دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ننشر اليوم جزءاً من ملفات جبهة النصرة يشرح بالتفصيل طبيعة الصراع بينها وبين داعش على السيطرة على حقول النفط السوري في محافظة دير الزور، والذي تسبب لحد الان بحرب ضروس ذهب ضحيتها أكثر من 800 قتيل بين الطرفين في هذه المنطقة ، وتشريد أكثر من 60 الف مواطن سوري منن قراهم ومنازلهم.
هذا الجزء من ملف كامل حصلنا عليه منذ فترة ونقوم بنشره اليوم بسبب مقتل عامر الرفدان منذ يومين على يد مسلحي النصرة وهو كان امير داعش في دير الزور ، والرفدان هذا كما يذكر الجزء الذي سوف ننشره من الملف هو الواجهة العشائرية لكل من النصرة وداعش في سيطرتها على حقول النفط حيث يسيطر هو على الحقول وعلى دورة الانتاج عبر مسلحين من عشائر المنطقة خصوصا من عشيرته ( العكيدات).
ويتعرض النفط السوري في الشرق والشمال الى عملية نهب منظمة تبدأ من حقول انتاج هذا النفط وصولا الى تركيا التي تشتري هذا النفط بأسعار بخسة من جماعات مسلحة وعصابات نهب تديرها، ومن ثم تقوم مافيات تركية منظمة داخل الأجهزة التركية والحزب الحاكم بعملية تكرير النفط السوري المنهوب وبيعه في السوق التركية بالسعر الرسمي ما يدر ربحا على هذه المافيا، بنسبة تصل الى الف بالمائة بعد احتساب حصة الجماعات التي تسيطر على حقول النفط والجماعات التي تسيطر على طرق نقله حتى معبر أعزاز حتى الحدود التركية في شمال سوريا.
ونعتمد في مقالنا على تقرير داخلي هو جزء من ملف كامل لبعض الجماعات السورية المعارضة التي تتصارع على كعكة النفط السوري سوف تنشره مرفقا مع الاستعانة بمعلومات من الشبكة العنكبوتية في التعريف عن اسماء أشخاص ترد في التقرير الحصري الذي نحلل بعض ما ورد فيه من معلومات.
يوضح التقرير بالتفاصيل وبالأسماء طريقة ادارة نهب النفط السوري عبر طريقة التلزيم التي تقوم بها القوتان الأساس في الجماعات المسلحة في الشمال السوري ( جبهة النصرة، داعش )وتعتمد القوتان في نهب النفط السوري على العشائر التي تقيم في مناطق آبار للنفط السوري عبر تلزيم آبار النفط الى هذه العشائر او الى أشخاص من هذه العشائر مقابل نسبة من قيمة الانتاج، وفي بعض الحالات مقابل مبلغ مالي مقطوع أسبوعيا يقدم هؤلاء للنصرة و لداعش. ويشرح التقرير أيضاً ان عمليات الانتقال في النفوذ على آبار النفط تتنقل بين الطرفين وتنتقل معها ولأجلها البيعة الدينية من داعش للنصرة وبالعكس، وكل هذا يتم عبر زيادة المبلغ المعطى لمسلحي العشائر القيمة على الآبار حيث يورد التقرير ما يلي: ( في شهر نيسان من العام الماضي أوفد ابو بكر البغدادي الى عامر الرفدان الذي كان يقع تحت سيطرته حقول الجفرة وكونيكو وبعض ابار المنطقة المحيطة بخشام وجديد عكيدات، كان لديه اتفاق ان يبايعه عامر الرفدان مع ما تحت يده من ثروات مقابل ان يأخذ نسبة أكبر من التي كان يعطيها له ابو محمد الجولاني من عائداتها مع ولاية ديرالزور كاملة ، وافق عامر الرفدان على العرض وعندما توجه ابو ماريا القحطاني مفتي عام جبهة النصرة لجمع العائدات الاسبوعية رفض الرفدان اعطاءه مبلغ العائدات وهو كانت مخصصات لكونيكو والجفرة وتبلغ حوالي 5 مليون دولار وقال له “انت تابع للجولاني والجولاني تابع للبغدادي والبغدادي هو اميري” ومن ثم طالبه ابو ماريا بالخروج من الحقول فرفض الرفدان ).
يورد التقرير اسمين في عملية النهب واحد محلي يتولى عملية الحراسة وبالتالي فهو يدفع للنصرة او داعش مبلغا ماليا مقطوعا يمنعهم به عن التعرض له ويحصل على غطائهم الديني تحديدا في عملية النهب هذه والآخر زعيم في تنظيم القاعدة وله تاريخ في جماعة الاخوان المسلمين السورية ويقيم في تركيا وهو أبو ماريا القحطاني.
وعامر الرفدان هذا حسب معلومات عنه في الشبكة العنكبوتية صاحب لقب ذئب الشرقية اصبح اميرها في دير الزور “ولاية الخير” كما اطلقوا عليه، يتهمه البعض بأنه ركب الموجة واستغل الازمة نتيجة معاناته مع الفقر وضيق الحال وامتطى الفوضى لتحقيق اكبر قدر ممكن من النفوذ والغنائم، ولم يبق الرفدان العامل في مصلحة المياه على حاله فتحول فجاة الى قائد للثورة كما يدعون، ولكن الرفدان الذي يعرف بتغير مواقفه يميل مع الاقوى وهذا ما اعتبره البعض ضعفا في الشخصية وهدفه تحقيق اكبر قدر من الثروة وجمع المال والحصول على السطوة والنفوذ من خلال استخدام الجانب العشائري في المنطقة التي يتواجد بها والسيطرة على خطوط الغاز وابار النفط ونهب الشركات النفطية المجاورة لمنطقته ومسقط راسه ( خشام).
ونشير هنا ان مقتله كان منذ يومين على يد جبهة النصرة خلافا للإشاعات التي تناقلت مقتله في شهر شباط الماضي.
الإسم الثاني في عمليات السطو والسرقة هذه هو ابو ماريا القحطاني مسؤول واسمه الحقيقي حسب ما هو موجود في الشبكة العنكبوتية هو ميسر بن عبدالله الجبوري، وهو كان ضابطا في الجيش العراقي ضمن ما كان يسمى فدائيي صدام وجرى تسريحه عندما حلت قوات الإحتلال الأمريكي الجيش العراقي، وقد عمل في مجالات مختلفة واتهم بالقيام بعمليات سطو مسلح وانتسب للشرطة العراقية تحت الاحتلال بإشراف قائد شرطة نيويورك السابق (برنارد كيريك) قبل ان يلمع اسمه في عالم السلفية المحاربة تحت غطاء ابو ماريا القحطاني، وهذه الرواية سربتها مصادر سلفية عند بدء الصراع بين داعش والنصرة في ملف كامل نشر على الانترنت واخذته الصحافة العربية ، وتحوم شكوك أيضا ان ابو ماريا القحطاني ليس سوى مصطفى الست مريم الذي ورد اسمه في شبكة غرناطة التي نشر موقع المنار ثلاثية حولها مدعومة بوثائق الإدعاء العام الإسباني وهذا ايضا موضوع بحث قد نميط عنه اللثام في وقت لاحق.
وهنا ننشر نص التقرير الذي يشكل كما قلت جزءا من ملف كامل يروي كيف تتم سرقة النفط السوري والصراع عليه بين الفصائل المحاربة، كل هذا بغطاء “الدين والشرع” وبسوق من الفتاوى لا ينتهي يرتفع ويهبط حسب حاجة ومصالح المستفيدين من عمليات السرقة هذه. يقول التقرير:
في شهر نيسان من العام الماضي (2013) أوفد ابو بكر البغدادي الى عامر الرفدان الذي كان يقع تحت سيطرته حقول الجفرة وكونيكو وبعض ابار المنطقة المحيطة بخشام وجديد عكيدات. كان لديه اتفاق ان يبايعه عامرالرفدان مع ما تحت يده من ثروات مقابل ان يأخذ نسبة أكبر من التي كان يعطيها له ابو محمد الجولاني من عائداتها مع ولاية ديرالزور كاملة ، وافق عامر الرفدان على العرض وعندما توجه ابو ماريا القحطاني مفتي عام جبهة النصرة لجمع العائدات الاسبوعية رفض الرفدان اعطاءه مبلغ العائدات وهو كان مخصصات لكونيكو والجفرة وتبلغ حوالي 5 مليون دولار وقال له “انت تابع للجولاني والجولاني تابع للبغدادي والبغدادي هو اميري” ومن ثم طالبه ابو ماريا بالخروج من الحقول فرفض الرفدان وحصل بينهم سحب اسلحة على بعض ولكن هدأت الامور، فيما بعد اقتحم عناصر من بلدة الشحيل وهي مركز ثقل قيادات النصرة بلدة خشام أحد اجتماعات الدولة ولكن انقضت بكتمان بعد تدخل وجهاء العشائر وانفضّت لكن التوتر بقي قائماً وصدر قرار من الرفدان وامراء الدولة بقطع الغاز المنزلي عن بلدة الشحيل حصراً.
من بعد هذه الحادثة توالت انشقاقات الحقول عن جبهة النصرة اما تحت اطار عشائري مناطقي عائلي او تحت اطار دولة العراق والشام او انه يكون في البداية تحت اطار دولة العراق والشام ثم يصبح مجزءا مناطقيا عشائريا او عائلي وجزء “كأتاوى” يعطى لدولة العراق والشام بعدها بقي الصراع خفياً، وبالكتمان والتوتر قائم لكن عندما نشأ صراع الدولة مع فصيل احفاد الرسول، ساندت جبهة النصرة لدولة العراق ولكن بعدها بدأ الصراع بشكل خفي حيث ان دولة العراق كانت تتغطى بعصابات تابعة لها وكانت جبهة النصرة تتغطى بالهيئة الشرعية بالاشتباكات التي تجري بينهم الى ان تم اعلان الصراع بشكل رسمي وهاجمت النصرة مع الجبهة الاسلامية مواقع الدولة بشكل كامل ومواقع الثروات وسيطرت عليها .. استراتيجية الاتاوات كانت تتبعها جبهة النصرة وهي من أسستها في ريف دير الزور مع جماعات الثروات والنفيطة تحديداً من ابناء القرى والعشائر حيث انه كانت تفرض اتاوى على المسيطرين على بعض الحقول النفطية او بعض الحقول او الابار المتواجدة في المناطق على ابناء المناطق التي تسيطر عليها او على ابناء العشائر التي تسيطر عليها وخصوصاً في ريف البوكمال والخط الواصل بين الميادين والبوكمال وكذلك عندما وجدت دولة العراق كانت تستخدم تلك الاستراتيجية كما كانت تفعل مع جيش حسن الضبع الملقب ب”جوجو”، حيث انه كان ينتج النفط الاحمر من اطراف حقل كونيكو والذي ينتج منه الغاز الاحمر مقابل نسب لوالي الدولة .. هذه الاستراتيجية توقفت الان من جهة النصرة واصبح تحت اسم الهيئة الشرعية تفرض سيطرتها بالاشتراك مع الفصائل التي تشاركها بالهيئة على الحقول النفطية والابار وتضمها بشكل مباشر.
المصدر :
المنار/ نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة