"مسخرة، هزيلة، سوداء، حقيرة، مفبركة، دموية، ساقطة ومقيتة"، بهذه الكلمات "المهذبة" و"الناعمة" وصف الرئيس سعد الحريري الإنتخابات الرئاسية السورية، التي على ما يبدو عالجت للحريري الإبن لغته العربية الركيكة، فبات قادراً على التوصيف والإتهام بطلاقةٍ مكتوبة، لا "تأتأة" فيها.

الحريري الذي كان قد كشف عن وجهٍ محاور، متقبلٍ للآخر في الفترة الأخيرة، عاد اليوم ولبس عباءة الهجوم. هجومٌ على سورية دولةً وشعباً، فقط لأن نتائج الإنتخابات ستكون العثرة بوجه سلوكه طريق مطار دمشق الدولي حين يقرّر "الشيخ" زيارة بلاد والده، لبنان.

الحريري اليوم عاد والتقى مع حليفه سمير جعجع بعد فترةٍ من التباعد في المواقف، فجعجع اعتبر أن "لا انتخابات في سورية وما جرى مسرحية هزلية تقام على دماء وأشلاء وجثث السوريين"، ويبدو أن سنوات السجن التي قضاها أنسته مَن الذي حكم على جثث الناس، ومن أغرق هذه الجثث في البحر كي يطمر معها أسرار الجرائم، "على ما يبدو هيك".

الـ 88% التي نالها الرئيس الأسد من حجم مشاركةٍ فاق الـ 73% لم تعجب "الشيخ سعد"، الذي ردّ ببيانٍ يتراءى لمن يقرأه تعابير وجه "الشيخ سعد" أثناء كتابته للبيان، أو أثناء جلوسه إلى جانب كاتبه، على عكس الـ 96% من حجم مشاركةٍ بلغ 44% في مصر، حين سارع يومها الحريري إلى تهنئة الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي منوّهاً بالديمقراطية التي نال على أساسها "صديق المملكة" الـ 96% من جهة، وغير آبهٍ بردة فعل حلفائه في بيروت، الجماعة الإسلامية صاحبة الشعبية الأكبر في منطقة الملّا، خلف محلات الفاكهاني تحديداً، من جهةٍ أخرى.

إذاً وكما هو واضح، تابع الرئيس سعد الحريري الانتخابات عن كثبٍ في مصر، وتعمّق في تفاصيل الانتخابات السورية إلى درجةٍ، كان واضحاً في بيانه أنّه لم يسمع عنها سوى عبر شاشته، لكن وبحسب المعطيات، لم يلتفت الحريري حتى الساعة إلى الإنتخابات الرئاسية في لبنان، التي لطالما دعا هو وفريقه إلى تجنيبها أيّ "إملاءٍ سوري" دون أن يوضح حينها الفرق بين تسهيل التوافق السياسي في مكان ما، وبين إرسال "البطانيات" إلى مكانٍ آخر.

الأسبوع الماضي، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري خطوة الحريري في الانفتاح على العماد ميشال عون بالمواربة وتضييع الوقت والفرصة على اللبنانيين في إيصال رئيسهم، وهو ما يبدو حتى الساعة دقيقاً جداً، فنافورة قصر بعبدا ما زالت متوقفة، تماماً كما مؤشرات قرب انتخاب رئيسٍ جديد.

"اقتلاع ظاهرة بشار من الوجود السياسي" هو ما ختم به "أبو عبد" بيانه، موقّعاً بذلك على التفافةٍ منه على منطقه ومسلّماته من ناحية، وعلى الخبز والملح من ناحيةٍ أخرى. الحريري كان قد نادى كثيراً برفع الوصاية عن لبنان، فبماذا يفسّر مطالبته العالم باقتلاع رئيس دولةٍ شقيقةٍ للبنان، ألا يُعتبر هذا تدخّل؟

كلّا، إنه دعم لمطالب الشعب السوري! الشعب الذي بصم بـ88% لرئيسه كي يبقى. الحريري أيضاً كان قد زار قصر الضيافة، تضيّف فيه بشكلٍ يليق بتاريخ والده، نام مرتاحاً، قابل سيّد القصر، وعاد مكرّماً من دمشق، ليعود وينكر فضل رئيس سورية في تسميته رئيساً لحكومة لبنان.

في الخلاصة، لن يعود سعد الحريري من مطار دمشق، فهل يتنازل "الشيخ" عن كلمته ويعود لبيروت ليساهم بحلحلة القضايا العالقة، أم سيبقى سائحاً إلى ما بعد العام 2021؟ ومن يدري، قد تطول جولته إلى ما بعد بعد الـ2021. بيان الحريري لا يبشّر بالخير، لذلك يترقب الجميع خطوته المقبلة، هل سيتطرف نحو طلاق الحوار، أم أنّه سيعود بسهولة نحو اللّيونة التي لبسها منذ فترة، ليقفز من مكانٍ لآخر بسرعةٍ وسهولة، كتلك الخطوة التي قرر فيها محو سكسوكته من الوجود، ليزرع مكانها لحيةً، تزيد من وقاره، وترفع من درجة جديّته، "حبّتين"؟

  • فريق ماسة
  • 2014-06-05
  • 11787
  • من الأرشيف

«الشيخ سعد» غاضب.. لن يعود من مطار دمشق وجولته قد تطول إلى ما بعد بعد الـ2021

"مسخرة، هزيلة، سوداء، حقيرة، مفبركة، دموية، ساقطة ومقيتة"، بهذه الكلمات "المهذبة" و"الناعمة" وصف الرئيس سعد الحريري الإنتخابات الرئاسية السورية، التي على ما يبدو عالجت للحريري الإبن لغته العربية الركيكة، فبات قادراً على التوصيف والإتهام بطلاقةٍ مكتوبة، لا "تأتأة" فيها. الحريري الذي كان قد كشف عن وجهٍ محاور، متقبلٍ للآخر في الفترة الأخيرة، عاد اليوم ولبس عباءة الهجوم. هجومٌ على سورية دولةً وشعباً، فقط لأن نتائج الإنتخابات ستكون العثرة بوجه سلوكه طريق مطار دمشق الدولي حين يقرّر "الشيخ" زيارة بلاد والده، لبنان. الحريري اليوم عاد والتقى مع حليفه سمير جعجع بعد فترةٍ من التباعد في المواقف، فجعجع اعتبر أن "لا انتخابات في سورية وما جرى مسرحية هزلية تقام على دماء وأشلاء وجثث السوريين"، ويبدو أن سنوات السجن التي قضاها أنسته مَن الذي حكم على جثث الناس، ومن أغرق هذه الجثث في البحر كي يطمر معها أسرار الجرائم، "على ما يبدو هيك". الـ 88% التي نالها الرئيس الأسد من حجم مشاركةٍ فاق الـ 73% لم تعجب "الشيخ سعد"، الذي ردّ ببيانٍ يتراءى لمن يقرأه تعابير وجه "الشيخ سعد" أثناء كتابته للبيان، أو أثناء جلوسه إلى جانب كاتبه، على عكس الـ 96% من حجم مشاركةٍ بلغ 44% في مصر، حين سارع يومها الحريري إلى تهنئة الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي منوّهاً بالديمقراطية التي نال على أساسها "صديق المملكة" الـ 96% من جهة، وغير آبهٍ بردة فعل حلفائه في بيروت، الجماعة الإسلامية صاحبة الشعبية الأكبر في منطقة الملّا، خلف محلات الفاكهاني تحديداً، من جهةٍ أخرى. إذاً وكما هو واضح، تابع الرئيس سعد الحريري الانتخابات عن كثبٍ في مصر، وتعمّق في تفاصيل الانتخابات السورية إلى درجةٍ، كان واضحاً في بيانه أنّه لم يسمع عنها سوى عبر شاشته، لكن وبحسب المعطيات، لم يلتفت الحريري حتى الساعة إلى الإنتخابات الرئاسية في لبنان، التي لطالما دعا هو وفريقه إلى تجنيبها أيّ "إملاءٍ سوري" دون أن يوضح حينها الفرق بين تسهيل التوافق السياسي في مكان ما، وبين إرسال "البطانيات" إلى مكانٍ آخر. الأسبوع الماضي، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري خطوة الحريري في الانفتاح على العماد ميشال عون بالمواربة وتضييع الوقت والفرصة على اللبنانيين في إيصال رئيسهم، وهو ما يبدو حتى الساعة دقيقاً جداً، فنافورة قصر بعبدا ما زالت متوقفة، تماماً كما مؤشرات قرب انتخاب رئيسٍ جديد. "اقتلاع ظاهرة بشار من الوجود السياسي" هو ما ختم به "أبو عبد" بيانه، موقّعاً بذلك على التفافةٍ منه على منطقه ومسلّماته من ناحية، وعلى الخبز والملح من ناحيةٍ أخرى. الحريري كان قد نادى كثيراً برفع الوصاية عن لبنان، فبماذا يفسّر مطالبته العالم باقتلاع رئيس دولةٍ شقيقةٍ للبنان، ألا يُعتبر هذا تدخّل؟ كلّا، إنه دعم لمطالب الشعب السوري! الشعب الذي بصم بـ88% لرئيسه كي يبقى. الحريري أيضاً كان قد زار قصر الضيافة، تضيّف فيه بشكلٍ يليق بتاريخ والده، نام مرتاحاً، قابل سيّد القصر، وعاد مكرّماً من دمشق، ليعود وينكر فضل رئيس سورية في تسميته رئيساً لحكومة لبنان. في الخلاصة، لن يعود سعد الحريري من مطار دمشق، فهل يتنازل "الشيخ" عن كلمته ويعود لبيروت ليساهم بحلحلة القضايا العالقة، أم سيبقى سائحاً إلى ما بعد العام 2021؟ ومن يدري، قد تطول جولته إلى ما بعد بعد الـ2021. بيان الحريري لا يبشّر بالخير، لذلك يترقب الجميع خطوته المقبلة، هل سيتطرف نحو طلاق الحوار، أم أنّه سيعود بسهولة نحو اللّيونة التي لبسها منذ فترة، ليقفز من مكانٍ لآخر بسرعةٍ وسهولة، كتلك الخطوة التي قرر فيها محو سكسوكته من الوجود، ليزرع مكانها لحيةً، تزيد من وقاره، وترفع من درجة جديّته، "حبّتين"؟

المصدر : سلاب نيوز/ ماهر الدنا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة