الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام لموكب جون كيري يمرُّ تحت رايات حزب الله على طريق المطار تستحق القراءة الهادئة والدقيقة، لأن رايات الحزب ما كانت يوماً بديلاً عن العلم اللبناني، بل كانت حوله وحواليه في البر والبحر والسماء، تحمي رونقه وشموخه وحرمة المساس برمزيته.

وهذه الصورة جاءت في توقيت غير مقصود، لتؤكد لجون كيري ولسواه من الزوار وعابري طريق المطار، على شعار "وطن هويته مقاومة" الذي رُفع في عيد المقاومة والتحرير هذه السنة، وعلى كلِّ من يحلِّق في سمائنا ويعبر ماءنا أو يطأ أرضنا أن يُدرك، بأن هذا الوطن على مختلف تلاوين غالبيته الشعبية الساحقة قد حسم من زمان أمر هويته وإنتمائه، وما على الزائر سوى بناء زيارته لنا على هذا الأساس لأنها باتت تأشيرة دخول لمن يرغب في القدوم إلينا، وقد أحسن كيري قراءة "الرايات الصفراء"، وقال في أحد تصريحاته من القصر الحكومي: على روسيا وإيران وحزب الله العمل على حلّ سياسي في سوريا.

 

ذِكرُ حزب الله في هذه المعادلة الثلاثية الدولية - الإقليمية كطرف أساسي وعلى لسان كيري ومن بيروت بالذات، كانت له ردود فعلٍ من بعض ضعاف النفوس في الداخل اللبناني الذين تُغيظهم عملقة المقاومة وفرض نفسها في كل المعادلات، وطالبوا بإيضاح من "الأصدقاء الأميركيين" عن إعتراف كيري بحزب الله كلاعب إقليمي مما يعني نزع صفة الإرهاب عنه وإعادته الى "الساحة"!، وهنا نقول: أنعِم وأكرِم بشراذم تحمل زُوراً هوية لبنانية وترى في مقاومتها الشريفة إرهاباً، ولم تمتلك بعد البصر والبصيرة لترى وتدرك أن هذا الوطن، شاءت الشراذم أم أبت، هويته مقاومة، وما كان بقي لها سقفٌ لجحورها لولا المقاومة.

هناك صورة ثلاثية أكثر دلالة، يحلو لنا التذكير بها، لـ جون كيري وإدارته والغرب ونذكِّر بها أيضاً عُربان "الربيع العربي" وبعض الموالين لهم في لبنان والسائرين على "هديهم"، تلك الصورة التي ضمَّت في أيار من العام 2011 الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد مع الرئيس الأسد وسماحة السيد نصرالله في دمشق، والتي تناقلتها كافة وسائل الإعلام في الغرب تحت عنوان "محور الشرّ".

وبعد سنوات ثلاث على الصورة التاريخية لـ "محور الشر"، وبعد سنواتٍ ثلاث من المواجهات الكونية بينه وبين "صُنَّاع" الشرق الأوسط الجديد والعاملين لديهم صُنّاعاً من العرب، وبعد سنواتٍ ثلاث من أقسى حربٍ على سوريا وحضارتها ووحدتها وكرامة شعبها، أطلَّ سماحة السيد نصرالله في حفل تأبين العلاّمة الشيخ مصطفى قصير، وأعطى من خلال إطلالته البانورامية كما دائماً، حصيلة المواجهات على أرض سوريا بمناسبة إعادة إنتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات، ونصح بسحب بند الرئاسة في سوريا من سوق التداول في أية تسوية سياسية، لأن الأسد لن يسقط، وكما سبق لسماحته أن أصدقنا الوعد في "النصر الإلهي" و "الوعد الصادق"، كذلك قطع مع المقاومة وعداً منذ بدء الحرب الكونية على سوريا أن سقوط سوريا ممنوع، ليس دفاعاً عن نظام بل عن محورٍ "أشرُّ" ما فيه أنه يرفض لغة الإستكبار والإستعلاء ويصنع السيادة والكرامة.

وكلمة "على" بلغة الأمر، في عبارة جون كيري، " على روسيا وإيران وحزب الله العمل على حلّ سياسي في سوريا"، آن لـ كيري وسواه في الإدارة الأميركية التخفيف من استخدامها، لأن أسلوب "الكاوبوي" الآمر الناهي في مزارع الغرب الأميركي ليس في قاموسنا، وزمن المُكابرة الفارغة قد سُحق تحت أقدام شرفاء "محور الشر"، وبإمكان كيري قول هذه الـ "على"، للنعام الغارقة رؤوسها في رمال بوادي الخذلان العربي، وما تفعله أميركا اليوم من خنوع لطالبان والتفاوض معها لتأمين إنسحاب آمن لقواتها الخائبة من أفغانستان بنهاية العام الجاري، هو نموذج عن خيباتها التاريخية منذ مستنقع فيتنام حتى الوحول التي غرقت بها على أرض الشام.

 

وبالعودة الى الأسد العائد من إستحقاق إنتخابي، الى استحقاق الواقعة الكبرى في مواجهة كل ذئاب الأرض على أرضه، نقول لبعض العرب:

أن حافظ الأسد لم يكُن محاطاً كنجله بشَّار بكامل جبروت الدب الروسي العنيد، ولا بالفارس الإيراني الصنديد، ولا بالمقاوم اللبناني "صاهر الحديد" في وادي الحجير، ولا كان في زمن الأسد الأب "مجموعة دول البريكس" ولا "الحلف الأوراسي" والآتي أعظم على الذئاب وزمن التكفير، وهنيئاً للأسد والحلفاء الشرفاء كل الإنتصارات الآتية والآتي قريب...

  • فريق ماسة
  • 2014-06-10
  • 12887
  • من الأرشيف

الأسد العائد الى "محور الشرّ"، وشرف مواجهة الأشرار

 الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام لموكب جون كيري يمرُّ تحت رايات حزب الله على طريق المطار تستحق القراءة الهادئة والدقيقة، لأن رايات الحزب ما كانت يوماً بديلاً عن العلم اللبناني، بل كانت حوله وحواليه في البر والبحر والسماء، تحمي رونقه وشموخه وحرمة المساس برمزيته. وهذه الصورة جاءت في توقيت غير مقصود، لتؤكد لجون كيري ولسواه من الزوار وعابري طريق المطار، على شعار "وطن هويته مقاومة" الذي رُفع في عيد المقاومة والتحرير هذه السنة، وعلى كلِّ من يحلِّق في سمائنا ويعبر ماءنا أو يطأ أرضنا أن يُدرك، بأن هذا الوطن على مختلف تلاوين غالبيته الشعبية الساحقة قد حسم من زمان أمر هويته وإنتمائه، وما على الزائر سوى بناء زيارته لنا على هذا الأساس لأنها باتت تأشيرة دخول لمن يرغب في القدوم إلينا، وقد أحسن كيري قراءة "الرايات الصفراء"، وقال في أحد تصريحاته من القصر الحكومي: على روسيا وإيران وحزب الله العمل على حلّ سياسي في سوريا.   ذِكرُ حزب الله في هذه المعادلة الثلاثية الدولية - الإقليمية كطرف أساسي وعلى لسان كيري ومن بيروت بالذات، كانت له ردود فعلٍ من بعض ضعاف النفوس في الداخل اللبناني الذين تُغيظهم عملقة المقاومة وفرض نفسها في كل المعادلات، وطالبوا بإيضاح من "الأصدقاء الأميركيين" عن إعتراف كيري بحزب الله كلاعب إقليمي مما يعني نزع صفة الإرهاب عنه وإعادته الى "الساحة"!، وهنا نقول: أنعِم وأكرِم بشراذم تحمل زُوراً هوية لبنانية وترى في مقاومتها الشريفة إرهاباً، ولم تمتلك بعد البصر والبصيرة لترى وتدرك أن هذا الوطن، شاءت الشراذم أم أبت، هويته مقاومة، وما كان بقي لها سقفٌ لجحورها لولا المقاومة. هناك صورة ثلاثية أكثر دلالة، يحلو لنا التذكير بها، لـ جون كيري وإدارته والغرب ونذكِّر بها أيضاً عُربان "الربيع العربي" وبعض الموالين لهم في لبنان والسائرين على "هديهم"، تلك الصورة التي ضمَّت في أيار من العام 2011 الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد مع الرئيس الأسد وسماحة السيد نصرالله في دمشق، والتي تناقلتها كافة وسائل الإعلام في الغرب تحت عنوان "محور الشرّ". وبعد سنوات ثلاث على الصورة التاريخية لـ "محور الشر"، وبعد سنواتٍ ثلاث من المواجهات الكونية بينه وبين "صُنَّاع" الشرق الأوسط الجديد والعاملين لديهم صُنّاعاً من العرب، وبعد سنواتٍ ثلاث من أقسى حربٍ على سوريا وحضارتها ووحدتها وكرامة شعبها، أطلَّ سماحة السيد نصرالله في حفل تأبين العلاّمة الشيخ مصطفى قصير، وأعطى من خلال إطلالته البانورامية كما دائماً، حصيلة المواجهات على أرض سوريا بمناسبة إعادة إنتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات، ونصح بسحب بند الرئاسة في سوريا من سوق التداول في أية تسوية سياسية، لأن الأسد لن يسقط، وكما سبق لسماحته أن أصدقنا الوعد في "النصر الإلهي" و "الوعد الصادق"، كذلك قطع مع المقاومة وعداً منذ بدء الحرب الكونية على سوريا أن سقوط سوريا ممنوع، ليس دفاعاً عن نظام بل عن محورٍ "أشرُّ" ما فيه أنه يرفض لغة الإستكبار والإستعلاء ويصنع السيادة والكرامة. وكلمة "على" بلغة الأمر، في عبارة جون كيري، " على روسيا وإيران وحزب الله العمل على حلّ سياسي في سوريا"، آن لـ كيري وسواه في الإدارة الأميركية التخفيف من استخدامها، لأن أسلوب "الكاوبوي" الآمر الناهي في مزارع الغرب الأميركي ليس في قاموسنا، وزمن المُكابرة الفارغة قد سُحق تحت أقدام شرفاء "محور الشر"، وبإمكان كيري قول هذه الـ "على"، للنعام الغارقة رؤوسها في رمال بوادي الخذلان العربي، وما تفعله أميركا اليوم من خنوع لطالبان والتفاوض معها لتأمين إنسحاب آمن لقواتها الخائبة من أفغانستان بنهاية العام الجاري، هو نموذج عن خيباتها التاريخية منذ مستنقع فيتنام حتى الوحول التي غرقت بها على أرض الشام.   وبالعودة الى الأسد العائد من إستحقاق إنتخابي، الى استحقاق الواقعة الكبرى في مواجهة كل ذئاب الأرض على أرضه، نقول لبعض العرب: أن حافظ الأسد لم يكُن محاطاً كنجله بشَّار بكامل جبروت الدب الروسي العنيد، ولا بالفارس الإيراني الصنديد، ولا بالمقاوم اللبناني "صاهر الحديد" في وادي الحجير، ولا كان في زمن الأسد الأب "مجموعة دول البريكس" ولا "الحلف الأوراسي" والآتي أعظم على الذئاب وزمن التكفير، وهنيئاً للأسد والحلفاء الشرفاء كل الإنتصارات الآتية والآتي قريب...

المصدر : المنار /أمين أبو راشد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة