إذا كان أردوغان قد عزى بالضحايا الأرمن الذي سقطوا عام ١٩١٥ في عام ٢٠١٤، فهل نتوقع إذاً أن تعزي تركيا بالضحايا السوريين في مجزرة الأمن العسكري مثلاً عام ٢٠١٢ بتاريخ ٢١١١، أي بعد ٩٩ عاماً؟

في كلمته لم يستخدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة الإبادة، ولا كلمة المجزرة، واستخدم عبارة تحمل معاني التعزية للجمع. وهذا يشبه التمنيات التي تطلقها الحسناوات في مسابقات الجمال بـ "السلام للعالم".

وكان تلفزيون IMC التركي قد كشف أن تركيا اجتمعت في الولايات المتحدة الأمريكية مع ممثلين عن أرمن الدياسبورا (الأرمن المهجرون) وأبلغتهم أنها جاهزة للاعتراف بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" ولكنها راوغتهم لكسب الوقت بحجة أن الشعب غير جاهز بعد لهذا الإجراء.

ويبدو إذن أن اردوغان خشي من أن يثور الأرمن عليه، ولا سيما بعد ارتفاع الانتقادات له بعد أحداث كسب وانكشاف التورط التركي الكبير في المعركة، فيستخدموا نفوذهم في الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص للإضرار به وإرباك سياساته اتجاه سورية. ولذا بادر لاستخدام هذه العبارة.

ولم يلبث وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أن أطلق تصريحات اعتبر فيها أن بلاده مدت يدها للسلام، وطالب بالمقابل بأن تقدم أرمينيا تنازلات في موضوع إقليم كارباخ المتنازع عليه بينها وبين أذربيجان.

وتعتبر تصريحات داوود أوغلو حول إقليم كاراباخ خطوة استباقية حتى يقطع الطريق على الأرمن المطرودين من أوطانهم في الأناضول، فلا يستغلوا تصريحات أردوغان للمطالبة بالتعويض.

وتأكيداً للشبهات حول جدية ومصداقية أردوغان في تصريحاته قامت آليات عائدة للدولة بتخريب مقبرة "تل أرمن" الأرمنية التاريخية في منطقة "قيزيل تيبي" في محافظة ماردين. كما تمنع التصوير في المنطقة. ومع ذلك استطاع نشطاء التسلل للمنطقة وتصوير الانتهاكات.

ورغم مراجعة علماء آثار لوزارة الثقافة والسياحة التركية للمطالبة بإيقاف التخريب فإنه استمر مع أن مديرية المتاحف بدورها طلبة إيقاف عمليات الهدم في المقبرة، حيث أن البلدية تعمل على إقامة مجمع سكني فوق المدافن.

تصريحات الأخيرة لأردوغان تفتقد المصداقية. وهذا ما تؤكده الوقائع وإذا بقي النظام السياسي التركي على عقليته الحالية فهذا يعني أن جرائم الحرب التي أرتكبتها الحكومة التركية في سورية لن يتم الاعتذار عنها إلا بعد تسعة وتسعين عاماً. أوصوا أحفادكم أن ينتظروها.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-27
  • 7735
  • من الأرشيف

انتهاكات تركية لمدافن أرمنية تاريخية بعيد تعزية أردوغان بضحايا الأرمن

  إذا كان أردوغان قد عزى بالضحايا الأرمن الذي سقطوا عام ١٩١٥ في عام ٢٠١٤، فهل نتوقع إذاً أن تعزي تركيا بالضحايا السوريين في مجزرة الأمن العسكري مثلاً عام ٢٠١٢ بتاريخ ٢١١١، أي بعد ٩٩ عاماً؟ في كلمته لم يستخدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة الإبادة، ولا كلمة المجزرة، واستخدم عبارة تحمل معاني التعزية للجمع. وهذا يشبه التمنيات التي تطلقها الحسناوات في مسابقات الجمال بـ "السلام للعالم". وكان تلفزيون IMC التركي قد كشف أن تركيا اجتمعت في الولايات المتحدة الأمريكية مع ممثلين عن أرمن الدياسبورا (الأرمن المهجرون) وأبلغتهم أنها جاهزة للاعتراف بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" ولكنها راوغتهم لكسب الوقت بحجة أن الشعب غير جاهز بعد لهذا الإجراء. ويبدو إذن أن اردوغان خشي من أن يثور الأرمن عليه، ولا سيما بعد ارتفاع الانتقادات له بعد أحداث كسب وانكشاف التورط التركي الكبير في المعركة، فيستخدموا نفوذهم في الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص للإضرار به وإرباك سياساته اتجاه سورية. ولذا بادر لاستخدام هذه العبارة. ولم يلبث وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أن أطلق تصريحات اعتبر فيها أن بلاده مدت يدها للسلام، وطالب بالمقابل بأن تقدم أرمينيا تنازلات في موضوع إقليم كارباخ المتنازع عليه بينها وبين أذربيجان. وتعتبر تصريحات داوود أوغلو حول إقليم كاراباخ خطوة استباقية حتى يقطع الطريق على الأرمن المطرودين من أوطانهم في الأناضول، فلا يستغلوا تصريحات أردوغان للمطالبة بالتعويض. وتأكيداً للشبهات حول جدية ومصداقية أردوغان في تصريحاته قامت آليات عائدة للدولة بتخريب مقبرة "تل أرمن" الأرمنية التاريخية في منطقة "قيزيل تيبي" في محافظة ماردين. كما تمنع التصوير في المنطقة. ومع ذلك استطاع نشطاء التسلل للمنطقة وتصوير الانتهاكات. ورغم مراجعة علماء آثار لوزارة الثقافة والسياحة التركية للمطالبة بإيقاف التخريب فإنه استمر مع أن مديرية المتاحف بدورها طلبة إيقاف عمليات الهدم في المقبرة، حيث أن البلدية تعمل على إقامة مجمع سكني فوق المدافن. تصريحات الأخيرة لأردوغان تفتقد المصداقية. وهذا ما تؤكده الوقائع وإذا بقي النظام السياسي التركي على عقليته الحالية فهذا يعني أن جرائم الحرب التي أرتكبتها الحكومة التركية في سورية لن يتم الاعتذار عنها إلا بعد تسعة وتسعين عاماً. أوصوا أحفادكم أن ينتظروها.

المصدر : أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة