دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلن أمس مقتل عبد المجيد العتيبي الثبتي، السعودي الجنسية والمعروف بلقب «قرين الكلاش»، وهو أحد أبرز «الأمراء الشرعيين» في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، ومن أوائل «الجهاديين» الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اكتسب شهرة كبيرة بسبب تغريداته المبكرة، في وقت لم يكن أحد على استعداد للتصديق بوجود مقاتلين أجانب في سوريا.
وسارع أنصار «الدولة الإسلامية» إلى اتهام قائد «جيش الإسلام» زهران علوش بقتل قرين الكلاش، مستندين إلى البيان الذي صدر قبل أيام، وأعلن فيه علوش الحرب على «داعش» ردّاً على مقتل «الأمير» المنشق أبي همام، وطالبوا في الوقت ذاته «أميرهم» أبا بكر البغدادي بسرعة الرد على هذه «الجريمة» وأن يكون الثمن غالياً.
ومن المتوقع أن يتصاعد التوتر في منطقة الغوطة الشرقية، ومن غير المستبعد أن يتطور إلى اشتباكات مسلحة، خصوصاً أن الأجواء في الغوطة يسودها الكثير من الاستقطاب الحاد لا سيما بعد انشقاق أحد أمراء «جبهة النصرة» شاكر الشامي (كان معروفاً باسم جعفر الشامي) وانضمامه إلى «داعش» قبل أيام فقط، ليأتي مقتل قرين الكلاش معززاً لهذا الاستقطاب واحتمالات الاشتباك.
وتشير المعلومات إلى أن قرين الكلاش دخل إلى سوريا في تشرين الأول من العام 2012، وذلك بالتنسيق مع صديقه القديم السعودي عبد الحكيم الموحد الذي سبقه بأسابيع قليلة، وقتل قبل نحو عام في جوبر حيث كان «أميراً» في «جبهة النصرة» ومنتدباً عنها في غرفة «جند الملاحم».
ورغم الصداقة بين الرجلين إلا أن الخلاف بين «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» فرّق بينهما تنظيمياً، حيث فضّل قرين الكلاش الانضمام إلى «داعش» بخلاف الموحد الذي آثر البقاء مع «النصرة»، لكن من دون أن يؤثر ذلك في صداقتهما التي استمرت حتى مقتل الأخير.
ولم تكن سوريا التجربة «الجهادية» الأولى لقرين الكلاش، فقد سبق له الذهاب إلى العراق حيث أمضى أشهرا عدة في القتال إلى جانب «دولة العراق الإسلامية»، مستخدماً اسماً حركياً مغايراً عن اسمه الحالي، ليعود إلى بلده من دون أن يكتشف أحد هويته الحقيقية.
وكان قرين الكلاش متعدد الأدوار، فإلى جانب مشاركته في المعارك القتالية، كان يمارس دوراً إعلامياً بارزاً في تحريض شباب الجزيرة العربية على «النفير للجهاد»، وإغرائهم بالقدوم إلى سوريا مبيناً لهم فوائد «الجهاد» وامتيازاته، وكان دائماً يلمّح إلى النساء ويشير إليهن في تغريداته المحرضة. وإلى جانب ذلك، كان لقرين الكلاش دور مهم في إدارة حملات التبرع لدعم «الدولة الإسلامية»، إذ كان يقود عبر «تويتر» حملات لجمع الأموال من المتبرعين الخليجيين وغيرهم. وفي المقابل، كان ينتقد بعض الحملات التي تجمع الأموال لبعض الفصائل الأخرى، ويرفض تزكيتها بذريعة أنه لا يعرف القائمين عليها، بينما كانت المنافسة هي السبب الحقيقي وراء ذلك.
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة