بخطى ميدانية متسارعة يسابق الجيش السوري في عمليّاته العسكرية على مختلف الجبهات الاستراتيجية، الوقتَ المتبقّي لبدء الانتخابات الرئاسية، منجزاً اتفاق تسوية أعقب إنجازات ميدانيّة هامة في حمص، قضى بترحيل نحو 1200 مسلح من أحيائها القديمة، ليشكّل بذلك ضربة قاصمة لما اعتُبر طيلة سنوات الأزمة “حمص معقل الثّورة”، كما يستكمل بالتزامن تطهير بلدة المليحة في ريف دمشق، بموازاة استمرار تقدُّمه في ريف اللاذقية وحلب، حيث سجّل ضربة نوعية في مرمى المسلحين تمثلت بسيطرته على البريج؛ أبرز معاقل الجماعات المسلحّة، والمطلّة على سجن حلب المركزي، الذي ينتظر إشارة انطلاق عمليّة نوعية أُوكلت مهمّتها إلى فرق خاصة في الجيش لتحريره.. إنجازات ميدانيّة تبدو لافتة على مختلف محاور الشهباء، رغم الإسناد العسكري التركي للمسلّحين، والذي تضمّن إدخال فرق “كوماندوس” تركية إلى إحدى جبهاتها في الأيام الأخيرة، بهدف السيطرة على قلعة حلب التاريخية، تمّ إفشال مهمتها بناء على إشارات استخبارية رصدها الجيش – وفق تأكيد المصادر – إضافة إلى دفع المخابرات التركية بالمزيد من المرتزقة الآسيويين (شيشانيّين وداغستانيين) بشكل خاصّ، إلى جميع محاور المواجهات في “أم المعارك”، في وقت توافرت معلومات صدرت عن إحدى السفارات الإقليمية في بيروت، نقلاً عن مسؤول أمني روسي، أشارت إلى عمل عسكري ما قد تنفّذه جهات إقليمية ضدّ سورية يسبق موعد الانتخابات الرئاسية، من أجل فرض واقع ميداني جديد يعيد خلط الأوراق، وينسف وصول الرئيس بشار الأسد مجدداً إلى قصر المهاجرين.

وفي وقت كشفت معلومات أمنية عن “وحدات خاصّة” فرنسية – سعودية حضرت منذ أسبوعين إلى الحدود الشمالية من جهة لبنان، والجنوبية أي الحدود الأردنية، في مهمة “استكشافية”، ضمّت ضبّاط مخابرات ووحدات مختصّة بجغرافيا المناطق، أكّد مسؤول أمني في القيادة العسكرية الرّوسية أنه وبناء على تقارير أمنية وصفها بـ”الهامة”، تمّ رصد مؤشّرات تدلّ على مخطّط عدواني وشيك تحبكه “جهات إقليمية” ضدّ سورية عشيّة الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى أنّ القيادة السّورية متحسّبة لأيّ اعتداء خارجي في هذه المرحلة تحديداً، والذي قد يتمثّل بإيعاز هذه الجهات للجماعات المسلّحة باستخدام أسلحة محرّمة دولياً في إحدى المحافظات، تتسبّب بمجازر بحقّ المدنيين، كي يتمّ إلصاقها بالجيش السوري، كما لفت إلى مفاجآت “من العيار الثّقيل” – حسب توصيفه – ستخرق المشهد الميدانيّ في القادم من الأيام.

وربطاً بالإنجازات العسكرية المتلاحقة للجيش السوري، وصف المحلّل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، المشهد الميدانيّ مؤخّراً بـ”المثير للقلق”، معتبراً “أنّ أيّ خطّة هجومية قد ينفّذها حلفاؤنا في المنطقة ضدّ سورية وتشجّع عليها إسرائيل، سيتمّ نسفها من قبل الجيش النظامي وحزب الله بمساعدة إيران وروسيا”، وفق تعبيره.

وفي سياق متّصل، توقّف محلّل الشؤون العسكرية في القناة العبرية العاشرة أمام عمليّة الإنزال البحري التي قامت بها قوّة خاصة بالجيش السوري في بلدة السّمرا الحدودية، حيث وصل عبرها إلى الشريط الحدودي مع تركيا، وأغلق المنفذ البحري للمسلّحين، معتبراً أنها العملية الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة في سورية، وتحمل مؤشّرات خطيرة تدلّ على أخطار قد تتهدّد “إسرائيل” في أيّ حرب مقبلة في المنطقة، كما كشف – وفقاً لتقارير أمنيّة – عن أسر الجيش السوري و”حزب الله” ضبّاطاً من المخابرات التركية والأردنية خلال عمليّة الإنزال، يديرون غرفة سير العمليّات في ريف اللاذقية الشمالي، مشيراً إلى تقلّص دور عملاء الموساد على طول المساحة السوريّة بشكل كبير، نتيجة عمليّات رصد ومتابعة الجيش ومقاتلي “الحزب” على أكثر من جبهة، ناهيك عن انهيار الجبهات التي كانت تخضع للمسلّحين وباتت بقبضة الجيش السوري.

إنها بلا شك مرحلة ميدانية حامية ستنحو باتجاه مزيد من السّخونة مع اقتراب موعد الانتخابات السورية، والتي قد تتجاوز بنتائجها العسكرية والسياسية “الخطوط الحمر” المعادية، في ظلّ دخول تركيا بثقلها الاستخباري واللوجستي في مواجهات حلب، كما في ريف اللاذقية، في محاولة التفافيّة على الاستحقاق الرّئاسي القادم، بعدما تبلّغت من عواصم إقليمية “نجاحاً مضموناً” للرئيس بشار الأسد، أكّده أكثر من إحصاء أجرته مراكز تابعة لدول داعمة للمسلحين، وحيث سيكون لسقوط حلب من يد أردوغان أكثر من مؤشّر خطير سيطيح – حسب محلّلين استراتيجيّين – بدعائم استمراره في المشهديْن السياسييْن التركي والإقليمي.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-07
  • 10905
  • من الأرشيف

مفاجآت ميدانيّة تنسف عملاً عسكرياً ضدّ سورية

بخطى ميدانية متسارعة يسابق الجيش السوري في عمليّاته العسكرية على مختلف الجبهات الاستراتيجية، الوقتَ المتبقّي لبدء الانتخابات الرئاسية، منجزاً اتفاق تسوية أعقب إنجازات ميدانيّة هامة في حمص، قضى بترحيل نحو 1200 مسلح من أحيائها القديمة، ليشكّل بذلك ضربة قاصمة لما اعتُبر طيلة سنوات الأزمة “حمص معقل الثّورة”، كما يستكمل بالتزامن تطهير بلدة المليحة في ريف دمشق، بموازاة استمرار تقدُّمه في ريف اللاذقية وحلب، حيث سجّل ضربة نوعية في مرمى المسلحين تمثلت بسيطرته على البريج؛ أبرز معاقل الجماعات المسلحّة، والمطلّة على سجن حلب المركزي، الذي ينتظر إشارة انطلاق عمليّة نوعية أُوكلت مهمّتها إلى فرق خاصة في الجيش لتحريره.. إنجازات ميدانيّة تبدو لافتة على مختلف محاور الشهباء، رغم الإسناد العسكري التركي للمسلّحين، والذي تضمّن إدخال فرق “كوماندوس” تركية إلى إحدى جبهاتها في الأيام الأخيرة، بهدف السيطرة على قلعة حلب التاريخية، تمّ إفشال مهمتها بناء على إشارات استخبارية رصدها الجيش – وفق تأكيد المصادر – إضافة إلى دفع المخابرات التركية بالمزيد من المرتزقة الآسيويين (شيشانيّين وداغستانيين) بشكل خاصّ، إلى جميع محاور المواجهات في “أم المعارك”، في وقت توافرت معلومات صدرت عن إحدى السفارات الإقليمية في بيروت، نقلاً عن مسؤول أمني روسي، أشارت إلى عمل عسكري ما قد تنفّذه جهات إقليمية ضدّ سورية يسبق موعد الانتخابات الرئاسية، من أجل فرض واقع ميداني جديد يعيد خلط الأوراق، وينسف وصول الرئيس بشار الأسد مجدداً إلى قصر المهاجرين. وفي وقت كشفت معلومات أمنية عن “وحدات خاصّة” فرنسية – سعودية حضرت منذ أسبوعين إلى الحدود الشمالية من جهة لبنان، والجنوبية أي الحدود الأردنية، في مهمة “استكشافية”، ضمّت ضبّاط مخابرات ووحدات مختصّة بجغرافيا المناطق، أكّد مسؤول أمني في القيادة العسكرية الرّوسية أنه وبناء على تقارير أمنية وصفها بـ”الهامة”، تمّ رصد مؤشّرات تدلّ على مخطّط عدواني وشيك تحبكه “جهات إقليمية” ضدّ سورية عشيّة الاستحقاق الرئاسي، مشيراً إلى أنّ القيادة السّورية متحسّبة لأيّ اعتداء خارجي في هذه المرحلة تحديداً، والذي قد يتمثّل بإيعاز هذه الجهات للجماعات المسلّحة باستخدام أسلحة محرّمة دولياً في إحدى المحافظات، تتسبّب بمجازر بحقّ المدنيين، كي يتمّ إلصاقها بالجيش السوري، كما لفت إلى مفاجآت “من العيار الثّقيل” – حسب توصيفه – ستخرق المشهد الميدانيّ في القادم من الأيام. وربطاً بالإنجازات العسكرية المتلاحقة للجيش السوري، وصف المحلّل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، المشهد الميدانيّ مؤخّراً بـ”المثير للقلق”، معتبراً “أنّ أيّ خطّة هجومية قد ينفّذها حلفاؤنا في المنطقة ضدّ سورية وتشجّع عليها إسرائيل، سيتمّ نسفها من قبل الجيش النظامي وحزب الله بمساعدة إيران وروسيا”، وفق تعبيره. وفي سياق متّصل، توقّف محلّل الشؤون العسكرية في القناة العبرية العاشرة أمام عمليّة الإنزال البحري التي قامت بها قوّة خاصة بالجيش السوري في بلدة السّمرا الحدودية، حيث وصل عبرها إلى الشريط الحدودي مع تركيا، وأغلق المنفذ البحري للمسلّحين، معتبراً أنها العملية الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة في سورية، وتحمل مؤشّرات خطيرة تدلّ على أخطار قد تتهدّد “إسرائيل” في أيّ حرب مقبلة في المنطقة، كما كشف – وفقاً لتقارير أمنيّة – عن أسر الجيش السوري و”حزب الله” ضبّاطاً من المخابرات التركية والأردنية خلال عمليّة الإنزال، يديرون غرفة سير العمليّات في ريف اللاذقية الشمالي، مشيراً إلى تقلّص دور عملاء الموساد على طول المساحة السوريّة بشكل كبير، نتيجة عمليّات رصد ومتابعة الجيش ومقاتلي “الحزب” على أكثر من جبهة، ناهيك عن انهيار الجبهات التي كانت تخضع للمسلّحين وباتت بقبضة الجيش السوري. إنها بلا شك مرحلة ميدانية حامية ستنحو باتجاه مزيد من السّخونة مع اقتراب موعد الانتخابات السورية، والتي قد تتجاوز بنتائجها العسكرية والسياسية “الخطوط الحمر” المعادية، في ظلّ دخول تركيا بثقلها الاستخباري واللوجستي في مواجهات حلب، كما في ريف اللاذقية، في محاولة التفافيّة على الاستحقاق الرّئاسي القادم، بعدما تبلّغت من عواصم إقليمية “نجاحاً مضموناً” للرئيس بشار الأسد، أكّده أكثر من إحصاء أجرته مراكز تابعة لدول داعمة للمسلحين، وحيث سيكون لسقوط حلب من يد أردوغان أكثر من مؤشّر خطير سيطيح – حسب محلّلين استراتيجيّين – بدعائم استمراره في المشهديْن السياسييْن التركي والإقليمي.

المصدر : ماجدة الحاج- الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة