على شواطئ الصومال تلاقت مصالح الأميركيين والوهابيين

سرعان ما يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع خبراً عن الصومال، أولئك " الفقراء المساكين" الذين يموتون جوعاً كل يوم. لكن، ما بالك إن اكتشفت أن كثيراَ مما تعرفه عن الصومال ليس حقيقياً. لا يعني ذلك أن المجاعة الصومالية غير موجودة، لكن - ووفق ما تكشفه مصادر صومالية رفيعة المستوى -  فإن حقيقة المجاعة ليست بالحجم " البشع" التي تصوّر عليه. وكل ما يُقال ويبث على الفضائيات يأتي في إطار "بروباغندا" إعلامية تديرها جمعيات "وهابية"!

ما لا تعرفه عن الصومال!

مصدر صومالي رفيع المستوى يوضح لموقع "العهد" الإخباري أن المجاعة في بلاده  موجودة، وأن جزء من الشعب الصومالي يعاني الفقر والجوع أسوةً ببقية الشعوب. ويشير إلى أن "الشعب الصومالي شعب كريم بطبيعته، وهناك دائماً من يقدم مساعدات مالية وغذائية لمن هو أشد منه فقراً، لذا تنتشر في كل حي ومنطقة أماكن تقدم الطعام "صدقةً" للمحتاجين".

يكمل المصدر كلامه، "إن المعيشة في الصومال بسيطة ورخيصة. إذ بإمكان أي فرد أن يعتاش وعائلته طوال الشهر بـ 100 $". لكنه يعزو سبب تفشي هذه الشائعات عن "المجاعة الصومالية المأساوية" الى أمرين: الأول يتعلق بثقافة قبيلة "رحن واين" (وهي القبيلة الرابعة من حيث النفوذ في الصومال) التي تعتمد التسوّل اسلوب حياة. وهذا ما يظهر الصوماليين شعب فقير يعاني المجاعة المستمرة.

أما السبب الثاني - وفق المصدر - فهو "بروباغندا" إعلامية تمارسها جمعيات وجماعات وهابية عبر الترويج بين الحين والآخر أن الصوماليين جياع، وأن أعداداً من الصوماليين يقضون جوعاً كل دقيقة . ويضيف: "تلتقط هذه الجمعيات صوراً وتجري مقابلات مع أفراد قبيلة "رحن واين" ومع صوماليين مرضى، لتستغلها في الإدعاء أن المرض والنحافة المفرطة نتيجة المجاعة في هذا البلد الافريقي".

ويلفت إلى أن هذه الجمعيات تتوجه إلى جمهورين أساسيين: العربي الخليجي والأوروبي. بحسب المصدر، فبعد أن تجمع هذه الجمعيات الكثير من المساعدات المالية، بذريعة "محاربة المجاعة في الصومال"، لا ترسل منها سوى 20% الى 25% الى فقراء الصومال. أما باقي المساعدات فتحتفظ بها الجمعيات لنفسها، وهو ما يساعدها على التطور وزيادة نشاطها وقوتها.

المصدر يحرص على ضرورة توضيح أن ثقافة الشعب الصومالي لا ترضى بإظهار نفسه في العالم بالضعيف، يقول: أي فرد صرح لوسائل الإعلام أنه فقير أو مريض أو جائع، فهو قد أساء إلى بلاده، وكان الأجدر به أن يتوجه الى مراكز شعبية محلية ويطلب الدعم المادي أو الغذائي منها. ويتابع: "من يظهر على الشاشات ويتسول لا يمثلنا، ومن يفعل ذلك، نستبعده من بيننا".

أميركا اتت بالقراصنة .. لمحاربتهم

من جهة ثانية، يكشف المصدر لـ"العهد" أن الأميركيين يعبثون بالصومال كيفما يشاؤون. فهم أولاً أرادوا السيطرة على مضيق باب المندب، ممر النفط السعودي إليهم. فضلأ عن أن الطبيعة الجغرافية للصومال تسمح بالإطلالة على خليج عدن، إلى جانب مضيق باب المندب.

يتحدث المصدر كيف أن الأميركيين سعوا جاهدين للوصول إلى المنطقة واحتلالها عسكرياً. فهم زرعوا أولاً قواعد عسكرية على ضفاف البلاد. إلا أنهم تعرضوا لعدة هجمات عسكرية ممن إعتبروا وجود هذه القواعد على شواطئهم إحتلالاً أجنبياً.

وبعد تعرض المصالح للإعتداء أكثر من مرة، اعتمد الأميركيون خياراً آخر يقضي بملء هذه القواعد، بموظفين صوماليين. وقاموا بإغرائهم بدفع أجور شهرية عالية بدءً من 300 $ وصولاً إلى 2000$. "وضعت أميركا الصومالي في مواجهة الصومالي، وورطتهما في لعبتها"، يقول المصدر.

الحيلة الثانية الذي لجأ الأميركيون إليها للسيطرة على خليج عدن كان عبر "خلق خروق أمنية في المنطقة"، يشرح المصدر "الأميركيون عرفوا من أين تؤكل الكتف، فهم زرعوا خليج عدن عصابات قراصنة، توقف السفن البحرية وتسرقها. خطف القراصنة الأهالي والبحارة وطالبوا بالفدية، ما أثار الناس ذعراً ورعباً".

ويلفت المصدر الى ان دهاء الأميركي لم يقف عند هذا الحد. لقد كان الأميركيون يدخلون في عملية إدارة مفاوضات إطلاق المختطفين من القراصنة، وهذا ما أكسبهم وداً (مزعوماً) لدى الشعب الصومالي. لاحقاً عمدوا إلى زيادة إرهاب "قراصنتهم" ودفعهم إلى سرقة وإغراق سفن المساعدات التي تأتي الى الصومال". ويضيف "أظهر الأميركيون حرصاً على مواجهة القراصنة وقاموا بالترويج لصوابية التدخل عسكري في خليج عدن، لحلّ هذه الازمة. فقدمت بوارجهم، الى الشواطئ الصومالية برضا الشعب وتأييده. سيطرت على الخليج وعلى المضيق. ثم قامت بتنظيم عمل القراصنة بما لا يتعارض مع أعمالها ومصالحها، وضربت آخرين حاولوا التفلت من قبضتها".

بأسف، يختم المصدر الصومالي كلامه "هكذا سيطرت أميركا على الساحل الصومالي من جديد، خلقوا لنا عدواً وهمياً، ثم أظهروا أنفسهم لنا أنهم أبطالنا المنقذون".

  • فريق ماسة
  • 2014-05-08
  • 14408
  • من الأرشيف

’المجاعة الصومالية’ بدعة وهابية!

على شواطئ الصومال تلاقت مصالح الأميركيين والوهابيين سرعان ما يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع خبراً عن الصومال، أولئك " الفقراء المساكين" الذين يموتون جوعاً كل يوم. لكن، ما بالك إن اكتشفت أن كثيراَ مما تعرفه عن الصومال ليس حقيقياً. لا يعني ذلك أن المجاعة الصومالية غير موجودة، لكن - ووفق ما تكشفه مصادر صومالية رفيعة المستوى -  فإن حقيقة المجاعة ليست بالحجم " البشع" التي تصوّر عليه. وكل ما يُقال ويبث على الفضائيات يأتي في إطار "بروباغندا" إعلامية تديرها جمعيات "وهابية"! ما لا تعرفه عن الصومال! مصدر صومالي رفيع المستوى يوضح لموقع "العهد" الإخباري أن المجاعة في بلاده  موجودة، وأن جزء من الشعب الصومالي يعاني الفقر والجوع أسوةً ببقية الشعوب. ويشير إلى أن "الشعب الصومالي شعب كريم بطبيعته، وهناك دائماً من يقدم مساعدات مالية وغذائية لمن هو أشد منه فقراً، لذا تنتشر في كل حي ومنطقة أماكن تقدم الطعام "صدقةً" للمحتاجين". يكمل المصدر كلامه، "إن المعيشة في الصومال بسيطة ورخيصة. إذ بإمكان أي فرد أن يعتاش وعائلته طوال الشهر بـ 100 $". لكنه يعزو سبب تفشي هذه الشائعات عن "المجاعة الصومالية المأساوية" الى أمرين: الأول يتعلق بثقافة قبيلة "رحن واين" (وهي القبيلة الرابعة من حيث النفوذ في الصومال) التي تعتمد التسوّل اسلوب حياة. وهذا ما يظهر الصوماليين شعب فقير يعاني المجاعة المستمرة. أما السبب الثاني - وفق المصدر - فهو "بروباغندا" إعلامية تمارسها جمعيات وجماعات وهابية عبر الترويج بين الحين والآخر أن الصوماليين جياع، وأن أعداداً من الصوماليين يقضون جوعاً كل دقيقة . ويضيف: "تلتقط هذه الجمعيات صوراً وتجري مقابلات مع أفراد قبيلة "رحن واين" ومع صوماليين مرضى، لتستغلها في الإدعاء أن المرض والنحافة المفرطة نتيجة المجاعة في هذا البلد الافريقي". ويلفت إلى أن هذه الجمعيات تتوجه إلى جمهورين أساسيين: العربي الخليجي والأوروبي. بحسب المصدر، فبعد أن تجمع هذه الجمعيات الكثير من المساعدات المالية، بذريعة "محاربة المجاعة في الصومال"، لا ترسل منها سوى 20% الى 25% الى فقراء الصومال. أما باقي المساعدات فتحتفظ بها الجمعيات لنفسها، وهو ما يساعدها على التطور وزيادة نشاطها وقوتها. المصدر يحرص على ضرورة توضيح أن ثقافة الشعب الصومالي لا ترضى بإظهار نفسه في العالم بالضعيف، يقول: أي فرد صرح لوسائل الإعلام أنه فقير أو مريض أو جائع، فهو قد أساء إلى بلاده، وكان الأجدر به أن يتوجه الى مراكز شعبية محلية ويطلب الدعم المادي أو الغذائي منها. ويتابع: "من يظهر على الشاشات ويتسول لا يمثلنا، ومن يفعل ذلك، نستبعده من بيننا". أميركا اتت بالقراصنة .. لمحاربتهم من جهة ثانية، يكشف المصدر لـ"العهد" أن الأميركيين يعبثون بالصومال كيفما يشاؤون. فهم أولاً أرادوا السيطرة على مضيق باب المندب، ممر النفط السعودي إليهم. فضلأ عن أن الطبيعة الجغرافية للصومال تسمح بالإطلالة على خليج عدن، إلى جانب مضيق باب المندب. يتحدث المصدر كيف أن الأميركيين سعوا جاهدين للوصول إلى المنطقة واحتلالها عسكرياً. فهم زرعوا أولاً قواعد عسكرية على ضفاف البلاد. إلا أنهم تعرضوا لعدة هجمات عسكرية ممن إعتبروا وجود هذه القواعد على شواطئهم إحتلالاً أجنبياً. وبعد تعرض المصالح للإعتداء أكثر من مرة، اعتمد الأميركيون خياراً آخر يقضي بملء هذه القواعد، بموظفين صوماليين. وقاموا بإغرائهم بدفع أجور شهرية عالية بدءً من 300 $ وصولاً إلى 2000$. "وضعت أميركا الصومالي في مواجهة الصومالي، وورطتهما في لعبتها"، يقول المصدر. الحيلة الثانية الذي لجأ الأميركيون إليها للسيطرة على خليج عدن كان عبر "خلق خروق أمنية في المنطقة"، يشرح المصدر "الأميركيون عرفوا من أين تؤكل الكتف، فهم زرعوا خليج عدن عصابات قراصنة، توقف السفن البحرية وتسرقها. خطف القراصنة الأهالي والبحارة وطالبوا بالفدية، ما أثار الناس ذعراً ورعباً". ويلفت المصدر الى ان دهاء الأميركي لم يقف عند هذا الحد. لقد كان الأميركيون يدخلون في عملية إدارة مفاوضات إطلاق المختطفين من القراصنة، وهذا ما أكسبهم وداً (مزعوماً) لدى الشعب الصومالي. لاحقاً عمدوا إلى زيادة إرهاب "قراصنتهم" ودفعهم إلى سرقة وإغراق سفن المساعدات التي تأتي الى الصومال". ويضيف "أظهر الأميركيون حرصاً على مواجهة القراصنة وقاموا بالترويج لصوابية التدخل عسكري في خليج عدن، لحلّ هذه الازمة. فقدمت بوارجهم، الى الشواطئ الصومالية برضا الشعب وتأييده. سيطرت على الخليج وعلى المضيق. ثم قامت بتنظيم عمل القراصنة بما لا يتعارض مع أعمالها ومصالحها، وضربت آخرين حاولوا التفلت من قبضتها". بأسف، يختم المصدر الصومالي كلامه "هكذا سيطرت أميركا على الساحل الصومالي من جديد، خلقوا لنا عدواً وهمياً، ثم أظهروا أنفسهم لنا أنهم أبطالنا المنقذون".

المصدر : العهد /محمد كسرواني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة