اكد وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل لنظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي لدى اجتماعه بهم يوم امس في جدة على استمرار الحماية الامريكية العسكرية لدول الخليج العربية من خلال استمرار التزامها بحماية هذه الدول من اية اخطار عسكرية ايرانية قد تتهددها .

ولكن الوزير الامريكي، وفقا لمصادر صحافية مرافقة له، دعا الى ضرورة ان تتحمل الدول الخليجية ايضا مسؤولياتها الدفاعية بالمشاركة في خطط تأمين امن منطقة الخليج من اي تهديدات محتملة. وكان يعني بذلك ان تعمل دول مجلس التعاون على تعزيز قدراتها العسكرية التسليحية وتعزيز التعاون فيما بينها لبناء منظومة دفاعية متكاملة ومشتركة. واشار بذلك الى استعداد الولايات المتحدة لبيع الدول الخليجية منظومات صاروخية متطورة وانظمة دفاع جوي اكثر تطورا لحماية اجوائها ومياهها الاقليمية .

وقال مصدر رسمي امريكي مرافق للوزير هيغل ان الوزير اكد خلال الاجتماع على ‘أهمية القيادة الامريكية لمساعدة اصدقائنا وشركائنا لبناء المصالح المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة’. واضاف ان ‘الولايات المتحدة ملتزمة ببناء تعاون عسكري اقوى مع شركائنا في الخليج والشرق الاوسط… نظل ملتزمين بقوة بأمن واستقرار هذه المنطقة وتطورها’.

واوضح هيغل ‘اتفقنا على الحاجة لمزيد من التعاون في ثلاثة مجالات كالتكامل في تنسيق الدفاع الصاروخي والجوي، تكامل الامن البحري وتوسيع نطاق التعاون في امن المعلوماتية’.

وتابع ‘تركز حوارنا اليوم (امس) على اهمية التعاون المستمر المتعدد الاطراف بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وبين دول مجلس التعاون الخليجي نفسها’، مشددا على ‘أهمية الحفاظ على هذا التعاون بمستويات عليا’.

وقال مصدر صحافي مرافق للوزير الامريكي ان واشنطن تشعر ان دول الخليج الصديقة والحليفة لها تريد من الولايات المتحدة مزيدا من الشعور بالامان والحماية، وتخشى من تخلي الادارة الامريكية عنها بعد ان بدأت الاتصالات الامريكية مع ايران.

وما يؤكد كلام المصدر الصحافي الامريكي ما جاء في كلمة ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز لدى افتتاحه الاجتماعات الخليجية المشتركة مع وزير الدفاع الامريكي حيث دعا الى تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن ودول مجلس التعاون نظرا ‘للخطر الذي يحدق بأمنها’.

واكد ولي العهد السعودي على مسؤولية المجتمع الدولي ‘خصوصا الولايات المتحدة بحماية امن المنطقة’، وقال ‘ان التحديات الأمنية سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، مما يجعل مسؤولية أمن الخليج ودوله مسؤولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي، ونخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً للترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين دول مجلس التعاون، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة’.

ويلاحظ في هذا الصدد ان ولي العهد السعودي ركز على الخطر الايراني على المنطقة وسعي ايران للحصول على اسلحة نووية دون ان يسميها، في الوقت الذي اعربت فيه الرياض عن استعدادها للتفاوض مع ايران للبحث في الازمات التي تمر بها المنطقة .

واوضح المصدر الامريكي الرسمي المرافق للوزير انه ‘وبالنسبة لإيران، جدد هيغل ما اعلنته الادارة الامريكية مرارا في هذا الشأن’.

وقال ‘اكدنا التزامنا منع ايران من الحصول على سلاح نووي (..) ومع ملاحظتنا ان التعامل الدبلوماسي الايراني يشكل تطورا ايجابيا، الا ان القلق شديد حيال زعزعتها الاستقرار في المنطقة’.

وكان الاميرسلمان قد اشار في كلمته الى محاولات التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة، في اشارة لايران، بانها احد عوامل الخطر التي تهدد امن واستقرار المنطقة، متهما طهران برعايتها للارهاب’.

وخلال الاجتماع ندد الوزير الامريكي بـ’رعاية ايران للارهاب، ودعمها نظام الاسد في سوريا، وجهودها لتقويض الاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي’. وطمأن وزير الدفاع الامريكي دول الخليج العربية بالقول ‘ولذا، فاننا ملتزمون مواصلة العمل معا لتعزيز دفاعات وقدرات دول الخليج’.

وتطرق وزير الدفاع الامريكي الى الصراع ‘المأساوي في سوريا، وتعهدنا زيادة تعاوننا في تقديم المساعدات للمعارضة السورية، واتفقنا على ان المساعدات يجب ان تكون

مكملة وموجهة بعناية للمعارضة المعتدلة’.

وكان ولي العهد السعودي قد دعا في كلمته الادارة الامريكية الى اتخاذ ‘مواقف شجاعة وعدم التردد والحذر في التعامل مع القضايا الاقليمية وقال ‘إن التردد والحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعوب ومن تدمير الدول، وإن المواقف الشجاعة هي دائماً التي تحدد مسار التاريخ وتنقذ الأمم’.

واضاف ‘إن التطورات الأمنية الجديدة في منطقتنا تتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية في مختلف أنواعها، يأتي في مقدمة ذلك الرقي بمستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع بدول المجلس وفي الدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره، ويأتي في مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، والتي نأمل أن تأخذ في حساب معادلاتها الأمنية والسياسية التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودوله، بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة ـ في اشارة لايران – لتغيير توازن القوى الإقليمي لصالحها، وعلى حساب دول المنطقة.’

  • فريق ماسة
  • 2014-05-14
  • 12347
  • من الأرشيف

ولي عهد السعودية يطالب بالتركيز على الخطر الايراني وحماية واشنطن للمنطقة

 اكد وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل لنظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي لدى اجتماعه بهم يوم امس في جدة على استمرار الحماية الامريكية العسكرية لدول الخليج العربية من خلال استمرار التزامها بحماية هذه الدول من اية اخطار عسكرية ايرانية قد تتهددها . ولكن الوزير الامريكي، وفقا لمصادر صحافية مرافقة له، دعا الى ضرورة ان تتحمل الدول الخليجية ايضا مسؤولياتها الدفاعية بالمشاركة في خطط تأمين امن منطقة الخليج من اي تهديدات محتملة. وكان يعني بذلك ان تعمل دول مجلس التعاون على تعزيز قدراتها العسكرية التسليحية وتعزيز التعاون فيما بينها لبناء منظومة دفاعية متكاملة ومشتركة. واشار بذلك الى استعداد الولايات المتحدة لبيع الدول الخليجية منظومات صاروخية متطورة وانظمة دفاع جوي اكثر تطورا لحماية اجوائها ومياهها الاقليمية . وقال مصدر رسمي امريكي مرافق للوزير هيغل ان الوزير اكد خلال الاجتماع على ‘أهمية القيادة الامريكية لمساعدة اصدقائنا وشركائنا لبناء المصالح المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة’. واضاف ان ‘الولايات المتحدة ملتزمة ببناء تعاون عسكري اقوى مع شركائنا في الخليج والشرق الاوسط… نظل ملتزمين بقوة بأمن واستقرار هذه المنطقة وتطورها’. واوضح هيغل ‘اتفقنا على الحاجة لمزيد من التعاون في ثلاثة مجالات كالتكامل في تنسيق الدفاع الصاروخي والجوي، تكامل الامن البحري وتوسيع نطاق التعاون في امن المعلوماتية’. وتابع ‘تركز حوارنا اليوم (امس) على اهمية التعاون المستمر المتعدد الاطراف بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وبين دول مجلس التعاون الخليجي نفسها’، مشددا على ‘أهمية الحفاظ على هذا التعاون بمستويات عليا’. وقال مصدر صحافي مرافق للوزير الامريكي ان واشنطن تشعر ان دول الخليج الصديقة والحليفة لها تريد من الولايات المتحدة مزيدا من الشعور بالامان والحماية، وتخشى من تخلي الادارة الامريكية عنها بعد ان بدأت الاتصالات الامريكية مع ايران. وما يؤكد كلام المصدر الصحافي الامريكي ما جاء في كلمة ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز لدى افتتاحه الاجتماعات الخليجية المشتركة مع وزير الدفاع الامريكي حيث دعا الى تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن ودول مجلس التعاون نظرا ‘للخطر الذي يحدق بأمنها’. واكد ولي العهد السعودي على مسؤولية المجتمع الدولي ‘خصوصا الولايات المتحدة بحماية امن المنطقة’، وقال ‘ان التحديات الأمنية سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، مما يجعل مسؤولية أمن الخليج ودوله مسؤولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي، ونخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً للترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين دول مجلس التعاون، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة’. ويلاحظ في هذا الصدد ان ولي العهد السعودي ركز على الخطر الايراني على المنطقة وسعي ايران للحصول على اسلحة نووية دون ان يسميها، في الوقت الذي اعربت فيه الرياض عن استعدادها للتفاوض مع ايران للبحث في الازمات التي تمر بها المنطقة . واوضح المصدر الامريكي الرسمي المرافق للوزير انه ‘وبالنسبة لإيران، جدد هيغل ما اعلنته الادارة الامريكية مرارا في هذا الشأن’. وقال ‘اكدنا التزامنا منع ايران من الحصول على سلاح نووي (..) ومع ملاحظتنا ان التعامل الدبلوماسي الايراني يشكل تطورا ايجابيا، الا ان القلق شديد حيال زعزعتها الاستقرار في المنطقة’. وكان الاميرسلمان قد اشار في كلمته الى محاولات التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة، في اشارة لايران، بانها احد عوامل الخطر التي تهدد امن واستقرار المنطقة، متهما طهران برعايتها للارهاب’. وخلال الاجتماع ندد الوزير الامريكي بـ’رعاية ايران للارهاب، ودعمها نظام الاسد في سوريا، وجهودها لتقويض الاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي’. وطمأن وزير الدفاع الامريكي دول الخليج العربية بالقول ‘ولذا، فاننا ملتزمون مواصلة العمل معا لتعزيز دفاعات وقدرات دول الخليج’. وتطرق وزير الدفاع الامريكي الى الصراع ‘المأساوي في سوريا، وتعهدنا زيادة تعاوننا في تقديم المساعدات للمعارضة السورية، واتفقنا على ان المساعدات يجب ان تكون مكملة وموجهة بعناية للمعارضة المعتدلة’. وكان ولي العهد السعودي قد دعا في كلمته الادارة الامريكية الى اتخاذ ‘مواقف شجاعة وعدم التردد والحذر في التعامل مع القضايا الاقليمية وقال ‘إن التردد والحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعوب ومن تدمير الدول، وإن المواقف الشجاعة هي دائماً التي تحدد مسار التاريخ وتنقذ الأمم’. واضاف ‘إن التطورات الأمنية الجديدة في منطقتنا تتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية في مختلف أنواعها، يأتي في مقدمة ذلك الرقي بمستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع بدول المجلس وفي الدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره، ويأتي في مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، والتي نأمل أن تأخذ في حساب معادلاتها الأمنية والسياسية التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودوله، بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة ـ في اشارة لايران – لتغيير توازن القوى الإقليمي لصالحها، وعلى حساب دول المنطقة.’

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة