يتوجه الشعب السوري غدًا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب من يرونه رجل المرحلة في ظل المؤامرة الكونية التي تستهدفهم وتستهدف بلدهم، ليرسموا معًا مستقبلًا لسوريا مفعمًا بالحرية والاستقلالية والسيادة، ويصوغوا ملحمة وطنية بامتياز تعبر عن مشاعر الانتماء العميق لوطنهم وقيمته في قلوبهم التي تنبض بحبه.

ما من شك أن الانتخابات السورية وهي تأتي في ظروف فرضتها قوى الشر والتآمر والعدوان في إطار مشاريعها الاستعمارية والتفتيتية، إنما تعد في حد ذاتها معركة سياسية يحدد أبطالها الشعب السوري ويرسم ملامحها ويضع شروطها ويكتب بداياتها ونهاياتها، وهي معركة لا تقل عن معركة الميدان التي يخوضها بكل جدارة واستحقاق الجيش العربي السوري، لتشكلا معًا رمحًا حادًّا لتقطيع أوصال المؤامرة، وسياجًا منيعًا للذود عن حياض سوريا.

إن هذا الاستحقاق الدستوري في أبسط صور تجلياته يعبر عن مدى الإحساس الوطني والشعور العميق بقيمة الوطن، وينم عن مدى النضج السياسي لدى المواطن السوري وقدرته على إدراك ما يحاك على المسرح السياسي الدولي بوجه عام، وما يرتب بوجه خاص من خطط ومشاريع تدمير ضد سوريا يتم تلفيعها بشعارات وأقنعة مختلفة بين الحين والآخر حسب الدواعي والمبررات.

وتبدو الانتخابات السورية إزاء مشاريع التآمر والتدمير رسالة بالغة الدلالة من الشعب السوري إلى معشر المتآمرين لا سيما عند وضعها في سياقاتها السياسية والإعلامية بأن اللعبة انتهت فصولها وأن معشر المتآمرين يلعبون في الوقت الضائع، وأن يوم الثالث من يونيو سيكون جواز مرور للشعب السوري نحو المستقبل المنشود لتحقيق التطلعات وإعادة رسم الابتسامة التي خطفها المتآمرون من أفواه السوريين. يوم يؤكد فيه الشعب السوري كلمتهم الرافضة للإرهاب والعدوان والتآمر والتدخل في الشأن الداخلي السوري، والمباشرة ببداية مرحلة جديدة لإنهاء المؤامرة، وأن عام 2014م هو عام الحسم وعودة الأمن والأمان في ربوع سوريا، هذا هو الخيار الذي يعمل عليه السوريون بمختلف مكوناتهم وطوائفهم.

وإزاء هذا الإصرار السوري على إنجاز الاستحقاق الدستوري والوطني، لم يتوقف معشر المتآمرين وعملاؤهم وبيادقهم ومرتزقتهم عن لملمت محاولات إفشالهم للانتخابات السورية حتى لا يعود الاستقرار والأمان إلى سوريا، وحتى لا يهنأ الشعب السوري بالأمن والحياة الكريمة، بعد فشل محاولاتهم المستميتة لإقناع سوريا وحلفائها بتأجيل الانتخابات وأحيانًا أخرى بالطلب من الرئيس السوري بشار الأسد عدم الترشح مقابل التمديد له هذا العام. ولذلك فهم يسعون حاليًّا إلى تجريد سوريا من هذه الورقة السياسية الرابحة والقوية لتعويض خسارتهم المذلة في الميدان، مستلهمين النجاح في ذلك من نجاحهم في تجريد سوريا من ترسانتها الكيميائية، عبر خطوات أقل ما توصف بأنها خطوات بائسة تعبر عن عجز بؤس الواقفين وراءها، ومن بين هذه الخطوات:

أولًا: تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية تحت الفصل السابع بدعوى أن الحكومة السورية تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية على الموالين لها، وهو زيف يدحضه الواقع .. فمن الواضح أن هذا المشروع الذي تم إلباسه لبوس الإنسانية هو لعبة مكشوفة ومفضوحة هدفها التدخل العسكري، وتعبر عن مدى العجز والكراهية والحقد الذي يتملك معشر المتآمرين تجاه الشعب السوري. فهو مشروع في ظاهره إنساني وفي باطنه عدواني ومتاجرة واضحة بحقوق الشعب السوري من قبل تجار الحروب والمرتزقة والعملاء.

ثانيًا: الحديث عن مشاورات لتجميد عضوية سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ونزع الصفة التمثيلية عن وفد الحكومة السورية وتعليق مشاركته في اجتماعاتها، وقد وصف العملاء والمرتزقة والبيادق التابعين لمعشر المتآمرين هذه الخطوة بـ”الجيدة” التي تأتي ـ كما يقول العملاء والمرتزقة ـ “بعد عدة محاولات أممية فاشلة لإدانة “نظام الأسد” من خلال مشاريع قرارات مقترحة من قبل دول “أصدقاء” الشعب السوري، والتي واجهتها الصين وروسيا بالفيتو مجددًا”.

وفي تقديري أن هذه المشاورات سيكون حظها كما كان حظ المشاورات ومشاريع القرارات السابقة، لأن الوعي بحقيقة ما يحاك ضد سوريا أصبح واسعًا لدى قطاع عريض أو بالأحرى السواد الأعظم، وبالتالي لن تجد هذه المشاورات تأييدًا إلا من دول التآمر.

ثالثًا: الإعلان عن صفقات تسلح نوعي لدعم العصابات الإرهابية في سوريا، وقد وصلت هذه الأسلحة بالفعل ـ وفق ما أكدته تلك العصابات ـ من الولايات المتحدة وفرنسا، ومن بين الأسلحة المفرج عنها صواريخ مضادة للطائرات والدبابات والمدرعات. وطبعًا يسعى معسكر التآمر والعدوان من وراء هذه الصفقات إلى إفشال الانتخابات بتوسيع رقعة الإرهاب في عموم سوريا وتخريب العرس الوطني على الشعب السوري، وهو ما يعبر أيضًا عن الحقد والكراهية والعداء ومدى استشراء ذلك ضد الشعب السوري.

رابعًا: محاولة التقليل من الانتخابات السورية وتشويهها عبر المرتزقة والعملاء والخونة، كخطوة إضافية إلى ما قام به المتآمرون من منع المغتربين السوريين في دول التآمر من حقهم الديمقراطي والدستوري، ومنع السفارات السورية من إجراء الانتخابات، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي وتدخلًا سافرًا، فكما هو معروف أن سفارات الدول لها سيادتها وحصانتها التي لا تمس.

وما يثير الضحك والسخرية في هذا الصدد، هو زعم العملاء والمرتزقة والخونة أن الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع في السفارة السورية ببيروت هو “مشهد تمثيلي” صوره “النظام” و”حلفاؤه” من اللبنانيين. في حين ذهبت وسائل إعلام موالية لمعشر المتآمرين وداعمة لهم إلى الحديث عن حافلات حزب الله التي قامت بنقل الناخبين السوريين، والتهكم على الحزب ومهاجمته، دون أدنى اعتبار لحقوق هؤلاء السوريين اللاجئين ووجوب تقديم المساعدة لهم حسب الإمكانات المتاحة. وطبعًا مثل هذا التناول يبين مدى الغيظ والحقد والكراهية وحجم الألم والحسرة جراء ما أحدثه الإقبال من ضربة موجعة لمعشر المتآمرين.

والسؤال الذي لا يزال يبحث عن إجابة صادقة من قبل المتآمرين هو: لماذا يسعون بشتى السبل إلى إفشال الانتخابات السورية في الوقت الذي يدعون فيه مساعدتهم للشعب السوري لتحقيق تطلعاته ويذرفون دموع التماسيح على معاناته، مع أن الانتخابات هي إحدى وسائل جلب الاستقرار وتحقيق التطلعات؟

وعلى الرغم من كل ذلك، يبقى القول: إنها انتخابات أكد السوريون من خلالها انتصار سوريا واندحار الإرهاب وانتحاب الأعداء على أسوارها. ولا ريب أن أول المنتحبين هو كيان الاحتلال الصهيوني سيد المتآمرين والمرتزقة والخونة والعملاء.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-01
  • 12572
  • من الأرشيف

سورية .. تنتخب والعدو على أسوارها ينتحب

يتوجه الشعب السوري غدًا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب من يرونه رجل المرحلة في ظل المؤامرة الكونية التي تستهدفهم وتستهدف بلدهم، ليرسموا معًا مستقبلًا لسوريا مفعمًا بالحرية والاستقلالية والسيادة، ويصوغوا ملحمة وطنية بامتياز تعبر عن مشاعر الانتماء العميق لوطنهم وقيمته في قلوبهم التي تنبض بحبه. ما من شك أن الانتخابات السورية وهي تأتي في ظروف فرضتها قوى الشر والتآمر والعدوان في إطار مشاريعها الاستعمارية والتفتيتية، إنما تعد في حد ذاتها معركة سياسية يحدد أبطالها الشعب السوري ويرسم ملامحها ويضع شروطها ويكتب بداياتها ونهاياتها، وهي معركة لا تقل عن معركة الميدان التي يخوضها بكل جدارة واستحقاق الجيش العربي السوري، لتشكلا معًا رمحًا حادًّا لتقطيع أوصال المؤامرة، وسياجًا منيعًا للذود عن حياض سوريا. إن هذا الاستحقاق الدستوري في أبسط صور تجلياته يعبر عن مدى الإحساس الوطني والشعور العميق بقيمة الوطن، وينم عن مدى النضج السياسي لدى المواطن السوري وقدرته على إدراك ما يحاك على المسرح السياسي الدولي بوجه عام، وما يرتب بوجه خاص من خطط ومشاريع تدمير ضد سوريا يتم تلفيعها بشعارات وأقنعة مختلفة بين الحين والآخر حسب الدواعي والمبررات. وتبدو الانتخابات السورية إزاء مشاريع التآمر والتدمير رسالة بالغة الدلالة من الشعب السوري إلى معشر المتآمرين لا سيما عند وضعها في سياقاتها السياسية والإعلامية بأن اللعبة انتهت فصولها وأن معشر المتآمرين يلعبون في الوقت الضائع، وأن يوم الثالث من يونيو سيكون جواز مرور للشعب السوري نحو المستقبل المنشود لتحقيق التطلعات وإعادة رسم الابتسامة التي خطفها المتآمرون من أفواه السوريين. يوم يؤكد فيه الشعب السوري كلمتهم الرافضة للإرهاب والعدوان والتآمر والتدخل في الشأن الداخلي السوري، والمباشرة ببداية مرحلة جديدة لإنهاء المؤامرة، وأن عام 2014م هو عام الحسم وعودة الأمن والأمان في ربوع سوريا، هذا هو الخيار الذي يعمل عليه السوريون بمختلف مكوناتهم وطوائفهم. وإزاء هذا الإصرار السوري على إنجاز الاستحقاق الدستوري والوطني، لم يتوقف معشر المتآمرين وعملاؤهم وبيادقهم ومرتزقتهم عن لملمت محاولات إفشالهم للانتخابات السورية حتى لا يعود الاستقرار والأمان إلى سوريا، وحتى لا يهنأ الشعب السوري بالأمن والحياة الكريمة، بعد فشل محاولاتهم المستميتة لإقناع سوريا وحلفائها بتأجيل الانتخابات وأحيانًا أخرى بالطلب من الرئيس السوري بشار الأسد عدم الترشح مقابل التمديد له هذا العام. ولذلك فهم يسعون حاليًّا إلى تجريد سوريا من هذه الورقة السياسية الرابحة والقوية لتعويض خسارتهم المذلة في الميدان، مستلهمين النجاح في ذلك من نجاحهم في تجريد سوريا من ترسانتها الكيميائية، عبر خطوات أقل ما توصف بأنها خطوات بائسة تعبر عن عجز بؤس الواقفين وراءها، ومن بين هذه الخطوات: أولًا: تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية تحت الفصل السابع بدعوى أن الحكومة السورية تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية على الموالين لها، وهو زيف يدحضه الواقع .. فمن الواضح أن هذا المشروع الذي تم إلباسه لبوس الإنسانية هو لعبة مكشوفة ومفضوحة هدفها التدخل العسكري، وتعبر عن مدى العجز والكراهية والحقد الذي يتملك معشر المتآمرين تجاه الشعب السوري. فهو مشروع في ظاهره إنساني وفي باطنه عدواني ومتاجرة واضحة بحقوق الشعب السوري من قبل تجار الحروب والمرتزقة والعملاء. ثانيًا: الحديث عن مشاورات لتجميد عضوية سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ونزع الصفة التمثيلية عن وفد الحكومة السورية وتعليق مشاركته في اجتماعاتها، وقد وصف العملاء والمرتزقة والبيادق التابعين لمعشر المتآمرين هذه الخطوة بـ”الجيدة” التي تأتي ـ كما يقول العملاء والمرتزقة ـ “بعد عدة محاولات أممية فاشلة لإدانة “نظام الأسد” من خلال مشاريع قرارات مقترحة من قبل دول “أصدقاء” الشعب السوري، والتي واجهتها الصين وروسيا بالفيتو مجددًا”. وفي تقديري أن هذه المشاورات سيكون حظها كما كان حظ المشاورات ومشاريع القرارات السابقة، لأن الوعي بحقيقة ما يحاك ضد سوريا أصبح واسعًا لدى قطاع عريض أو بالأحرى السواد الأعظم، وبالتالي لن تجد هذه المشاورات تأييدًا إلا من دول التآمر. ثالثًا: الإعلان عن صفقات تسلح نوعي لدعم العصابات الإرهابية في سوريا، وقد وصلت هذه الأسلحة بالفعل ـ وفق ما أكدته تلك العصابات ـ من الولايات المتحدة وفرنسا، ومن بين الأسلحة المفرج عنها صواريخ مضادة للطائرات والدبابات والمدرعات. وطبعًا يسعى معسكر التآمر والعدوان من وراء هذه الصفقات إلى إفشال الانتخابات بتوسيع رقعة الإرهاب في عموم سوريا وتخريب العرس الوطني على الشعب السوري، وهو ما يعبر أيضًا عن الحقد والكراهية والعداء ومدى استشراء ذلك ضد الشعب السوري. رابعًا: محاولة التقليل من الانتخابات السورية وتشويهها عبر المرتزقة والعملاء والخونة، كخطوة إضافية إلى ما قام به المتآمرون من منع المغتربين السوريين في دول التآمر من حقهم الديمقراطي والدستوري، ومنع السفارات السورية من إجراء الانتخابات، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي وتدخلًا سافرًا، فكما هو معروف أن سفارات الدول لها سيادتها وحصانتها التي لا تمس. وما يثير الضحك والسخرية في هذا الصدد، هو زعم العملاء والمرتزقة والخونة أن الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع في السفارة السورية ببيروت هو “مشهد تمثيلي” صوره “النظام” و”حلفاؤه” من اللبنانيين. في حين ذهبت وسائل إعلام موالية لمعشر المتآمرين وداعمة لهم إلى الحديث عن حافلات حزب الله التي قامت بنقل الناخبين السوريين، والتهكم على الحزب ومهاجمته، دون أدنى اعتبار لحقوق هؤلاء السوريين اللاجئين ووجوب تقديم المساعدة لهم حسب الإمكانات المتاحة. وطبعًا مثل هذا التناول يبين مدى الغيظ والحقد والكراهية وحجم الألم والحسرة جراء ما أحدثه الإقبال من ضربة موجعة لمعشر المتآمرين. والسؤال الذي لا يزال يبحث عن إجابة صادقة من قبل المتآمرين هو: لماذا يسعون بشتى السبل إلى إفشال الانتخابات السورية في الوقت الذي يدعون فيه مساعدتهم للشعب السوري لتحقيق تطلعاته ويذرفون دموع التماسيح على معاناته، مع أن الانتخابات هي إحدى وسائل جلب الاستقرار وتحقيق التطلعات؟ وعلى الرغم من كل ذلك، يبقى القول: إنها انتخابات أكد السوريون من خلالها انتصار سوريا واندحار الإرهاب وانتحاب الأعداء على أسوارها. ولا ريب أن أول المنتحبين هو كيان الاحتلال الصهيوني سيد المتآمرين والمرتزقة والخونة والعملاء.

المصدر : الوطن العمانية / خميس التوبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة