كما يبدو قرر الجيش العربي السوري الحسم في مورك التي أمست مقراً لإرهابيي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، الذين تدفَّقوا إليها من ريف حماة الشرقي وجبل الزاوية وأرياف إدلب منذ 1–2 العام الجاري، وأقاموا فيها بعد تهجير أهلها، واتخذوا منها منطلقاً لاعتداءاتهم على النقاط العسكرية المتمركزة في الريف الشمالي من المحافظة.

فقد أعد الجيش حملة عسكرية، واقتحم بها مورك في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتقدم إليها من الجهتين الغربية والشرقية، وتمكن من تحرير 3 نقاط وتمركز فيها بالحارة الشرقية، بعد أن قتل 20 إرهابياً بالإضافة إلى قناصين اثنين، وتابع تقدمه إلى الحارة الغربية التي خاض فيها اشتباكات ضارية مع الإرهابيين الذين قتل منهم 200 إرهابياً، مكبِّداً جبهة النصرة وغيرها من الفصائل الإرهابية التي تقاتله هناك، خسائر فادحة بالأرواح والعتاد لم تكن لتتوقعها، نظراً لتمرسّها في حرب الشوارع، وعتادها النوعي –بما فيه آليات وعربات حديثة- الذي وصل إليها من السعودية وتركيا، لمواجهة الجيش، الذي لن يثنيه ذلك عن التقدم في مورك التي يعدها الإرهابيون معقلاً من أهم معاقلهم لـ«تحرير» الريف الشمالي ومن ثم مدينة حماة.

وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، كانت الاشتباكات على أشدها في مورك –حسب مصدر رسمي– التي يتقدم فيها الجيش ببطء نتيجة ضراوة المعارك مع الإرهابيين، الذين يتساقطون أمام ضرباته الموجعة التي يؤازره فيها الطيران الحربي والمدفعية.

مسلحو اليرموك يطردون «الدولة الإسلامية» من المخيم...30 قتيلاً من الجانبين واستشهاد عشرة مدنيين في اشتباكات بين «الجبهة الإسلامية» و«داعش» بجنوب دمشق

ساد أمس هدوء حذر شوارع مخيم اليرموك بعد معارك عنيفة بين «الدولة الإسلامية» و«الجبهة الإسلامية» في بلدتي يلدا وببيلا وأطراف المخيم المحاذية لهما استمرت يومين وقتل خلالها نحو 30 شخصاً بالإضافة إلى استشهاد 10 من المدنيين، وتضاربت المعلومات حول أسباب تلك الاشتباكات.  وقالت صفحات مهتمة بشؤون مخيم اليرموك على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «اشتباكات عنيفة دارت ليل البارحة (ليل الخميس) في مخيم اليرموك واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى بين عصابات «جبهة النصرة» و«أكناف بيت المقدس» وما يسمى «الجبهة الإسلامية» من جهة وبين تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى».

وأوضحت تلك الصفحات، أن «سبب الخلاف بين المرتزقة هو محاولة أحد قادة النصرة في المخيم الإرهابي أبو صياح طيارة الملقب بـ(فرامة) الأخذ بثأر أخيه الذي قتل على يد داعش بوقت سابق في اشتباكات بالغوطة الشرقية بين إرهابيي داعش وجيش الإسلام التابع لزهران علوش، حيث هاجمت النصرة مقرات داعش في يلدا وببيلا ودارت اشتباكات عنيفة فيما بين المسلحين استخدموا فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون وتوسعت رقعة الاشتباكات لتشمل كلاً من مخيم اليرموك وبيت سحم والحجر الأسود». وذكرت مصادر أهلية على اتصال بالأهالي داخل المخيم لـ«الوطن»، أن الاشتباكات خفت حدتها صباح اليوم أمس وتوقفت بشكل جزئي بعد وساطات قام بها قادة المسلحين لوقف القتال بينهم وتم انسحاب عدد من المسلحين من كلا الطرفين إلى أماكن سيطرتهم «لعدم تأزيم الموقف» لكن المشكلة «لم تحل بشكل كامل» وهناك تهديدات من كلا الطرفين لبعضهم خاصة بعد وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف تلك المجموعات.

وذكرت مصادر متابعة لملف أزمة المخيم لـ«الوطن»، أن المجموعات المسلحة في المخيم تمكنت من طرد (داعش) من مقرين من المخيم الأول يقع خلف مؤسسة الكهرباء والثاني بالقرب من جامع فلسطين.

لكن مصادر فلسطينية أشارت إلى تردد أنباء غير دقيقة عن حصول تسوية بين الطرفين أفضت إلى عودة (داعش) إلى المقرين. وبحسب مصادر أهلية فإن المعارك العنيفة بين (داعش) و«الجبهة الإسلامية» في بلدة يلدا أسفرت عن سيطرة (داعش) على مقر «جيش الإسلام» في يلدا واعتقال قائد الجبهة الإسلامية بجنوب دمشق أبو عبد الرحمن وعدد من مقاتليها إضافة لمقتل العشرات نتيجة المعارك.

ولفتت المصادر المتابعة إلى أنه وبحسب المعلومات من داخل المخيم فإن أكثر من 30 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى من المسلحين ضحية الاشتباكات بالإضافة إلى استشهاد 10 من المدنيين الذين كانوا في مناطق الاشتباكات. وفي رواية ثانية عن أسباب الاشتباكات ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن (داعش) «طلبت البيعة لها من جميع المسلحين في كامل المنطقة الجنوبية وقد بايعها بالفعل العديد من المسلحين ومن ضمنهم مسلحون من جبهة النصرة وكتيبة أكناف بيت المقدس داخل المخيم».

وأشار الناشطون إلى أن المسلحين مازالوا يحشدون عناصرهم في مناطق سيطرتهم بالمنطقة الجنوبية والوضع متوتر جداً فيما بينهم ومن المتوقع بدء جولة جديدة من المواجهات خاصة بعد «حرب الاغتيالات» التي تدور الآن بين المسلحين.

  • فريق ماسة
  • 2014-07-19
  • 13331
  • من الأرشيف

الجيش يقرر الحسم في مورك وتطهيرها و مسلحو اليرموك يطردون «الدولة الاسلامية»

كما يبدو قرر الجيش العربي السوري الحسم في مورك التي أمست مقراً لإرهابيي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، الذين تدفَّقوا إليها من ريف حماة الشرقي وجبل الزاوية وأرياف إدلب منذ 1–2 العام الجاري، وأقاموا فيها بعد تهجير أهلها، واتخذوا منها منطلقاً لاعتداءاتهم على النقاط العسكرية المتمركزة في الريف الشمالي من المحافظة. فقد أعد الجيش حملة عسكرية، واقتحم بها مورك في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتقدم إليها من الجهتين الغربية والشرقية، وتمكن من تحرير 3 نقاط وتمركز فيها بالحارة الشرقية، بعد أن قتل 20 إرهابياً بالإضافة إلى قناصين اثنين، وتابع تقدمه إلى الحارة الغربية التي خاض فيها اشتباكات ضارية مع الإرهابيين الذين قتل منهم 200 إرهابياً، مكبِّداً جبهة النصرة وغيرها من الفصائل الإرهابية التي تقاتله هناك، خسائر فادحة بالأرواح والعتاد لم تكن لتتوقعها، نظراً لتمرسّها في حرب الشوارع، وعتادها النوعي –بما فيه آليات وعربات حديثة- الذي وصل إليها من السعودية وتركيا، لمواجهة الجيش، الذي لن يثنيه ذلك عن التقدم في مورك التي يعدها الإرهابيون معقلاً من أهم معاقلهم لـ«تحرير» الريف الشمالي ومن ثم مدينة حماة. وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، كانت الاشتباكات على أشدها في مورك –حسب مصدر رسمي– التي يتقدم فيها الجيش ببطء نتيجة ضراوة المعارك مع الإرهابيين، الذين يتساقطون أمام ضرباته الموجعة التي يؤازره فيها الطيران الحربي والمدفعية. مسلحو اليرموك يطردون «الدولة الإسلامية» من المخيم...30 قتيلاً من الجانبين واستشهاد عشرة مدنيين في اشتباكات بين «الجبهة الإسلامية» و«داعش» بجنوب دمشق ساد أمس هدوء حذر شوارع مخيم اليرموك بعد معارك عنيفة بين «الدولة الإسلامية» و«الجبهة الإسلامية» في بلدتي يلدا وببيلا وأطراف المخيم المحاذية لهما استمرت يومين وقتل خلالها نحو 30 شخصاً بالإضافة إلى استشهاد 10 من المدنيين، وتضاربت المعلومات حول أسباب تلك الاشتباكات.  وقالت صفحات مهتمة بشؤون مخيم اليرموك على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «اشتباكات عنيفة دارت ليل البارحة (ليل الخميس) في مخيم اليرموك واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى بين عصابات «جبهة النصرة» و«أكناف بيت المقدس» وما يسمى «الجبهة الإسلامية» من جهة وبين تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى». وأوضحت تلك الصفحات، أن «سبب الخلاف بين المرتزقة هو محاولة أحد قادة النصرة في المخيم الإرهابي أبو صياح طيارة الملقب بـ(فرامة) الأخذ بثأر أخيه الذي قتل على يد داعش بوقت سابق في اشتباكات بالغوطة الشرقية بين إرهابيي داعش وجيش الإسلام التابع لزهران علوش، حيث هاجمت النصرة مقرات داعش في يلدا وببيلا ودارت اشتباكات عنيفة فيما بين المسلحين استخدموا فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون وتوسعت رقعة الاشتباكات لتشمل كلاً من مخيم اليرموك وبيت سحم والحجر الأسود». وذكرت مصادر أهلية على اتصال بالأهالي داخل المخيم لـ«الوطن»، أن الاشتباكات خفت حدتها صباح اليوم أمس وتوقفت بشكل جزئي بعد وساطات قام بها قادة المسلحين لوقف القتال بينهم وتم انسحاب عدد من المسلحين من كلا الطرفين إلى أماكن سيطرتهم «لعدم تأزيم الموقف» لكن المشكلة «لم تحل بشكل كامل» وهناك تهديدات من كلا الطرفين لبعضهم خاصة بعد وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف تلك المجموعات. وذكرت مصادر متابعة لملف أزمة المخيم لـ«الوطن»، أن المجموعات المسلحة في المخيم تمكنت من طرد (داعش) من مقرين من المخيم الأول يقع خلف مؤسسة الكهرباء والثاني بالقرب من جامع فلسطين. لكن مصادر فلسطينية أشارت إلى تردد أنباء غير دقيقة عن حصول تسوية بين الطرفين أفضت إلى عودة (داعش) إلى المقرين. وبحسب مصادر أهلية فإن المعارك العنيفة بين (داعش) و«الجبهة الإسلامية» في بلدة يلدا أسفرت عن سيطرة (داعش) على مقر «جيش الإسلام» في يلدا واعتقال قائد الجبهة الإسلامية بجنوب دمشق أبو عبد الرحمن وعدد من مقاتليها إضافة لمقتل العشرات نتيجة المعارك. ولفتت المصادر المتابعة إلى أنه وبحسب المعلومات من داخل المخيم فإن أكثر من 30 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى من المسلحين ضحية الاشتباكات بالإضافة إلى استشهاد 10 من المدنيين الذين كانوا في مناطق الاشتباكات. وفي رواية ثانية عن أسباب الاشتباكات ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن (داعش) «طلبت البيعة لها من جميع المسلحين في كامل المنطقة الجنوبية وقد بايعها بالفعل العديد من المسلحين ومن ضمنهم مسلحون من جبهة النصرة وكتيبة أكناف بيت المقدس داخل المخيم». وأشار الناشطون إلى أن المسلحين مازالوا يحشدون عناصرهم في مناطق سيطرتهم بالمنطقة الجنوبية والوضع متوتر جداً فيما بينهم ومن المتوقع بدء جولة جديدة من المواجهات خاصة بعد «حرب الاغتيالات» التي تدور الآن بين المسلحين.

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة