دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على قاب قوسين أو أدنى من إعلانه الترشّح للانتخابات الرئاسية التركية المقررة في أواخر تموز المقبل، واضعاً بذلك حداً للغموض الذي تعمّد فرضه، بانتظار انتهاء مفاوضاته مع الرئيس الحالي عبد الله غول بحثاً عن صيغة يوافق عليها الأخير للاستمرار في التحالف القائم بينهما.
مصادر تركية توقّعت أن يحسم أردوغان بعد لقاء مع غول كعادتهما كل يوم خميس، موقفه، بعدما تبلغ رفض غول لـ”التجربة الروسية”، أي توليه هو رئاسة الوزراء كوكيل لأردوغان، مقابل تولي الأخير رئاسة البلاد، مع أن أردوغان يفضّل وجود غول في منصب رئيس الوزراء، لما يتمتع به الأخير من حضور في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وفي البلاد بشكل عام، حيث يُعدّ من الشخصيات المعتدلة المقبولة من الكثير من معارضي أردوغان. وتقول المصادر إن أردوغان حريص جداً على عدم اكتساب عداوة غول القادر على التشويش عليه وإيذائه انتخابياً، ولهذا قدّم له العرض الذي يراه مناسباً، والذي يقضي بترؤس غول الحكومة، مع إبقاء الصلاحيات الأمنية (الاستخبارات) مرتبطة بأردوغان، وإبقاء رجال أردوغان في الحكومة والمؤسسات الأساسية، لكن غول رفض، معتبراً أنه يرفض أن يكون رئيس وزراء بالوكالة، وأنه يقبل بهذا المنصب بكل صلاحياته، أو يرفضه إذا ما انتقصت، وأوضحت المصادر أن الجواب النهائي الذي أبلغه غول لأردوغان وأراح الأخير بعض الشيء، هو أنه يريد أن “يرتاح” ويبتعد عن الحياة السياسية لفترة يقرر فيها مستقبله السياسي.
ومن المؤشرات المتزايدة على نية أردوغان، هي إبقاء حزب “العدالة والتنمية” للمادة التي تحظر على النواب الترشح للانتخابات لأكثر من 3 دورات، وهو ما استنفده أردوغان وبات مطالباً بالتخلي عن مقعده النيابي الذي يخوله شغل منصب رئيس الوزراء وفقاً للدستور التركي، كما أن صُحُفاً مقربة من أردوغان نشرت استطلاعاً للرأي يقول إن مناصري الحزب يحبذون وصول أردوغان إلى رئاسة الجمهورية.
وتقول مصادر تركية إن أردوغان ما يزال مصرّاً على ترؤوس غول الحكومة، مشيراً إلى أنه عرض في البداية أن يستقيل أحد نواب “العدالة والتنمية”، فيترشح غول لشغل مقعده في انتخابات فرعية تلي انتهاء ولاية غول، ما يسمح له بتولي منصب رئيس الوزراء، غير أن تمسّك غول بموقفه جعله يأمل بإقناعه بذلك في الانتخابات النيابية ربيع العام 2015، تاركاً له عدة أشهر من الراحة.
ومن السيناريوهات المطروحة في تركيا الآن، أن يتولى أحد نواب رئيس الوزراء الموقع حتى الانتخابات النيابية التي ستفرز من هو رئيس الحزب الحاكم، ورئيس الوزراء المقبل، نظرياً، على اعتبار أن تولي أردوغان الرئاسة من شأنه أن يحرمه من عضوية الحزب. وتقول المصادر إن أردوغان يرغب بتولي أحدث نواب رئيس الوزراء “أمر الله إشلر” موقع رئيس الوزراء حتى الانتخابات، لكنه قد يتجه إلى القبول بتولي نائبه الأول بولند أرينج هذا الموقع، من منطلق الأقدمية التي يتمتع بها أرينج نظرياً، ومن كونه لا يشكل خطراً مستقبلياً على أردوغان، باعتبار أن ولايته النيابية الحالية هي الثالثة كحال أردوغان، وهو مضطر لمغادرة المنصب مع نهاية ولاية البرلمان الحالي صيف العام 2015، وبالإضافة إلى كل ما سبق، يشكل أرينج عامل اطمئنان لعبد الله غول، كونهما من الأصدقاء المقرّبين في السياسة وخارجها.
المصدر :
الثبات
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة