دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انطلقت اليوم فعاليات اليوم الأول من المؤتمر السابع لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في قاعة المؤتمرات الدولية بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في العاصمة الإيرانية طهران تحت شعار "إعلام الصحوة.. صوت المقاومة والتصدي للفتنة الطائفية" بمشاركة 220 عضوا للمجمع من 36 دولة و 300 قناة تلفزيونية وإذاعية ومؤسسة للإنتاج من مختلف الدول الإسلامية.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر أن الغرب يحاول أن يختطف ثقافة المجتمعات الإسلامية مشيرا إلى أن المواجهة الحالية تتمثل في مواجهة الهويات فالغرب لا يريد أن يحصل العالم الإسلامي على التنميات الشاملة وحصرها به فقط وهو يمتلك العديد من عناصر التأثير في الرأي العام ويريد فرض النزعة الاستهلاكية وخاصة على جيل الشباب ومعركتنا في عالم الاتصالات هي الحفاظ على أجيال اليوم والغد.
ولفت الرئيس روحاني إلى أن "الغرب يعمل مع أعداء العالم الإسلامي على تشويه صورة الإسلام وتقديمه بأنه عنيف وإرهابي عبر التركيز على مجموعات تنشر الإرهاب باسم الدين و الجهاد وهي لا تعرف شيئاً عن الإسلام الذي يدعو للعفو والرحمة والإخوة والإنسانية وإنهاء الحروب" معربا عن أسفه لعدم تصديق الأمم المتحدة على مبادرة ايران لنشر الاعتدال ومحاربة الإرهاب.
وبين الرئيس الإيراني أنه على العالم الإسلامي الدفاع بكل طاقاته عن ثقافته وهويته في وجه محاولة الغرب اختطاف ثقافة مجتمعاته والهوية الحقيقية لجيل الشباب عبر تشويه صورة الإسلام بأنه دين عنف وإرهاب ونشر النزعة الاستهلاكية وانعدام العدالة إذ يهتم اليوم باحتلال "العقول والأفكار" قبل احتلال الأراضي.
وشدد الرئيس روحاني على أن الاتصالات تشكل جزءاً من القدرات الوطنية لأي بلد ليتمكن من إيصال صوته والعالم الإسلامي لا يستطيع أن يكون متأخراً عن سباق الأخبار واستخدام التقنيات الحديثة للتأثير على الرأي العام وهذا لم يعد خيارا وإنما ضرورة دون التغاضي عن السرعة والدقة وفن التأثير على الطرف الآخر لأن الأسرع في نقل الخبر هو الذي يوجه الرأي العام للجهة المطلوبة.
وأشار الرئيس روحاني إلى أن الغرب يمتلك العديد من وسائل التأثير في الرأي العام ولكن العالم الإسلامي يملك أيضا آليات تمكنه من الوصول إلى محتويات مفعمة بالثقافة الإسلامية السامية لافتا إلى أن الثورة الإسلامية في إيران خير مثال على ذلك حيث لم تكن تملك وسائل الإعلام ولكنها تمكنت من التغلب على الطرف الآخر في التأثير على الرأي العام من حيث المحتوى وصمدت في الحرب المفروضة عليها من قوى الاستكبار بالإيمان وإرادة الشعب الإيراني التي انتصرت.
ودعا الرئيس روحاني إلى تحمل المسؤولية في هذه المرحلة التاريخية الحساسة والدفاع عن الإسلام والاستعداد لخوض معركة ثقافية عظيمة في عالم الاتصالات الذي لم يعد يقتصر على الراديو والتلفزيون إذ دخل الانترنت والهواتف الخلوية إلى عالم الاتصالات موضحا أن وسائل الإعلام لا تعكس الصورة فقط بل "تختلقها وتنتجها" معتبرا في الوقت ذاته أنه إن لم نتمكن من الدفاع عن ثقافتنا والمحافظة عليها وإنتاج سلع صالحة في المجال الثقافي والفكري فستكون حياة المجتمع الإسلامي غربية بالتدريج وستتفسخ روابط العلاقات الأسرية.
كما دعا الرئيس الإيراني إلى تضامن وسائل إعلام العالم الإسلامي لإنتاج إعلام مستقل يتابعه العالم بدلا من متابعة الأخبار عنه وفق ما يقدمها الغرب على هواه لحرف أفكار الشباب مشددا على ضرورة أن تكون الوسائل الإعلامية الإسلامية "مصدر ثقة" ليس فقط لشعوبها بل للرأي العام العالمي بوضعها الحقيقة والواقعية نصب أعينها بعيدا عن المبالغة مذكرا بالدور الإعلامي الناجح الذي لعبته وسائل إعلام المقاومة في تغطية النصر على العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز عام 2006 حيث كان الصهاينة يتابعون اعلام المقاومة لمعرفة الأخبار الحقيقية وهذا فخر عظيم داعيا كل وسائل الإعلام لتقديم الخبر الحقيقي وتأدية الأمانة الإعلامية الإخبارية.
وأشار روحاني إلى أن الشعب الإيراني اختار طريق الاعتدال في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ودفع كل المفرطين والمتطرفين قائلا لا للعنف كما أعلنت إيران هذه الصرخة في الأمم المتحدة بتقديم مشروع للأخوة والألفة تم التصديق عليه بأغلبية ساحقة ما يعني أنها يمكن أن تكون صاحبة لواء المناضلين ضد العنف والمتطرفين لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام في العالم اليوم.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة