دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا يستطيع جورج أن يبدأ يومه دون أن يشرب مشروبه الغازي المفضّل. ولكنّه لا يكتفي بالكميّة التي يستهلكها في الصباح فقط، فيشرب عبوة أخرى من هذا المشروب" ليعدّل مزاجه.
وفي المساء طلباً، للراحة بعد نهار طويل ومتعب يشرب عبوة ثالثة. إنه إذاً إدمان، كما على الكحول، المخدّرات والتبغ. والمدمن على المشروبات الغازيّة لأنّها يفعل ذلك لأنها تريح وتمنح الطاقة والحيوية. فما هي هذه المشروبات السحرية التي تريحك من جهة وتضرّك من جهة أخرى؟
تركيبة المشروبات الغازيّة:
تحتوي المشروبات الغازيّة على الماء، السكّر (تتراوح كميّة السكّر من 70 إلى 120 غرام في المشروب الواحد. أي ما يعادل أربع قطع من السكّر في الكوب الواحد) والمنكّهات الاصطناعيّة والكافيين والحامض. إذاً، تقدّم المشروبات الغازيّة كميّة كبيرة من السعرات الحراريّة مقابل القليل من المواد الغذائيّة. يقود هذا النوع من المشروبات الإنسان إلى الإستهلاك الزائد ومن ثمّ إلى الإدمان، فتحلّ بالتالي مكان المشروبات الغذائيّة كالحليب، الماء، عصير الفاكهة.
تأثير المشروبات أجرتها على الصحّة:
1. مرض السكّري ومتلازمة التمثيل الغذائي metabolic syndrome:
أكّدت دراسة أجرتها جامعة هارفرد الأميركيّة، أنّ استهلاك المشروبات الغازيّة يسببّ متلازمة التمثيل الغذائي وهو مجموعة من العوامل الخطرة التي تهددّ صحّة الإنسان: ضغط دم مرتفع للدم، كميّة زائدة من الدهون المتمركزة حول الخصر، مرض الشريان التاجي coronary artery disease، السكتة الدماغيّة والسكّري.
2. الوزن الزائد والدهون والسمنة:
أثبت باحث في جامعة Bangor البريطانيّة في دراسة نشرت في الـEuropean Journal of Nutrition عام 2012، أنّه بعد مرور أربعة أسابيع على استهلاك المشروبات الغازيّة، تتغيّر عمليّة الأيض في الجسد، وبالتالي يعجز هذا الأخير عن حرق السعرات الحراريّة والدهون، ممّا يؤدّي إلى زيادة وزن المستهلك.
3. ترققّ العظام:
أثبتت دراسات عدّة أنّ المشروبات الغازيّة، وخاصّة الـ Light التي تستهلكها النّساء، تؤدّي إلى الإصابة بهشاشة العظام. وذلك بسبب ارتفاع كميّة ال (parathyroid hormone PTH) (وهو هورمون تفرزه الغدّة الدرقيّة لتعديل أيض الكالسيوم والفوسفور في الدمّ) بعد استهلاك المشروبات الغازيّة. قتطلق العظام كميّة الكالسيوم التي تحتوي عليها، ممّا يؤدّي إلى ضعف العظام وترققّها.
4. سرطان البانكرياس:
وفقاً لدراسة نشرتها جامعة Lund السويسريّة في ال American Journal of Clinical Nutrition عام 2012، تبيّن أنّ عبوة واحدة من المشروبات الغازيّة يوميّاً، ترفع بحوالي 40 في المئة نسبة إحتمال الإصابة بسرطان البانكرياس.
5. الإدمان على الكافيين:
بالنسبة إلى الباحثين في جامعة Johns Hopkins الأميركيّة، يؤدي إستهلاك المشروبات الغازيّة إلى الإدمان على الكافيين. فإن لم يحصل المستهلك على جرعته الاعتياديّة منها، يصاب بآلام حادّة في الرأس، التّعب، آلام في العضلات، ويلاقي صعوبات في التركيز. كما أنّ الكميّة الكبرى من الكافيين التي تحويها في المشروبات الغازيّة تؤدّي إلى جفاف الجسد، خاصّة أنّ الكافيين يعتبر للبول، أي يزيد من حاجة التبوّل لدى الإنسان.
هذا وتسببّ المشروبات الغازيّة الإكتئاب، وحالة من النشاط، التعصيب، سرطان المريئ، المرض الكلوي المزمن، والعديد من المشاكل الصحيّة الأخرى.
للحدّ من خطر المشروبات الغازيّة:
* على الدولة أن ترفع الضرائب على المشروبات الغازيّة كي يتجنّب المستهلك شراءها.
* باستطاعة المدمن على المشروبات الغازيّة إستبدالها بالشاي، عصير الفاكهة، الحليب والمشروبات الصحيّة.
* على الأهل ان يمنعوا أولادهم أطفالاً ومراهقين من تناول المشروبات الغازيّة، لأنّها تؤثّر على صحّتهم ونفسيّتهم، فتسببّ إضطرابات في سلوكهم، وتجعلهم أكثر حركة وعصبيّة وأكثر قلقاً، وأحياناُ أكثر إثارة.
المصدر :
الماسة السورية/ النهار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة