دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشف مسؤول أمني بريطاني بارز سابق أنه التقى، بثينة شعبان، المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، وناقش معها قضايا محددة تتعلق بالنزاع الدائر في بلادها منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال، ريتشارد باريت، المدير السابق لعمليات مكافحة الارهاب بجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) في مقابلة خاصة مع “رأي اليوم” إن اللقاء “جرى على هامش (منتدي أوسلو) هذا الشهر، وحرصت خلاله شعبان على عرض موقف حكومة بلادها حيال تهديد الارهاب الذي تتعرض له سورية والمنطقة انطلاقاً من عملها الرامي إلى تحسين صورة هذه الحكومة أمام المجتمع الدولي، لكنه ركز على مناقشة الوضع الإنساني”.
واضاف “اعتقد بأن نظام الرئيس بشار الأسد ارتكب خطأً جوهرياً جراء فشله في التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض مع الجماعات المعارضة المسلحة، وتنصله عن معالجة الأزمة الإنسانية في سورية، حيث أثّرت الحرب الدائرة على نصف سكانها تقريباً بشكل أو بآخر”.
واعرب عن اعتقاده بأن النظام السوري “كان بامكانه وبكل سهولة السماح بادخال المساعدات الإنسانية عبر الأراضي التركية إلى المناطق المتضررة من القتال، لأنها ليست أداة سياسية ولن تساهم في قلب موازين القوى في البلاد وستُظهر أن سورية ما تزال موجودة ولا تسير نحو التفكك”.
وسُئل المسؤول الأمني البريطاني السابق ما إذا كانت شعبان وجّهت خلال اللقاء أية رسائل إلى حكومة بلاده، فأجاب بأنها “لم تفعل وكان اللقاء مجرد حديث على هامش مؤتمر في العاصمة النرويجية أوسلو مثّلت فيه شعبان الحكومة السورية، وهي إمرأة ذكية ومتحدثة متمكنة”.
وقال “مثل هذه المؤتمرات تتيح الفرصة للنقاش على هامش جلساتها رغم أنه قد لا يكون لها أي تأثير، ولم يناقش مع المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري أية قضية باستثناء الأزمة الانسانية في سورية”.
وكانت شعبان زارت النرويج يومي 18 و 19 حزيران/يونيو الحالي بدعوة من وزارة خارجيتها للمشاركة في (منتدى أوسلو) في أول زيارة من نوعها لمسؤول سوري بارز إلى أوروبا منذ بدء النزاع في سورية عام 2011، وقدمت ورقة عمل للمنتدى تضمنت رؤية حكومتها لما تتعرض له سورية والمنطقة من ارهاب، والمخارج الممكنة.
ومن جهة أخرى حذّر باريت، الذي عمل أيضاً مع الأمم المتحدة كخبير في شؤون تنظيم القاعدة وحركة طالبان، من أن مئات المتطرفين الاسلاميين البريطانيين عادوا إلى المملكة المتحدة من سورية والعراق، وأقرّ بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية تواجه صعوبة في محاولة تتبعهم.
واضاف أن بعض الجهاديين البريطانيين العائدين من سورية “قد يًشكلون تهديداً على أمن المملكة المتحدة وتمارس الأجهزة الأمنية والشرطة عملاً متقناً من خلال مراقبة المتطرفين ومنع وقوع هجمات ارهابية، غير أن حجم القتال الدائر حالياً في سورية والعراق وتزايد عدد البريطانيين المشاركين فيه سيجعل من الصعب عليها مراقبتهم جميع هؤلاء دون مساعدة الجالية المسلمة”، والتي اعتبرها “تمثل العامل الرئيسي في تحديد الأشخاص الذين يشكلون تهديداً محتملاً على المملكة المتحدة بعد عودتهم من سورية والعراق”.
وحول تفسيره للظهور السريع لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وقدرته خلال فترة قصيرة من الزمن على السيطرة على مناطق واسعة في سورية والعراق، قال المسؤول الأمني البريطاني السابق إن هذا التنظيم “كان قادراً على ايجاد أرضية مشتركة من المصالح مع الجماعات المعارضة الأخرى لنظامي الحكم في هذين البلدين، ولا يعتقد أن ذلك نجم عن حصوله على دعم من حكومات اقليمية مثل السعودية وقطر كما تردد”.
واضاف أن الرياض والدوحة “لا تقدمان، في اعتقاده، أي دعم لتنظيم (داعش) أو جبهة النصرة، ومن المحتمل أنهما تقدمان الدعم لجماعات في الجبهة الاسلامية أو في الجيش السوري الحر وينتهي في أيدي تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وهذا ما دفع السعودية إلى وقف دعمها لهذه الجماعات”.
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عرضت تقديم الدعم إلى الحكومة العراقية لتمكينها من مواجهة تنظيم (داعش) دون أن تعرض مثل هذا الدعم على سورية التي تواجه تهديداً مشابهاً.
وعن تفسيره لهذا الموقف، قال باريت “لا أعرف ما إذا كان هذا الموقف يستند في الأساس إلى أن التصدي لتنظيم (داعش) هو أسهل في العراق بالمقارنة مع سورية، ولكن علينا أن ننتظر نتائج هذا الدعم، بعد أن اعلن الرئيس باراك أوباما ارسال 300 مستشار عسكري اميركي إلى العراق، وانفاق 500 مليون دولار على معالجة مشكلة التطرف”.
واعتبر أن من الصعب تحميل جهة معينة مسؤولية البروز السريع لتنظيم (داعش)، لكنه أشار إلى أن المجتمع الدولي “فشل منذ البداية في تقديم قيادات بديلة، وفهم الامتعاض الشعبي المتفاقم في الدول التي تشهد صراعات الآن في العالم العربي، ورغبة شعوبها في التغيير”.
وكان باريت شارك في المؤتمر الذي عقدته منظمة (إيمان) لحوار الحضارات والأديان بلندن تحت شعار “التطرف الاسلامي خطر عالمى”، وحذّر خلاله من خطر انتشار التطرف والجماعات الجهادية في الشرق الأوسط وافريقيا على الأمن الاقليمي والعالمي.
المصدر :
الماسة السورية/ رأي اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة