«تحالف الحمقى»، تسمية أكثر ما تنطبق هذه الأيام على قادة الجماعات المسلحة وقادة الكيان الصهيوني، "فالإسرائيليون" الذين كانوا سعداء خلال لحظات تبلور شريط حدودي فاصل في الجولان المحتل بينهم وبين الجيش العربي السوري، والمسلحون الذين كانوا يعيشون نشوة مؤقتة لتقدمهم في تل الجابية وأماكن اخرى، يبدو أن آمالهم المشتركة قد انتهت مع استعادة الجيش السوري لهذا المرتفع وانطلاق عملياته الواسعة في ريف درعا، الآن بات كلا الحليفين يعلم أن لكل جنوب لعنته، فكما كان الجنوب اللبناني لعنة على جيش لحد والصهاينة، سيكون الجنوب السوري لعنة أكبر على تحالف الجماعات المسلحة والكيان الصهيوني.

   قبل الدخول في استعراض الوقائع الميدانية في جبهتي درعا ونوى، لا بد من الاشارة الى أن ما يسمى  بغرفة الحرب" الأمريكية - الأردنية" والمعروفة باسم القيادة المركزية الأمريكية - الأردنية المتقدمة صممت لتوجيه أي عمل عسكري أمريكي محتمل في سورية ومواجهة أي تهديد عسكري للأردن أو إسرائيل من سورية أو حزب الله.

    هذه الغرفة لا تزال تنشر تقارير خاطئة عن الوضع الميداني ويبدو انها تفتقر لمسألتين:

  1- النقص الاستخباراتي في المعلومات عن توزع وحجم قوات الجيش السوري وخططه

  2- عدم الاستفادة من عبر المعارك السابقة التي قادتها المخابرات الاسرائيلية في أكثر من مكان من سورية.

  ومع سقوط كل الخطط التي تم وضعها لإسقاط العاصمة دمشق وانهزام الجماعات المسلحة  في مواجهة الجيش السوري منذ معركة القصير وانتهاء بأغلب مدن وقرى القلمون باستثناء الزبداني المحاصرة، فان هذه الجماعات لم تستطع تحقيق أي نصر وهي تواجه خطر السقوط أيضاً في معاقلها الاخيرة في ريف دمشق.

  إزاء هذه التطورات أعاد المخططون العمل بخطط مهاجمة العاصمة دمشق من الجنوب عبر الاقتراب اليها من جبهتي الجولان ودرعا.

   بداية لا بد من الإجابة على سؤال «كيف استطاعت المعارضة المسلحة السيطرة على تل الجابية وتلال أخرى»؟؟

  هذه السيطرة لم تكن لتتم لولا الدعم الاسرائيلي المباشر سواء بتقديم معلومات الاستطلاع الميداني من مرصد تل الفرس أو من خلال التواجد في غرفتي عمليات للجماعات المسلحة في كل من قرية الرفيد التي ينتمي لها عبدالاله البشير قائد المجلس العسكري للمنطقة الجنوبية وقرية عين ذكر.

   كما كان لخروج المسلحين نتيجة المصالحة التي تمت في  بلدة جاسم والذين تمركزوا في تل المحص الذي لا يبعد اكثر من 5 دقائق بالسيارة عن تل الجابية سبباً إضافياً لسقوط التل.

   والهدف الاساسي للسيطرة على تلي الجابية والجموع يتمحور في هدفين :

 1- فتح طريق يصل الى الأردن خالٍ من أي تواجد للجيش السوري، ضمان «إسرائيل» لمنطقة عازلة بينها وبين اللواء 61 الذي يشكل خط الدفاع الأول ويصل انتشار عديده الى تل ام حوران شرق الجابية.

  2- ربط ريف درعا بريف القنيطرة وقطع طريق دمشق درعا عبر السيطرة على تل مطوق بالقرب من جاسم.

  علماً أن مثلث نوى – جاسم – انخل هو هدف العملية التي يقوم بها الجيش السوري حالياً والتي ما زالت مستمرة حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

  والسيطرة على هذا المثلث ستتيح للجيش السوري ربط القنيطرة بدرعا في المرحلة الأولى بشكل معاكس لمخطط المسلحين مما سيصعب عليهم تنفيذ مخططاتهم.

   الجيش السوري الذي باشر بحشد واستقدام التعزيزات والأرتال عبر بلدات الشيخ مسكين وأزرع والصنمين، بدأ هجومه من الناحية الشمالية الغربية والشرقية والجنوبية لمدينة نوى وبشكل متواز ومتتالي.

   المهم في الأمر ليس التطورات التفصيلية الميدانية على أهميتها، بالمقارنة مع القرار الجدي الذي اتخذه الجيش السوري بكسر الخطوط الحمراء التي حاول الاسرائيلي من خلالها «إحراج» القيادة السورية، وبالتالي العناوين الأساسية في معركة الجنوب السوري ستكون:

  1- لا خطوط حمراء بمواجهة الجيش السوري ..

  2- اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، رداً على مبادرة بعض قادة المعارضة طرح مقايضة تتضمن وقف كل عملياتهم العسكرية من الشمال الى الجنوب مقابل الغاء الانتخابات. 

من هنا بات من الواضح من المعالم الأولى لمعركة نوى ونداءات الاستغاثة التي أطلقها المسلحون أن الرسالة النارية التي يرسلها الجيش السوري يومياً بدأت بتظهير وقائع الميدان وخواتيمه في الايام القادمة.

   قد تكون معركة الجنوب الأعنف والأكبر والأكثر كلفة ولكنها بالتاكيد ستكون معركة النهاية والتي يمكننا من خلالها أن نقول «game over»، وأختم بما بدأت به كلامي، أيها المسلحون ومن يدعمكم، انتظروا لعنة الجنوب السوري التي ستكون اكثر ايلاماً لكم من لعنة الجنوب اللبناني، فالذي تغير هو ساحة القتال، بفارق أن المعتدي ازداد حماقة وغباء، بمواجهة مقاوم ازداد إصراراً وتصميماً على النصر.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-19
  • 12916
  • من الأرشيف

لعنة الجنوب تتكرر: بدأت في درعا وستنتهي في درعا

«تحالف الحمقى»، تسمية أكثر ما تنطبق هذه الأيام على قادة الجماعات المسلحة وقادة الكيان الصهيوني، "فالإسرائيليون" الذين كانوا سعداء خلال لحظات تبلور شريط حدودي فاصل في الجولان المحتل بينهم وبين الجيش العربي السوري، والمسلحون الذين كانوا يعيشون نشوة مؤقتة لتقدمهم في تل الجابية وأماكن اخرى، يبدو أن آمالهم المشتركة قد انتهت مع استعادة الجيش السوري لهذا المرتفع وانطلاق عملياته الواسعة في ريف درعا، الآن بات كلا الحليفين يعلم أن لكل جنوب لعنته، فكما كان الجنوب اللبناني لعنة على جيش لحد والصهاينة، سيكون الجنوب السوري لعنة أكبر على تحالف الجماعات المسلحة والكيان الصهيوني.    قبل الدخول في استعراض الوقائع الميدانية في جبهتي درعا ونوى، لا بد من الاشارة الى أن ما يسمى  بغرفة الحرب" الأمريكية - الأردنية" والمعروفة باسم القيادة المركزية الأمريكية - الأردنية المتقدمة صممت لتوجيه أي عمل عسكري أمريكي محتمل في سورية ومواجهة أي تهديد عسكري للأردن أو إسرائيل من سورية أو حزب الله.     هذه الغرفة لا تزال تنشر تقارير خاطئة عن الوضع الميداني ويبدو انها تفتقر لمسألتين:   1- النقص الاستخباراتي في المعلومات عن توزع وحجم قوات الجيش السوري وخططه   2- عدم الاستفادة من عبر المعارك السابقة التي قادتها المخابرات الاسرائيلية في أكثر من مكان من سورية.   ومع سقوط كل الخطط التي تم وضعها لإسقاط العاصمة دمشق وانهزام الجماعات المسلحة  في مواجهة الجيش السوري منذ معركة القصير وانتهاء بأغلب مدن وقرى القلمون باستثناء الزبداني المحاصرة، فان هذه الجماعات لم تستطع تحقيق أي نصر وهي تواجه خطر السقوط أيضاً في معاقلها الاخيرة في ريف دمشق.   إزاء هذه التطورات أعاد المخططون العمل بخطط مهاجمة العاصمة دمشق من الجنوب عبر الاقتراب اليها من جبهتي الجولان ودرعا.    بداية لا بد من الإجابة على سؤال «كيف استطاعت المعارضة المسلحة السيطرة على تل الجابية وتلال أخرى»؟؟   هذه السيطرة لم تكن لتتم لولا الدعم الاسرائيلي المباشر سواء بتقديم معلومات الاستطلاع الميداني من مرصد تل الفرس أو من خلال التواجد في غرفتي عمليات للجماعات المسلحة في كل من قرية الرفيد التي ينتمي لها عبدالاله البشير قائد المجلس العسكري للمنطقة الجنوبية وقرية عين ذكر.    كما كان لخروج المسلحين نتيجة المصالحة التي تمت في  بلدة جاسم والذين تمركزوا في تل المحص الذي لا يبعد اكثر من 5 دقائق بالسيارة عن تل الجابية سبباً إضافياً لسقوط التل.    والهدف الاساسي للسيطرة على تلي الجابية والجموع يتمحور في هدفين :  1- فتح طريق يصل الى الأردن خالٍ من أي تواجد للجيش السوري، ضمان «إسرائيل» لمنطقة عازلة بينها وبين اللواء 61 الذي يشكل خط الدفاع الأول ويصل انتشار عديده الى تل ام حوران شرق الجابية.   2- ربط ريف درعا بريف القنيطرة وقطع طريق دمشق درعا عبر السيطرة على تل مطوق بالقرب من جاسم.   علماً أن مثلث نوى – جاسم – انخل هو هدف العملية التي يقوم بها الجيش السوري حالياً والتي ما زالت مستمرة حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.   والسيطرة على هذا المثلث ستتيح للجيش السوري ربط القنيطرة بدرعا في المرحلة الأولى بشكل معاكس لمخطط المسلحين مما سيصعب عليهم تنفيذ مخططاتهم.    الجيش السوري الذي باشر بحشد واستقدام التعزيزات والأرتال عبر بلدات الشيخ مسكين وأزرع والصنمين، بدأ هجومه من الناحية الشمالية الغربية والشرقية والجنوبية لمدينة نوى وبشكل متواز ومتتالي.    المهم في الأمر ليس التطورات التفصيلية الميدانية على أهميتها، بالمقارنة مع القرار الجدي الذي اتخذه الجيش السوري بكسر الخطوط الحمراء التي حاول الاسرائيلي من خلالها «إحراج» القيادة السورية، وبالتالي العناوين الأساسية في معركة الجنوب السوري ستكون:   1- لا خطوط حمراء بمواجهة الجيش السوري ..   2- اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، رداً على مبادرة بعض قادة المعارضة طرح مقايضة تتضمن وقف كل عملياتهم العسكرية من الشمال الى الجنوب مقابل الغاء الانتخابات. 

من هنا بات من الواضح من المعالم الأولى لمعركة نوى ونداءات الاستغاثة التي أطلقها المسلحون أن الرسالة النارية التي يرسلها الجيش السوري يومياً بدأت بتظهير وقائع الميدان وخواتيمه في الايام القادمة.    قد تكون معركة الجنوب الأعنف والأكبر والأكثر كلفة ولكنها بالتاكيد ستكون معركة النهاية والتي يمكننا من خلالها أن نقول «game over»، وأختم بما بدأت به كلامي، أيها المسلحون ومن يدعمكم، انتظروا لعنة الجنوب السوري التي ستكون اكثر ايلاماً لكم من لعنة الجنوب اللبناني، فالذي تغير هو ساحة القتال، بفارق أن المعتدي ازداد حماقة وغباء، بمواجهة مقاوم ازداد إصراراً وتصميماً على النصر.

المصدر : سلاب نيوز / عمر المعربوني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة