لم يكن فشل المبادرة المصرية لوقف النار في غزة بالأمر المفاجىء للمطلعين على "كواليس" الاتصالات التي بدأت بعيدا عن الأضواء منذ الساعات الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي هذا الإطار، أكدت أوساط فلسطينية رفيعة المستوى أن السلطات المصرية لا ترغب في خروج حركة حماس منتصرة من الحرب الدائرة في غزة، ولم تظهر القيادة المصرية الجديدة أي نوع من الليونة في التعامل مع الحركة بعد بدء العدوان الإسرائيلي، وعلى العكس من ذلك سمعت القيادات "الحمساوية" كلاما قاسيا تجاوز في أوقات كثيرة حدود "اللياقات" المعهودة.

وبحسب تلك الأوساط، كان واضحا التمايز في تعامل السلطات المصرية مع حركة الجهاد الإسلامي باعتبار أن مرجعيتها السياسية في طهران وليس في قطر وتركيا، ولم يتوان المصريون عن ارسال "رسالة" مباشرة لقيادة "الجهاد" بان تتنحى جانبا وتترك حماس لوحدها في الميدان، وكانت النصيحة واضحة "لا تتورطوا في هذه الحرب" يجب تلقين حماس "الدرس المناسب". طبعا لم تستجب حركة الجهاد "للنصيحة" وأبلغت المصريين أنها لا يمكن أن تبقى مكتوفة اليدين إزاء الاعتداءات الإسرائيلية.

وبحسب تلك الأوساط، فان ما يدور في غزة هذه الأيام ليس معركة إسرائيل ضد المقاومة فحسب، وإنما صراع بين محوري مصر والسعودية من جهة وتركيا وقطر من جهة ثانية، القيادة المصرية ترى فيما يجري "فرصة سانحة" للرد على التخريب الممنهج من قبل تركيا وقطر على الساحة المصرية. والشعب الفسطيني يدفع الثمن.

وكشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب منه الجمعة خلال لقاء معه بالقاهرة الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حماس بقبول وقف اطلاق النار في غزة.

وقال فابيوس إن عباس طلب مني أن اتصل بالأتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة لأنه يمكن أن يكون لهم تأثير خاص على حماس.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي إنه هاتف وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية وطلب منه معرفة رد فعله، فأشار العطية إلى أن حماس تريد أن تكون هناك مفاوضات حول بعض النقاط خصوصاً في ما يتعلق بالحصار قبل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار.

وأكد فابيوس تأييد بلاده للمبادرة المصرية معتبراً أنها مازالت صالحة.

وفيما تشهد القاهرة زحمة ديبلوماسيين أجانب سعياً لوقف النار، تشكل أنقرة إحدى محطات تحرك الرئيس الفلسطيني على طريق إقناع حماس بتغيير موقفها.

لكن وفيما محمود عباس يستعد لمغادرة مصر إلى تركيا خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ليهاجم وبحدة مصر ورئيسها متهماً إياها بالعمل مع إسرائيل لضرب حماس وصولاً إلى حد وصف الرئيس السيسي بالطاغية، ما يعني تأزيماً جديداً للعلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة على خلفية التغيير الذي عرفته مصر مع عزل محمد مرسي وانتخاب السيسي رئيساً لمصر...

  • فريق ماسة
  • 2014-07-17
  • 7226
  • من الأرشيف

العدو الصهيوني يشن أعنف هجوم بري وبحري وجوي على غزة..السعودية ومصر في وجه تركيا وقطر لمبادرة تنقذه من الورطة

لم يكن فشل المبادرة المصرية لوقف النار في غزة بالأمر المفاجىء للمطلعين على "كواليس" الاتصالات التي بدأت بعيدا عن الأضواء منذ الساعات الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي هذا الإطار، أكدت أوساط فلسطينية رفيعة المستوى أن السلطات المصرية لا ترغب في خروج حركة حماس منتصرة من الحرب الدائرة في غزة، ولم تظهر القيادة المصرية الجديدة أي نوع من الليونة في التعامل مع الحركة بعد بدء العدوان الإسرائيلي، وعلى العكس من ذلك سمعت القيادات "الحمساوية" كلاما قاسيا تجاوز في أوقات كثيرة حدود "اللياقات" المعهودة. وبحسب تلك الأوساط، كان واضحا التمايز في تعامل السلطات المصرية مع حركة الجهاد الإسلامي باعتبار أن مرجعيتها السياسية في طهران وليس في قطر وتركيا، ولم يتوان المصريون عن ارسال "رسالة" مباشرة لقيادة "الجهاد" بان تتنحى جانبا وتترك حماس لوحدها في الميدان، وكانت النصيحة واضحة "لا تتورطوا في هذه الحرب" يجب تلقين حماس "الدرس المناسب". طبعا لم تستجب حركة الجهاد "للنصيحة" وأبلغت المصريين أنها لا يمكن أن تبقى مكتوفة اليدين إزاء الاعتداءات الإسرائيلية. وبحسب تلك الأوساط، فان ما يدور في غزة هذه الأيام ليس معركة إسرائيل ضد المقاومة فحسب، وإنما صراع بين محوري مصر والسعودية من جهة وتركيا وقطر من جهة ثانية، القيادة المصرية ترى فيما يجري "فرصة سانحة" للرد على التخريب الممنهج من قبل تركيا وقطر على الساحة المصرية. والشعب الفسطيني يدفع الثمن. وكشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب منه الجمعة خلال لقاء معه بالقاهرة الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حماس بقبول وقف اطلاق النار في غزة. وقال فابيوس إن عباس طلب مني أن اتصل بالأتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة لأنه يمكن أن يكون لهم تأثير خاص على حماس. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي إنه هاتف وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية وطلب منه معرفة رد فعله، فأشار العطية إلى أن حماس تريد أن تكون هناك مفاوضات حول بعض النقاط خصوصاً في ما يتعلق بالحصار قبل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار. وأكد فابيوس تأييد بلاده للمبادرة المصرية معتبراً أنها مازالت صالحة. وفيما تشهد القاهرة زحمة ديبلوماسيين أجانب سعياً لوقف النار، تشكل أنقرة إحدى محطات تحرك الرئيس الفلسطيني على طريق إقناع حماس بتغيير موقفها. لكن وفيما محمود عباس يستعد لمغادرة مصر إلى تركيا خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ليهاجم وبحدة مصر ورئيسها متهماً إياها بالعمل مع إسرائيل لضرب حماس وصولاً إلى حد وصف الرئيس السيسي بالطاغية، ما يعني تأزيماً جديداً للعلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة على خلفية التغيير الذي عرفته مصر مع عزل محمد مرسي وانتخاب السيسي رئيساً لمصر...

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة