دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
النرجسية الأمريكية باتت في أعلى مستوياتها، واشنطن جريحة الكبرياء كامرأة جامحة، تريد الانتقام كيفما كان ، وتريد إثبات أنها الأقوى، لقد استفحلت هذه الحالة مع واشنطن منذ صعود روسيا كقوى عظمى عبر البوابة السورية، زاد من الأمر الأزمة الأوكرانية والتدخل الروسي فيها، على الرغم أنه من الطبيعي أن يكون لروسيا الحق في حفظ أمنها في بلد ملاصق لها، أمريكا من أجل أمنها المزعوم تقطع القارات وعشرات آلاف الأميال، تخيلوا لو أن هناك أزمةً في المكسيك أو كندا مثلاً ماذا يمكن أن تفعل واشنطن عندها.
رغم ذلك فإن أمريكا لا تريد التصديق بأنها لم تعد القوة الوحيدة، تريد تعزيز فوقيتها بفرض عقوبات على القوى العظمى الأخرى هذا هو الأساس في قيام واشنطن بفرض عقوبات أوسع على الاقتصاد الروسي بما في ذلك بنك جازبروم وشركة روسنفت النفطية وبنوك وشركات كبرى اخرى للطاقة والصناعات العسكرية، بسبب ما تعتبره تدخل موسكو في جارتها اوكرانيا. ولعّل قيام الرئيس فلاديمير بوتين بجولته على الدول اللاتينية وتقاربه مع خصوم أمريكا وعلى رأسهم الكوبيين، ثم قيادته لاجتماع دول البريكس التي قررت إنشاء صندوق مالي وتشكيل تحالف اقتصادي عالمي قوي لعّل كل ذلك ما جعل واشنطن تفرض عقوباتها الأخيرة، لكن أكثر ضربة روسية آلمت الرأس الأمريكي هي ما قاله الرئيس الروسي من أن دول لاتينية ودول البريكس ستواجه الإرادة الأمريكية والاحتكار الغربي في العالم.
المضحك أن العقوبات الجديدة لم تستهدف شركة جازبروم اكبر منتج للغاز في روسيا والتي تمد اوروبا بمعظم حاجاتها من الطاقة، فماذا لو بادلت روسيا أمريكا بالمثل اقتصادياً ثم قاد ذلك التوتر عبر العقوبات إلى تطور في الحرب السياسية بينهما، ماذا لو أقدمت روسيا على رد فعل سلبي تجاه تلك العقوبات واستخدمت شركة جازبروم العملاقة كورقة ضغط قوية على الأوروبيين؟.
إن كل الحكاية تكمن في الجنون الذي يسود واشنطن الآن من جولة الرئيس بوتين على دول أمريكا اللاتينية واجتماعه بدول البريكس والاتفاق معها على مواجهة الإرادة الأمريكية والنية في تشكيل حلف اقتصادي قوي يكون مقابلاً للاتحاد الأوروبي والاقتصاد الأمريكي على حد سواء.
المصدر :
عربي برس/ علي مخلوف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة