- ليس مهماً حجم الجهد الذي تبذله وسائل الإعلام المموّلة من السعودية لتصوير الخروج من حمص كانتصار، بالتركيز على الصمود والبنادق الفردية للمنسحبين وتأمين المواكب الخارجة تحت حماية الجيش السوري وأجهزة الأمن السورية، فالذي جرى بكلّ المعايير العسكرية هزيمة كاملة وبمعيار مكانة حمص وموقعها هزيمة استراتيجية، والمظاهر التجميلية للخروج علامة ذكاء عسكري واستراتيجي لمن قاد التفاوض واتخذ القرار بالتفاهم في رأس هرم الدولة السورية، ولسان حاله ما دمتم تعتبرون ما جرى انتصاراً، فتعالوا لنمنحكم انتصارات مشابهة في حلب وريفها وأماكن أخرى في جنوب وشمال سورية وشرقها.

- ظهور الجبهة الإسلامية التي ترعاها السعودية مباشرة وراء ما سُمّي بصفقة حمص وأجزائها المتمّمة في ريف اللاذقية وريف إدلب وريف حلب، يعني أنّ السعودية التي تعترف علناً بقيادة الحرب على سورية وتتخذ رسمياً موقفاً يواصل العداء الشرس للدولة السورية، بدأت تتهيّأ للتسليم بدخول الحرب في سورية مرحلة جديدة سقطت معها الأهداف القديمة التي تطلعت إلى توفير فرص الإمساك بسورية، وصار سقفها حجز مقعد تفاوضي في طاولة جدية تختلف عن جنيف وتكون مهمّتها المقايضات، التي بدأت القيادة الجديدة في السعودية ترسم سقوفها بصورة أكثر واقعية بعد الحسم العراقي الانتخابي الذي أبعد فرصة التحدث عن بدائل لرئيس الوزراء نور المالكي حتى الآن، وبعيداً عن لبنان الذي يبدو استحقاق الرئاسة فيه مؤجلاً إلى فترة غير قصيرة، وحيث تقول المعلومات إنّ السعودية باتت أكثر اهتماماً بأمن الجوار اليمني والبحريني، وهي مستعدّة لقاء معادلات تضمن الدمج السياسي لمجموعات تابعة لها في سورية أن توافق على صيغة تتضمّن إلقاء السلاح والتسليم برئاسة الرئيس بشار الأسد، لقاء التزام التيار الحوثي في اليمن بإلقاء السلاح مقابل ضمانات بمنحه مكانة في الحياة السياسية اليمنية تتناسب مع حجمه ودوره، وتجربة حمص هي بداية إثبات القدرة على تنفيذ التعهدات.

- زيارة وفد الائتلاف السوري المعارض إلى واشنطن واللقاءات التكريمية التي تقام له والكلمات العدائية لسورية، لم تحجب الحقيقة التي أراد الأميركيون لها أن تكون واضحة ومحورها أن لا سلاح دفاع جوي لمسلحي المعارضة، وما يعنيه من خرق لخط أحمر متفق عليه مع موسكو، يعني تجاوزه سقوط خطوط حمراء أخرى، منها التزام موسكو عدم دخول قواتها إلى كييف عاصمة أوكرانيا.

- الحراك الرئاسي اللبناني المكثف في يوم واحد حمل إشارات توحي بقرب التوصل لتفاهم يخرج الاستحقاق الرئاسي من مأزقه، والتدقيق يفيد أن الحراك الإعلامي لا يعكس الواقع، فقوى الثامن من آذار على رغم كلّ اللغة الودية التي أبداها الرئيس السابق أمين الجميّل عن إنقاذ الاستحقاق بحضور الجلسات وإفساح المجال له كمرشح توافقي ضمناً ليفسح المجال للعماد ميشال عون إذا لم يحالفه الحظ، لا تزال متمسكة بموقفها الداعي إلى توافق يسبق المشاركة بتأمين النصاب اللازم لبدء عملية الانتخاب، ومرشح القوات سمير جعجع الذي أبدى الاستعداد للانسحاب عبر الاستعداد لمناقشة أي مرشح جدي يحقق برنامجه أو القبول بمناقشة تبني فريق الرابع عشر من آذار لمرشح آخر، لا يزال قراره أنه مرشح ولن ينسحب وعلى حلفائه مواصلة تبنيه مرشحاً وحيداً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

- قال ديبلوماسي أوروبي لضيفه اللبناني إنّ الصيف المقبل سيحمل بدايات التفاوض الغربي مع سورية مع نهاية التفاوض مع إيران، وإنّ الدور الذي تولته كاترين أشتون في ملف إيران سينتقل إلى ميغيل أنخل موراتينوس مع سورية، وسيستمرّ سنة يعود فيها الدور للاستحقاق الرئاسي اللبناني في صيف 2015 كنهاية للترتيبات السياسية في المنطقة، كاشفاً أنه بعد التطورات العسكرية في سورية وتراجع خطر اندفاع القاعدة نحو لبنان ونجاح الجيش السوري وحزب الله برسم خط سير المسلحين للخروج من سورية نحو تركيا والأردن، تحقق مكسب لبناني أمني كبير، لكن الحافز السياسي الغربي لتسريع الاستحقاق الرئاسي قد تراجع كثيراً والقلق الأمني على لبنان غير موجود.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-08
  • 7360
  • من الأرشيف

صفقة حمص: مقايضات سعودية – كييف وصواريخ الجربا – الرئاسة لـ 2015

- ليس مهماً حجم الجهد الذي تبذله وسائل الإعلام المموّلة من السعودية لتصوير الخروج من حمص كانتصار، بالتركيز على الصمود والبنادق الفردية للمنسحبين وتأمين المواكب الخارجة تحت حماية الجيش السوري وأجهزة الأمن السورية، فالذي جرى بكلّ المعايير العسكرية هزيمة كاملة وبمعيار مكانة حمص وموقعها هزيمة استراتيجية، والمظاهر التجميلية للخروج علامة ذكاء عسكري واستراتيجي لمن قاد التفاوض واتخذ القرار بالتفاهم في رأس هرم الدولة السورية، ولسان حاله ما دمتم تعتبرون ما جرى انتصاراً، فتعالوا لنمنحكم انتصارات مشابهة في حلب وريفها وأماكن أخرى في جنوب وشمال سورية وشرقها. - ظهور الجبهة الإسلامية التي ترعاها السعودية مباشرة وراء ما سُمّي بصفقة حمص وأجزائها المتمّمة في ريف اللاذقية وريف إدلب وريف حلب، يعني أنّ السعودية التي تعترف علناً بقيادة الحرب على سورية وتتخذ رسمياً موقفاً يواصل العداء الشرس للدولة السورية، بدأت تتهيّأ للتسليم بدخول الحرب في سورية مرحلة جديدة سقطت معها الأهداف القديمة التي تطلعت إلى توفير فرص الإمساك بسورية، وصار سقفها حجز مقعد تفاوضي في طاولة جدية تختلف عن جنيف وتكون مهمّتها المقايضات، التي بدأت القيادة الجديدة في السعودية ترسم سقوفها بصورة أكثر واقعية بعد الحسم العراقي الانتخابي الذي أبعد فرصة التحدث عن بدائل لرئيس الوزراء نور المالكي حتى الآن، وبعيداً عن لبنان الذي يبدو استحقاق الرئاسة فيه مؤجلاً إلى فترة غير قصيرة، وحيث تقول المعلومات إنّ السعودية باتت أكثر اهتماماً بأمن الجوار اليمني والبحريني، وهي مستعدّة لقاء معادلات تضمن الدمج السياسي لمجموعات تابعة لها في سورية أن توافق على صيغة تتضمّن إلقاء السلاح والتسليم برئاسة الرئيس بشار الأسد، لقاء التزام التيار الحوثي في اليمن بإلقاء السلاح مقابل ضمانات بمنحه مكانة في الحياة السياسية اليمنية تتناسب مع حجمه ودوره، وتجربة حمص هي بداية إثبات القدرة على تنفيذ التعهدات. - زيارة وفد الائتلاف السوري المعارض إلى واشنطن واللقاءات التكريمية التي تقام له والكلمات العدائية لسورية، لم تحجب الحقيقة التي أراد الأميركيون لها أن تكون واضحة ومحورها أن لا سلاح دفاع جوي لمسلحي المعارضة، وما يعنيه من خرق لخط أحمر متفق عليه مع موسكو، يعني تجاوزه سقوط خطوط حمراء أخرى، منها التزام موسكو عدم دخول قواتها إلى كييف عاصمة أوكرانيا. - الحراك الرئاسي اللبناني المكثف في يوم واحد حمل إشارات توحي بقرب التوصل لتفاهم يخرج الاستحقاق الرئاسي من مأزقه، والتدقيق يفيد أن الحراك الإعلامي لا يعكس الواقع، فقوى الثامن من آذار على رغم كلّ اللغة الودية التي أبداها الرئيس السابق أمين الجميّل عن إنقاذ الاستحقاق بحضور الجلسات وإفساح المجال له كمرشح توافقي ضمناً ليفسح المجال للعماد ميشال عون إذا لم يحالفه الحظ، لا تزال متمسكة بموقفها الداعي إلى توافق يسبق المشاركة بتأمين النصاب اللازم لبدء عملية الانتخاب، ومرشح القوات سمير جعجع الذي أبدى الاستعداد للانسحاب عبر الاستعداد لمناقشة أي مرشح جدي يحقق برنامجه أو القبول بمناقشة تبني فريق الرابع عشر من آذار لمرشح آخر، لا يزال قراره أنه مرشح ولن ينسحب وعلى حلفائه مواصلة تبنيه مرشحاً وحيداً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. - قال ديبلوماسي أوروبي لضيفه اللبناني إنّ الصيف المقبل سيحمل بدايات التفاوض الغربي مع سورية مع نهاية التفاوض مع إيران، وإنّ الدور الذي تولته كاترين أشتون في ملف إيران سينتقل إلى ميغيل أنخل موراتينوس مع سورية، وسيستمرّ سنة يعود فيها الدور للاستحقاق الرئاسي اللبناني في صيف 2015 كنهاية للترتيبات السياسية في المنطقة، كاشفاً أنه بعد التطورات العسكرية في سورية وتراجع خطر اندفاع القاعدة نحو لبنان ونجاح الجيش السوري وحزب الله برسم خط سير المسلحين للخروج من سورية نحو تركيا والأردن، تحقق مكسب لبناني أمني كبير، لكن الحافز السياسي الغربي لتسريع الاستحقاق الرئاسي قد تراجع كثيراً والقلق الأمني على لبنان غير موجود.

المصدر : الماسة السورية/ ناصر قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة