إنهما زعيمان متبدلا الحال اتجاه بعضهما البعض؛ فيوماً تبادلا الهجوم الإعلامي، فاستذكر الأول الإبادة العرقية ضد الأرمن، فاستذكر الثاني الإبادة العرقية ضد الجزائريين «التي نفذها آباء ساركوزي» على حد قوله. ولكن كان كلاهما بنفس الوقت متورطين بالتعاون على قدم وساق، هما وليس آباؤهما أو أجدادهما، في الإبادة العرقية اتجاه السوريين. ولكن لهما أوجه شبه أخرى.

 

ساركوزي:

سربت له مكالمات هاتفية مع زوجته وعدد من أعوانه كاشفةً عن تورطه بعدد من فضائح الفساد.

أردوغان:

سربت له مكالمات هاتفية مع ابنه وعدد من أعوانه كاشفة عن تورطه بعدد من فضائح الفساد.

---------

ساركوزي:

اعتبر التنصت على مكالماته خرقاً بشعاً لحقوقه القانونية. وشبهه بعمليات جهاز استخبارات ألمانيا الشرقية السابق "ستاسي" «التي تعتبر جرائم موصوفة» على حد قوله.

أردوغان:

اعتبر التنصت إخلالاً بالمحارم، واعتداءً على أسرار الناس الخاصة. وقال أن من يقف وراءه هو "الدولة الموازية" «التي لم تتحمل العملية السلمية (لحل القضية الكردية)» على حد قوله. وشبه أنصارها بالحشاشين.

--------

 

ساركوزي:

اتهم بتلقي تمويل غير قانوني من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وباستغلال النفوذ، وبتلقي رشاوى تخص حملته الانتخابية.

أردوغان:

اتهم باستغلال النفوذ لتوفير مشاريع للأثرياء المقربين منه، وبامتلاك ثروة طائلة غير مشروعة، وبحماية أثرياء مقربين منه يقومون بأنشطة غير مشروعة، وعلى رأسهم الإيراني رضا زرَّاب المطلوب في بلاده بتهم التورط بفضائح فساد وتبييض أموال بمليارات الدولارات.

---------

ساركوزي:

رأى أتباعه أن الأمر هو مؤامرة يسارية لمنعه من العودة إلى الواجهة السياسية والترشح لرئاسة الجمهورية من جديد.

أردوغان:

رأى أتباعه أنها مؤامرة عالمية يشارك فيها الإسرائيليون والإيرانيون والسوريون والمحافظون الأمريكيون الجدد ولوبي الفوائد المصرفية ومتظاهرو ميدان تقسيم وتحالفات سوداء أخرى لمنعه من الترشح لرئاسة الجمهورية.

---------

ساركوزي:

خضع لتحقيق مطول استمر خمس عشرة ساعة. وتم احتجازه ليكون أول رئيس فرنسي يحتجز في التاريخ. ويواجه عقوبة السجن حتى عشرة أعوام. ولم يستطع رغم كل نفوذه التأثير في المسار القضائي.

أردوغان:

حتى ابنه لم يخضع للتحقيق، ولا حتى بصفة شاهد وليس بصفة متهم، ورفض الإجابة على دعوة المحقق له.

عزل ونقل عشرات ضباط وصف ضباط وعناصر الشرطة، الذين فتشوا منازل المقربين منه، أو كان لهم ضلع ما في القضية.

عزل ونقل قضاة التحقيق والمدعين العامين.

أصدر قراراً بمنع الصحافة من الاطلاع على حيثيات القضية ونشرها.

أحال من يشتبه بتنصتهم عليه وعلى أعوانه إلى المحاكمة. ولما أفرجت عنهم غضب وأمر بإعادة القبض عليهم.

أجرى عملية تنظيف وعزل ضد كل من يشتبه بقربه من الداعية فتح الله غولن في مختلف مؤسسات ودوائر الدولة.

أفرج عن أعوانه المحتجزين بتهمة الفساد، ووضع بدلاً عنهم من حقق معهم.

أجرى تعديلات قانونية تحميه وتحمي حاشيته من تحقيقات مماثلة في المستقبل.

---------

قبل الختام:

لازلنا نرى في الإعلام العربي أخباراً تبدأ بهذا الشكل: «الطيب أردوغان يبكي تأثراً من كذا»، «الطيب أردوغان يقول كذا»، «الطيب أردوغان يفعل كذا»...

في الختام:

النبي محمد (ص): «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت إذن لقطعت يدها»

 

  • فريق ماسة
  • 2014-07-08
  • 11891
  • من الأرشيف

أوجه الشبه بين ساركوزي وأردوغان

إنهما زعيمان متبدلا الحال اتجاه بعضهما البعض؛ فيوماً تبادلا الهجوم الإعلامي، فاستذكر الأول الإبادة العرقية ضد الأرمن، فاستذكر الثاني الإبادة العرقية ضد الجزائريين «التي نفذها آباء ساركوزي» على حد قوله. ولكن كان كلاهما بنفس الوقت متورطين بالتعاون على قدم وساق، هما وليس آباؤهما أو أجدادهما، في الإبادة العرقية اتجاه السوريين. ولكن لهما أوجه شبه أخرى.   ساركوزي: سربت له مكالمات هاتفية مع زوجته وعدد من أعوانه كاشفةً عن تورطه بعدد من فضائح الفساد. أردوغان: سربت له مكالمات هاتفية مع ابنه وعدد من أعوانه كاشفة عن تورطه بعدد من فضائح الفساد. --------- ساركوزي: اعتبر التنصت على مكالماته خرقاً بشعاً لحقوقه القانونية. وشبهه بعمليات جهاز استخبارات ألمانيا الشرقية السابق "ستاسي" «التي تعتبر جرائم موصوفة» على حد قوله. أردوغان: اعتبر التنصت إخلالاً بالمحارم، واعتداءً على أسرار الناس الخاصة. وقال أن من يقف وراءه هو "الدولة الموازية" «التي لم تتحمل العملية السلمية (لحل القضية الكردية)» على حد قوله. وشبه أنصارها بالحشاشين. --------   ساركوزي: اتهم بتلقي تمويل غير قانوني من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وباستغلال النفوذ، وبتلقي رشاوى تخص حملته الانتخابية. أردوغان: اتهم باستغلال النفوذ لتوفير مشاريع للأثرياء المقربين منه، وبامتلاك ثروة طائلة غير مشروعة، وبحماية أثرياء مقربين منه يقومون بأنشطة غير مشروعة، وعلى رأسهم الإيراني رضا زرَّاب المطلوب في بلاده بتهم التورط بفضائح فساد وتبييض أموال بمليارات الدولارات. --------- ساركوزي: رأى أتباعه أن الأمر هو مؤامرة يسارية لمنعه من العودة إلى الواجهة السياسية والترشح لرئاسة الجمهورية من جديد. أردوغان: رأى أتباعه أنها مؤامرة عالمية يشارك فيها الإسرائيليون والإيرانيون والسوريون والمحافظون الأمريكيون الجدد ولوبي الفوائد المصرفية ومتظاهرو ميدان تقسيم وتحالفات سوداء أخرى لمنعه من الترشح لرئاسة الجمهورية. --------- ساركوزي: خضع لتحقيق مطول استمر خمس عشرة ساعة. وتم احتجازه ليكون أول رئيس فرنسي يحتجز في التاريخ. ويواجه عقوبة السجن حتى عشرة أعوام. ولم يستطع رغم كل نفوذه التأثير في المسار القضائي. أردوغان: حتى ابنه لم يخضع للتحقيق، ولا حتى بصفة شاهد وليس بصفة متهم، ورفض الإجابة على دعوة المحقق له. عزل ونقل عشرات ضباط وصف ضباط وعناصر الشرطة، الذين فتشوا منازل المقربين منه، أو كان لهم ضلع ما في القضية. عزل ونقل قضاة التحقيق والمدعين العامين. أصدر قراراً بمنع الصحافة من الاطلاع على حيثيات القضية ونشرها. أحال من يشتبه بتنصتهم عليه وعلى أعوانه إلى المحاكمة. ولما أفرجت عنهم غضب وأمر بإعادة القبض عليهم. أجرى عملية تنظيف وعزل ضد كل من يشتبه بقربه من الداعية فتح الله غولن في مختلف مؤسسات ودوائر الدولة. أفرج عن أعوانه المحتجزين بتهمة الفساد، ووضع بدلاً عنهم من حقق معهم. أجرى تعديلات قانونية تحميه وتحمي حاشيته من تحقيقات مماثلة في المستقبل. --------- قبل الختام: لازلنا نرى في الإعلام العربي أخباراً تبدأ بهذا الشكل: «الطيب أردوغان يبكي تأثراً من كذا»، «الطيب أردوغان يقول كذا»، «الطيب أردوغان يفعل كذا»... في الختام: النبي محمد (ص): «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت إذن لقطعت يدها»  

المصدر : أنباء آسيا /سومر سلطان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة