وصلت إلى درج الضاحية حيث يتواجد رجال الجيش السوري والدفاع الوطني حيث رأيت القسوة في عينيهم من جهة ورأيت الأمل والإبتسامة التي تشعرك بالأمان فأنت في حضرة رجال الرجال .

أخرجت هويتي ونظر إليها وقلبها وقال لي إلى أين أنت ذاهب فقلت له إلى صديق قديم في قدسيا فقال والخوف من شيئ هو يعرفه أنصحك بعدم الذهاب فهويتك قد تودي بحياتك على يد قلة في قدسيا دع صديقك يأتي إلى هنا أئمن لك وله فقلت قد وعدته وأنا أعرف قدسيا جيداً فسجل اسمي لديه على ورقة صغيرة وضعا في جعبته لا أدري لماذا .

أخذت هويتي وبدأت مشواري فكان صديقي ينتظرني في الأسفل سلمت عليه وقال لي أنا سعيد بقدومك وخائف عليك لأن البعض إن عرفك كن واثقاً أنهم سيقتلوك فقلت له لن يحصل شيئ ورآني عسكري آخر فوقفت عنده وأريته هويتي من جديد ودار نفس الحديث السابق وابتسم وقال لصديقي وسام في أمانتك ولا نريد أن نغلق الطريق من جديد ابتسمنا ومشينا وأنا أزور قدسيا بعد أيام وشهور طويلة إن لم نقل سنين .

مشينا حتى وصلنا المخفر وكان هناك حاجز آخر للجيش عبرناه حتى وصلنا إلى كشك الثورة وبعده ب100 متر كان حاجز "اللجان الشعبية" أو المسلحون سابقاً عبرت الحاجز حيث لم يطلب هويتي ولو أنها طلبها لربما غيرت مسار الرحلة إلى قدسيا وبعد عبورنا الشارع مشينا في قرب دمار ليس بقديم حيث قصف الطيران الحربي قبل أسابيع ورأيت ركام أزيل وركام مازال مكانه ليبدو الشارع حزيناً هكذا رأيته .

وتابعت المسير حتى وصلت إلى ساحة كوران التي كانت تعد مكان يتواجد به المسلحون وبدأت أبحث يميناً ويساراً أين هم لكن دون جدوى حيث لم أستطع رؤية أي منهم فأنا أعرف أشكالهم جيداً ولم أرى إلا أهل قدسيا يسيرون دون أي إزعاج من أحد بعد ذلك توجهت إلى المعهد وقال صديقي دعنا لا ندخل هنا لربما عرفك أحد فقلت له اتكل على الله ودخلنا إلى حارة المعهد حيث شاهدت مسلح سابق من آل غزال يجلس في سيارته نظرت إليه نظرة عابرة وأكملنا سيرنا إلى جنينة تشرين ثم إلى ساحة الامل حيث اشتقت إلى مطعم ابو شادي جلست على البحيرة وأنا أبحث عن أي مسلح يسير في الشارع لكن عيوني لم تسعفني ورأيت الأطفال يلعبون ويلهون ‫‏والحياة جميلة وكأنها عادت إلى قبل العام 2011 حيث كانت زيارتي لقدسيا شبه أسبوعيه لكن دون أي خوف ثم أكملنا المسير إلى ساحة قدسيا طلبنا سندويش الشاورما من عند فروج كوكو كما اعتدت و اكلنا سويتاً و نظرت إلى ساحة قدسيا التي كأنها في وسط العاصمة دمشق من حيث الإزدحام وحركة السير وكأنها تصرخ وتقول أريد أن أعيش لا أريد الموت وهنا دخلت لمنزل صديقي لساعات ثم توجهنا إلى طريق الجمعيات ثم إلى الفيحاء فأنا أريد أن أتجول في قدسيا كلها ثم عدت من حيث أتيت بعد أربع ساعات ونصف لم أشهد في قدسيا إلا الأمل والحياة ورغبة شعب في الأمن والأمان والمحبة مع جيرانه لأعود إلى العسكري الذي وضع اسمي في جعبته وقال لي الحمد لله على رجعتك بالسلامة فابتسمت وعدت إلى مساكن الحرس الجمهوري وأنا أشعر بأن سوريا لا بد أن تعود كما كانت وكما نريد لا كما يتمناها عشاق الظلام والقتل .

  • فريق ماسة
  • 2014-04-29
  • 9368
  • من الأرشيف

قدسيا الأبية تأبى الموت والذل

وصلت إلى درج الضاحية حيث يتواجد رجال الجيش السوري والدفاع الوطني حيث رأيت القسوة في عينيهم من جهة ورأيت الأمل والإبتسامة التي تشعرك بالأمان فأنت في حضرة رجال الرجال . أخرجت هويتي ونظر إليها وقلبها وقال لي إلى أين أنت ذاهب فقلت له إلى صديق قديم في قدسيا فقال والخوف من شيئ هو يعرفه أنصحك بعدم الذهاب فهويتك قد تودي بحياتك على يد قلة في قدسيا دع صديقك يأتي إلى هنا أئمن لك وله فقلت قد وعدته وأنا أعرف قدسيا جيداً فسجل اسمي لديه على ورقة صغيرة وضعا في جعبته لا أدري لماذا . أخذت هويتي وبدأت مشواري فكان صديقي ينتظرني في الأسفل سلمت عليه وقال لي أنا سعيد بقدومك وخائف عليك لأن البعض إن عرفك كن واثقاً أنهم سيقتلوك فقلت له لن يحصل شيئ ورآني عسكري آخر فوقفت عنده وأريته هويتي من جديد ودار نفس الحديث السابق وابتسم وقال لصديقي وسام في أمانتك ولا نريد أن نغلق الطريق من جديد ابتسمنا ومشينا وأنا أزور قدسيا بعد أيام وشهور طويلة إن لم نقل سنين . مشينا حتى وصلنا المخفر وكان هناك حاجز آخر للجيش عبرناه حتى وصلنا إلى كشك الثورة وبعده ب100 متر كان حاجز "اللجان الشعبية" أو المسلحون سابقاً عبرت الحاجز حيث لم يطلب هويتي ولو أنها طلبها لربما غيرت مسار الرحلة إلى قدسيا وبعد عبورنا الشارع مشينا في قرب دمار ليس بقديم حيث قصف الطيران الحربي قبل أسابيع ورأيت ركام أزيل وركام مازال مكانه ليبدو الشارع حزيناً هكذا رأيته . وتابعت المسير حتى وصلت إلى ساحة كوران التي كانت تعد مكان يتواجد به المسلحون وبدأت أبحث يميناً ويساراً أين هم لكن دون جدوى حيث لم أستطع رؤية أي منهم فأنا أعرف أشكالهم جيداً ولم أرى إلا أهل قدسيا يسيرون دون أي إزعاج من أحد بعد ذلك توجهت إلى المعهد وقال صديقي دعنا لا ندخل هنا لربما عرفك أحد فقلت له اتكل على الله ودخلنا إلى حارة المعهد حيث شاهدت مسلح سابق من آل غزال يجلس في سيارته نظرت إليه نظرة عابرة وأكملنا سيرنا إلى جنينة تشرين ثم إلى ساحة الامل حيث اشتقت إلى مطعم ابو شادي جلست على البحيرة وأنا أبحث عن أي مسلح يسير في الشارع لكن عيوني لم تسعفني ورأيت الأطفال يلعبون ويلهون ‫‏والحياة جميلة وكأنها عادت إلى قبل العام 2011 حيث كانت زيارتي لقدسيا شبه أسبوعيه لكن دون أي خوف ثم أكملنا المسير إلى ساحة قدسيا طلبنا سندويش الشاورما من عند فروج كوكو كما اعتدت و اكلنا سويتاً و نظرت إلى ساحة قدسيا التي كأنها في وسط العاصمة دمشق من حيث الإزدحام وحركة السير وكأنها تصرخ وتقول أريد أن أعيش لا أريد الموت وهنا دخلت لمنزل صديقي لساعات ثم توجهنا إلى طريق الجمعيات ثم إلى الفيحاء فأنا أريد أن أتجول في قدسيا كلها ثم عدت من حيث أتيت بعد أربع ساعات ونصف لم أشهد في قدسيا إلا الأمل والحياة ورغبة شعب في الأمن والأمان والمحبة مع جيرانه لأعود إلى العسكري الذي وضع اسمي في جعبته وقال لي الحمد لله على رجعتك بالسلامة فابتسمت وعدت إلى مساكن الحرس الجمهوري وأنا أشعر بأن سوريا لا بد أن تعود كما كانت وكما نريد لا كما يتمناها عشاق الظلام والقتل .

المصدر : صفحة دمشق الان/ وسام الطير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة