يفقد المسلّحون معظم نقاط تمركزهم المفصلية على المرتفعات الاستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي. التلال تسقط واحدة تلو الأخرى في يد الجيش السوري، ولم يبق تحت سيطرة المسلحين سوى جبلي النسر والحمرا المهمّين. وفيما يرى القادة الميدانيون أن قمة جبل النسر مؤثرة على مجريات المعارك، لم يعد بعد اليوم، برأيهم، الاندفاع لتعويض الخسائر المتلاحقة التي تكبّدتها وحدات الجيش في بداية الاشتباكات سمة وضع المقاتلين السوريين حالياً. بل على العكس، فبعد مرور أكثر من شهر على بدء معركة كسب، طغى على المشهد التنظيم والدقة.

 ويرى العسكريون السوريون أن السيطرة على القمة 1017، الواقعة ضمن سلسلة قمم تشالما، قد قطعت نصف الطريق نحو كسب. القمة المرتفعة بمحيطها الحرجي الواسع أصبحت بكاملها تحت سيطرة الجيش، إضافة إلى القمة 959. أحد الضباط الميدانيين يشير إلى كسب بسبّابته، قائلاً: «1 كلم يفصلنا عن كسب. قواتنا تتقدم بعد الاستراحة القصيرة التي أعقبت عملية الإنزال البحري، والسيطرة على كامل سلسلة قمم تشالما». لجبل تشالما خصوصية لدى جنود أبناء اللاذقية أكثر من سواهم، لكونه مرتبطاً بذكريات مراهقتهم وشبابهم. يروي أحدهم: «وصل الناس إلى حدود اليأس من استعادة هذه المناطق. لولا الخطة الدقيقة التي وضعها الجيش للتحرك، بعد أيام طويلة من صد الهجوم العنيف، لكانت هذه القمم مفاتيح اجتياح مدينة اللاذقية المنبسطة كالكفّ أمام قمم الريف الشمالي». ويضيف: «خبِرنا هُنا قدرة أجدادنا قبل عشرات السنين على مواجهة الاحتلال، متحصّنين في هذه القمم المرتفعة والمتعرّجة والمحميّة بأشجارها الكثيفة».

لعملية الإنزال البحري على ساحل قرية السمرا فضل كبير في إحداث تقدّم غيّر سير المعارك لمصلحة الجيش بعد وقت طويل. أفراد من القوات البرية الموجودة على أرض القرية الحدودية الواقعة أقصى الشمال الغربي من ريف اللاذقية يؤكدون عدم وجود مسلحي المعارضة في عمق القرية، علماً بأن الجيش لم يصل بعد إلى وسطها. في المقابل، فقد الجيش السيطرة على قمة الحمرا أول من أمس، بعد وقت قصير من طرده المسلحين منها. وتعدّ السيطرة على هذه القمة عاملاً أساسياً في السيطرة على كسب. كذلك يرى مصدر عسكري أنّه «إذا استمر تقدمنا دون مفاجآت، فإن برج السيرياتل جنوبي غربي كسب سيكون في أيدينا قريباً»، في وقت يعزّز فيه الجيش مواقعه شرقاً باتجاه قرية النبعين، حيث يزداد التقدم صعوبة، بسبب تمركز أعداد كبيرة من المسلحين داخل القرية.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-29
  • 14138
  • من الأرشيف

جبهة كسب: معركة قمّتي النسر والحمرا في أوجها

يفقد المسلّحون معظم نقاط تمركزهم المفصلية على المرتفعات الاستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي. التلال تسقط واحدة تلو الأخرى في يد الجيش السوري، ولم يبق تحت سيطرة المسلحين سوى جبلي النسر والحمرا المهمّين. وفيما يرى القادة الميدانيون أن قمة جبل النسر مؤثرة على مجريات المعارك، لم يعد بعد اليوم، برأيهم، الاندفاع لتعويض الخسائر المتلاحقة التي تكبّدتها وحدات الجيش في بداية الاشتباكات سمة وضع المقاتلين السوريين حالياً. بل على العكس، فبعد مرور أكثر من شهر على بدء معركة كسب، طغى على المشهد التنظيم والدقة.  ويرى العسكريون السوريون أن السيطرة على القمة 1017، الواقعة ضمن سلسلة قمم تشالما، قد قطعت نصف الطريق نحو كسب. القمة المرتفعة بمحيطها الحرجي الواسع أصبحت بكاملها تحت سيطرة الجيش، إضافة إلى القمة 959. أحد الضباط الميدانيين يشير إلى كسب بسبّابته، قائلاً: «1 كلم يفصلنا عن كسب. قواتنا تتقدم بعد الاستراحة القصيرة التي أعقبت عملية الإنزال البحري، والسيطرة على كامل سلسلة قمم تشالما». لجبل تشالما خصوصية لدى جنود أبناء اللاذقية أكثر من سواهم، لكونه مرتبطاً بذكريات مراهقتهم وشبابهم. يروي أحدهم: «وصل الناس إلى حدود اليأس من استعادة هذه المناطق. لولا الخطة الدقيقة التي وضعها الجيش للتحرك، بعد أيام طويلة من صد الهجوم العنيف، لكانت هذه القمم مفاتيح اجتياح مدينة اللاذقية المنبسطة كالكفّ أمام قمم الريف الشمالي». ويضيف: «خبِرنا هُنا قدرة أجدادنا قبل عشرات السنين على مواجهة الاحتلال، متحصّنين في هذه القمم المرتفعة والمتعرّجة والمحميّة بأشجارها الكثيفة». لعملية الإنزال البحري على ساحل قرية السمرا فضل كبير في إحداث تقدّم غيّر سير المعارك لمصلحة الجيش بعد وقت طويل. أفراد من القوات البرية الموجودة على أرض القرية الحدودية الواقعة أقصى الشمال الغربي من ريف اللاذقية يؤكدون عدم وجود مسلحي المعارضة في عمق القرية، علماً بأن الجيش لم يصل بعد إلى وسطها. في المقابل، فقد الجيش السيطرة على قمة الحمرا أول من أمس، بعد وقت قصير من طرده المسلحين منها. وتعدّ السيطرة على هذه القمة عاملاً أساسياً في السيطرة على كسب. كذلك يرى مصدر عسكري أنّه «إذا استمر تقدمنا دون مفاجآت، فإن برج السيرياتل جنوبي غربي كسب سيكون في أيدينا قريباً»، في وقت يعزّز فيه الجيش مواقعه شرقاً باتجاه قرية النبعين، حيث يزداد التقدم صعوبة، بسبب تمركز أعداد كبيرة من المسلحين داخل القرية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة