اتخذت «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قراراً بالتفرغ لقطع طريق خناصر الوحيد البري الذي يربط حلب بالعالم الخارجي إلى حماة عبر السلمية بعد أن توصلت إلى «تسويات» تنهي خلافاتها مع بعض فصائل المعارضة المسلحة بما يعيد تموضعها في جميع مناطق المدينة والريف.

وأكدت مصادر معارضة قريبة من «النصرة» لـ«الوطن»، أن الدول الداعمة للإرهاب في سورية عامة وحلب خاصة رأت أن الحل الوحيد لوقف تقدم الجيش العربي السوري لإكمال الطوق الأمني حول أحياء الشهباء التي يسيطر عليها المسلحون هو قطع طريق الإمداد الإستراتيجي إلى حلب بشن هجمات مكثفة على نقاطه لإعاقة وصول السلاح والذخيرة وتضييق الخناق إنسانياً على الأحياء الغربية الآمنة التي يعد الطريق شريان حياتها الأوحد راهناً.

وقالت المصادر: إن قناعة تعتري الداعمين وفصائل المسلحين بأن ما يعرف بطريق خناصر السبب الرئيس في تمكين الجيش من تحقيق إنجازاته المتوالية بدءاً من شق الطريق الصحراوي وتطهير محيطه ومحيط معامل الدفاع شرق حلب ثم السيطرة على مدينة السفيرة وبلدتي تل تعرن وتل حاصل ومحيط اللواء 80 فالتقدم باتجاه الأحياء الشرقية من جهة كرم الطراب وصولاً إلى النقارين وتلتي الشيخ يوسف والطعانة الحيويتين وقرية الشيخ نجار ومنطقة البريج التي مهدت لفك الحصار عن سجن حلب المركزي وتطهير مدينة الشيخ نجار الصناعية.

وأشارت المصادر إلى أن الخوف يعتمل في نفوس صانعي القرار من الداعمين الإقليميين مثل تركيا والسعودية وقطر والتي باتت متيقنة أن حصار أحياء المسلحين في حلب مسألة وقت فقط وعليها المراهنة على الفرصة الأخيرة بقطع طريق إمداد خناصر لعرقلة جهود الجيش وإطالة أمد عملياته الرامية لفرض مصالحات وطنية في حلب على غرار حمص ودمشق، ولذلك عهدت بالعملية إلى أقوى الفصائل من حيث التدريب والجهوزية القتالية والعتاد الحربي وهي «جبهة النصرة» بعد إخفاق تحالفات المسلحين بتنفيذ المهمة.

وتفيد المعلومات بأن «النصرة» باشرت فجر أمس أولى باكورة مهمتها الجديدة بالهجوم على نقاط الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني المتمركزة بالقرب من طريق خناصر من جهة مدينة السلمية على اعتبار أن هامش الأمان الذي وفره الجيش على ضفتي الطريق من جهة حلب أوسع إثر تقدمه في ريف حلب الجنوبي أخيراً.

خبراء عسكريون بينوا في اتصالات مع «الوطن» إلى أن إناطة مهمة قطع طريق خناصر بـ«النصرة» استلزم انسحابها من «الهيئة الشرعية» للتفرد بعملياتها واتخاذ قرارات أخرى تكتيكية تستوجب تجميع قواتها من خلال الانسحاب من بعض أحياء حلب مثل الميسر وباب النيرب وتوكيل حليفتها «الجبهة الإسلامية» بتقوية نفوذها في المناطق الحدودية مع تركيا كما في مدينة اعزاز وبوابة السلامة لمنع وصول «الدولة الإسلامية» إليها وفرض «تسويات» مع «كتائب قبضة الشمال» المتناحرة معها على مسروقات مدينة الشيخ نجار الصناعية بالإضافة إلى تقليص وجودها شمال شرق حلب في محيط السجن المركزي ومدرسة المشاة إثر اتهامات بالعمالة والتخوين طالتها بعد هزيمتها المشينة في المدينة الصناعية.

ولفت الخبراء إلى أن الحفاظ على طريق خناصر سالكاً خط أحمر لدى الجيش العربي السوري الذي أفشل وسيفشل كل الرهانات السابقة بقطعه ووقف إمداداته إلى حلب عاصمة الاقتصاد السوري التي توفرت الظروف الموضوعية لإعادة تدوير عجلة اقتصادها بتطهير مدينتها الصناعية الأكبر في المنطقة وبدء عملية الإنتاج في بعض مصانعها بالتزامن مع تأهيل بنيتها التحتية.

ميدانياً، أردت وحدة من الجيش والقوات المسلحة مجموعتين إرهابيتين بكامل أفرادهما قتلى في حيي العامرية وصلاح الدين في مدينة حلب، حسبما نقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر عسكري.

وأضاف المصدر: إن وحدات من الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم في العويجة وبابنش والشيخ سعيد وفافين وحربل وحيان والأتارب والزروبية وتل رفعت ودير جمال وباب الحديد بحلب وريفها.

كما لفت إلى أن وحدات أخرى دمرت آليات للإرهابيين بمن فيها في خان العسل والأتارب وعنجارة وشرق وجنوب دارة عزة وأورم الكبرى وشمال المحطة الحرارية وكفر حلب.

  • فريق ماسة
  • 2014-07-15
  • 11772
  • من الأرشيف

لمنع حصار الجيش لمسلحي حلب «النصرة» تتفرغ لطريق خناصر

اتخذت «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قراراً بالتفرغ لقطع طريق خناصر الوحيد البري الذي يربط حلب بالعالم الخارجي إلى حماة عبر السلمية بعد أن توصلت إلى «تسويات» تنهي خلافاتها مع بعض فصائل المعارضة المسلحة بما يعيد تموضعها في جميع مناطق المدينة والريف. وأكدت مصادر معارضة قريبة من «النصرة» لـ«الوطن»، أن الدول الداعمة للإرهاب في سورية عامة وحلب خاصة رأت أن الحل الوحيد لوقف تقدم الجيش العربي السوري لإكمال الطوق الأمني حول أحياء الشهباء التي يسيطر عليها المسلحون هو قطع طريق الإمداد الإستراتيجي إلى حلب بشن هجمات مكثفة على نقاطه لإعاقة وصول السلاح والذخيرة وتضييق الخناق إنسانياً على الأحياء الغربية الآمنة التي يعد الطريق شريان حياتها الأوحد راهناً. وقالت المصادر: إن قناعة تعتري الداعمين وفصائل المسلحين بأن ما يعرف بطريق خناصر السبب الرئيس في تمكين الجيش من تحقيق إنجازاته المتوالية بدءاً من شق الطريق الصحراوي وتطهير محيطه ومحيط معامل الدفاع شرق حلب ثم السيطرة على مدينة السفيرة وبلدتي تل تعرن وتل حاصل ومحيط اللواء 80 فالتقدم باتجاه الأحياء الشرقية من جهة كرم الطراب وصولاً إلى النقارين وتلتي الشيخ يوسف والطعانة الحيويتين وقرية الشيخ نجار ومنطقة البريج التي مهدت لفك الحصار عن سجن حلب المركزي وتطهير مدينة الشيخ نجار الصناعية. وأشارت المصادر إلى أن الخوف يعتمل في نفوس صانعي القرار من الداعمين الإقليميين مثل تركيا والسعودية وقطر والتي باتت متيقنة أن حصار أحياء المسلحين في حلب مسألة وقت فقط وعليها المراهنة على الفرصة الأخيرة بقطع طريق إمداد خناصر لعرقلة جهود الجيش وإطالة أمد عملياته الرامية لفرض مصالحات وطنية في حلب على غرار حمص ودمشق، ولذلك عهدت بالعملية إلى أقوى الفصائل من حيث التدريب والجهوزية القتالية والعتاد الحربي وهي «جبهة النصرة» بعد إخفاق تحالفات المسلحين بتنفيذ المهمة. وتفيد المعلومات بأن «النصرة» باشرت فجر أمس أولى باكورة مهمتها الجديدة بالهجوم على نقاط الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني المتمركزة بالقرب من طريق خناصر من جهة مدينة السلمية على اعتبار أن هامش الأمان الذي وفره الجيش على ضفتي الطريق من جهة حلب أوسع إثر تقدمه في ريف حلب الجنوبي أخيراً. خبراء عسكريون بينوا في اتصالات مع «الوطن» إلى أن إناطة مهمة قطع طريق خناصر بـ«النصرة» استلزم انسحابها من «الهيئة الشرعية» للتفرد بعملياتها واتخاذ قرارات أخرى تكتيكية تستوجب تجميع قواتها من خلال الانسحاب من بعض أحياء حلب مثل الميسر وباب النيرب وتوكيل حليفتها «الجبهة الإسلامية» بتقوية نفوذها في المناطق الحدودية مع تركيا كما في مدينة اعزاز وبوابة السلامة لمنع وصول «الدولة الإسلامية» إليها وفرض «تسويات» مع «كتائب قبضة الشمال» المتناحرة معها على مسروقات مدينة الشيخ نجار الصناعية بالإضافة إلى تقليص وجودها شمال شرق حلب في محيط السجن المركزي ومدرسة المشاة إثر اتهامات بالعمالة والتخوين طالتها بعد هزيمتها المشينة في المدينة الصناعية. ولفت الخبراء إلى أن الحفاظ على طريق خناصر سالكاً خط أحمر لدى الجيش العربي السوري الذي أفشل وسيفشل كل الرهانات السابقة بقطعه ووقف إمداداته إلى حلب عاصمة الاقتصاد السوري التي توفرت الظروف الموضوعية لإعادة تدوير عجلة اقتصادها بتطهير مدينتها الصناعية الأكبر في المنطقة وبدء عملية الإنتاج في بعض مصانعها بالتزامن مع تأهيل بنيتها التحتية. ميدانياً، أردت وحدة من الجيش والقوات المسلحة مجموعتين إرهابيتين بكامل أفرادهما قتلى في حيي العامرية وصلاح الدين في مدينة حلب، حسبما نقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر عسكري. وأضاف المصدر: إن وحدات من الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم في العويجة وبابنش والشيخ سعيد وفافين وحربل وحيان والأتارب والزروبية وتل رفعت ودير جمال وباب الحديد بحلب وريفها. كما لفت إلى أن وحدات أخرى دمرت آليات للإرهابيين بمن فيها في خان العسل والأتارب وعنجارة وشرق وجنوب دارة عزة وأورم الكبرى وشمال المحطة الحرارية وكفر حلب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة