دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على الرغم من انشغاله في جبهات حلب العديدة الساخنة، حقق الجيش العربي السوري أمس نصراً مؤزراً بتطهير منطقة البريج قرب مدينة الشيخ نجار الصناعية ليصبح قاب قوسين أو أدنى من تطهير محيط سجن حلب المركزي الذي يبعد نحو 2 كيلو متر عن المنطقة، حسب ما ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن».
وشكلت البريج عقبة كأداء أمام تقدم وحدات الجيش نحو محيط السجن نظراً للتعزيزات الضخمة التي استقدمتها فصائل المعارضة المسلحة إلى المنطقة وغزارة النيران والأسلحة النوعية المستخدمة إلا أن إصرار وعزيمة الضباط والجنود البواسل ذلل كل الصعوبات أمامهم في آخر موقع على الطريق إلى محيط السجن الذي غدا مكشوفاً تماماً أمام تنفيذ أي عمل عسكري يجلب الفرج للسجناء المحاصرين الذين يبلغ عددهم زهاء 3600 نزيل استبسلت وحدة حماية السجن في الدفاع عنهم طوال أكثر من عام.
وسمح للجيش بالسيطرة على البريج مد نفوذه أمس الأول على محيطها وعلى الهنكارات وكتل البناء القريبة، ما أحبط معنويات المسلحين الذين طلبوا النجدة مراراً من دون فائدة قبل أن ينسحبوا مخلفين وراءهم أعداداً كبيرة من الجثث والجرحى والعتاد العسكري.
ويشكل «الجهاديون» العرب والأجانب، وخصوصاً القوقازيين منهم، أغلبية المقاتلين في المنطقة والذين ينضوون تحت راية «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة و«الجبهة الإسلامية» الفصيل العسكري الأكبر لتشكيلات المعارضة المسلحة.
وكانت خطة الجيش تقضي بتقدمه تجاه قرية حيلان نحو محيط السجن قادماً من محيط مدينة الشيخ نجار الصناعية غير أن ظروف المعركة بدلت خطته ليلتف نحو منطقة البريج في طريقه لفك الحصار على السجن بعد أن أمّن محيطه بتغطية نارية كثيفة تحول دون اقتحامه من المسلحين الذين عجزوا عن المهمة خلال عشرات المحاولات اليائسة.
ورأى مراقبون لـ«الوطن» أن تطهير محيط السجن سيشكل ضربة قاصمة لفصائل المعارضة المسلحة وداعميها الأتراك والسعوديين والقطريين لأنه يمهد لضرب طوق أمني محكم حول مدينة حلب ويخفف الضغط على باقي الجبهات التي فتحها المسلحون لتهديد الأحياء الآمنة من المدينة وقطع خط الإمداد المار عبر طريق خناصر إلى السلمية فحماة، وبذلك ينقلب السحر على الساحر وتنقلب موازين المعركة نهائياً لصالح القوات المسلحة.
وعلى محور الليرمون- حي الزهراء، لقي 15 مسلحاً حتفهم في الاشتباكات التي دارت في محيط مبنى القصر العدلي الجديد في الوقت الذي دمر سلاح الجو 14 سيارة محملة بالمسلحين والأسلحة والذخيرة عند مفرق قرية الطامورة شمال حلب وهم في طريقهم لمساندة زملائهم في الليرمون وحقق إصابات محققة في رتل تعزيزات آخر على طريق الكاستيللو.
كما نجح الجيش بتفجير نفق طويل يصل بين جامع جمال في حي الكلاسة ومحلة باب أنطاكيا في حلب القديمة كان يتسلل منه المسلحون لتنفيذ عمليات ضد مركز المدينة والأحياء الآمنة المحيطة به عبر إطلاق قذائف الهاون التي خلفت مئات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين. وأشارت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن أعداداً كبيرة من المسلحين لقوا حتفهم داخل النفق.
بدورها ذكرت وكالة الأنباء سانا أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تابعت تقدمها في أحياء الراموسة والعامرية والليرمون وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمرت عدداً من آلياتهم».
ونقلت عن مصدر عسكري قولها إن «قواتنا الباسلة أوقعت أعداداً كبيرة من الإرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت نحو 50 سيارة وآلية تابعة لهم خلال عمليات نوعية نفذتها ضد تجمعات للإرهابيين عند المدينة الصناعية في الشيخ نجار ومحيط سجن حلب المركزي والجبيلة وماير ومارع وحريتان بريف حلب الشمالي وعندان والمنصورة والشويحنة والليرمون بريف حلب الغربي وكويرس ورسم العبود والجديدة في الريف الشرقي للمحافظة».
وذكر المصدر أيضاً أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت أوكاراً للإرهابيين في أحياء الراشدين الرابعة وبستان القصر والزبدية والصاخور والصالحين وهنانو وعند السكن الشبابي في بني زيد وحلب القديمة وقضت على من فيها، لافتا إلى أن هذه العمليات أسفرت أيضاً عن تدمير أعداد من السيارات بما فيها من أسلحة وذخيرة وإرهابيين عند دوار الكاستيلو إضافة إلى تدمير تجمع للسيارات في حي الهلك».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة