في الوقت الذي بدات القوات العراقية تتجاوز صدمة فقدان السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد حيث تمكنت في الساعات الاخيرة من استعادة ثلاث نواح في محافظة صلاح الدين ونجحت في صد زحف المسلحين في ديالى المجاورة، أمر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بتحرك حاملة طائرات لدخول الخليج واتخاذها الاستعدادات اللازمة في حالة ما اذا قررت واشنطن اللجوء للخيار العسكري في العراق. وطرحت إيران احتمال العمل مع الولايات المتحدة العدو اللدود للمساعدة في استعادة الأمن في العراق.

 وافادت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بيان: "سيمنح الأمر للقائد العام مرونة اضافية اذا تم اللجوء للخيارات العسكرية لحماية ارواح الأميركيين والمواطنين والمصالح الأميركية في العراق". واوضحت إن حاملة الطائرات "جورج اتش.دبليو. بوش" ستتحرك من شمال بحر العرب برفقة الطراد "فيلبين سي" المزود صواريخ موجهة والمدمرة "تروكستون" المزودة أيضا صواريخ موجهة.

وكان الرئيس باراك أوباما قال الجمعة إنه يحتاج إلى بضعة أيام لتحديد كيف ستساعد الولايات المتحدة العراق على التعامل مع الهجوم المسلح للمتشددين. لكنه استبعد إرسال قوات أميركية لتحارب في العراق وقال إن أي تدخل سيعتمد على مشاركة أكبر من القيادة العراقية.

ويعد البنتاغون مجموعة من الخيارات أمام أوباما بينها توجيه ضربات جوية.

ووفقا لمعلومات البحرية الأميركية فإن حاملة الطائرات "جورج بوش" من فئة "نيميتز" وهي أكبر سفينة حربية في العالم وتعمل بمحركين نوويين ويمكنها حمل طاقم مكون من ستة آلاف فرد.

ايران مستعدة

واعربت ايران عن استعدادها لتوفير مساعدة عسكرية من اجل التصدي لهجوم الجهاديين في العراق من دون استبعاد التعاون مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت الراهن ترفض التدخل في المعارك.

وابدى الرئيس الايراني حسن روحاني "قلق" قادة طهران من زحف مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" في شمال العراق وشرقه موضحا ان "هناك فرقا بين المساعدة والتدخل".

وقال روحاني في مؤتمر صحافي ان "تدخل القوات الايرانية" ليس واردا، نافيا معلومات حول انتشار قوات على الاراضي العراقية لكنه تدارك في الوقت نفسه قائلا "من الممكن ان يطلبوا منا المشورة لقتال الارهاب". واوضح ان ايران "مستعدة لمساعدة العراق (...) اذا طلبت منا الحكومة العراقية ذلك، على اساس القانون الدولي وارادة الشعب والحكومة العراقيين". لكنه تدارك "حتى الان لم نتلق اي طلب مساعدة".

كذلك لم تستبعد طهران التعاون مع واشنطن للتصدي للمقاتلين المتطرفين على رغم انها لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 35 سنة، لكنهما اجرتا محادثات في السابق حول الوضع في العراق قبل انسحاب القوات الاميركية منه نهاية 2011 . وواجاب روحاني مبتسما ردا على سؤال، ان هناك "عدة طرق رسمية وغير رسمية" للتواصل مع الطرف الاميركي. وقال "اذا رأينا ان الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الارهابية، فعندئذ يمكننا التفكير (في تعاون) لكن حتى الآن لم نر اي تحرك من جانبهم" بينما استبعد الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال قوات لوقف تقدم الجهاديين في العراق.

على ورغم تكبد الجيش العراقي هزيمة كبيرة امام المتمردين الذين باتوا على مسافة مئة كلم من بغداد، ما زالت طهران متيقنة من ان العراق سيتمكن من حسم الوضع من دون مساعدة خارجية.

وقال روحاني ان "العراقيين يستطيعون صد الارهاب بانفسهم، انهم قادرون على تسوية المشكلة لا سيما بفضل فتوى آية الله السيستاني (اعلى مرجعية شيعية في العراق) الذي دعا العراقيين الى اشهار السلاح".

الجيش العراقي

واكد الجيش العراقي انه استعاد السيطرة على ثلاث مناطق قرب بغداد مع الاعداد لهجوم مضاد في منطقة تكريت.

وقال اللواء قاسم الموسوي الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين. وتعهد بأن تستعيد القوات الأمنية السيطرة ليس على الموصل فحسب ولكن على مناطق أخرى من العراق.

وصرح ناطق باسم قوات مكافحة الإرهاب إن طائرت حربية قصفت موقع اجتماع لقادة بحزب البعث المحظور في محافظة ديالى فقتلت 50 شخصا بينهم ابن عزة الدوري الذي كان من المقربين لصدام.

وتوجه المالكي إلى سامراء الجمعة. وسامراء هي إحدى المدن التي يستهدفها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لكن لم يستولوا عليها بعد غير أنهم يسيطرون على سلسلة من المدن والبلدات السنية تمتد جنوبا من الموصل.

وقال المالكي موجها حديثه لضباط الجيش في المدينة "سامراء هي ليست خط الدفاع الأخير وإنما ستكون هي محطة تجميع وتجمع للانطلاق".

وفيما تواصل تدفق الاف المتطوعين لحمل السلاح تلبية لنداء المرجعية الشيعية، اعلن المالكي ان الحكومة منحته "صلاحيات غير محدودة" بصفته القائد العام للقوات المسلحة.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-14
  • 7634
  • من الأرشيف

البنتاغون يحرك حاملة طائرات تحسبا لعمل عسكري في العراق.. وطهران لا تستبعد تعاونا مع واشنطن

في الوقت الذي بدات القوات العراقية تتجاوز صدمة فقدان السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد حيث تمكنت في الساعات الاخيرة من استعادة ثلاث نواح في محافظة صلاح الدين ونجحت في صد زحف المسلحين في ديالى المجاورة، أمر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بتحرك حاملة طائرات لدخول الخليج واتخاذها الاستعدادات اللازمة في حالة ما اذا قررت واشنطن اللجوء للخيار العسكري في العراق. وطرحت إيران احتمال العمل مع الولايات المتحدة العدو اللدود للمساعدة في استعادة الأمن في العراق.  وافادت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بيان: "سيمنح الأمر للقائد العام مرونة اضافية اذا تم اللجوء للخيارات العسكرية لحماية ارواح الأميركيين والمواطنين والمصالح الأميركية في العراق". واوضحت إن حاملة الطائرات "جورج اتش.دبليو. بوش" ستتحرك من شمال بحر العرب برفقة الطراد "فيلبين سي" المزود صواريخ موجهة والمدمرة "تروكستون" المزودة أيضا صواريخ موجهة. وكان الرئيس باراك أوباما قال الجمعة إنه يحتاج إلى بضعة أيام لتحديد كيف ستساعد الولايات المتحدة العراق على التعامل مع الهجوم المسلح للمتشددين. لكنه استبعد إرسال قوات أميركية لتحارب في العراق وقال إن أي تدخل سيعتمد على مشاركة أكبر من القيادة العراقية. ويعد البنتاغون مجموعة من الخيارات أمام أوباما بينها توجيه ضربات جوية. ووفقا لمعلومات البحرية الأميركية فإن حاملة الطائرات "جورج بوش" من فئة "نيميتز" وهي أكبر سفينة حربية في العالم وتعمل بمحركين نوويين ويمكنها حمل طاقم مكون من ستة آلاف فرد. ايران مستعدة واعربت ايران عن استعدادها لتوفير مساعدة عسكرية من اجل التصدي لهجوم الجهاديين في العراق من دون استبعاد التعاون مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت الراهن ترفض التدخل في المعارك. وابدى الرئيس الايراني حسن روحاني "قلق" قادة طهران من زحف مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" في شمال العراق وشرقه موضحا ان "هناك فرقا بين المساعدة والتدخل". وقال روحاني في مؤتمر صحافي ان "تدخل القوات الايرانية" ليس واردا، نافيا معلومات حول انتشار قوات على الاراضي العراقية لكنه تدارك في الوقت نفسه قائلا "من الممكن ان يطلبوا منا المشورة لقتال الارهاب". واوضح ان ايران "مستعدة لمساعدة العراق (...) اذا طلبت منا الحكومة العراقية ذلك، على اساس القانون الدولي وارادة الشعب والحكومة العراقيين". لكنه تدارك "حتى الان لم نتلق اي طلب مساعدة". كذلك لم تستبعد طهران التعاون مع واشنطن للتصدي للمقاتلين المتطرفين على رغم انها لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 35 سنة، لكنهما اجرتا محادثات في السابق حول الوضع في العراق قبل انسحاب القوات الاميركية منه نهاية 2011 . وواجاب روحاني مبتسما ردا على سؤال، ان هناك "عدة طرق رسمية وغير رسمية" للتواصل مع الطرف الاميركي. وقال "اذا رأينا ان الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الارهابية، فعندئذ يمكننا التفكير (في تعاون) لكن حتى الآن لم نر اي تحرك من جانبهم" بينما استبعد الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال قوات لوقف تقدم الجهاديين في العراق. على ورغم تكبد الجيش العراقي هزيمة كبيرة امام المتمردين الذين باتوا على مسافة مئة كلم من بغداد، ما زالت طهران متيقنة من ان العراق سيتمكن من حسم الوضع من دون مساعدة خارجية. وقال روحاني ان "العراقيين يستطيعون صد الارهاب بانفسهم، انهم قادرون على تسوية المشكلة لا سيما بفضل فتوى آية الله السيستاني (اعلى مرجعية شيعية في العراق) الذي دعا العراقيين الى اشهار السلاح". الجيش العراقي واكد الجيش العراقي انه استعاد السيطرة على ثلاث مناطق قرب بغداد مع الاعداد لهجوم مضاد في منطقة تكريت. وقال اللواء قاسم الموسوي الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين. وتعهد بأن تستعيد القوات الأمنية السيطرة ليس على الموصل فحسب ولكن على مناطق أخرى من العراق. وصرح ناطق باسم قوات مكافحة الإرهاب إن طائرت حربية قصفت موقع اجتماع لقادة بحزب البعث المحظور في محافظة ديالى فقتلت 50 شخصا بينهم ابن عزة الدوري الذي كان من المقربين لصدام. وتوجه المالكي إلى سامراء الجمعة. وسامراء هي إحدى المدن التي يستهدفها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لكن لم يستولوا عليها بعد غير أنهم يسيطرون على سلسلة من المدن والبلدات السنية تمتد جنوبا من الموصل. وقال المالكي موجها حديثه لضباط الجيش في المدينة "سامراء هي ليست خط الدفاع الأخير وإنما ستكون هي محطة تجميع وتجمع للانطلاق". وفيما تواصل تدفق الاف المتطوعين لحمل السلاح تلبية لنداء المرجعية الشيعية، اعلن المالكي ان الحكومة منحته "صلاحيات غير محدودة" بصفته القائد العام للقوات المسلحة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة