دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في حديث لصحيفة الحياة أن الوضع الهش في العراق سببه غياب الدور العربي لا ازدياد الدور الإيراني و حتى الأمريكي معتبرا أي ملعب يوجد فيه الأمريكين يتحول إلى فوضى وكل التجارب تثبت ذلك مستشهداً بالوضع في أفغانستان و الصومال ودخولهم لبنان في العام 1983.
الرئيس الأسد اعتبر أن أي دور غريب في المنطقة هو أمر غير إيجابي لأن الدور الأساسي هو الدور العراقي فعندما نغيب، نحن كعرب، عن دورنا في الساحة العربية، لا يجوز أن ننتقد أي دور آخر، من دون استثناء. ولنتحدث عن الأميركي أولاً، ثم نتحدث عن غيابنا ثانياً ، ثم نتحدث عن أي أحد آخر، إذا أردنا أن ننتقد أي دور.
الأسد تمنى أن تشكل الحكومة العراقية بأسرع وقت لأن كل فراغ سيكون ثمنه أكبر مع الوقت , مؤكداً وقوف سورية على مسافة واحدة من جميع الأطراف العراقية قائلاً: إذا أردنا أن نساعد العراقيين في حال رغبوا، فلا بد أن تكون لدينا علاقات جيدة مع كل الأطراف، فمن غير الممكن أن نلعب دوراً إيجابياً في العراق، إذا كانت علاقتنا جيدة مع طرف وسيئة مع طرف آخر. لذلك، نقول إن المشكلة ليست في مَن يكون رئيس الحكومة. المشكلة الأساسية كيف تشكَّل الحكومة، أي حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى، وما هو برنامج حكومة الوحدة الوطنية تجاه استقلال العراق وخروج القوات الأجنبية، تجاه العلاقة مع دول الجوار، وطبعاً قبل الأولى والثانية، تجاه العلاقة بين القوى العراقية الموجودة على الساحة.
وعن العلاقة مع الدول المجاورة اعتبر الرئيس الأسد أن الحوار مع الإيراني ومع التركي سهل جداً، لأننا نفكر بالمنطق ذاته على رغم اختلاف الزوايا الجغرافية، وإلا كيف تمكنت سورية من بناء علاقة جيدة، بل ممتازة، مع تركيا خلال سنوات قليلة، وممتازة مع إيران أيضاً مقراً بأنه من غير المنطقي أن يكون الحوار مع التركي و الإيراني سهل ومع العربي صعب موضحا أنه لا يطلب شيئاً من مصرولا يريد منها شيء قائلاً إذا كنا نختلف سياسياً، فهذا ليس جديداً. نحن في الأساس وقفنا مثلاً ضد كامب ديفيد، ولم نغيِّر موقفنا في أي لحظة، فنحن في سورية نقول: لنفصل العلاقة الشخصية أولاً عن علاقة البلدين، لنفصل العلاقة السياسية عن العلاقة الاقتصادية، وكان لدينا وزراء سوريون في مصر أخيراً، وسيزورنا الآن وفد مصري، ونعمل لانعقاد اللجنة المشتركة. أما على المستوى السياسي، فهناك اختلاف كبير في الآراء. بالنسبة إلينا في سورية ليس مشكلة، ربما يكون لدى بعض المسؤولين في مصر مشكلة، ولا أستطيع أن أعطي الإجابة نيابة عنهم.نافيا أن تكون هناك أي جهود عربية لإعادة العلاقة مع مصر منذ القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويتية.
وعن تفاصيل قمته الأخيرة مع الملك السعودي في الرياض قال الأسد: في القمة الأخيرة مع الملك عبدالله، وأتى توقيتها بعد لقاءات بيننا وبين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ورئيس الوزراء أردوغان، ولقاءين بيني وبين الرئيس أحمدي نجاد. هذه الدول، بالإضافة إلى رئيس الوزراء العراقي، يجمعها في شكل أساسي موضوع العراق، ولديها قلق من هذا الموضوع. في العراق، كانت هناك ديناميكية سريعة أخيراً، في الأشهر الأخيرة، بخاصة بعد الانتخابات. تحالفات وتصريحات وأحياناً صورة ضبابية بالنسبة إلينا، إما لا نستطيع أن نفسر دلالاتها، وإما أننا أحياناً لا نلتقط الدلالات. لذلك كان هناك حوار مكثف بيننا في شكل أن يفسر ما الذي يحصل في العراق. فكانت زيارتي السعودية في هذا الإطار، أي أن ما استنتجناه من حواراتنا مع الأتراك والإيرانيين ومع رئيس الوزراء المالكي، بالإضافة الى لقاءاتنا مع القوى العراقية الأخرى، أردنا أن نتبادل فيه وجهات النظر مع السعوديين، فعقدت قمة أنا والملك عبدالله، طبعاً كانت مغلقة، كي نعطيهم تحليلاتنا ونسمع منهم تحليلاتهم للوضع في العراق.
وعن الوضع اللبناني أكد الرئيس الأسد أنه لا توجد مشكلة بينه و بين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، و لا يوجد جفاء. ولكن سورية ترفض التدخل في التفاصيل اللبنانية حيث لا شك في أن سورية اتُّهمت كثيراً بموضوع التدخل في لبنان،مؤكداً أنه عندما يتفق اللبنانيون على دور سوري، فسورية جاهزة لإيجاد الحل و لكن فقط إذا كان هناك حلٌ كبير, مضيفاً :ربما كل هذه التفاصيل خلقت نوعاً من الجفاء وكأن سورية ابتعدت. نحن فعلاً لم نبتعد، لكن تطور الأحداث في لبنان أظهر أننا ابتعدنا، لأننا لا نريد الدخول في التفاصيل. ولكن، لا توجد مشكلة بيني وبين الرئيس الحريري.
وعند سؤال الصحفي عن أي وقت سيرى الحريري في دمشق أجاب الأسد: في أي وقت يريد سورية لم تغلق أبوابها في وجه الرئيس الحريري.
وعن النائب اللبناني السيد وليد جنبلاط قال الرئيس الأسد أنه رجع وليد الذي كنا نعرفه منذ زمن.
وعند سؤاله أن الطريق إليه يمر من حزب الله أوضح السيد الرئيس قائلاً بالنسبة إلينا موقفنا معروف تجاه المقاومة، أية مقاومة. بالنسبة إلينا المقاومة غير قابلة للنقاش، لا في وضع داخلي، ولا في وضع إقليمي، ولا في وضع دولي، هذا الأمر محسوم لدينا. والطريق يمر عبر المقاومة، إذا كان بالأساس موقف هذه الجهة هو ضد المقاومة، كيف سأجلس مع شخص هو ضد المقاومة وأنا موقفي مع المقاومة؟ ما هي النتائج التي سنتوصل إليها؟ يجب أن يكون أساس الالتقاء بيني وبين أي طرف هو الموقف من المقاومة وليس «حزب الله». أنا لا أقول عن «حزب الله»، أقول عن المقاومة، كي أكــون واضحاً، طبعاً «حزب الله» هو فصيل أســـاسي، لكنني أتحدث عن المقاومة كمبدأ وليـــس كحزب، فبهذا المعنى، يمر عبر الموقف من المــقاومة ولا يمر عبر الحزب كحزب.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة