها ترو مع فتاة فلسطينية تدعى فرح بيكر ( 16 عاماً) ترسل تغريدات من غرفة نومها من قطاع غزة، وتصفها ترو بأنها "أضحت اليوم صوت الفلسطينين غير الرسمي".

وترسل فرح تغريداتها باللغة الانكليزية مساء كل يوم تصف فيها الحياة تحت نيران القذائف والمدافع والموت والدمار، كما تنشر فيه مقاطع فيديو لغارات وتسجيلات و قصص مروعة لعائلات قضت بأكملها وصور لآخر قتلى الهجمات الاسرائيلية على غزة.

وكانت فرح قد أرسلت تغريدة على توتير في 28 تموز/يوليو الليلة التي وصفت بأنها شهدت أعنف الغارات الاسرائيلية على غزة تقول فيها "هذه منطقتي، لا استطيع الكف عن البكاء، قد أموت الليلة". وقد أرسل لها 17 الف تغريدات داعمة لها من جميع أرجاء العالم.

وقالت فرح " لم اعلم ان العالم يهتم لمشاعري أو لما جرى تلك الليلة"، مضيفة " حرصت بعد ذلك على سرد ما يجري في منطقتي، وحفزني هذا الدعم على الاستمرار".

وكان عدد متابعي فرح على تويتر حوالي 800 شخص منذ بداية الهجمات الاسرائيلية على غزة في تموز/يوليو، إلا أنه أضحى اليوم بعد مرور 4 اسابيع دامية نحو 136.000، وتصل فرح العديد من التغريدات على تويتر والفيس بوك من جميع انحاء العالم من الولايات المتحدة إلى باكستان.

وأشارت فرح حسبما تقول ترو إلى أنها تهدف إلى القيام بشيء مختلف وتحاول توثيق كل شيء ونقل رسالة شعبها"، موضحة "أن الصحافيين والمراسلين يقومون بوظيفتهم، إلا أنني كشابة أتحاور باللغة الانكليزية، فأنا أعكس الجانب الانساني".

وأضافت " لا أنام ولا آكل، فأنا أجلس في غرفتي واستمع للراديو وارسل التغريدات، واحياناً أحاول أن أسد أذني كي لا اسمع دوي القذائف التي تتساقط من حولنا".

وفي مقابلتها مع التايمز ختمت فرح بأنها أرادت اتباع خطوات أختها رينا (23 عاماً) التي تدرس الماجستير في جامعة كلية الدراسات الافريقية الشرقية بجامعة لندن SOAS ، والتي بدأت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على غزة في 2012، إلا أن وجود رنا في بريطانيا، دفعها لأخذ زمام المبادرة.

وتعيش فرح بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة حيث يعمل والدها باسل بيكر كجراح أعصاب فيها.

"كذبة كبيرة"

أكدت شهادات لجنود سابقين في الجيش الاسرائيلي عدم أخذ بعين الاعتبار حياة المدنيين في غزة

ونشرت صحيفة الاندبندنت تقريراً لمراسلها في القدس بين لينفيليد بعنوان " الكذبة الكبيرة هي أننا كنا نفعل كل شيء لتجنب قتل المدنيين". ويسرد لينفيليد شهادات جنود شاركوا في عمليات عسكرية سابقة في الجيش الاسرائيلي استهدفت قطاع غزة، كما يفند الضغوط التي كان يمارسها قادتهم خلال هذه العمليات.

وقال شاي ديفيدوفيتش (27 عاما) الذي خدم خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على ىغزة في 2012 والتي اطلق عليها اسم "عامود السحاب"، إنه كان يطلب منه مراراً المساعدة في توجيهها المدفعية نحو "العدو" إلا أنه وجد أنه ضرب من الجنون توجيها نحو مناطق تشهد كثافة سكانية هائلة كما هو الحال في بيت حانون.

 

وأضاف ديفيدوفيتش "إن سماع الأخبار اليوم، يعيدني بالذاكرة عندما كنا هناك ، وكان يطلب منا يومياً البدء بالقصف بالمدفعية في الساعة الخامسة بعد الظهر، ولم يكن أحد يذكر وجود مدنيين".

وفي شهادة أخرى، قال الرقيب أمير مرمور الذي شارك في عملية "الرصاص المسكوب" بأنه طلب منهم اطلاق النار على اي شيء بما فيه المساجد وعند شعورهم بأي خطر إن كان ذلك حقيقياً أم أمراً خيالياً".

وأضاف " طلب منا اطلاق النار من دون التفكير بعواقب ذلك، وحتى لو اطلقنا النار في الظلام من دون وجود هدف محدد"، مشيراً " خلال التدريب طلب منا تدمير مركبة إن كانت في طريقنا والقاء القذائف على المباني ، هذه التعليمات كانت اساس التدريب الذي تلقيناه، وكان يتم تذكيرينا بهذه التعليمات مراراً وتكراراً".

وتعيش فرح بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة حيث يعمل والدها كجراح اعصاب يدواي فيها المصابين.

"شعب مليء بالأمل"

 

أكد ماسون أن غزة " تستطيع النهوض مجدداً"

 

ونطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لبول ماسون بعنوان "غزة ليست كما توقعتها، فثمة أمل بعد ما شهدته من رعب". وتساءل ماسون في مقاله عن صمت العالم عن إهدار حياة 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.

وقال كاتب المقال الذي يعمل كمراسل في غزة إنه أدرك بعد مرور أسبوع على عمله هناك وسط الكم هائل من القتلى والجرحى الذين كانوا ينقلون أمامه لتلقي العلاج في المستشفيات، ونظرات الهلع والرعب التي ارتسمت الوجوه التي رآها، والليالي التي امضاها من دون كهرباء في غزة على وقع القذائف، أن غزة "تستطيع النهوض مجدداً ".

وأوضح ماسون إن " غزة مع الموارد المتوفرة لها واتصالاتها مع العالم الخارجي وكينونتها السياسية المحدودة قد تستطيع العمل بصورة طبيعية"، مضيفاً " بإمكان غزة ان تصبح مكاناً يقصده السياح، للاستمتاع بشواطئها الرملية الناعمة ومياهها الصافية وسمائها الزرقاء، فغزة تعج اليوم بأعداد هائلة من حملة الشهادات العالية والاختصاصات، إلا أن أكثرهم خبرة هم الأطباء والجراحون.

وأضاف أن "غزة تستطيع الحياة بسبب إرادة أبناء هذا القطاع"، مشيراً إلى أنه منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، لم يستطيعوا إعادة بناء ما هدمته الغارات الاسرائيلية في 2008-2009 ، إلا أنها عمدت إلى بناء الأنفاق، التي لا يعلم أحد كما يبلغ طولها، والتي يعيش فيها قادة الجناح العسكري لحماس - كتائب القسام -، كما يتم تخزين ذخريتهم فيها وقذائفهم، كما تستخدم لتقل المواد الضرورية المحظور دخولها الى عزة منذ الحصار المفروض عليها منذ 7 سنوات.

وختم ماسون بالقول إن هناك مسلكين لتنبض الحياة في غزة من جديد رغم قساوة الصراع هناك، أحدهما من قبل اسرائيل، إلا أنه لا يعد أمراً أساسياً، والمسلك الثاني، مصر التي تمتلك مفتاح غزة الاقتصادي لباقي دول العالم، ففي حال فتح معبر رفح، فلن يكون هناك حاجة لبناء الأنفاق".

ووصف ماسون أهل غزة بأنهم "شعب مليء بالأمل".

  • فريق ماسة
  • 2014-08-03
  • 6599
  • من الأرشيف

التايمز: فرح بيكر صوت الفلسطينيين ومثال لإرادة غزة

ركزت الصحف البريطانية على مجريات الأحداث في غزة في ظل الهجمات الاسرائيلية عليها، ونشرت مقابلة مع مدونة شابة ترسل تغريدات باللغة الانكليزية تعكس فيها المعاناة الانسانية في غزة ويتابعها الآف حول العالم لتصبح صوت الفلسطينين غير الرسمي، فضلاً عن تقارير تعكس ارادة الغزيين وقدرتهم على الحياة مجدداً. ونقرأ في صحيفة التايمز مقالاً لبيل ترو بعنوان "غزة هي مدينتي، لا استطيع التوقف عن البكاء، وقد اموت الليلة"، وتضمن المقال مقابلة أجرتها ترو مع فتاة فلسطينية تدعى فرح بيكر ( 16 عاماً) ترسل تغريدات من غرفة نومها من قطاع غزة، وتصفها ترو بأنها "أضحت اليوم صوت الفلسطينين غير الرسمي". وترسل فرح تغريداتها باللغة الانكليزية مساء كل يوم تصف فيها الحياة تحت نيران القذائف والمدافع والموت والدمار، كما تنشر فيه مقاطع فيديو لغارات وتسجيلات و قصص مروعة لعائلات قضت بأكملها وصور لآخر قتلى الهجمات الاسرائيلية على غزة. وكانت فرح قد أرسلت تغريدة على توتير في 28 تموز/يوليو الليلة التي وصفت بأنها شهدت أعنف الغارات الاسرائيلية على غزة تقول فيها "هذه منطقتي، لا استطيع الكف عن البكاء، قد أموت الليلة". وقد أرسل لها 17 الف تغريدات داعمة لها من جميع أرجاء العالم. وقالت فرح " لم اعلم ان العالم يهتم لمشاعري أو لما جرى تلك الليلة"، مضيفة " حرصت بعد ذلك على سرد ما يجري في منطقتي، وحفزني هذا الدعم على الاستمرار". وكان عدد متابعي فرح على تويتر حوالي 800 شخص منذ بداية الهجمات الاسرائيلية على غزة في تموز/يوليو، إلا أنه أضحى اليوم بعد مرور 4 اسابيع دامية نحو 136.000، وتصل فرح العديد من التغريدات على تويتر والفيس بوك من جميع انحاء العالم من الولايات المتحدة إلى باكستان. وأشارت فرح حسبما تقول ترو إلى أنها تهدف إلى القيام بشيء مختلف وتحاول توثيق كل شيء ونقل رسالة شعبها"، موضحة "أن الصحافيين والمراسلين يقومون بوظيفتهم، إلا أنني كشابة أتحاور باللغة الانكليزية، فأنا أعكس الجانب الانساني". وأضافت " لا أنام ولا آكل، فأنا أجلس في غرفتي واستمع للراديو وارسل التغريدات، واحياناً أحاول أن أسد أذني كي لا اسمع دوي القذائف التي تتساقط من حولنا". وفي مقابلتها مع التايمز ختمت فرح بأنها أرادت اتباع خطوات أختها رينا (23 عاماً) التي تدرس الماجستير في جامعة كلية الدراسات الافريقية الشرقية بجامعة لندن SOAS ، والتي بدأت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على غزة في 2012، إلا أن وجود رنا في بريطانيا، دفعها لأخذ زمام المبادرة. وتعيش فرح بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة حيث يعمل والدها باسل بيكر كجراح أعصاب فيها. "كذبة كبيرة" أكدت شهادات لجنود سابقين في الجيش الاسرائيلي عدم أخذ بعين الاعتبار حياة المدنيين في غزة ونشرت صحيفة الاندبندنت تقريراً لمراسلها في القدس بين لينفيليد بعنوان " الكذبة الكبيرة هي أننا كنا نفعل كل شيء لتجنب قتل المدنيين". ويسرد لينفيليد شهادات جنود شاركوا في عمليات عسكرية سابقة في الجيش الاسرائيلي استهدفت قطاع غزة، كما يفند الضغوط التي كان يمارسها قادتهم خلال هذه العمليات. وقال شاي ديفيدوفيتش (27 عاما) الذي خدم خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على ىغزة في 2012 والتي اطلق عليها اسم "عامود السحاب"، إنه كان يطلب منه مراراً المساعدة في توجيهها المدفعية نحو "العدو" إلا أنه وجد أنه ضرب من الجنون توجيها نحو مناطق تشهد كثافة سكانية هائلة كما هو الحال في بيت حانون.   وأضاف ديفيدوفيتش "إن سماع الأخبار اليوم، يعيدني بالذاكرة عندما كنا هناك ، وكان يطلب منا يومياً البدء بالقصف بالمدفعية في الساعة الخامسة بعد الظهر، ولم يكن أحد يذكر وجود مدنيين". وفي شهادة أخرى، قال الرقيب أمير مرمور الذي شارك في عملية "الرصاص المسكوب" بأنه طلب منهم اطلاق النار على اي شيء بما فيه المساجد وعند شعورهم بأي خطر إن كان ذلك حقيقياً أم أمراً خيالياً". وأضاف " طلب منا اطلاق النار من دون التفكير بعواقب ذلك، وحتى لو اطلقنا النار في الظلام من دون وجود هدف محدد"، مشيراً " خلال التدريب طلب منا تدمير مركبة إن كانت في طريقنا والقاء القذائف على المباني ، هذه التعليمات كانت اساس التدريب الذي تلقيناه، وكان يتم تذكيرينا بهذه التعليمات مراراً وتكراراً". وتعيش فرح بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة حيث يعمل والدها كجراح اعصاب يدواي فيها المصابين. "شعب مليء بالأمل"   أكد ماسون أن غزة " تستطيع النهوض مجدداً"   ونطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لبول ماسون بعنوان "غزة ليست كما توقعتها، فثمة أمل بعد ما شهدته من رعب". وتساءل ماسون في مقاله عن صمت العالم عن إهدار حياة 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في غزة. وقال كاتب المقال الذي يعمل كمراسل في غزة إنه أدرك بعد مرور أسبوع على عمله هناك وسط الكم هائل من القتلى والجرحى الذين كانوا ينقلون أمامه لتلقي العلاج في المستشفيات، ونظرات الهلع والرعب التي ارتسمت الوجوه التي رآها، والليالي التي امضاها من دون كهرباء في غزة على وقع القذائف، أن غزة "تستطيع النهوض مجدداً ". وأوضح ماسون إن " غزة مع الموارد المتوفرة لها واتصالاتها مع العالم الخارجي وكينونتها السياسية المحدودة قد تستطيع العمل بصورة طبيعية"، مضيفاً " بإمكان غزة ان تصبح مكاناً يقصده السياح، للاستمتاع بشواطئها الرملية الناعمة ومياهها الصافية وسمائها الزرقاء، فغزة تعج اليوم بأعداد هائلة من حملة الشهادات العالية والاختصاصات، إلا أن أكثرهم خبرة هم الأطباء والجراحون. وأضاف أن "غزة تستطيع الحياة بسبب إرادة أبناء هذا القطاع"، مشيراً إلى أنه منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، لم يستطيعوا إعادة بناء ما هدمته الغارات الاسرائيلية في 2008-2009 ، إلا أنها عمدت إلى بناء الأنفاق، التي لا يعلم أحد كما يبلغ طولها، والتي يعيش فيها قادة الجناح العسكري لحماس - كتائب القسام -، كما يتم تخزين ذخريتهم فيها وقذائفهم، كما تستخدم لتقل المواد الضرورية المحظور دخولها الى عزة منذ الحصار المفروض عليها منذ 7 سنوات. وختم ماسون بالقول إن هناك مسلكين لتنبض الحياة في غزة من جديد رغم قساوة الصراع هناك، أحدهما من قبل اسرائيل، إلا أنه لا يعد أمراً أساسياً، والمسلك الثاني، مصر التي تمتلك مفتاح غزة الاقتصادي لباقي دول العالم، ففي حال فتح معبر رفح، فلن يكون هناك حاجة لبناء الأنفاق". ووصف ماسون أهل غزة بأنهم "شعب مليء بالأمل".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة