دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استمر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالتقدم باتجاه مدينة الشحيل، التي تعتبر المعقل الأهم لـ«جبهة النصرة» في المنطقة الشرقية، حيث سيطر على بلدة الضمان الواقعة على الخط الشرقي باتجاه مدينة الصور، وذلك بعد ساعات فقط من سيطرته على تل العتال المشرف على مدينة الشحيل في ريف دير الزور، فيما نفت مصادر مقربة من التنظيم مقتل القائد العسكري عمر الشيشاني.
في هذا الوقت، أعلنت فصائل مسلحة عن تشكيل «جبهة إنقاذ سوريا» في ريف ادلب، فيما سيطر هدوء حذر على جبهات حلب ودرعا.
ونفت مصادر مقربة من «داعش»، لـ«السفير»، صحة الأنباء التي تحدثت الأسبوع الماضي عن مقتل القائد العسكري عمر الشيشاني، مشيرةً إلى أن الشيشاني بصحة جيدة، وأنه على «رأس عمله، حيث يقوم في هذه المرحلة بالتواصل مع كتائب داخل مدينة دير الزور للاتفاق معها، وتزويدها بالأسلحة والذخائر بعد التأكد من اعتزالها قتال «الدولة الإسلامية».
وأشارت المصادر إلى أن بعض الكتائب لم تكتف باعتزال القتال بل بادرت إلى إعلان «بيعتها» لـ«الدولة الإسلامية»، وعلى رأسها «لواء أنصار الأمة الإسلامية». أما الكتائب التي اعتزلت القتال فأهمها «كتائب عبدالله بن الزبير» و«جند العزيز».
لكن المصادر لم تفسر سبب انكفاء الشيشاني عن مشهد المعارك في ريف دير الزور الشرقي، حيث كان يقود العمليات هناك، وبروز اسم أبو محمد الشيشاني خلال الأيام الماضية كقائد فعلي في المنطقة.
وفي هذا السياق، علمت «السفير» أن عدداً من كبار القادة الشيشانيين منخرطون حالياً في قيادة معارك دير الزور، ما يشير إلى أهمية هذه المعركة بالنسبة إلى «داعش». وقد قتل أحد هؤلاء ويدعى أبو أنس الشيشاني. في المقابل، تأكد نبأ مقتل القائد العسكري لـ«جيش مؤتة» عبد الرحمن تركي شاهر التنيكة، الذي يعتبر من أقرب الحلفاء إلى «جبهة النصرة».
وعلى الصعيد الميداني، استمر «داعش» بالتقدم باتجاه مدينة الشحيل التي تعتبر المعقل الأهم لـ«جبهة النصرة» في المنطقة الشرقية، حيث سيطر على بلدة الضمان الواقعة على الخط الشرقي باتجاه مدينة الصور، وذلك بعد ساعات فقط من سيطرته على تل العتال المشرف على الشحيل.
ويبدو أن الإنذار الذي وجهه «داعش» إلى أهالي الشحيل منذ يومين بالتخلي عن «جبهة النصرة»، مع التهديد المبطن باقتحام المدينة، قد ترك تأثيره على الأهالي الذين تخوفوا من نشوب حرب وشيكة بين الطرفين قد يكونون هم أكبر ضحاياها، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً منهم إلى النزوح من مدينتهم، والاتجاه إلى مدينة الميادين التي لا تزال بعيدة نسبياً عن أجواء المعارك.
أما في الرقة، فقد تداولت صفحات مقربة من «جبهة النصرة» قائمة بأسماء قيادات «داعش» التي قتلت بسبب التفجير الذي حدث قرب فندق «لازورد» قبل أيام، وأهم هذه الأسماء: أبو حفص المصري وزوجته من «كتيبة الخنساء»، وأبو مالك وأبو دجانة التونسيان، وأبو محجن الجزراوي (بندر الحوطي)، وأبو شيماء الكويتي.
وفي ريف الحسكة، تمكن عناصر «داعش» من إلحاق هزيمة بعناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» عبر سيطرتهم على بلدة الثماد في ريف مدينة رأس العين قرب الحدود التركية، إثر معركة عنيفة سقط جراءها عشرات القتلى والجرحى.
وفي ريف ادلب، أعلنت عدة فصائل مسلحة، تعمل في معرة النعمان وجسر الشغور، تشكيل «جبهة إنقاذ سوريا». وذكرت، في بيان، أن «الهدف هو إسقاط النظام وإنقاذ سوريا»، مرحبة «بانضمام الفصائل والتجمعات العسكرية والهيئات السياسية التي ترغب في العمل لنصرة الشعب». ويعد «لواء أحرار الزاوية» أبرز القوى في الجبهة الجديدة. وكان قائده احمد الخطيب قد انشق عن «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف.
وقال ناشطون «قتل 15 شخصا، وأصيب العشرات، بانفجار سيارة في قرية معارة النعسان شمالي إدلب».
وفي حلب، تشهد معظم الجبهات هدوءاً حذرا، مع تحليق مكثف للطيران الحربي الذي شن عدة غارات على محيط المنطقة الحرة قرب السجن المركزي، مستهدفا خطوط إمداد المسلحين الخلفية. كما استهدف حي بني زيد، فيما ذكر مصدر عسكري أن الجيش، خلال عملياته في المدينة الصناعية في الشيخ نجار، تمكن من ضبط مستودع أسلحة وذخيرة تابع الى «الجبهة الإسلامية».
وفي دمشق، قتل شخصان بسقوط قذائف هاون على ساحة النجمة وشارع الحسن، بعد يوم من مقتل خمسة أشخاص، بينهم الأب الروحي لكرة السلة السورية حسان جيرودي.
وفي درعا، اعتقلت «جبهة النصرة» الناشط الإعلامي ملهم الكايد من بلدة الناحتة، التي كانت شهدت قبل أيام اشتباكات بين «النصرة» و«الجيش الحر»، فيما تشهد باقي الجبهات هدوءا نسبياً.
المصدر :
السفير/ عبد الله علي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة