دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يعد أمامهم خيارات اخرى فعادوا، من منابر دولية وإقليمية، إلى الاعتراف الأخير وبشفافية بحكومة بلادهم، وليس من باب المجاملة كما صرحوا، إنما من باب انكشاف جميع الحقائق.
معارضون سوريون في الخارج، انضووا تحت تكتلات وتجمعات وتسميات عدة، واليوم ها هم يواصلون التحرك ولكن في المقلب الآخر من الموقف المتخذ سابقا، منهم من كان ضمن ما يسمى "المجلس الوطني المعارض" أو "الائتلاف"، وها هم عادوا لتشكيل هيئة جديدة تضاف إلى قائمات المعارضة السورية في الداخل.
و في العاصمة السورية دمشق كانت وقفة مع المؤتمر التأسيسي "لهيئة العمل الوطني الديموقراطي في سورية"، فكانت الهيئة هي أول ما ضم عددا من معارضي الداخل السوري الى عدد آخر من معارضي الخارج.
"المنار" التقت عضوا سابقا فيما يسمى "المجلس الوطني السوري" هو باسل الكويفي الذي كشف عن حقائق مهمة، قائلا إنه "بعد مرور أكثر من سنة على اجتماعات ومؤتمرات من تونس إلى اسطنبول إلى الدوحة ، رأيت عدم جدية وعدم امتلاك قرار في هذا المجلس الذي يُنفذ أجندات دولية وإقليمية"، متحدثا عن "الضغوطات التي كانت تمارس على الهيئات المعارضة في الخارج".
ولخص الكويفي الضغوطات بأنها "أجندات تفرض ، وتصريحات يُطلقها أعضاء المجلس بإملاءات خارجية، وتحدث عن رفضه "لفرض إرادة خارجية على السوريين والقرار السوري"، كما ذكر أن هناك فسادا ماليا وإغراءات تمارس ضمن المجلس".
ولم يبدِ أي اعتراض حول الانتخابات بالرغم من تحفظه على مشاركته من عدمها ، وعبَّر عن احترامه للقرار الذي اتخذ بهذا الشأن.
رئيس هيئة العمل الوطني الديمقراطي محمود مرعي قال للميادين "نريد استعادة القرار الوطني السوري وعودة المعارضين إلى سوريا لأن العمل والحلّ من سوريا وليس من اسطنبول أو باريس أو لندن أو الولايات المتحدة أو تل أبيب أو عمان".
ميس كريدي وباسل كويفي وخالد الناصر أول العائدين من رحلة المعارضة الخارجية للعمل من الداخل. الظاهرة حتى الآن لا تزال مقتصرة على هؤلاء وقد لقيت تأييداً من البعض وانتقادات من آخرين.
المعارضة المستقيلة من الائتلاف السوري المعارض ميس كريدي قالت إنها تعتبر نفسها تأخرت في العودة إلى سوريا مضيفة "لكن يبدو أن هناك مشاهد يجب أن يلمسها الإنسان بيديه.. هذا الوجع لا يوجع إلا صاحبه وهذا ألم السوريين أنفسهم وكل ما هو خارج سوريا، مع احترامي لخيارات الأشخاص، يصنف تحت بند سياحة سياسية".
بدوره قال باسل كويفي، المعارض المستقيل عن المجلس الوطني السوري، إنه "عاد مع بعض المعارضين في الخارج لفتح باب الثقة مع الحكومة والدولة السورية والعمل على عودة معارضين آخرين".
لا رعاية رسمية للمبادرة وحضور ممثلين عن السفارتين الإيرانية والروسية زاد من أهمية الحدث نسبياً.
لا إطار واضحاً لعمل هذه المبادرة حتى الآن لكنها تبدو ضرورية بحسب القائمين عليها لفرض توازن في المشهد السياسي، بين معارضة الخارج المحكومة بمحاورعربية وغربية، وبين معارضة الداخل المعتكفة وتحاول الرهان على استكشاف نقاط يمكن البناء عليها للعمل السياسي مع مكوناتها وسط خلافات جوهرية بين معارضات الداخل التي منعت التقارب فيما بينها مراراً ولا مؤشر ينذر بأن شيئاً قد يتغير في الساعات الأخيرة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية.
الوزير المفوض في السفارة الروس فلاديمير سوبخوف الذي حضر المؤتمر قال "إن الدور الروسي معنوي وسياسي، نحن نتعامل بجدية مع أصدقائنا السوريين ونحثهم على ممارسة النهج العقلاني الذي ينسجم مع مصلحة السوريين أنفسهم".
من ناحية اخرى، الوزير الروسي المفوض عن السفارة الروسية في دمشق "فلاديمير جيلتوف"عبر عن أمله بأن "تكون الامور جيدة ، وأن يتعلموا من الأخطاء السابقة"، كما دعا "كل السوريين للمشاركة في الانتخابات وخاصة المعارضة"، قائلا إن "كنت تعتبر نفسك معارضا وطنيا فلما لا تشارك في الانتخابات"، مؤكدا ان "الرأي العام هو ما يجري على الارض السورية وهو مع الانتخابات".
وتبين هناك دعوة جدية لإقامة الحوار السوري- السوري من أجل الخروج من الأزمة بيد السوريين وحدهم مع تأكيد على أن كل إملاءات الخارج لن تزيد الازمة إلا تعقيدا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة