يقوم احمد الجربا رئيس الائتلاف  السوري المعارض بجوله في دول الخليج بدأها بالعاصمة السعودية الرياض في محاولة لحشد هذه الدول خلف المعارضة السورية المسلحة ودعمها باسلحة حديثة خاصة تلك المتعلقة بالصواريخ المضادة للطيران، وحثها على تطبيق قرارات قمة الدوحة العربية باعطاء مقعد سورية الشاغر في الجامعة العربية الى مندوب المعارضة السيد هيثم المالح المرشح لتولي هذا المنصب.

من المؤكد ان السيد الجربا سيجد ترحيبا من مضيفيه الخليجيين خاصة في الرياض والدوحة، ولكن من غير المعتقد ان يجد استعدادا لتلبية طلباته التسليحية والدبلوماسية (مقعد سورية في الجامعة) في ظل المتغيرات العربية والدولية المتسارعة هذه الايام لمصلحة النظام السوري، وخاصة في ميادين المواجهات الدامية على الارض.

فاذا كانت الانباء غير السارة بالنسبة للائتلاف التي ابلغها السيد نبيل العربي امين عام الجامعة العربية للسيد هيثم المالح واغلق ملف المقعد السوري الشاغر، عندما قال ان “منحه للائتلاف لا يشكل نصرا” تشكل صدمة للسيد الجربا وزملائه في قيادة الائتلاف، فان تصريحات توني بلير التي ادلى بها الخميس وطالب فيها الغرب بالتوصل الى تسوية مع النظام السوري ستشكل كارثة كبرى.

توني بلير الذي انتقد موقف بريطانيا بعدم التدخل عسكريا في سورية وقال انها ستدفع ثمنا باهظا هي والدول الغربية الاخرى من جراء عدم تدخلها هذا، تراجع كليا وقال ان التوصل الى اتفاق ممكن مع الاسد حتى لو كان يعني بقاءه في السلطة افضل بكثير من دعم معارضة مهلهلة ومنقسمة، وواصل قائلا انه اذا تعذر الوصول الى هذه التسوية مع الاسد فيجب اتخاذ تدابير حاسمة لمساعدة المعارضة لاجباره على الجلوس الى مائدة المفاوضات، ومن بين هذه التدابير فرض حظر جوي، ووقف دعم دول الجوار للمعارضة الاسلامية المتشددة، حسب رأية.

لا نعتقد ان رئيس الوزراء البريطاني الاسبق المقرب من دوائر صنع القرار في الغرب، وواشنطن على وجه التحديد، ينطق بمثل هذه الاقوال الخطيرة من عنرياته، ولا نستبعد ان تكون مقدمة لحدوث تغيير في المواقف الغربية تجاه موقف جديد في الازمة السورية عنوانه التعايش مع نظام الرئيس الاسد.

توني بلير وضع محاربة الاصولية الاسلامية على قمة اولويات الغرب واعتبرها الخطر الاكبر وذهب الى درجة الحث على التحالف مع روسيا خليفة النظام السوري لمواجهتها، اي الاصولية الاسلامية، وكأنه يتبنى طروحات النظام السوري في هذا الخصوص التي كانت تركز دائما على ان الاولوية المطلقة يجب ان تعطى لمواجهة “الارهاب” الذي تمثله الجماعات الاسلامية المقاتلة التي تريد اسقاط النظام.

المشهد السوري يتغير بسرعة لمصلحة النظام، والدول الغربية التي راهنت عليها المعارضة والدول العربية الداعمة لها للتدخل عسكريا واسقاط النظام بدأت تتراجع في مواقفها، وتنسحب تدريجيا من الازمة، وتولي اهتماما لازمات اخرى اكثر اهمية بالنسبة لها مثل اوكرانيا، والمستر بلير هو لسان حالها.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-25
  • 15042
  • من الأرشيف

توالي الانباء غير السارة للائتلاف المعارض.. المشهد السوري يتغير بسرعة لصالح النظام

يقوم احمد الجربا رئيس الائتلاف  السوري المعارض بجوله في دول الخليج بدأها بالعاصمة السعودية الرياض في محاولة لحشد هذه الدول خلف المعارضة السورية المسلحة ودعمها باسلحة حديثة خاصة تلك المتعلقة بالصواريخ المضادة للطيران، وحثها على تطبيق قرارات قمة الدوحة العربية باعطاء مقعد سورية الشاغر في الجامعة العربية الى مندوب المعارضة السيد هيثم المالح المرشح لتولي هذا المنصب. من المؤكد ان السيد الجربا سيجد ترحيبا من مضيفيه الخليجيين خاصة في الرياض والدوحة، ولكن من غير المعتقد ان يجد استعدادا لتلبية طلباته التسليحية والدبلوماسية (مقعد سورية في الجامعة) في ظل المتغيرات العربية والدولية المتسارعة هذه الايام لمصلحة النظام السوري، وخاصة في ميادين المواجهات الدامية على الارض. فاذا كانت الانباء غير السارة بالنسبة للائتلاف التي ابلغها السيد نبيل العربي امين عام الجامعة العربية للسيد هيثم المالح واغلق ملف المقعد السوري الشاغر، عندما قال ان “منحه للائتلاف لا يشكل نصرا” تشكل صدمة للسيد الجربا وزملائه في قيادة الائتلاف، فان تصريحات توني بلير التي ادلى بها الخميس وطالب فيها الغرب بالتوصل الى تسوية مع النظام السوري ستشكل كارثة كبرى. توني بلير الذي انتقد موقف بريطانيا بعدم التدخل عسكريا في سورية وقال انها ستدفع ثمنا باهظا هي والدول الغربية الاخرى من جراء عدم تدخلها هذا، تراجع كليا وقال ان التوصل الى اتفاق ممكن مع الاسد حتى لو كان يعني بقاءه في السلطة افضل بكثير من دعم معارضة مهلهلة ومنقسمة، وواصل قائلا انه اذا تعذر الوصول الى هذه التسوية مع الاسد فيجب اتخاذ تدابير حاسمة لمساعدة المعارضة لاجباره على الجلوس الى مائدة المفاوضات، ومن بين هذه التدابير فرض حظر جوي، ووقف دعم دول الجوار للمعارضة الاسلامية المتشددة، حسب رأية. لا نعتقد ان رئيس الوزراء البريطاني الاسبق المقرب من دوائر صنع القرار في الغرب، وواشنطن على وجه التحديد، ينطق بمثل هذه الاقوال الخطيرة من عنرياته، ولا نستبعد ان تكون مقدمة لحدوث تغيير في المواقف الغربية تجاه موقف جديد في الازمة السورية عنوانه التعايش مع نظام الرئيس الاسد. توني بلير وضع محاربة الاصولية الاسلامية على قمة اولويات الغرب واعتبرها الخطر الاكبر وذهب الى درجة الحث على التحالف مع روسيا خليفة النظام السوري لمواجهتها، اي الاصولية الاسلامية، وكأنه يتبنى طروحات النظام السوري في هذا الخصوص التي كانت تركز دائما على ان الاولوية المطلقة يجب ان تعطى لمواجهة “الارهاب” الذي تمثله الجماعات الاسلامية المقاتلة التي تريد اسقاط النظام. المشهد السوري يتغير بسرعة لمصلحة النظام، والدول الغربية التي راهنت عليها المعارضة والدول العربية الداعمة لها للتدخل عسكريا واسقاط النظام بدأت تتراجع في مواقفها، وتنسحب تدريجيا من الازمة، وتولي اهتماما لازمات اخرى اكثر اهمية بالنسبة لها مثل اوكرانيا، والمستر بلير هو لسان حالها.

المصدر : “راي اليوم”


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة