دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قنوات تلفزيونيّة عدّة، تطوعت لخرق المحظور، وبثّ مباريات كأس العالم، جاعلةً من نفسها «روبن هود المونديال»، ومنها أذربيجانية وتركية وبيلاروسية، إلى جانب «الدنيا» السوريّة. وإن كانت تلك المحطات ستسعى للاستفادة مادياً من النقل، عبر عرض مساحات إعلانية، إلا أنها تسعف جماهير الكرة بمشاهدة رخيصة، وتقدّم خدمة لأولئك الراغبين «بالتشفّي من الحظر القطري». أما كيف ستتفادى تلك المحطات الملاحقة القانونية، فيبدو عدد منها غير آبه أساساً بمواجهة محامي «بي إن سبوترس».
لكن البديل الحقيقي للاحتكار القطري، لن يكون على شاشة التلفزيون، بل شبكة الإنترنت. فكما يتبرع مهووسون «لطفاء»، بعرض أبرز لقطات مباريات «الدوري الإنكليزي» أو «الدوري الأوروبي»، كذلك سيكون هؤلاء بالمرصاد لمتابعة تفاصيل كأس العالم كافّة، ونقلها إلى مواقع التواصل.
وينضمّ إلى هؤلاء، وإن بحذر، موقع «فايسبوك»، الذي ينظر إلى نفسه باعتباره «أكبر مدرّج للجمهور في تاريخ المونديال». يقول القائمون على الموقع إنّ ما يقارب 500 مليون متابع سيتابعون المسابقة من خلال «فايسبوك»، طوال الأسابيع الأربعة المقبلة، مستخدمين وسائل الربط والعرض والتعليق والإعجاب كافة. ووفقاً لتقرير أعدّته صحيفة «فاينانشال تايمز»، تعتقد شركة «فايسبوك» أنّ موقعها سيكون «مصدر الأخبار الأكبر والأهم» لوقائع المونديال. ووفقاً للتقديرات الخاصة بالموقع، فإنّ دورة العام 2014، ستكون المسابقة الأولى في تاريخ كأس العالم التي تتم متابعتها جماهيرياً عبر الهواتف الذكية.
تنقل الصحيفة عن مسؤول الحسابات العالميّة لدى «فايسبوك» ويل بلاتهيغينز قوله: «للمرة الأولى، سنحمل جميعاً ملاعب كرة القدم على شكل هاتف في جيوبنا Phone Stadiums سنتمكن عبرها من المشاهدة، ومعرفة النتائج، واللاعبين المشاركين، والتبديل والإصابات والاحتياط، كما سنقوم بمشاركة كلّ تلك المعلومات أيضاً». ويقول بلاتهيغينز إنّ ذلك يثير شهية إدارة التسويق في «فايسبوك»، بعدما تفوّق «تويتر» بتحقيقه رقماً قياسياً من المشاركات في حفل توزيع الأوسكار في آذار/ مارس الماضي. مع العلم أنّ «تويتر» يستعدّ بدوره لمواكبة المباريات، وقد بدأ ذلك من خلال إبراز علم كلّ دولة مشاركة في المسابقة، بجانب كلّ تغريدة تحمل وسماً يتضمّن اسم تلك الدولة.
تبني إدارة التسويق في «فايسبوك» طموحاتها الكبيرة، على دراسة تشير إلى أنّ نصف بليون مستخدم للموقع، مهتمّون بكأس العالم. ويمثل هذا الرقم، نصف قاعدة المستخدمين الشهرية لموقع «تويتر» المنافس. ومن هنا، لا يجد بلاتهيغينز صعوبة في الاستنتاج بأن الهاتف الذكي، يمكن أن يحلّ محلّ التلفزيون كمصدر معلومات رئيسي عن المباريات. وانطلاقاً من هذه الوقائع، يفعل الموقع، بدءاً من اليوم، صفحة لعرض «أهم منشورات المستخدمين حول كأس العالم»، بمن فيهم الفرق العالمية، ومشاهير اللعبة، ناهيك عن المعجبين. ويمكن لهؤلاء جميعاً نشر مشاركات خاصة بالمباريات، من خلال اختيار حالة «أشاهد watching»، ومن ثمّ إدراج المباراة الجارية في ذلك الوقت. وسيتم لزيادة عدد المتابعين، إلحاق تلك الحالة تلقائياً بوسم worldcup#
تستند تحليلات مسوّقي «فايسبوك» إلى أنّه ما من معلن يستطيع الوصول عبر شاشة واحدة، إلى 500 مليون متابع، في الوقت عينه. وتلك ميزة «فايسبوكية»، كفيلة بجعل الشركات المهتمة، تنفق للإعلان عبر شبكة التواصل الشهيرة. وتبدو شركة «فيزا» للبطاقات الذكية أوّل المهتمّين بالإعلان في «أكبر ملاعب العالم»، وفق ما يحلو للشبكة الاجتماعية توصيف نفسها الآن، إلا أنّ طموحات «فايسبوك» لا ترضي عشاق الكرة بمجملهم. كثر علقوا على الخبر، معتبرين أنهم «غير مكترثين»، وأن «لا شيء يستبدل الاسترخاء على كرسي أمام شاشة العرض»، أو «التشجيع في مقهى أو بار».. في هذا يبقى «فايسبوك» متخلّفاً، على الأقل حتى اللحظة!
المصدر :
السفير / زياد حيدر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة