في الشهر الأول من العام ٢٠١٢، أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على مدينة الزبداني بريف دمشق، سيطرة لم تستمر لوقت طويل يومها، بعد دخول الجيش السوري إلى المدينة بغرض إستعادتها.

عامان ونيف من المناوشات التي شهدتها المدينة المشهورة بطبيعتها الخلابة، والقريبة من الحدود اللبنانية – السورية، لتضع المعارك الإشتباكات أوزارها، بعد إعلان المجموعات المسلحة في المدينة، تسليم أسلحتها إلى الجيش السوري، والسير في قطار المصالحات والتسويات التي ظهرت إلى العلن بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

عودة الزبداني إلى كنف الدولة، تعني وبدون أدنى شك، تمكن السلطات السورية من إستعادة كامل ريف دمشق الشمالي، بحيث ان المدينة كانت تعتبر آخر مكان يتواجد فيه مسلحو الحر وجبهة النصرة في منطقة القلمون.

وكان المجلس العسكري في الزبداني قد كشف منذ أيام قليلة عن نيته القيام بتسليم أسلحته، ونقاط تمركزه إلى الجيش السوري تمهيدا للدخول في عملية التسوية.

ينحدر من الزبداني التي تبعد حوالي أربعين كيلومترا، عن العاصمة السورية دمشق، المعارض البارز كمال اللبواني وعضو الإئتلاف السوري المعارض ، والذي كان قد عرض على "إسرائيل" إقامة معاهدة سلام، تحصل بموجبها على الجولان المحتل، مقابل مشاركتها في العمليات العسكرية لإسقاط النظام في سوريا.

كيف كانت ردة فعل اللبواني حيال تسليم مقاتلي المعارضة في مدينته لأسلحتهم؟، المعارض السوري قال في مقابلة صحفية، ان، “النظام يمارس عقوبة جماعية على المدنيين ، ما ساهم في نجاحه بإخضاع الناس عبر سياسة التجويع والحصار والقتل”، مضيفاً، “اسأل الجهات الداعمة منذ أكثر من عام لإمداد المعارضة بالسلاح والذخيرة، لكنهم يرفضون”، ومشيرا “إلى أن إحدى المجموعات المقاتلة كان يبلغ عددها ٦٣ شخصا، قبل أن يقتل معظمهم ولم يسلم منهم إلا ١٥”.

وأرجع المعارض السوري أسباب التسويات إلى “قطع الدعم المتعمد عن الثوار من قبل بعض دول "أصدقاء الشعب السوري" لهدف سياسي، ما أدى بعد عام إلى تآكل الحركة العسكرية”، معتبرا “أن ذلك جزء من مؤامرة على "الثورة".

كما أكد القيادي السوري المعارض “أن فعاليات المدينة توصلت إلى اتفاق مع النظام على المصالحة”، مشيرا إلى أن التسوية تخضع لفترة تجريبية تبلغ ستة أيام في بعض مناطق المدينة، على أن تدخل حيز التنفيذ بعد انقضاء هذه المدة وتشمل سائر أركان المدينة”، لافتا “إلى أن المسلحين المعارضين في الزبداني، لا يتخطى عددهم المئتين، بعد انسحاب عدد كبير منهم إلى مناطق أخرى، وهم لا يحملون إلا أسلحة فردية”، ومشيرا “إلى أن التسوية بدأت بتسليم ٤٠ مسلحا من المدينة كانوا يقيمون في بلدة التل القريبة، أنفسهم إلى القوات الحكومية”.

عودة الزبداني إلى سيطرة السلطات ، ستسمح للجيش السوري بتشديد الحصار على بلدات تشهد معارك عنيفة في ريف دمشق، حيث تسعى القوات السورية ومنذ عدة أيام، إلى السيطرة على بلدة المليحة التي تعتبر أبرز معاقل مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-25
  • 14246
  • من الأرشيف

مجموعات كمال اللبواني تسقط في الزبداني

في الشهر الأول من العام ٢٠١٢، أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على مدينة الزبداني بريف دمشق، سيطرة لم تستمر لوقت طويل يومها، بعد دخول الجيش السوري إلى المدينة بغرض إستعادتها. عامان ونيف من المناوشات التي شهدتها المدينة المشهورة بطبيعتها الخلابة، والقريبة من الحدود اللبنانية – السورية، لتضع المعارك الإشتباكات أوزارها، بعد إعلان المجموعات المسلحة في المدينة، تسليم أسلحتها إلى الجيش السوري، والسير في قطار المصالحات والتسويات التي ظهرت إلى العلن بشكل كبير في الفترة الأخيرة. عودة الزبداني إلى كنف الدولة، تعني وبدون أدنى شك، تمكن السلطات السورية من إستعادة كامل ريف دمشق الشمالي، بحيث ان المدينة كانت تعتبر آخر مكان يتواجد فيه مسلحو الحر وجبهة النصرة في منطقة القلمون. وكان المجلس العسكري في الزبداني قد كشف منذ أيام قليلة عن نيته القيام بتسليم أسلحته، ونقاط تمركزه إلى الجيش السوري تمهيدا للدخول في عملية التسوية. ينحدر من الزبداني التي تبعد حوالي أربعين كيلومترا، عن العاصمة السورية دمشق، المعارض البارز كمال اللبواني وعضو الإئتلاف السوري المعارض ، والذي كان قد عرض على "إسرائيل" إقامة معاهدة سلام، تحصل بموجبها على الجولان المحتل، مقابل مشاركتها في العمليات العسكرية لإسقاط النظام في سوريا. كيف كانت ردة فعل اللبواني حيال تسليم مقاتلي المعارضة في مدينته لأسلحتهم؟، المعارض السوري قال في مقابلة صحفية، ان، “النظام يمارس عقوبة جماعية على المدنيين ، ما ساهم في نجاحه بإخضاع الناس عبر سياسة التجويع والحصار والقتل”، مضيفاً، “اسأل الجهات الداعمة منذ أكثر من عام لإمداد المعارضة بالسلاح والذخيرة، لكنهم يرفضون”، ومشيرا “إلى أن إحدى المجموعات المقاتلة كان يبلغ عددها ٦٣ شخصا، قبل أن يقتل معظمهم ولم يسلم منهم إلا ١٥”. وأرجع المعارض السوري أسباب التسويات إلى “قطع الدعم المتعمد عن الثوار من قبل بعض دول "أصدقاء الشعب السوري" لهدف سياسي، ما أدى بعد عام إلى تآكل الحركة العسكرية”، معتبرا “أن ذلك جزء من مؤامرة على "الثورة". كما أكد القيادي السوري المعارض “أن فعاليات المدينة توصلت إلى اتفاق مع النظام على المصالحة”، مشيرا إلى أن التسوية تخضع لفترة تجريبية تبلغ ستة أيام في بعض مناطق المدينة، على أن تدخل حيز التنفيذ بعد انقضاء هذه المدة وتشمل سائر أركان المدينة”، لافتا “إلى أن المسلحين المعارضين في الزبداني، لا يتخطى عددهم المئتين، بعد انسحاب عدد كبير منهم إلى مناطق أخرى، وهم لا يحملون إلا أسلحة فردية”، ومشيرا “إلى أن التسوية بدأت بتسليم ٤٠ مسلحا من المدينة كانوا يقيمون في بلدة التل القريبة، أنفسهم إلى القوات الحكومية”. عودة الزبداني إلى سيطرة السلطات ، ستسمح للجيش السوري بتشديد الحصار على بلدات تشهد معارك عنيفة في ريف دمشق، حيث تسعى القوات السورية ومنذ عدة أيام، إلى السيطرة على بلدة المليحة التي تعتبر أبرز معاقل مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية.

المصدر : أنباء آسيا /جواد الصايغ


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة