دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تكررت أمس أسطوانة «التخوين» المتبادل، في أوساط المجموعات المسلحة في سوريا على خلفية هزيمة كسب. وقرع الشيخ السعودي عبد الله المحيسني «ناقوس الخطر»، محذراً من تكرار ما حصل في كسب، من جراء «نقص المجاهدين». فيما هاجم ناشطون معارضون «جبهة ثوار سوريا» التي ارتكبت مجزرة في جسر الشغور راح ضحيتها ثلاثة عشر مدنياً
من جديد يؤكد المعطى الميداني السوري أن ارتدادات المعارك لا تقلّ أهمية عن المعارك ذاتها. أوساط المعارضة السورية انشغلت أمس بتبادل الاتهامات بشأن الانسحاب السريع من كسب، وبشأن مجزرة ارتكبتها المجموعات المسلحة في حق مدنيين في جسر الشغور في ريف إدلب. «مدافع جهنم» التي استهدفت منازل المدنيين في المدينة حصدت 13 شهيداً وفقاً لناشطين معارضين، من بينهم ثمانية أطفال، ليبادر الناشطون إثرها إلى إصدار بيان يطالبون فيه المجموعات بـ«إيقاف معركة طريق العبور».
وقال البيان إن المعركة «سببت قتل عشرات المدنيين والأطفال الأبرياء نتيجة للقصف العشوائي على مدى الثلاثة أشهر الماضية، والذي لا يوصل إلى هدف تحرير المدينة». المعركة المذكورة، أعلنت بدايتها كل من «جبهة العز»، و«جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف المقرّب من السعودية، ولم تُحقق نتائج عسكريةً تُذكر. نظرية المؤامرة كانت حاضرة في تعليق مصدر من «ثوار سوريا» على البيان، إذ قال لـ«الأخبار» إنّ «هامش الخطأ موجود في كل المعارك. وأكّد أنّ «من يقف وراء هؤلاء معروف بالنسبة إلينا»، واضعاً الأمر في سياق «محاولات بعض الفصائل الإساءة إلى صورة الجبهة لدى الرأي العام، ولدى الجهات الداعمة». المصدر امتنع عن التصريح باسم المجموعات المتهمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها «مجموعات تزعم أيضاً أنها تسعى إلى تحرير جسر الشغور، وأنها أصلحُ من الجبهة لهذه المهمة». في ما يبدو أنه اتهام لـ«الجبهة الإسلامية»، و«جبهة النصرة»، اللتين أعلنتا قبل فترة إطلاق «معركة رد المظالم» لـ«تحرير جسر الشغور».
مقتل «إعلامي جيش محمد»، أبو حذيفة اللوكسمبورغي، في معارك ريف حلب
ريف إدلب لم يكن أيضاً في معزلٍ عن ارتدادات معركة كسب، بعد أن انسحب مسلحو «النصرة» و«أحرار الشام» وباقي مجموعات «غزوة الأنفال» إليه. ومن جديد دارت أسطوانة التخوين، وتبادل الاتهامات حول المسؤولية عن هزيمة كسب، ونال الشيخ السعودي عبد الله المحيسني النصيب الأكبر منها، بعد أن أدى دور العرّاب في تشكيل «غرفة عمليات الأنفال». وردّ المحيسني عبر صفحته على موقع «تويتر» بالقول: «كسب استردها الكفار والحرب سجال». وأسهب الشيخ السعودي في شرح «حيثيات المعركة» قائلاً إن «مقصد المجاهدين منها كان استنزاف العدو بحرب الكر والفر، فشاء الله أن يتمكن المجاهدون من كسب ليغيروا استراتيجيتهم من الكر والفر إلى التحرير والتمركز، لكن ذلك كان مكلفاً، في وقت كان فيه جسد المجاهدين قد مزقته الخلافات». وعزا المحيسني الهزيمة إلى «قلّة المجاهدين»، مؤكداً أن الأمر يتكرر في جميع «غرف العمليات». ودقّ «جرس الإنذار الجهادي»، داعياً «المشايخ إلى استنهاض عزائم الشباب لينفوا إلى ساحات الجهاد في الشام». وفي السياق، تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن «صراعات اندلعت بين قادة جبهة النصرة، ونصرة المظلوم، وأحرار الشام، على الغنائم في كسب، ما أدى إلى الهزيمة».
بدوره، بدا «رئيس مجلس شورى الجبهة الإسلامية» أبو عيسى الشيخ مشغولاً بالحديث عن خسائره العائلية، حيث أعلن عبر صفحته على «تويتر» أن ابنه «محمد أبو البشر قد فقد عينه، الأمر الذي حدث أيضاً مع ابن عمه عبد الرحمن، كما أصيب اثنان من أبناء عمه، فيما استشهد محمد عبد الغني الشيخ، وذلك خلال هجوم شنته قوات النظام على جبل اﻷربعين».
وفي شأن ميداني آخر، شهد ريف حلب الشرقي معارك بين الجيش السوري ومسلحين في محيط مدينة السفيرة، حيث قالت أوساط المعارضة إن «المجاهدين سيطروا على قرى قرب معامل الدفاع»، الأمر الذي نفاه مصدر ميداني سوريّ. وقال المصدر لـ«الأخبار» إن «هجوماً عنيفاً استهدف قرية العدنانية، حيث انسحب الجيش من أجزاء منها، قبل أن يشن هجوماً معاكساً ويطرد الإرهابيين». وأعلن ناشطون معارضون مقتل أبو حذيفة اللوكسمبورغي في تلك المعارك، معرفين عنه بأنه «إعلامي جيش محمد». بدوره، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن «قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في حي السكري (حلب)، ومعلومات أولية عن استشهاد ما لا يقل عن 20 مواطناً بينهم أطفال».
تفجير يستهدف «قادة»
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم، تحدثت صفحات «جهادية» عبر موقع «تويتر» عن تفجير انتحاري استهدف مقرّاً لـ«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» في الشميطية في ريف دير الزور الغربي. وأدى تفجير سيارة مفخخة إلى مقتل كلّ من أبو عبد الله الشامي «أمير حركة أحرار الشام، والجبهة الإسلامية في الريف الغربي»، وأبو محمد الحمصي «قاضي الهيئة الشرعية»، وإبراهيم الخرفان «مقاتل في جبهة النصرة»، وسليمان الخليفه وشقيقه ووالده، إضافة إلى إصابة ثلاثة نساء وطفلين. وسارع الناشطون الإعلاميون المقربون من «النصرة» و«الاسلامية» إلى اتهام «داعش» بالمسؤولية عن التفجير. وفي المحافظة، أحكم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» محاصرة معاقل «جبهة النصرة» وحلفائها، عبر إغلاق معبر النهر، وهو المعبر الوحيد إلى محيط خشام في الريف الشرقي. فيما تحدثت أوساط التنظيم عن «تطمينات خارجية لتحالف مشمش (مجلس شورى المجاهدين) تطلب منهم الصمود أسبوعين، حيث سيحصل تدخل خارجي ضد الدولة». كذلك تحدث ناشطون عن «محاولة اغتيال رئيس المجلس العسكري العقيد منير أبو المعتز في بلدة البوليل».
المصدر :
الأخبار / صهيب عنجريني
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة